[إبراهيم الفهد]

بسم الله الرحمن الرحيم

القتال الحتمي لابد من مواجهته


الحمد لله الواحد القهار الغني عن عبادة وغني عن كل شيئ سبحانه لم نصل لثنائنا عليه بما يستحقه أو نعبده حق عبادته سبحانه ربنا وخالقنا ورازقنا وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :


القتال الحتمي لابد من مواجهته هو مع نفسك لكن ليس من اجل رزقك وليس لأجل سلامة جسدك من مكروه ولا من أي قضيه تواجهها بل هو الصراع بين الحق والباطل ، بين الهداية والغواية ، بين سريرتك وعلانيتك، فألد الأعداء إليك هي التي بين جنبيك .

اصنع لنفسك خيرا


يقول الله سبحانه وتعالى:

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 110 البقرة

هذه الآية تحمل تهيداً خطيرا ووعيد كما قاله ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله :

( إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

وأيضاً قدم لنفسك خيراً تجد الراحة الأبدية بإذن الله فمن الطبيعي ان لاتشغل نفسك بالطاعة فبالمقابل ستشغلها بالمعصية ، جاهدها وكافح قبل ان تجد نفسك في حفرة لاتنجى أبدا إلا بعملك الصالح.

يقول الشاعر البوصيري

والنفس كالطفل إن تهمله شب على **** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وجاهد النفس والشيطان واعصهما **** وإن هما محضاك النصح فاتهم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه **** إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

وراعها وهي في الأعمال سائمة **** وغن هي استحلت المرعى فلا تسم

وكم حسنت لذة للمرء قاتلة **** من حيث لم يدر أن السم في الدسم

عداوة معلنة ..


قال تعالى : { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} 53 يوسف




فهذه الآية بينت كيف كانت النفس تفعل وتتمرد حتى وصل الشرف والدين وقد يستمر إلى اسفل السافلين فإن لم تضع حدود حمراء منيعة وإلا ستستمر بالتمرد .

اخي القارئ إلى متى تنصاع لما تهواه نفسك ؟ إلى متى وانت تستمر بحياتك تبحث عما ترتاح في مكان لاينبغي فيه التوقف للعبث او الركون للهوى ؟ وهل افلح من فعل ذلك ؟ لاو الله لم يفلح .


سر ضياعك هو من يتحكم بك

إنه هواك

قال تعالى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } الكهف 28

يجب ان تجاهد نفسك ولاتتبع الهوى فتضل عن سبيل الله فتهلك وهو الخسران المبين.
اخي : يجب ان تتوقف قليلاً وتتحدث مع نفسك هل هذه الدنيا مكان للراحة ؟ ام ان المكان يستظل به عابر سبيل ؟ افعل هذا الآن قبل فوات الأوان .


استعد لما امامك


قبل ان تلقى ما يسوؤك قبل ان تقول رباه ارجعون فلا يستجاب لك ، ادرك نفسك ياعبدالله قبل الفراق قبل ان تعض اصابع الندم . واخيرا اسأل الله ان يرحمنا برحمته ويدخلنا الجنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه : سيف القلم ( ابراهيم الفهد )