|
|
|
|
29-08-2010, 08:55 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: السعودية
المشاركات: 2
|
فضل العشر الأواخر في رمضان
فضل العشر الأواخر في رمضان (1-2)
فضيلة الشيخ/ سليمان بن عبد الرحمن العمري الحمد لله الذي أوضح سبيل هدايته لأرباب ولايته وأبهج، وحرك أهل عبادته إلى معاملته وأزعج، وأبدع بدائع قدرته في محكم صنعته وأخرج، لا يخفى عليه ضمير القلب في سواد الليل ولا طرف أدعج، يبصر جرْيَ اللبن يسري في العروق نحو المخرج، وينزل إلى السماء الدنيا فأين الذي بالمناجاة والاستغفار يلهج؟ فيستعرض الحوائج إلى أن يلوح الفجر ويتبلج، وورد بذلك النقل، من عقَل رأى الحق أبلج. وأشهد بوحدانيته شهادة موقن ما تلجلج، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي محاسن الشرائع في شريعته تدرج. صلى الله عليه، وعلى أبي بكر أول من أنفق ماله وأخرج، وعلى عمر الذي اضطر كسرى إلى الهروب وأحوج، وعلى عثمان المظلوم وقد عدل وما عذل ولا عرَّج، وعلى علي مبيد الطغاة فلم يكن لهم منه مهرب ولا مخرج، وعلى آله وأصحابه الذين نصر الله بهم الدين وأبهج، وسلم تسليماً. عباد الله! إن عشركم هذه هي العشر الأخيرة، وفيها الخيرات والأجور الكثيرة، تكمل فيها الفضائل، وتتم فيها المفاخر، ويطلع على عباده العظيم القادر، وينيلهم الثواب الجزيل والحظ الوافر، فيها تزكو الأعمال، وتنال الآمال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسهر ليله، ويقوم فيه الليل كله، فالسعيد من أكرمه وأجلَّه، والبعيد من أهانه واستقله. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم هذه العشر على باقي الشهر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف والقيام، كما ورد ذلك عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله". وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل العشر طوى فراشه واعتزل نساءه. وكان يخصها بالاعتكاف والاغتسال كل ليلة بين العشائين، والتنظف والتطيب، وإحياء الليل. فبادروا عباد الله بالتوبة والاستغفار والابتهال إلى ذي الجلال والإفضال، واغسلوا بالدموع درن الذنوب، قبل أن يفضحوا بالعيوب، وإن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب في المعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دماً دموعه، وحقيق أن يقل في الدجى هجوعه. وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير، وذلك كل ليلة، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟". فبادروا رحمكم الله بالتوبة النصوح قبل انقضاء العمر، وهجوم الأجل، وصونوا صيامكم وقيامكم عن ارتكاب اللغو والآثام، وعلموا –رحمكم الله- أن هذه العشر قد أوجب الله عليكم تعظيمها واحترامها، وأجزل الثواب لمن أحيا لياليها وقامها، فانتبهوا رحمكم الله، واهجروا لذيذ المنام، واحذروا من الغفلة في هذه الليالي والأيام، وخذوا قدر البلغة من الطعام، هذه عشر محو الذنوب، هذه عشر حياة القلوب، هذا وقت تلاوة الكتاب، هذا وقت عمارة المحراب، هذه عشر فيها تكف النفوس، كأنها في حُبوس، وتظمأ عن الكؤوس، وتطرق من الخشية الرؤوس عن النظر إلى الحرام، عشر تحلى فهيا المساجد، ويخشع فيه الراكع والساجد، وينهض للخيرات كل قاعد، ويصير الراغب كالزاهد من قلة الطعام، عشر التعبد والتراويح، عشر السهر والمصابيح، عشر المتجر الربيح، عشر يترك فيه القبيح، وتهجر الآثام، فيها تصح الأمور، فيها تراق الخمور، فيها تتعطل الزمور، فيها يعرف قدر الدين، فيها يتشبه المسيء بالمحسنين، فيها ترق القلوب، فيها تغفر الذنوب. عباد الله! احذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة، فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل، والعداوة بينكم وبينه قديمة، فإنه ما أُخرج من الجنة وطُرد عن الخدمة، إلا بسبب تكبره على أبيكم، وامتناعه من السجود لما أُمر به، وقد أُبلس من الرحمة، وأيس من العود إلى الجنة، وتحقق خلوده في النار، فهو يجتهد أن يخلِّد معه في النار بني آدم، بتحسين الشرك، فإن عجز قنع بما دون ذلك من الفسق والعصيان، وقد حذركم مولاكم منه، وقد أعذر من أنذر، فخذوا حذركم: { يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ}الأعراف:27 ، فالعجب ممن عرف ربه وعصاه، وعرف الشيطان وأطاعه { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } الكهف:50. عباد الله! أيقظوا في هذه العشر الأسماع والأبصار، واحبسوا فيه عن الفضول اللسان الهذَّار، وانهضوا للاستغفار وقت الأسحار، واعجباً لمن ينام؟ لازموا المساجد وتزودوا، واجتمعوا على الفلاح والخير ولا تبددوا، وتصبَّروا عن الخطايا وتسددوا، فإنما هي أيام، فالفضائل في هذه العشر كثيرة، والمصالح وافرة غزيرة، فالسعيد من عمل وقُبِل، والشقي من طرد وخذل، ومن الفضائل فيه إطعام الطعام، وتفطير الصوَّام، فإنه قد ورد عن خير الأنام: "من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار". المصدر: وظائف رمضان ص123 – ص128 أسأل الله أن ينفع به |
07-09-2010, 05:22 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: القصيم
المشاركات: 8
|
الله يجزاك خير
|
08-09-2010, 08:58 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: أنغمس بين وجعي وآلآمي واليأس ..!
المشاركات: 96
|
جزاك الله خير
|
الإشارات المرجعية |
|
|