|
|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2010
البلد: الكره الارضيه
المشاركات: 1,078
|
محـــــــــــاسبة النفس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الذي امر بمحاسبة النفس والناظرُ في حالِ الناسِ اليوم ، يرى رُخص النفوسِ عند أهلِـها ، ويرى الخسارةَ في حياتِـها لعدمِ مُحاسبتِها ، والذين فقدوا أو تركوا محاسبةَ نفوسِهم سيتحسرون في وقتٍ لا ينفعُ فيه التحسر ، يقول جل شأنه : } أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسْرتى عَلى ما فَرطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخِرين { . قال الحسن : لا تلقي المؤمن الابحساب نفسه: ماذا أردت تعملون؟ وماذا أردت تأكلون ؟وماذا أردت تشربون؟ والفاجر يمضي قدمآ لا يحاسب نفسه. *قال الحسن ان العبد لا يزال بخير ماكان له واعظ من نفسه،وكانت المحاسبة همته. *وذكر الامام أحمد عن وهب قال : مكتوب في حكمة آل داود:حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه،وساعة يخلوا فيها مع اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه،وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل ،فان في هذه الساعة عونا علي تلك الساعات واجمامآ للقلوب. *ان المؤمن اسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن حتى يلقي الله ، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره ، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله. المقام السادس والأخير : معاتبةُ النفسِ وتوبيخُـها : قال أنس رضي الله عنه : سمعتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه ، وقد دخلَ حائطاً ، وبيني وبينه جدار ، يقول : عمرُ بن الخطاب أميرُ المؤمنين !! بخٍ بخ ، واللهِ لتتقينَ الله يا ابن الخطاب أو ليُعذبنَّك ! . أخي الفاضل اختي الفاضله : اعلم أن أعدى عدوٍ لكَ نفسُكَ التي بين جنبيك ، وقد خُلِقتْ أمارةً بالسوءِ ميالةً إلى الشرورِ ، وقد أُمرتَ بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن موارِدِها ، وأن تقودَها بسلاسلِ القهْرِ إلى عبادةِ ربِها ، فإن أنتَ أهملتها ضلّتْ وشَرِدتْ ، وإن لزمتَها بالتوبيخِ رَجونا أن تصيرَ مُطمئنة ، فلا تغفلنّ عن تذكيرِها . أخي العزيز اختي العزيزة: كم صلاةٍ أضعتَها ؟ كم جُمُعَةٍ تهاونتَ بها ؟ كم صدقةٍ بَخِلتَ بها ؟ كم معروفٍ تكاسلتَ عنه ؟ كم منكرٍ سكتَّ عليه ؟ كم نظرةٍ محرمةٍ أصبتَها ؟ كم كلمةٍ فاحشةٍ أطلقتها ؟ كم أغضبتَ والديك ولم ترضِهِما ؟ كم قسوتَ على ضعيفٍ ولم ترحمه ؟ كم من الناسِ ظلمتَه ؟ كم وكم ...؟ إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ، وصلى الله وسلمَ وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين . |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|