|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
15-09-2010, 09:36 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 46
|
النسخ القديمة من كاريزما الدكتور سلمان العودة إلى أين ستتجه .؟
النسخ القديمة من كاريزما الدكتور سلمان العودة إلى أين ستتجه .؟
لربما كانت بدايات الصحوة هي شرر الاندلاع للسجال الفكري بين الإسلاميين و غيرهم من قوى الفكر اليساري و رموزه ، في صراع ظل متوقداً في الساحة الفكرية السعودية ، و منذ ذلك الحين و الرموز لها حضورها القوي و إنتاجها الفكري الذي كان و لا يزال يُضخ على مدار تلك الأيام ، حتى مع الإقصاء القمعي الذي لجأت المؤسسات الرسمية آنذاك ، إلا أصوات رموز الصحوة و حضورهم كان يعزز نجاحهم و قبولهم في أوساط الناس بشكل عام ، و امتدت أصواتهم حتى خارج الحدود ليصبح لهم ثقل أممي بعد ذلك . و كان للدكتور سلمان العودة الصدارة في نسج هذا النسيج الذي سُمي بالصحوة ، فقد انبهر المجتمع بثقافته الواسعة ، و اطلاعه الجامع بين أصالة التراث ، و تجدد الواقع ، و بث الرؤى التحليلة المعززة بالخطاب الشرعي المعاصر المنعتق من قبضة القرار السياسي و القيد الاجتماعي ، كان يتحدث بجوهر الإسلام و بلغة اليوم في آن واحد ، حتى طالته كلاليب القمع برفقة صاحبيه في مثلث الصدارة الصحوي الدكتور سفر الحوالي و الدكتور ناصر العمر . و بعد سنوات الانقطاع ، عاد سلمان العودة و قد هدأت أنفاسه الثائرة ، بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ ، و أطل على مجتمعه و عالَمِه بوجهٍ بدت فيه تغيرات الكِبَر و الحكمة ، و كانت نعم المكمل لشخصيته الرائعة ، و أصبح الخطاب الصحوي متعدد اللهجات لكنه يصب في النهاية في مصب واحد ، إلا أن لسلمان العودة القدح المعلى في ضخ إنتاج جديد بلون هادئ يُخاطب الكل بعد أن كان يُخاطب النخب ، لم يتمالك سامعوه من كافة الشرائح إلا تسجيل الإعجاب ، على الرغم من الانتقادات الحادة التي كانت تسير على نمط النسخة القديمة من شخصية سلمان العودة . لقد كان الدكتور سلمان العودة ناجحا في كلا المرحلتين ، عاش مع الأولى بظروفها ، و عاش مع الثانية بظروفها ، و عمد إلى كل ظروف و كيَّف نمطه معها ، و لا يزال الواقع اليوم حافلاً بوجوه تنطلق من خطاب شرعي تتحدث بحديث يشابه حديث سلمان التسعينيات الميلادية ، و لكن هؤلاء سيمرون بتغيرات لربما انتهت بهم إلى نمط الحوار الذي انهجه سلمان العودة . سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع ، لقد استطاع سلمان العودة الداهية المخضرم من صناعة قوالب جذابة معاصرة تحوي التراث الأصيل من غير تبديل ولا تزييف ، جعل منه رمزاً دينيا عظيما له حضوره القوي في المؤسسات و المجامع و الدول . و كلي أمل أن تُمحى النسخ القديمة من سلمان العودة ، لتخلو كل الميادين إلا ميادين الحوار و الهدوء ، بعيداً عن المهازل المرتجلة و الفتاوى المتشنجة ، و اللغة الغاضبة المتأففة في كل الأحوال و المواطن ، و أمام كل الأشخاص ، نريد لغة صناعة الحياة ، لغة تعزيز الأخلاق و العقائد بهدوء و لين ، لغة الدلالة على الحياة الكريمة و العيش السعيد ، لغة الإنتاج و الطموح . شكراً أستاذنا سلمان العودة .
__________________
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إلم تجد ما تأكله
|
15-09-2010, 12:26 PM | #2 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: Not your business
المشاركات: 810
|
قال سلمان في إحدى محاضراته ونسيت اسمها آنذاك " أن كثرة الأعداء تعني أنك على حق " فماذا يكون من قل أعداءه ورضوا عنه ، وكما يقول المثل " لن يصمت عنك عدوك إلا إذا رأى منك ما يعجبه " فلماذا رأى القصيبي سلمان منهجا وسطيا وشكره على ذلك وتناسى من هم أعظم منه في العلم وأكبر وأفقه من ابن عثيمين وابن باز وأل الشيخ والحيدان والفوزان وووو إلخ
أكل هؤلاء على خطأ وهو وحده على صواب ربما لا تريد أن تسمع سلمان يوم أن ينافح عن الجهاد - أيام زج الشباب في معركة سياسية بغطاء إسلامي كان هو أساسها ومن معه - وتريده ينكر كما أنكر اليوم . لا تريده يغضب على الكفار كما يفعل في السابق وهو اليوم يقول أن أمريكا عادلة . لا تريده متمسكا ثابتا كتلك الأيام ويرجع اليوم ليخرج الخلاف وينشره بين الناس وبالأخير يقول هذا رأي وليس فتوى . تريده اليوم بين فتوى دعاية حلاقة وكشف الوجه ولبس البنطال و المسلسلات التركية و عيد الميلاد لا كما كان بين الدعوة الحقة والدفاع عن سنام الاسلام بل هو من ضاق بباب سد الذرائع العظيم . سلمان اليوم لا الشخص إنما المنهج بين كل فترة نرى منه كبوة وليت الرقع ستقف يوما ما لنقف عن سدها ، فهو الذي رقق الدين بالخلاف وشق صفوف العلماء الأجلاء الكبار بفتاوى تخالفهم ، وعند مناصحته يقول هذا رأيي - اعلم أنه فعلة يضحك منها الصغير - لكن هذه الموضه . دع كل ما قلته وامسح من ذاكرتك تعال معي واقرأ ما يقول فسلمان يوما قال : " من الخطأ جعل الحياة محكومة بنظام الفتوى وأردف قائلا : لكن الحياة مليئة بألوان وأنماط مختلفة، فالحياة فيها السياسي الذي يدير العمل من زاوية سياسية، والتاجر الذي يدير شؤون الحياة من منطلق الاقتصاد، وفيها الإبداع، والتقنية، والأمور الاجتماعية، كما أن فيها الخطأ والصواب. " فهو يريد لكل صاحب صنعة رأيه بعيدا عن رأي الدين فالسياسي له عمله والنجار له رأيه ووو وصاحب الدين له دينه . تعال هنا أسألك أتعلم فكر من هو الذي يقول : [ بفصل الدين عن الدولة ] و [ فصل الدين عن الحياة ] ؟ انظر لصورة سلمان اليوم وصورته بالأمس وسترى جمال الكاريزما و اقرأ الردود عليه ترى كثرة الثغرات والله المستعان فالله وحده نسأله أن لا يؤتى الدين من الدعاة والمفكرون والمنتسبون للدين .
شفى الله صاحبه وثبت الآخر سلمان حتى اليوم هو بنفسه لا يعلم أين موقعه ومكانه ولا نقول سوى اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وثبتنا حتى الممات نحمد الله أن الدين ليس أشخاص
__________________
آخر من قام بالتعديل private.ID; بتاريخ 15-09-2010 الساعة 12:42 PM. |
|||||||||||||||||||
17-09-2010, 07:55 AM | #3 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: ~~ .فـي أوطـان الـعـز. ~~
المشاركات: 1,167
|
سلم لسانك وفكركـ ,, قأت ردك فكأنكـ تحكي مافي قلبي ,,, جزيت خيرااا. |
|||||||||||||||||||||||
15-09-2010, 02:15 PM | #4 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: السعوديه
المشاركات: 646
|
|
16-09-2010, 02:08 AM | #5 | |||||||||||||||||||||||
Registered User
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: أقيم وأؤذن في المسجد ... واذا كشتنا أقيم وأؤذن في الهواء الطلق
المشاركات: 976
|
افهم من كلامك ان الشيخ ابن باز(رحمه الله) والشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) معصومون من الاخطاء , اذا كنت تعتقد هذا فانت على خطر عظيم , خلك من تقديس المشايخ , الله يهديك . |
|||||||||||||||||||||||
16-09-2010, 02:39 AM | #6 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: Not your business
المشاركات: 810
|
ابن عثيمين رحمه الله تعالى ذكرنا وعلمنا منهجا كريما وهو درسا لن ينساه أحدا سمع يوم أن قام أحد طلابه لإلقاء قصيدة عنه ، فأبى رحمه الله تعالى إكمالها - خشية تعليق الحق بالأشخاص - فالأنسان ما دام على الحياة لا يؤمن عليه من الفتنة . فهم لم يكونوا معصومون ، ولكنهم كانوا ثابتون صامدون لا تغيرهم المحن والفتن ومن يغير ويبدل وما زال الكثير يسير على نهجهم فنسأل الله الثبات لهم .
__________________
|
|||||||||||||||||||||||
16-09-2010, 02:44 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2010
البلد: البلد
المشاركات: 11
|
الأخ أبا رقية ، أشكر لك هذا الكتابة التحليلية رغم أني اختلف معها ، ولكن أنْ أجد شخصاً يتناول الموضوع الذي يتناوله بشيء من اللغة الفصيحة والأسلوب الواضح وإن اختلفت رؤيته عمّا أراه ، أقول حين أجد شخصاً على هذا الوصف يشجعني حقيقة أن أكتب وأحاور ، ويغريني على البقاء هنا لأني أجد من يُكَمِّلني وأُكَمِّله ، والمثاقفة تنضج العقول ..
تقول يـا أبا رقية : و بعد سنوات الانقطاع ، عاد سلمان العودة و قد هدأت أنفاسه الثائرة ، بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ ، و أطل على مجتمعه و عالَمِه بوجهٍ بدت فيه تغيرات الكِبَر و الحكمة ، و كانت نعم المكمل لشخصيته الرائعة ، و أصبح الخطاب الصحوي متعدد اللهجات لكنه يصب في النهاية في مصب واحد ، إلا أن لسلمان العودة القدح المعلى في ضخ إنتاج جديد بلون هادئ يُخاطب الكل بعد أن كان يُخاطب النخب ، لم يتمالك سامعوه من كافة الشرائح إلا تسجيل الإعجاب ، على الرغم من الانتقادات الحادة التي كانت تسير على نمط النسخة القديمة من شخصية سلمان العودة . وتقول : سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع ، لقد استطاع سلمان العودة الداهية المخضرم من صناعة قوالب جذابة معاصرة تحوي التراث الأصيل من غير تبديل ولا تزييف ، جعل منه رمزاً دينيا عظيما له حضوره القوي في المؤسسات و المجامع و الدول . أخي أبـا رقية : كأني بك تقول بأن الذين كانوا على ما عليه الصحوة في ( العهد القديم! ) سيؤول بهم الحال إلى ما آل إليه حال سلمان العودة ، وذلك بالتحول الذي من معالمه مد اليد إلى التيار الليبرالي ، والتقعيد على قاعدة التيسير لا على مبدأ الدليل ، إلى غير ذلك من المعالم الذي ليس هذا موطن ذكرها .. وأود أن أقول لك : بأن أبا معاذ بعد سنوات الانقطاع لم يعد هو أبو معاذ الذي يحمل همّ الإصلاح والتغيير .. بل ظهر بشخصية ( المثقف الفلسفي ) الذي يحمل الثقافة لذات الثقافة والفلسفة ومن سمات هذا النوع أنه يتكلم في الشيء ونقيضه دون أن يكون له موقف واضح من الشيئين !! .. وليس يخفى أنّ هذا ليس هو الهدي الذين أُمِرنا باتباعه .. وأنا أوافقك القول بأنه كان ذا نفس ثائر في عهده القديم ، وكانت له أطروحات فكرية ودعوية كان ثمة من ينقده عليها من رفاق دربه ، وكانوا يعارضونه عليها بشدة غير أنّه كان مصراَ عليها ، ولكنه بعد ذلك خرج ليس كما تقول : بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ .. فهو لم يخرج بحكمة كما تذكر ، بل خرج من النقيض إلى النقيض ، خرج من الثورة إلى الثورة المضادة ولكنها على كل ما هو ( سلفي ) ، ولم يسلم منه أحد كما لم يسلم منه سابقاً أحد وهذه لا تدل على حكمة بل تدل على ردات فعلٍ يعيشها في ( عهده القديم ، وفي عهده الجديد ) . فالإنتاج الجديد الذي يضخه الآن لم يقبله إلا طائفتين من الناس : الطائفة الليبرالية على شتى درجاتها والمتأثرين بها . والطائفة الأخرى الدهماء من الناس الذين كانوا صغاراً إبّان عهده القديم ، ويسحرهم بخطابه . وثمة طوائف أخرى تقف موقف الرفض من إنتاجه الجديد وهي تختلف في مبررات رفضها لما يطرحه . لاحظ مثلاً ممن كانوا يرفضون المنهج الجديد لأبي معاذ ، أنا أذكرهم بأشخاصهم مع اختلاف مبرراتهم لهذا الرفض ، وكل شخصية من هؤلاء لها مبرراتها الخاصة بها وهي تمثل منهجاً يوافقها عليه غيرها في الساحة : عبد الرحمن البراك . حمود العقلاء . سعيد بن زعير . سليمان العلوان . عبد الله السعد . عبد الله الحامد . علي الخضير . ناصر العمر . سليمان الخراشي . ابراهيم السكران . وشخصيات أخرى لا أحب ذكرها لأنها لم تعلن هذا الرفض كما أعلنه هؤلاء على الملأ إمّا في مجالس عامة أو في مجالس خاصة . وثمة شخصيات أخرى توافق على هذا التحول ، ولكنها تخالفه في مسائل متعددة في هذا التحول الجديد . سلمان العودة ، مضطرب البوصلة في مرحلته الجديدة ، متناقض المنهج ، ولكن اطلاعه الثقافي الواسع ولغته الرقية غطت هذا الإضطراب المنهجي فبات وكأنه متماسك البنية وهو ليس كذلك .. أمــا قولك : سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع .. فلا أظنك مسدداً في هذا ، هو نعم تعامل مع متغيرات العصر ومستجدات الواقع لكنه ليس برسوخ المبادئ كما تذكر ، فليس يخفاك أن المبادئ التي بين الإسلاميين والليبراليين مختلفة ، وبينهم وبين الرافضة مختلفة ، وبينهم وبين طوائف أخرى يطول تعدداها مختلفة ، رأيناه هدم مبادئ عديدة لأجل متغيرات المرحلة ، بل إنه هدم قواعد في الإيمان ، وأسس على نقيضها قواعد الوطنية ! ، وصار يضفي عليها نصوص محبة الوطن الفطرية التي ليست هي المصطلح الحادث والذي يحمل دلالات تختلف عن الذي عناه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين خاطب مكة أو ما ورد عن بعض الصحابة وبعض السلف إذ إن هذا مركوز في فطرة بني آدم محبتهم البلاد التي ولدوا ونشأوا فيها .. ولكن أبا معاذ يقرر شيئاً آخر ويستدل له بهذا النصوص المأثورة !! .. سلمان بات يخالف قواعد العقل السليم ، ويقرر ما يكذبه الواقع لكنّ بيانَه وفذلكته البلاغية وكارزيماه غطت الخلل على المنبهرين به والذين يحتاجون إلى زلزلة فكرية تريهم ماذا يصنع بعقولهم !! . لاحظ مثلاً ما كتبه عن تونس في رحلته إليها ، وتأمل رد الأستاذ خالد حسن ترى مدى التخبط الذي يعيشه أبو معاذ . الذي أقوله من خالص قلبي أسأل الله تعالى لي وله ولجميع المسلمين الهداية ، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ،، آمـــــــين .. أخي : private.ID . تعليق مركز ، وفقك الله .. |
17-09-2010, 07:01 PM | #8 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: في مدينة الأحلام
المشاركات: 106
|
الشيخ الدبلوماسي
ما أكثر ما كُتب عن الشيخ سلمان العودة، وخصوصا عن التحول المثير للجدل في خطابه وأفكاره، فتجربته الثرية لا تكف عن إغراء المتابعين للتحليل والتفكيك والنقد والإطراء، وأرجّح أن تعود إلى دائرة الضوء مع كل موسم جديد لبرنامجه التلفزيوني "حجر الزاوية"، أو مع أي ظهور إعلامي أو تصريح فقهي أو فكري أو سياسي. اشتهر الشيخ العودة بتحوله الفكري المتزامن مع جملة التحولات التي طرأت في السعودية طوال هذا العقد، وكانت بذور التحول قد تشكلت لدى الشيخ خلال فترة اعتقاله مع عدد من رموز الإصلاح في منتصف التسعينات لتؤتي أكلها بعد الإفراج الذي تزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر. هذه التحولات أثلجت قلوب الكثير من المتعطشين إلى خطاب وسطي داخل السعودية، وقدمت للمرة الأولى في الساحة المحلية رمزاً قيادياً بارزاً ومتمكناً يحظى بقبول جماهيري عالمي حتى من خارج المدرسة السلفية، فتمكن بأسلوبه المنفتح من منافسة "الدعاة الجدد" على منابرهم الإعلامية، مستفيداً من خلفية فقهية وفكرية متينة، وتاريخ دعوي وتربوي غني عن التعريف، وتنوع ثقافي يصل إلى تخوم الموسوعية. بيد أن هذا التجديد في الشكل والمضمون لم يرُق للكثير من زملاء الحقبة الأولى ـ الحرس القديم ـ فعدّوه بمثابة تمرد على الثوابت، مما استدعى مقاطعة بعضهم لوسائل الإعلام التي يشرف عليها الشيخ العودة بالرغم من حرص إدارتها على إخراجها وفق الضوابط الفقهية والفكرية المتفق عليها في المدرسة السلفية، كما لم ينجُ الشيخ من انتقادات الإصلاحيين لجنوحه الأخير إلى المهادنة في خطابه السياسي. قد لا نأتي بجديد في مناقشة هذه التحولات وما يثار حولها من جدل، لذا أكتفي بالإشارة إلى البراعة الدبلوماسية التي يتمتع بها الشيخ، وحرصه على الحوار مع كافة الأطياف الأخرى فلا نكاد نجد له خصماً في الساحة الثقافية، مما أكسبه قلوب الجميع وأجبرهم على محبته، وربما أحرج أكثرهم تعنتاً فلم يُبق لهم مبرراً لمواجهته، وهي سياسة تكاد تكون مغيبة لدى جميع التيارات الفكرية في مجتمعاتنا العربية حتى لدى أكثرها تأييداً للديمقراطية وحرية التعبير. تبرز هذه السياسة كثيراً في مقالات الشيخ المنشورة في موقع ومجلة "الإسلام اليوم"، وتتكرر بوضوح أكبر في برنامجه "حجر الزاوية"، ومن الأمثلة الملفتة ما ورد خلال إحدى حلقات الشهر الفضيل على لسان المقدم من تساؤل حول الموقف من إيران، وبحنكته المعهودة قدم الشيخ العودة إجابة طويلة ومفصلة يمكن عدّها تأصيلاً فكرياً ومنهجياً في معالجة هذه القضية. ولا يقتصر إعجابي هنا على دبلوماسية الجواب وبراعة الطرح، بل يتعداه إلى بعد النظر وسعة الإطلاع، وهو ما لا يجيده الكثير من الدعاة الذين لا يتورعون عن الانخراط في اللعبة السياسية لينجرفوا في تيارات لا يتقنون السباحة فيها، إذ سبق أحد كبار الدعاة الذين يوصفون بالاعتدال إلى مناقشة القضية نفسها قبل أيام قليلة، ولم يأت بجديد في سياق نقد مواطن الاختلاف العقائدي مع الشيعة، ولكنه فاجأني كثيراً عندما انتقل إلى السياسة ليصرح بتبنيه لخطاب الصف المتصهين من الصحفيين العرب ويقف عنده، في مقابل تصريح الشيخ العودة بضرورة الفصل بين المذهب والسياسة أثناء تحليل السياسة الإيرانية. في السياق نفسه، أثار الشيخ العودة إعجاب الكثيرين في موقفه المتسامح مع الوزير الراحل غازي القصيبي، ولست هنا بصدد تسجيل إعجاب أو إثارة نقد للجانب الشخصي لهذه العلاقة، بيد أني أشيد كثيراً بأثر هذه المصالحة بين رمزين ثقافيين يحظيان بنفوذ شعبي على ثقافة الحوار الوليدة في مجتمعاتنا، وألفت نظر جميع العلماء والدعاة إلى أثر التسامح والانفتاح والدبلوماسية على كسب قلوب الآخرين، دون أن يستلزم ذلك تقديم أي تنازلات فكرية أو عقائدية، وهذا هو حال جميع القادة الكبار الذين نفتقد إليهم في هذه المرحلة أكثر من أي وقت آخر. قد لا يبالغ متابعو البرنامج في عدّه مشروعاً تأصيلياً للمنهج الفكري والشرعي الذي يسعى الشيخ العودة إلى تعميمه جماهيرياً، وأرجو ألا يمنع ذلك المراقبين من الالتفات أيضاً إلى الجانب السلوكي والتربوي الذي يقدمه الشيخ كنموذج شخصي للانفتاح من داخل المدرسة السلفية، وأن يثمر هذا المشروع دعاة وعلماء يتقنون فن التفكير كإتقانهم للحفظ والوعظ. أحمد دعدوش / كاتب وباحث سوري |
16-09-2010, 02:50 AM | #9 | |||||||||||||||||||||||
Registered User
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: أقيم وأؤذن في المسجد ... واذا كشتنا أقيم وأؤذن في الهواء الطلق
المشاركات: 976
|
احسنت .. كلامك صحيح ومنك اتعلم ... ولكن ليت بعض الناس يدرك ذلك .. تاكد يااخي الكريم ان من يعادي الحكومه وان كانوا على خطأ .. انه يعادي الدين ومن يسايرهم فهو لايريد ضعف الدين ... وجهة نظر يااستاذي الكريم |
|||||||||||||||||||||||
16-09-2010, 03:05 AM | #10 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: Not your business
المشاركات: 810
|
عدم الرضى والقبول عما تفعله الحكومة فيما يخالف شرع الله ليس عداوة معها ، إنما انتصارا للحق فالحق أعز من الحكومة والدين ليس دينها ، ومع بقاء حق الحكومة على المواطن - شرعا - وهي البيعة لا يعني هذا القبول بكل ما يأتي منها حق وباطل بل تشكر على الحق وتنبه وتناصح وينكر عليها في الباطل فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولو كان للحكومة . وأغلب من طرق أبواب السلاطين ووقف عند أبوابهم وامتلئ بطنهم من شرهاتهم صمتهم الدنيا وأعمت أبصارهم ، وليسوا كلهم إنما الغالبية فمن قرب من السلطان فقد هلك ، والدعاة هؤلاء لا تجدهم عند السلطان إلا مادحين وعند المنكر تجد رؤوسهم منكسة فلا تسمع أحدا منهم ينكر خشية كرسيه . هل سنقول أن الشيخ الشثري حفظه الله عادى الحكومة لأنها لم ترضى عنه وأقالته ؟ لا أبدا فهو قال الحق ولو على حساب منصبه
__________________
|
|||||||||||||||||||||||
15-09-2010, 02:19 PM | #11 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: السعوديه
المشاركات: 646
|
|
15-09-2010, 02:21 PM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: عابرة سبيل ..
المشاركات: 5,867
|
جزاكم الله خير
__________________
اللهم انصر سوريا و كل مغلوب يا رب |
15-09-2010, 02:40 PM | #13 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Feb 2010
البلد: حيث الضلام يسود والابواب تغلق
المشاركات: 117
|
والله صحيح
سلمان متغير مهوب الدكتور سلمان اللي نعرف |
15-09-2010, 09:28 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 106
|
ما يُسمى بالصحوة هي تجربة مرت علينا جميعاً اغتررنا بها وسقطنا في خداعاتها عندما كُنا صغاراً .. صغاراً في أيام الطلب فحدنا عنه إلى الاشتغال بما ليس في أيدينا فعل شيء تجاهه (هموم الأمة) .. فلا نحن أفدنا الأمة ولا أفدنا أنفسنا بطلب العلم, فذهبت أيامنا الذهبية ونحن نشتكي وننوح وننتقد ونُسقط بل كدنا نُكفر, وكنا نردد وننقل قال فلان وتكلم علان .. !!
ومضت السنين ونحن في نفس المكان لم نتقدم خطوة واحدة إن لم نكن تقهقرنا إلى الخلف !! لقد مر بمعضمنا وقت كانوا يعتقدون جازمين بأن التدين الحق والهدى الصحيح هو كُره الدولة !! وما قيل لهم أن الخطأ يمكن أن يُصحح بل استقنا من المحاضرات الثورية أن الحل هو أن يستلم هؤلاء النفر سدة الحكم . والحمد لله أن هذا لم يحدث وإلا لكان ذلك التغير الجذري الذي طرأ عليهم اليوم واقعاً لحالنا والعياذ بالله.. فلله الحمد وسعنا برحمته وفضله . والآن لما كُبرنا عقلنا وعرفنا بل أدركنا أن الحق والحكمة كانت مع العلماء الربانيين ابن باز والعثيمين واخوتهم لا مع من كانوا شباباً ثائريين ثم أصبح بعضهم من المميعين, وضل بعضهم الآخر على ما كان عليه, دينه الثورة, وعبادته تأجيج المشاعر, وسنته تقصي ما يقوله الليبراليون, وكتابه الجريدة والأخبار السياسية, شبَّ على شيء وشاب عليه, يسلي نفسه بـما يسميه (فقه الواقع) اي الانشغال بالأخبار السياسية وما يكتبه السياسيون وما تفعله الدول .. نسأل الله لنا ولهم الهداية وحسن الخاتمة . |
الإشارات المرجعية |
|
|