(( هاتف الآخرة وهاتف الدنيا ))

ولد_الصفراء · 07-02-2003, 01:28 AM

(( هاتف الآخرة وهاتف الدنيا ))

ربما تضطر أخي المسلم إلى أخذ جوالك إلى بيت الله كأن تكون في السيارة وتقف لاداءالصلاة فتخشى عاقبة ترك الجوال في السيارة .

وربما تنسى وتأخذ الجوال معك حتى مع إمكانية تركه في مكان آمن كما قد تنسى أن تغلقه ولكن هل تتفق معي أن هذه حالات إستثنائية من القاعدة العامة : ( صلاة بلا جوال ) بل : ( صلاة بلا دنيا ) ؟

إن من يذهب إلى الصلاة يفترض أن يرمي الدنيا خلف ظهره وأن يتجه إلى الله سبحانه فالنداء إلى الصلاة هو هاتف الآخرة الذي يجب أن لا يشغلنا عنه هاتف الدنياومن يأتي إلى المسجد ومعه جواله متعمداً فكأنما لازال مع الدنيا ينتظر منها ما يشغله عن الصلاة حضوراً وخشوعاً حيث لا يمكن لمن حمل جوالاً مفتوحاً ينتظر رنينه مستعداً للتجاوب معه أن يقف بين يدي ربه متصلاً خاشعا.

لقد كان الصحابة والسلف الصالح _ رضوان الله عليهم جميعا _ إذا سمعوا النداء : ( حي على الصلاة ... حي على الفلاح ) تركوا ماهم فيه من الدنيا وهرعوا إلى الصلاة لدرجة أن منهم من رفع يده بالمطرقة ليطرق فلما سمع الآذان ألقاها ولم يتم الطرق واتجه إلى المسجد .

كما كانوا إذا دخلوا في الصلاة كأنما إنتقلوا إلى عالم آخر لاعلاقة له بالدنيا لدرجة أنهم لايحسون بما يقع حولهم بل حتى ولو على أجسامهم .
أين نحن منهم ؟
إن الصلاة دقائق ... فهل عز عليك أخي المسلم أن تنقطع لربك عن الدنيا الفانية دقائق ؟
هل إستكثرت على خالقك دقائق معدوده من عمرك ؟
الست لله وإليه راجع ؟
ثم مالذي يضطرك إلى تعمد أخذ جوالك إلى المسجد ؟
هل تنتظر هاتفاً دنيوياً يناديك لأمر الخلق عن الخالق ؟
حدث طارىء - لاقدر الله - لأهلك أوبيتك يصرخ بك وأنت بين يدي الله : أحضر حالاً- أنقذنا !!

هل أنت كذلك ؟
إن كنت كذلك فاسمع هذه القصة العجيبة التي حدثت لي :

قبل سنوات كنت أصلي في غرفة من غرف البيت... وكانت طفلتي بجواري وفجأة تسلقت أدراج مكتبة في الغرفة فخشيت أن تسقط منها أو تسقط عليها فقطعت صلاتي وأبعدتها .

عدت إلى الصلاة .. ولما انتهيت .. جلست في الصلاة وجاءت الطفلة وأخذت تلعب بمركاة كانت بجواري ..

وفجأة سقطت من المركاة وإنكسرت ذراعها ..سبحان الله !!

إن الجوال لن يمنع شيئاً كتبه الله - دع الخلق للخالق واتجه أخي المسلم بعقلك وقلبك إلى ربك معتزلاً الدنيا بهواتفها وجوالاتها ومشاغلها دقائق معدودة خمس مرات في اليوم والليلة .

تقبل الله مني ومنك .

الطيــــر · 07-02-2003, 04:20 AM

جزاك الله خير ...

كلمات رائعة أثابك الله ...

وشكرا

07-02-2003, 01:28 AM	#1
ولد_الصفراء عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2002 البلد: بريــــــــدة المشاركات: 3,533	(( هاتف الآخرة وهاتف الدنيا )) (( هاتف الآخرة وهاتف الدنيا )) ربما تضطر أخي المسلم إلى أخذ جوالك إلى بيت الله كأن تكون في السيارة وتقف لاداءالصلاة فتخشى عاقبة ترك الجوال في السيارة . وربما تنسى وتأخذ الجوال معك حتى مع إمكانية تركه في مكان آمن كما قد تنسى أن تغلقه ولكن هل تتفق معي أن هذه حالات إستثنائية من القاعدة العامة : ( صلاة بلا جوال ) بل : ( صلاة بلا دنيا ) ؟ إن من يذهب إلى الصلاة يفترض أن يرمي الدنيا خلف ظهره وأن يتجه إلى الله سبحانه فالنداء إلى الصلاة هو هاتف الآخرة الذي يجب أن لا يشغلنا عنه هاتف الدنياومن يأتي إلى المسجد ومعه جواله متعمداً فكأنما لازال مع الدنيا ينتظر منها ما يشغله عن الصلاة حضوراً وخشوعاً حيث لا يمكن لمن حمل جوالاً مفتوحاً ينتظر رنينه مستعداً للتجاوب معه أن يقف بين يدي ربه متصلاً خاشعا. لقد كان الصحابة والسلف الصالح _ رضوان الله عليهم جميعا _ إذا سمعوا النداء : ( حي على الصلاة ... حي على الفلاح ) تركوا ماهم فيه من الدنيا وهرعوا إلى الصلاة لدرجة أن منهم من رفع يده بالمطرقة ليطرق فلما سمع الآذان ألقاها ولم يتم الطرق واتجه إلى المسجد . كما كانوا إذا دخلوا في الصلاة كأنما إنتقلوا إلى عالم آخر لاعلاقة له بالدنيا لدرجة أنهم لايحسون بما يقع حولهم بل حتى ولو على أجسامهم . أين نحن منهم ؟ إن الصلاة دقائق ... فهل عز عليك أخي المسلم أن تنقطع لربك عن الدنيا الفانية دقائق ؟ هل إستكثرت على خالقك دقائق معدوده من عمرك ؟ الست لله وإليه راجع ؟ ثم مالذي يضطرك إلى تعمد أخذ جوالك إلى المسجد ؟ هل تنتظر هاتفاً دنيوياً يناديك لأمر الخلق عن الخالق ؟ حدث طارىء - لاقدر الله - لأهلك أوبيتك يصرخ بك وأنت بين يدي الله : أحضر حالاً- أنقذنا !! هل أنت كذلك ؟ إن كنت كذلك فاسمع هذه القصة العجيبة التي حدثت لي : قبل سنوات كنت أصلي في غرفة من غرف البيت... وكانت طفلتي بجواري وفجأة تسلقت أدراج مكتبة في الغرفة فخشيت أن تسقط منها أو تسقط عليها فقطعت صلاتي وأبعدتها . عدت إلى الصلاة .. ولما انتهيت .. جلست في الصلاة وجاءت الطفلة وأخذت تلعب بمركاة كانت بجواري .. وفجأة سقطت من المركاة وإنكسرت ذراعها ..سبحان الله !! إن الجوال لن يمنع شيئاً كتبه الله - دع الخلق للخالق واتجه أخي المسلم بعقلك وقلبك إلى ربك معتزلاً الدنيا بهواتفها وجوالاتها ومشاغلها دقائق معدودة خمس مرات في اليوم والليلة . تقبل الله مني ومنك .

07-02-2003, 04:20 AM	#2
الطيــــر تاريخ التسجيل: Jun 2002 البلد: الريـــاض المشاركات: 3,864	جزاك الله خير ... كلمات رائعة أثابك الله ... وشكرا __________________ أعاذل ذرني وانفرادي عن الورى * فلست أرى فيهم صديقاً مصافيا نداماي كتبٌ أستفيد علومها * أحباي تغني عن لقائي الأعاديا وقد جلت في شرق البلاد وغربها * أنقب عمن كان لله داعيا فلم أجد أر إلا طالباً لوجاهةٍ * وجمّاع أموال وشيخاً مرائيا قبضت يدي عنهم وآثرت عزلـــةً *** عن الناس واستغنيت بالله كافيا