تأطير الوعي

أورنجزيب · 10-01-2011, 11:59 PM

تأطير الوعي

الوعي : هو المنتج النهائي لعمليات معقدة من التفكير والتحليل لمدخلات العقل ، لذا كان الأصل في مداه أن يكون واسعًا لا حد له ، ولكن أصل الخلقة والتربية والبيئة والطبيعة ومصادر التلقي تحجم من هذا المدى قدر المستطاع ، وهذه قراءة بسيطة ، ذكرتُ فيها أمورًا تؤطر الوعي وتقلص مساحته ، علها تكون سبيلًا من سبل زيادة المساحات للوعي وأهله !

الإطار الأول : الاكتفاء بالمعروض
عندما تكتفي بما يعرضه لك الآخرون فقط ، فقد وضعت نفسك في إطار قد حدد طوله وعرضه غيرك ، فأنت ترسم حقًا ولكن في إطارات الآخرين ، فتحرر واجعل الرسمة والإطار منك ولك .

الإطار الثاني : انتظار المعلومة
لا تنتظر من المعلومة الصحيحة أن تأتيك ، فالمعلومة الصحيحة مثقلة بالحق ؛ لذا سعيها بطيء نسبيًا ، بخلاف المعلومة المشوهة أو الباطلة : فخفتها تساعد على انتشارها ومن ثم خدمة التوصيل المنزلي لأمثالها متوفرة ، فشمّر عن ساعد البحث ، ونقب وفتّش فالكنوز دائًما مخبأة !

الإطار الثالث : القراءة الكسولة
نظرًا لقلة النشاط القرائي لدينا ، كانت لياقة الكثيرين ضعيفة في ميدان القراءة ، فنكتفي بكتاب أو كتابين ونظن أن الإدراك قد أناخ مطاياه عند أبواب فهمنا ، فالمعلومة البكر : محل الثقة والتسليم ، والتسليم لأول معلومة : إطار يحجم الوعي ، ولا يفك قيد هذا الإطار إلا مواصلة القراءة الجادة والبحث .

الإطار الرابع : الإعلام الموجّه
لن تجد وسيلة إعلامية على وجه هذه البسيطة : غير موجّهة ، فالحياد مخلوق لا وجود له ، وكل من خلف المقروء والمسموع والمشاهد : منحاز ، ولكنهم يتفاوتون في شدة الميل ، وبعض الميل أهون من بعض ، وحين يتكأ عقلك على تلقف ما يقذفه الإعلام : فقد وقع في التأطير باختياره ، ولن تجد المخرج منه إلا بتعدد المصادر وتنمية ملكة القراءة لما خلف الرسائل .

الإطار الخامس : الثقافة الشعبية
عندما تسند مَلَكة المثاقفة على مشافهة المجالس العامة فقط ، فقد أسرت نفسك في إطار الثقافة الشعبية ، وهذا الإطار يضيق ويتسع حسب ديانة وعلم ووعي الشعب الذي تعيش فيه ، وفي الجملة هذه الثقافة تتقصد التهويل والغرابة ، والتضخيم والإثارة : كي تلفت الإنتباه ، وحين تكون هذه دوافع ثقافتك : فقد حجزت لنفسك مكانًا على الهامش ، والعاقل لا يرضى أن يكون من أهل الهوامش .

الإطار السادس : البحث المسيّر
من الإشكالات التي تواجه الباحثين في المجال المعرفي : تداخل الموضوعي بالذاتي ، فحين يدخل هوى الإنسان في بحثه ؛ يجنح به عن جادة الحق ، فالهوى ما دخل أمرًا إلا شانه ، ولا نُزع من شيء إلا زانه ، فحين تستسلم لميول الهوى : فأنت تقفل على نفسك إطارًا مبرهجًا اسمه البحث المسيّر ! ، وأنا هنا لا أدعو إلى التجرد التام : فهذا محال ، ولكني أدعو إلى تحري الدقة ، والبحث عن الحق لذاته قدر الإمكان ، رزقنا الله وإيّاك الخلاص من هذا الإطار.

الإطار السابع : الرضى بالحال
عندما تختلط المفاهيم : تنتج السلوكيات الخاطئة ، ومما خلّط الناس فيه : القناعة بالحالة العقلية والعلمية ، دون الحالة المادية ، مع أن الشرع حث على الاثنين معًا ، وحين ترضى بالمستوى العقلي والعلمي الذي أنت فيه ؛ فقد قلصت المساحة التي يسعى فيها وعيك بإطار منتهي الصلاحية ، فالوعي إن لم تُنشّطه : فإنه سيترهل .

الإطار الثامن : الخضوع للطبائع
عندما يجتمع العقل والنفس والروح = يتشكل الإنسان ، ولكل جزء من هذه الأشياء حاجاته ومتطلباته ، وأي خلل أو نقص في المدخلات : سينتج مخرجات غير سوية ، والكمال البشري يكون بتكامل هذه الأجزاء لا بتقاطعها ، وعندما تكون الغلبة للطبائع : يتولد تحجيم الوعي ، فالوعي سيد نفسه ، وتأطيره لازم من لوازم الانقياد للطبع .

الإطار التاسع : القبول المطلق
عندما يعجبنا كاتب ما ، أو عالم ما ، أو مفكر ما ، أو خطيب ما ، أو معلم ما ، أو أي مصدر آخر = نجنح للثقة به على وجه العموم ، والمنطق يقول : إنّ حب الذات لا يستلزم القبول المطلق ، فأنا قد أحب فلانًا من الناس ، ولا يدفعني هذا الحب إلى قبول كل كلامه بإطلاق ، فالخطأ والزلل حتم لازم لكل إنسان ، وإذا جعلنا المحبة لازمة للقبول : فقد دخلنا بوابة التأطير قصدًا ، فلتكن المحبة في القلب لا تمس ، والقبول من عدمه من مهام الوعي دون تضييق.

الإطار العاشر : وهم المرجعية
عندما يجعلك من حولك مرجعًا ، وينصبك الإعلام معلمًا ، ويعدك الكثيرون مغنمًا ؛ فاحذر مغبة الوقوع في وهم المرجعية ، فهذا الوهم يجعل وعيك يسير في طرقات المعلومات : ظنًا منه أنها خالية إلا منه ، وحين يكون ذلك كذلك : فقد أدخلت نفسك في إطار : حدوده واسعة ، ودهاليزه خطرة ، ومعالمه صعبة ، وكان الله في عون من كان كذلك .

وهذه العشر ليست للحصر ، فالأطر أكثر من أن تؤطر بمقالة ، ولكنها نافذة لكل من أراد الإضافة ، وقد يكون في بعض ما ذكرت تداخلًا ، فالمسائل العقلية ليست مفصولة .

أورنجزيب

مابي حيل · 11-01-2011, 12:41 AM

وانا اقرأ الموضوع لفت انتتباهي [ الاعلام الموجه]

بالفعل داخلت علينا الحضاااارة واصبح الاعلام يلون حياااتنا بحسب المعطيات
واصبحنا مع كل يوم نسمع اراء ومتناقضااات ونحن نلهث وراء كل لون
ومع الاسف يزداد هذا التوجيه بحسب المصالح سواء على المستوى الفردي او المجتمع

انا :
اتذكر اياام كنت اجلس مع جنسيات اخرى عربيه وغربيه
بحكم العمل
وكان النقاش محل جدل عند ا لامور الدقيقه واتذكر
ان بعضهم يهتم في امور انا استغرب منها ومع مرور الوقت
تبين لي ان بعضهم بدافع البحوث التي يعملها لشركات عالمية
يريد معرفة تفاصيل حياة الفرد العربي وبماذا يفكر
وبالفعل
اشاهد الان بعض القنوات تصيغ الاحداث وتبرمجها بحسب
تلك المعطياات التي استحوذ عليها اثناء تواجده في بلاد
العرب والمسلمين والمشكلة اننا لانهتم بالدراسات والاحصاءات
التي ترسم لنا خطوط المستقبل مثل مايهتم بها تلك الدول

اشكرك على اطلالتك مره اخرى

وتمنيت ان تضيف لنا "كتب المراجع" التي تهتم انت بقراءتها

كي يعرف الجميع
الدافع من طرحك لمثل هذه المواضيع وتنزاح
الغمه عن بعض العقول
المبرمجة بالبحث عن السلبيات بكل مايطرح بالمنتدى

أورنجزيب · 12-01-2011, 11:51 PM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها مابي حيل


	وانا اقرأ الموضوع لفت انتتباهي [ الاعلام الموجه] بالفعل داخلت علينا الحضاااارة واصبح الاعلام يلون حياااتنا بحسب المعطيات واصبحنا مع كل يوم نسمع اراء ومتناقضااات ونحن نلهث وراء كل لون ومع الاسف يزداد هذا التوجيه بحسب المصالح سواء على المستوى الفردي او المجتمع انا : اتذكر اياام كنت اجلس مع جنسيات اخرى عربيه وغربيه بحكم العمل وكان النقاش محل جدل عند ا لامور الدقيقه واتذكر ان بعضهم يهتم في امور انا استغرب منها ومع مرور الوقت تبين لي ان بعضهم بدافع البحوث التي يعملها لشركات عالمية يريد معرفة تفاصيل حياة الفرد العربي وبماذا يفكر وبالفعل اشاهد الان بعض القنوات تصيغ الاحداث وتبرمجها بحسب تلك المعطياات التي استحوذ عليها اثناء تواجده في بلاد العرب والمسلمين والمشكلة اننا لانهتم بالدراسات والاحصاءات التي ترسم لنا خطوط المستقبل مثل مايهتم بها تلك الدول اشكرك على اطلالتك مره اخرى وتمنيت ان تضيف لنا "كتب المراجع" التي تهتم انت بقراءتها كي يعرف الجميع الدافع من طرحك لمثل هذه المواضيع وتنزاح الغمه عن بعض العقول المبرمجة بالبحث عن السلبيات بكل مايطرح بالمنتدى

الإعلام : هو السلطة الأولى في عصرنا بلا منازع ، وما تفضلت به دليل عمل القوم وعجزنا ، وبخصوص سؤالك عن المراجع : فليس هناك مراجع لأي مقال أكتبه هي أمور تختمر في الذهن أثناء الكتابة ، ومن ثم أسكبها في المنتدى دون بحث أو مراجعة .

ممتن لحضورك الزكي وأكثر

**مخاوي الصمت** · 11-01-2011, 12:42 AM

الإطار التاسع : القبول المطلق
عندما يعجبنا كاتب ما ، أو عالم ما ، أو مفكر ما ، أو خطيب ما ، أو معلم ما ، أو أي مصدر آخر = نجنح للثقة به على وجه العموم ، والمنطق يقول : إنّ حب الذات لا يستلزم القبول المطلق ، فأنا قد أحب فلانًا من الناس ، ولا يدفعني هذا الحب إلى قبول كل كلامه بإطلاق ، فالخطأ والزلل حتم لازم لكل إنسان ، وإذا جعلنا المحبة لازمة للقبول : فقد دخلنا بوابة التأطير قصدًا ، فلتكن المحبة في القلب لا تمس ، والقبول من عدمه من مهام الوعي دون تضييق.

الإطار العاشر : وهم المرجعية
عندما يجعلك من حولك مرجعًا ، وينصبك الإعلام معلمًا ، ويعدك الكثيرون مغنمًا ؛ فاحذر مغبة الوقوع في وهم المرجعية ، فهذا الوهم يجعل وعيك يسير في طرقات المعلومات : ظنًا منه أنها خالية إلا منه ، وحين يكون ذلك كذلك : فقد أدخلت نفسك في إطار : حدوده واسعة ، ودهاليزه خطرة ، ومعالمه صعبة ، وكان الله في عون من كان كذلك .

وهذه العشر ليست للحصر ، فالأطر أكثر من أن تؤطر بمقالة ، ولكنها نافذة لكل من أراد الإضافة ، وقد يكون في بعض ما ذكرت تداخلًا ، فالمسائل العقلية ليست مفصولة .

أورنجزيب

أحسنت أيها الكريم
مقال أكثر من رائع

في قراءة سريعة لفت نظري الإطارين 9 , 10
9 - الكثير للأسف يقرأ للكاتب نفسه بغض النظر عن فحوى الموضوع وقد يبدى إعجابه بالموضوع وهو يجهل حقيقة ماذا يقصد الكاتب واقرا ذلك في ردود كثير من الأعضاء في المنتديات في ردودهم على مواضيع المشرفين أو كبار الأعضاء فتجدهم يشكرون ويكتبون ردود ليس لها علاقة أصلاً !
وكذلك أجدها في الردود من القراء في الصحف الألكترونية فتجد الإعجاب لمقالات فيه تلميح في السخرية في أصل من أصول الشرع وفي المقابل نجد عبارات الشكر والإعجاب بذلك الكاتب وأن القراء ينتظرونه على أحر من الجمر
حقيقة أنا هنا يعجبني كثير من الأخوة في كتاباتهم ولكن أحياناً أقرأ لهم ( بعض ) المواضيع فلا أجد في نفسي أي شعور فأكتفي بإغلاق الصفحة مع إحترامي للكاتب ولموضوعه بدلاً من ( رد فيه مجاملة وكذب )
ويبقى الكاتب بشر وغير معصوم من الوقوع بالخطأ بل قد يكون الخطأ من القارئ وليس الكاتب في فهم مقصد الكاتب

10 - في كثير من الأحيان يجد الشخص نفسه مرجعاً حينما يجد الإعجاب من الآخرين وكلمات الثناء والإطراء التي لا يكون أهلاً لها وفي نفس الوقت يكون هو قريب عهد بمرحلة تهميش في الحياه فليس له أي دور ولا مكانة سواء إجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك فينصب نفسه مرجعاً تعويضاً عما إفتقده سابقاً
وقد سمعت أن بعض ( الفنانين الكبار ) - بئس الكبر - أصبحوا فنانين من كلمات ( اخوياهم ) وهم يغنون ( الله ، يا سلام ، ياعليك صوت ، ... إلخ ) وقد يكون صوته نشاز ولكن هذه الكلمات وغيرها لها تأثير بالإضافة ( لنفخ الشيطان ) فالشيطان حريص كل الحرص على التنويع في الضلال والإضلال وجنوده الشيطان وأسلحته كثيرة ومتنوعة أعاذنا الله وإياكم منه وأعوانه من الجن والأنس .

لعلي أستأنف قراءة المقال في وقت آخر حين فراغي إن شاء الله

+ تمّيز +

أورنجزيب · 13-01-2011, 11:02 PM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها مخاوي 7 الصمت


	[center][color="blue"][size="4"][font="simplified arabic"] 10 - في كثير من الأحيان يجد الشخص نفسه مرجعاً حينما يجد الإعجاب من الآخرين وكلمات الثناء والإطراء التي لا يكون أهلاً لها وفي نفس الوقت يكون هو قريب عهد بمرحلة تهميش في الحياه فليس له أي دور ولا مكانة سواء إجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك فينصب نفسه مرجعاً تعويضاً عما إفتقده سابقاً

تحليل عميق يا مخاوي ، اسمح لي أقف احترامًا لك ولفكر يسكن عقلك ، زكي حضورك فلا تبخل به

•°انكسار الأماني°• · 11-01-2011, 01:21 AM

تم حفظ هذا الموضوع الرائع ,

* جداً جداً راق لي ..

وفقك الله ..

..

أورنجزيب · 15-01-2011, 07:15 PM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها •°انكسار الأماني°•


	تم حفظ هذا الموضوع الرائع , * جداً جداً راق لي .. وفقك الله .. ..

وإياكِ يا انكسار ، ممتن لحضوركِ .

لماذاهذا · 11-01-2011, 12:51 PM

لى عودة لأستمتاع والاستفادة من الموضوع ~

وفقك الله .

أورنجزيب · 16-01-2011, 04:26 PM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها لماذاهذا


	لى عودة لأستمتاع والاستفادة من الموضوع ~ وفقك الله .

بانتظار يا لماذا !

شكرًا لك .

معلمة وفاء · 11-01-2011, 03:42 PM

راااااااااااااااائع
ورااااااااااااااقي
وتربووووووي
جدااااااااا
تم الحفظ
شكرا

أورنجزيب · 17-01-2011, 01:28 AM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها معلمة وفاء


	راااااااااااااااائع ورااااااااااااااقي وتربووووووي جدااااااااا تم الحفظ شكرا

حياكِ الله يا معلمة ، شكرًا لكِ .

رايسل · 11-01-2011, 05:17 PM

قناديلكَ العشر تُضيء عتمة البصيرة يا فاضل !
يا أورنجزيب ما أتيت به ثري - وجدًا - ,
ما أتيت به يستحق القراءة مرة , مرتين وأكثر !
الشُكر لكَ كثير .

أورنجزيب · 18-01-2011, 08:33 AM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها رايسل


	قناديلكَ العشر تُضيء عتمة البصيرة يا فاضل ! يا أورنجزيب ما أتيت به ثري - وجدًا - , ما أتيت به يستحق القراءة مرة , مرتين وأكثر ! الشُكر لكَ كثير .

حياك إلهي يا رايسل ، وإني لممتن لحضور عقل بهذه الكيفية ، شكرًا لكِ .

حب لأخيك ماتحب لنفسك · 12-01-2011, 03:42 AM

بارك الله فيك

10-01-2011, 11:59 PM	#1
أورنجزيب عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2010 البلد: السعودية المشاركات: 219	تأطير الوعي تأطير الوعي الوعي : هو المنتج النهائي لعمليات معقدة من التفكير والتحليل لمدخلات العقل ، لذا كان الأصل في مداه أن يكون واسعًا لا حد له ، ولكن أصل الخلقة والتربية والبيئة والطبيعة ومصادر التلقي تحجم من هذا المدى قدر المستطاع ، وهذه قراءة بسيطة ، ذكرتُ فيها أمورًا تؤطر الوعي وتقلص مساحته ، علها تكون سبيلًا من سبل زيادة المساحات للوعي وأهله ! الإطار الأول : الاكتفاء بالمعروض عندما تكتفي بما يعرضه لك الآخرون فقط ، فقد وضعت نفسك في إطار قد حدد طوله وعرضه غيرك ، فأنت ترسم حقًا ولكن في إطارات الآخرين ، فتحرر واجعل الرسمة والإطار منك ولك . الإطار الثاني : انتظار المعلومة لا تنتظر من المعلومة الصحيحة أن تأتيك ، فالمعلومة الصحيحة مثقلة بالحق ؛ لذا سعيها بطيء نسبيًا ، بخلاف المعلومة المشوهة أو الباطلة : فخفتها تساعد على انتشارها ومن ثم خدمة التوصيل المنزلي لأمثالها متوفرة ، فشمّر عن ساعد البحث ، ونقب وفتّش فالكنوز دائًما مخبأة ! الإطار الثالث : القراءة الكسولة نظرًا لقلة النشاط القرائي لدينا ، كانت لياقة الكثيرين ضعيفة في ميدان القراءة ، فنكتفي بكتاب أو كتابين ونظن أن الإدراك قد أناخ مطاياه عند أبواب فهمنا ، فالمعلومة البكر : محل الثقة والتسليم ، والتسليم لأول معلومة : إطار يحجم الوعي ، ولا يفك قيد هذا الإطار إلا مواصلة القراءة الجادة والبحث . الإطار الرابع : الإعلام الموجّه لن تجد وسيلة إعلامية على وجه هذه البسيطة : غير موجّهة ، فالحياد مخلوق لا وجود له ، وكل من خلف المقروء والمسموع والمشاهد : منحاز ، ولكنهم يتفاوتون في شدة الميل ، وبعض الميل أهون من بعض ، وحين يتكأ عقلك على تلقف ما يقذفه الإعلام : فقد وقع في التأطير باختياره ، ولن تجد المخرج منه إلا بتعدد المصادر وتنمية ملكة القراءة لما خلف الرسائل . الإطار الخامس : الثقافة الشعبية عندما تسند مَلَكة المثاقفة على مشافهة المجالس العامة فقط ، فقد أسرت نفسك في إطار الثقافة الشعبية ، وهذا الإطار يضيق ويتسع حسب ديانة وعلم ووعي الشعب الذي تعيش فيه ، وفي الجملة هذه الثقافة تتقصد التهويل والغرابة ، والتضخيم والإثارة : كي تلفت الإنتباه ، وحين تكون هذه دوافع ثقافتك : فقد حجزت لنفسك مكانًا على الهامش ، والعاقل لا يرضى أن يكون من أهل الهوامش . الإطار السادس : البحث المسيّر من الإشكالات التي تواجه الباحثين في المجال المعرفي : تداخل الموضوعي بالذاتي ، فحين يدخل هوى الإنسان في بحثه ؛ يجنح به عن جادة الحق ، فالهوى ما دخل أمرًا إلا شانه ، ولا نُزع من شيء إلا زانه ، فحين تستسلم لميول الهوى : فأنت تقفل على نفسك إطارًا مبرهجًا اسمه البحث المسيّر ! ، وأنا هنا لا أدعو إلى التجرد التام : فهذا محال ، ولكني أدعو إلى تحري الدقة ، والبحث عن الحق لذاته قدر الإمكان ، رزقنا الله وإيّاك الخلاص من هذا الإطار. الإطار السابع : الرضى بالحال عندما تختلط المفاهيم : تنتج السلوكيات الخاطئة ، ومما خلّط الناس فيه : القناعة بالحالة العقلية والعلمية ، دون الحالة المادية ، مع أن الشرع حث على الاثنين معًا ، وحين ترضى بالمستوى العقلي والعلمي الذي أنت فيه ؛ فقد قلصت المساحة التي يسعى فيها وعيك بإطار منتهي الصلاحية ، فالوعي إن لم تُنشّطه : فإنه سيترهل . الإطار الثامن : الخضوع للطبائع عندما يجتمع العقل والنفس والروح = يتشكل الإنسان ، ولكل جزء من هذه الأشياء حاجاته ومتطلباته ، وأي خلل أو نقص في المدخلات : سينتج مخرجات غير سوية ، والكمال البشري يكون بتكامل هذه الأجزاء لا بتقاطعها ، وعندما تكون الغلبة للطبائع : يتولد تحجيم الوعي ، فالوعي سيد نفسه ، وتأطيره لازم من لوازم الانقياد للطبع . الإطار التاسع : القبول المطلق عندما يعجبنا كاتب ما ، أو عالم ما ، أو مفكر ما ، أو خطيب ما ، أو معلم ما ، أو أي مصدر آخر = نجنح للثقة به على وجه العموم ، والمنطق يقول : إنّ حب الذات لا يستلزم القبول المطلق ، فأنا قد أحب فلانًا من الناس ، ولا يدفعني هذا الحب إلى قبول كل كلامه بإطلاق ، فالخطأ والزلل حتم لازم لكل إنسان ، وإذا جعلنا المحبة لازمة للقبول : فقد دخلنا بوابة التأطير قصدًا ، فلتكن المحبة في القلب لا تمس ، والقبول من عدمه من مهام الوعي دون تضييق. الإطار العاشر : وهم المرجعية عندما يجعلك من حولك مرجعًا ، وينصبك الإعلام معلمًا ، ويعدك الكثيرون مغنمًا ؛ فاحذر مغبة الوقوع في وهم المرجعية ، فهذا الوهم يجعل وعيك يسير في طرقات المعلومات : ظنًا منه أنها خالية إلا منه ، وحين يكون ذلك كذلك : فقد أدخلت نفسك في إطار : حدوده واسعة ، ودهاليزه خطرة ، ومعالمه صعبة ، وكان الله في عون من كان كذلك . وهذه العشر ليست للحصر ، فالأطر أكثر من أن تؤطر بمقالة ، ولكنها نافذة لكل من أراد الإضافة ، وقد يكون في بعض ما ذكرت تداخلًا ، فالمسائل العقلية ليست مفصولة . أورنجزيب آخر من قام بالتعديل مخاوي الصمت; بتاريخ 11-01-2011 الساعة 12:48 AM.

11-01-2011, 12:42 AM	#4
مخاوي الصمت قد ثلمت من الإســلام ثلمة تاريخ التسجيل: Sep 2001 البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون.............. المشاركات: 3,708	الإطار التاسع : القبول المطلق عندما يعجبنا كاتب ما ، أو عالم ما ، أو مفكر ما ، أو خطيب ما ، أو معلم ما ، أو أي مصدر آخر = نجنح للثقة به على وجه العموم ، والمنطق يقول : إنّ حب الذات لا يستلزم القبول المطلق ، فأنا قد أحب فلانًا من الناس ، ولا يدفعني هذا الحب إلى قبول كل كلامه بإطلاق ، فالخطأ والزلل حتم لازم لكل إنسان ، وإذا جعلنا المحبة لازمة للقبول : فقد دخلنا بوابة التأطير قصدًا ، فلتكن المحبة في القلب لا تمس ، والقبول من عدمه من مهام الوعي دون تضييق. الإطار العاشر : وهم المرجعية عندما يجعلك من حولك مرجعًا ، وينصبك الإعلام معلمًا ، ويعدك الكثيرون مغنمًا ؛ فاحذر مغبة الوقوع في وهم المرجعية ، فهذا الوهم يجعل وعيك يسير في طرقات المعلومات : ظنًا منه أنها خالية إلا منه ، وحين يكون ذلك كذلك : فقد أدخلت نفسك في إطار : حدوده واسعة ، ودهاليزه خطرة ، ومعالمه صعبة ، وكان الله في عون من كان كذلك . وهذه العشر ليست للحصر ، فالأطر أكثر من أن تؤطر بمقالة ، ولكنها نافذة لكل من أراد الإضافة ، وقد يكون في بعض ما ذكرت تداخلًا ، فالمسائل العقلية ليست مفصولة . أورنجزيب أحسنت أيها الكريم مقال أكثر من رائع في قراءة سريعة لفت نظري الإطارين 9 , 10 9 - الكثير للأسف يقرأ للكاتب نفسه بغض النظر عن فحوى الموضوع وقد يبدى إعجابه بالموضوع وهو يجهل حقيقة ماذا يقصد الكاتب واقرا ذلك في ردود كثير من الأعضاء في المنتديات في ردودهم على مواضيع المشرفين أو كبار الأعضاء فتجدهم يشكرون ويكتبون ردود ليس لها علاقة أصلاً ! وكذلك أجدها في الردود من القراء في الصحف الألكترونية فتجد الإعجاب لمقالات فيه تلميح في السخرية في أصل من أصول الشرع وفي المقابل نجد عبارات الشكر والإعجاب بذلك الكاتب وأن القراء ينتظرونه على أحر من الجمر حقيقة أنا هنا يعجبني كثير من الأخوة في كتاباتهم ولكن أحياناً أقرأ لهم ( بعض ) المواضيع فلا أجد في نفسي أي شعور فأكتفي بإغلاق الصفحة مع إحترامي للكاتب ولموضوعه بدلاً من ( رد فيه مجاملة وكذب ) ويبقى الكاتب بشر وغير معصوم من الوقوع بالخطأ بل قد يكون الخطأ من القارئ وليس الكاتب في فهم مقصد الكاتب 10 - في كثير من الأحيان يجد الشخص نفسه مرجعاً حينما يجد الإعجاب من الآخرين وكلمات الثناء والإطراء التي لا يكون أهلاً لها وفي نفس الوقت يكون هو قريب عهد بمرحلة تهميش في الحياه فليس له أي دور ولا مكانة سواء إجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك فينصب نفسه مرجعاً تعويضاً عما إفتقده سابقاً وقد سمعت أن بعض ( الفنانين الكبار ) - بئس الكبر - أصبحوا فنانين من كلمات ( اخوياهم ) وهم يغنون ( الله ، يا سلام ، ياعليك صوت ، ... إلخ ) وقد يكون صوته نشاز ولكن هذه الكلمات وغيرها لها تأثير بالإضافة ( لنفخ الشيطان ) فالشيطان حريص كل الحرص على التنويع في الضلال والإضلال وجنوده الشيطان وأسلحته كثيرة ومتنوعة أعاذنا الله وإياكم منه وأعوانه من الجن والأنس . لعلي أستأنف قراءة المقال في وقت آخر حين فراغي إن شاء الله + تمّيز + __________________ " والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج إذا تعطي أي قضية فضلة الوقت أيضا أنت تأخذ فضلة من النتائج أما أن تعطيها كل وقتك وتعيشها تعطيك كل شي " القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء

11-01-2011, 01:21 AM	#6
•°انكسار الأماني°• عـضـو تاريخ التسجيل: Mar 2007 البلد: أحـلام العاجـزين المشاركات: 2,027	تم حفظ هذا الموضوع الرائع , * جداً جداً راق لي .. وفقك الله .. .. __________________ أحنُّ إلى خبزِ أمّي ’ وقهوةِ أمّي .. ولمسةِ أمّي ’ وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ ’ وأعشقُ عُمري .. لأنّي إذا متُّ أخجلُ منْ دمعِ أمّي .

11-01-2011, 12:51 PM	#8
لماذاهذا قبس دائم تاريخ التسجيل: Mar 2010 البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي) المشاركات: 3,328	لى عودة لأستمتاع والاستفادة من الموضوع ~ وفقك الله . __________________ تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت

11-01-2011, 03:42 PM	#10
معلمة وفاء عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2010 البلد: في بستان المسك والطيب هناك بين النجوم المشاركات: 964	راااااااااااااااائع ورااااااااااااااقي وتربووووووي جدااااااااا تم الحفظ شكرا __________________ أيآآآآآآآ نفس:::: كوني شآآآآمه بين الناس مختلفة عنهم بعلمك,واسلامك الخالص الصواب,واخلاقك العاليه,وثقافتك الوسيعه,وترفعك عن سفسآآآآف الامور,واختيآآآرك للخلُة المؤمنة والصحبة التقية,وصبرك على الاقدآآآآآر,وشوقك الى رب الدنيا والأخرة تسعدي دنيا ودين

11-01-2011, 12:41 AM	#2
مابي حيل Registered User تاريخ التسجيل: Jan 2011 البلد: _ المشاركات: 237	وانا اقرأ الموضوع لفت انتتباهي [ الاعلام الموجه] بالفعل داخلت علينا الحضاااارة واصبح الاعلام يلون حياااتنا بحسب المعطيات واصبحنا مع كل يوم نسمع اراء ومتناقضااات ونحن نلهث وراء كل لون ومع الاسف يزداد هذا التوجيه بحسب المصالح سواء على المستوى الفردي او المجتمع انا : اتذكر اياام كنت اجلس مع جنسيات اخرى عربيه وغربيه بحكم العمل وكان النقاش محل جدل عند ا لامور الدقيقه واتذكر ان بعضهم يهتم في امور انا استغرب منها ومع مرور الوقت تبين لي ان بعضهم بدافع البحوث التي يعملها لشركات عالمية يريد معرفة تفاصيل حياة الفرد العربي وبماذا يفكر وبالفعل اشاهد الان بعض القنوات تصيغ الاحداث وتبرمجها بحسب تلك المعطياات التي استحوذ عليها اثناء تواجده في بلاد العرب والمسلمين والمشكلة اننا لانهتم بالدراسات والاحصاءات التي ترسم لنا خطوط المستقبل مثل مايهتم بها تلك الدول اشكرك على اطلالتك مره اخرى وتمنيت ان تضيف لنا "كتب المراجع" التي تهتم انت بقراءتها كي يعرف الجميع الدافع من طرحك لمثل هذه المواضيع وتنزاح الغمه عن بعض العقول المبرمجة بالبحث عن السلبيات بكل مايطرح بالمنتدى

11-01-2011, 05:17 PM	#12
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	سأظل ممتنة لِهذه القراءة . قناديلكَ العشر تُضيء عتمة البصيرة يا فاضل ! يا أورنجزيب ما أتيت به ثري - وجدًا - , ما أتيت به يستحق القراءة مرة , مرتين وأكثر ! الشُكر لكَ كثير . __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

12-01-2011, 03:42 AM	#14
حب لأخيك ماتحب لنفسك عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2010 البلد: الشماسية المشاركات: 639	بارك الله فيك