بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أم غازي تحلم بلحظة عناق مع ابنها بعيداً عن جدران السجن

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-12-2002, 05:33 PM   #1
الشهيد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 329
أم غازي تحلم بلحظة عناق مع ابنها بعيداً عن جدران السجن

أم غازي تحلم بلحظة عناق مع ابنها بعيداً عن جدران السجن



غزة: مكتب الجذور الصحفية (خاص بينابيع)



"أحلم أن أعانق ابني بحرية تامة، بعيداً عن أسوار السجن، لكن جنود الاحتلال منعوني منذ فترة من زيارته".



بهذه العبارة وصفت الحاجة فاطمة سعيد النمس (60 عاماً) من غزة، شوقها لابنها المحكوم عليه بستة عشرة عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال.



كانت أم غازي (الحاجة فاطمة)، تجلس صامتة في مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة، ترفع رأسها تارة، وتحدق في صورة ابنها التي تحملها في يدها تارة أخرى، وتقول في أسى: ستة عشرة عاماً وأنا أنتظر أن يدق عليّ الباب، كل يوم أتخيله يدق الباب وينخرط معي في بكاء طويل وعناق يذيب ساعات الانتظار الطويلة على بوابات السجون، وتستمر أم غازي في حديثها المفعم بشوقها ووجعها: "يا بني إن قلبي يشتعل ناراً، أنا أم سلبوني ابني، وزجوا به في غياهب السجون، فماذا تتصور حالي"؟



أستمع لكلامها، وأعود بالذاكرة سنوات، يوم اعتقلت سلطات الاحتلال ابنها غازي عام 1985، بتهمة الاشتراك في قتل مستوطن اسرائيلي، وظل منذ ذلك الوقت يتنقل من سجن الى آخر، حتى بدا الأمر لانهائياً.



وكانت هذه السيدة الملتاعة تسرح بنظرها وتتدفق كلماتها تروي تفاصيل الاعتقال: "جاءت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الى المنـزل، طرقوا الباب، ملئوا المكان بضجيجهم واسلحتهم وبساطيرهم، واقتادوه الى السجن رغم توسلاتي ومحاولاتي لمعرفة ما الذي يحدث إلاّ أنهم رفضوا الإجابة؟ وقالوا لي: نريد أن نتحدث معه لمدة ربع ساعة فقط وسيعود".



الربع ساعة امتدت ستة عشر عاماً، توقفت قليلاً وحدّقت في أمهات الأسرى اللواتي تجمعّن في باحة مقر الصليب الأحمر للتضامن مع أبنائهن وأزواجهن، ثم تابعت: "لا يمكن أن تتصوروا العذاب الذي تحملته في تربية غازي الذي توفي والده وعمره لا يزيد عن عامين، وتزوجت عمه وعاش مع اخوته الآخرين، كنت أحلم أن يكبر ويعيش حياة طبيعية ويتزوج وأرى أولاده، لكنهم منعونا حتى من أن نحلم".



وبصوتٍ حزين عادت تقول: "يا بني أنا أم أخذوا ابنها منها هل تعرف ما معنى ذلك؟ إذا فقد الناس شيئاً عزيزاً عليهم يحزنون عليه، فما بالك حين يأخذون ابنك منك"، لكنها عادت لتقول بثقة أنه لا يجب الاستسلام، "أعرف أنه سيخرج يوماً من السجن، ولكنني أريد أن أراه قبل أن أموت، أريد أن ألمسه بعيداً عن "شبك" الزيارة وعيون جنود الاحتلال وأسلحتهم، لكنهم منعوني من زيارته تحت مبررات أمنية، لا أعرف ما هي، هل كنت أحمل قنابل وزجاجات مولوتوف، أين هي العدالة في هذا العالم".



ما زالت أم غازي تذكر ذلك اليوم الذي منعها فيه جنود الاحتلال من زيارة غازي بذريعة أنها ليست والدته، تقول عن ذلك اليوم: "تفاجأت بالجندي على بوابة السجن، يقول لي: "عودي من حيث أتيت؟ لا توجد لكِ زيارة" ، وعندما حاولت الاستفسار عن السبب، جاءني الرد كوقع الصاعقة، وهو أن غازي فلذة كبدي ليس ابني، فصرخت فيه، ماذا تقول؟ هل اشتريته من السوق، وعلى الرغم من صراخي الشديد وانفعالي وتوسلاتي، لكنهم أصرّوا على موقفهم ومنعوني من الزيارة".



قبل يوم الزيارة الأخيرة التي سمح بها بعد معاناة طويلة، اتصلت ام غازي بالصليب الأحمر، فقالوا لها ان سلطات الاحتلال رفضت السماح لها بالزيارة لأسباب أمنية، اشتعلت النار في قلبها وانتظرت حتى عاد أهالي الأسرى من الزيارة فأسرعت اليهم للاطمئنان على ابنها وسماع أخباره.



الحاجة أم غازي وجدت منذ خمس سنوات فرصة للتعبير عن رفضها لاستمرار اعتقال ابنها من خلال الإعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى الذي يعقد داخل وأمام مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة.



عن هذا تقول: "آتي كل يوم اثنين هنا لإظهار تضامني مع أبنائنا الأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم، لا أحد يمكنه أن يسمع صوتك إذا لم تتحدث بصوتٍ عالٍ ومسموع، آمل أن يفرّج الله كربتهم، لا أعرف لماذا لا يطلقون سراحهم، أليس لديهم أبناء مثلنا، ألا يشتاقون لعناقهم مثلما نشتاق لعناق ابنائنا"، وقبل أن تغادرنا لتنضم الى أمهات الأسرى، قالت بحرقة: "كل كلمات الدنيا لا تستطيع أن تصف مشاعر أم تنتظر خروج ابنها من غياهب السجون".



بقي سؤال كبير، هل يمكن أن تنسى أم غازي صورة ابنها خلف القضبان طوال حياتها، وهل يمكن للكلمات أن تصف مشاعرها. وحالة أم غازي هذه تتشابه معها حالات أكثر من 2300 أم وأخت وزوجة وابنة، هي مجموع عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب الذي ما زالوا يقبعون في السجون الإسرائيلية، فهل سيأتي اليوم الذي يتنسمون فيه عبير الحرية. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشهيد غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)