|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
10-04-2003, 04:34 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 15
|
المؤرخ ابن كثير يصف (أحداث سقوط بغداد).
[ALIGN=JUSTIFY] قال ابن كثير : (( ومالوا على البلد فتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش ، وقني الوسخ ، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون .
وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ، ثم يدخلون عليهم فيهربون منعهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة ، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . وكذلك في المساجد والجوامع والربط ، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن إلتجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي ، وطائفة من التجار أخذوا لهم أماناً ، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم . وعادت بغداد بعدما كانت أنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس ، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة . وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة ؛ فقيل ثمانمائة ألف ، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف ، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم ، ومازال السيف يقتل أهلها أربعين يوماً ، وكان قتل الخليفة المستعصم بالله أمير المؤمنين يوم الأربعاء رابع عشر صفر وعفي قبره ، وكان عمره يومئذ ستاً وأربعين سنة وأربعة أشهر ، ومدة خلافة خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام ، وقتل معه ولده الأكبر أبو العباس أحمد وله خمس وعشرون سنة ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن وله ثلاث وعشرون سنة ، وأسر ولده الأصغر مبارك ، وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم ، وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر فيما قيل _ والله أعلم _ فإنا لله وإنا إليه وراجعون . ثم قال رحمه الله تعالى : (( ... ولما انقضى الأمر المقدور وانقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس ، والقتلى في الطرقات وكأنها التلول ، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم ، وأنتنت من جيفهم البلد ، وتغير الهواء ، فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام ، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح ، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . ولما نودي ببغداد بالأمان خرج الناس من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم ، وقد أنكر بعضهم بعضاً ، فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه ، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى ، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى ، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )) . انظر البداية والنهاية 13 / 192 _ 193 . [ALIGN=CENTER] وهذه رسالة من المؤرخ ابن الأثير _ يرحمه الله _ إلى ملوك الإسلام والسلاطين [/ALIGN] قال رحمه الله : (( فالله تعالى ينصر الإسلام والمسلمين نصراً من عنده ، فما نرى في ملوك الإسلام من له رغبة في الجهاد ولا في نصرة الدين ؛ بل كل منهم مقبل على لهوه ولعبه وظلم رعيته ، وهذا أخوف عندي من العدو ، وقال الله تعالى : (( واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة ... )) . الكامل 12 / 497 . حتى قال ابن الأثير _ رحمه الله _ : (( فيا ليت أمي لم تلدني ، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً )) . ويقول أيضاً : (( فلو قال القائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها )) . الكامل 12 / 358 . نسأل الله تعالى أن يقي الإسلام شر أصحاب أجنحة المكر الثلاثي الصليبيون ، واليهود ، والرافضة ! [/ALIGN]
__________________
يا شيعة العالم استيقظوا ، واتركوا عقدة : قال الإمام .. وقال الإمام .. وقال الإمام .. " للتواصل " moahed03@hotmail.com |
الإشارات المرجعية |
|
|