بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل هذا وذاك سواء ؟!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-02-2011, 09:14 AM   #1
القيّوط
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 100
هل هذا وذاك سواء ؟!

روي أن عمر بن عبدالعزيز خليفة المسلمين رحمه الله تعالى , قال لعامله مرة :" ويحك إن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث هاديا ولم يبعث جابيا " وهذه الجملة تعرب عن روح الحكومة الدينية التي تتأسس على منهاج النبوة , وتسير على آثار الأنبياء وخطتها وسياستها , فتكون عنايتها واهتمامها بالدين وبإصلاح أخلاق المحكومين وبما يعود عليهم بالنفع في الآخرة أكثر من اهتمامها بالجباية والخراج وأنواع المحاصيل والإيراد , وتنظر في جميع مسائل السياسة والمالية من الوجهة الدينية وتقدم المبادىء الدينية والخلقية على المنافع والمصالح المادية , فتمنع الخمر وتحرم الزنى وأنواع الفجور والعقود المالية الفاسدة النافعة للأفراد المضرة بالمجتمع , فتحظر الربا وإن كان ذلك يرجع على الحكومة بالخسارة المالية الفادحة , وتشرع المشاريع الإصلاحية وتراقب الأخلاق وتعنى بتهذيب النفوس وإن كان ذلك يكلفها أموالا طائلة وميزانية ضخمة , ونتيجة هذا النوع من الحكومات إذا قامت في بلاد ما فقد انتهجت قول الله تعالى :
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ).

أما الحكومات التي تقوم للجباية لا للهداية , وللانتفاع لا للنفع , فطبيعي أن تكون عنايتها مصروفة إلى أنواع الخراج والمحاصيل والغلات , وكثيرا ما يكون ذلك على حساب الأخلاق والفضائل والنظام المنزلي , فتبيح أنواعا كثيرة من الفجور بقيود تنظمها ولا تمنعها , فتبيح الربا وقد ترابي بنفسها , وكثيرا من الجنايات والجرائم الخلقية التي يحاسب عليه الشرع ولكن بتغيير المسميات وتحديد بعض الأشياء تأمينا لمصالحها , فمن الطبيعي كذلك أن تصاب هذه الشعوب المحكومة في أخلاقها وترزأ في روحها وقلبها .
سأضرب مثلا في الحكومات الأوربية التي تحمل معها مفاسد الحضارة الغربية وشرورها وكيف يرجى من هذه الحكومات أن تزدهر الفضيلة والأخلاق ويرقى مستوى أخلاق الشعب في ظلها ودولتها ولم يكن ذلك في بلادها وأوطانها وليس ذلك من رسالتها ومهمتها , ولا مما تدين به وتعتقده _ وكل إناء بالذي فيه ينضح - ولم تزل طريق الملوك والرؤساء غير طريق الأنبياء والهداة والمصلحين.
وإن الحقيقة التي ذكرها القرآن على لسان ملكة سباء حقيقة راهنة لا تختلف في الأزمنة والأمكنة :
يقول تعالى ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ). الا حكومتنا الرشيدة

فهل هذا وذاك سواء؟!

آخر من قام بالتعديل القيّوط; بتاريخ 11-02-2011 الساعة 09:20 AM.
القيّوط غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)