|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
05-05-2011, 08:50 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
أرض الشام وجرائم النصيرية في سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
أرض الشام وجرائم النصيرية في سوريا خطبة جمعة 3/6/1432هـ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... الشام أرضٌ باركها الله ، فيها قبلةُ الأنبياء ، ومسرى محمدٍ عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (الإسراء: 1). أرض الشام ، وفيها بيت المقدس ، أرض المحشر والمنشر ، عن ميمونة بنت سعدٍ مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : قلتُ يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ، قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاةً فيه كألفِ صلاة في غيره"، فقالت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمَّل إليه؟ قال: "فتهدي له زيتاً يُسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه" الحديث رواه ابن ماجة ، وقال: إسناده صحيح ورجاله ثقات (1407)، ورواه غيره كأحمد وأبي داود والطبراني ، وصححه الألباني (الأربعون المقدسة) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "مكة أمُّ الخلق وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية وأطبق نورها الأرض والإسلام في الزمان الأول ظهورُه بالحجاز أعظم، ودلّت الدلائل المذكورة على أن فلك النبوة بالشام والحشرُ إليها ، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلقُ والأمر، وهناك يُحشر الخلق ، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهرَ بالشام .." (الفتاوى 27/43). أيها المسلمون : وقد أثنى الذي لا ينطق عن الهوى على أرض الشام ، فقال – كما في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه – : "طوبى للشام، طوبى للشام"، قلت: ما بالُ الشام؟ قال: "الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام" ، رواه أحمد، والترمذي، والطبراني، وابن حبان، والبيهقي، بإسناد حسن، (جامع الأصول 9/350)، الأربعون المقدسة وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ما يؤكد أن الشام مقامُ الطائفة المنصورة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على الناس"، قال معاذ بن جبل : "وهم أهل الشام" (البخاري 3641، 7460، ومسلم 1923، 174، ورواه غيرهما). وفي تحديدٍ أكثر لدمشق وما حولها ، قال صلى الله عليه وسلم : "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله ، أو على أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" رواه أبو يعلى في المسند، وقال الهيثمي في مجمعه رجاله ثقات، ورواه غيره والحديث صحيح (الأربعون المقدسة) . إخوة الإسلام يطول بنا الحديث لو ذهبنا نستقصي فضائل الشام ونصرة أهلها المؤمنين ، فهي "خيرةُ الله من أرضه" ، و"يجتبى إليها خيرته من عباده" ، و"فساط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينةٍ يُقال لها دمشق من خير مدائن الشام" (الأربعون المقدسة 29، 30). وبرغم أن الشام لم تفتح في زمن النبوة ، فقد طرقت جيوش المسلمين أرضها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في "غزوة تبوك" ، حتى إذا جاء عصر الراشدين فُتحت الشام، وهزمت الروم وعادت أرض الشام أرضاً إسلامية يذكر فيها اسمُ الله ، بل وتنطلق منها رايات الجهاد في أعظم ملاحم شهدها التاريخ في زمن الأمويين ، حيث انطلق المجاهدون في مشرق الأرض ومغربها يفتحون البلاد ، ويُسلمون العباد ، وكانت دمشق حاضرة المسلمين ومركز خلافتهم قرابة قرن من الزمان ، ثم توالت الدولُ الإسلامية على أرض الشام ، حتى حلّ الباطنيون (العبيديون) أرض مصر واستولوا عليها وأفسدوا أرضها وأهلها ، وطال بلاد الشام فسادهم ، وفي أيامهم أخذت النصارى ساحلَ الشام من المسلمين، وذلك لأن العبيديين كانوا يستوزرون اليهود والنصارى حتى كثرت معابدهم لا سيما الكنائس ، الأمر اذي جرّأهم على غزو بلاد المسلمين . وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حكم هؤلاء العبيديين دام (نحو مئتي سنة) كان على غير شريعة الإسلام ، وهم رافضةٌ في الظاهر ، ولكنهم في الباطن إسماعيلية ونصيرية وقرامطة باطنية (الفتاوى 28/635-637). **وبعد ذلك تبادل الحلفاء الأدوار في دعم تلك الأقليات فدخل الانجليز على خط دعم الدروز والشيعة، ودخل الفرنسيون على خط دعم الموارنة والنصيريين، وعمل كل منهما، على استقطاب تلك الأقليات وإنزالها من معاقلها الجبلية، وتنظيمها، وتشجيعها على الانخراط في السياسة تحت راية المستعمر، ومن ثم الاعتماد عليها، في إدارة البلاد، بغية تأهيلها، لكي تحل محله بعد رحيله، مستغلا عزوف السنة في بداية الاحتلال عن العمل مع المحتل، لدرجة أن تسمية النصيريين بـ ( العلويين ) صدر الأمر بتعميمها بقرار رسمي من قبل المندوب السامي الفرنسي في بيروت. ولقد قام الفرنسيون في بداية فترة احتلالهم لسوريا، بتقسيم سوريا إلى دويلات متعددة على أساس طائفي ومناطقي وما زال المسلمون يعظمون بيت المقدس والأرض المباركة بالشام حتى التقوا بالنصارى في عدة معارك حتى كان فتحُ بيت المقدس للمرة الثانية على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، ثم توالت الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ، وكان التركيز على بلاد الشام حتى تمَّ لهم السيطرة عليه ، وشهدت ساحات الأقصى مجزرة رهيبة حتى كانت خيل النصارى تخوض في دماء المسلمين ، وقال قائلهم بعدها : قد عدنا يا صلاح الدين .. ولئن كانت عداوة اليهود والنصارى مكشوفة للمسلمين بنص القرآن ، فالدرس المهم هو أن الذي مهّد لهؤلاء النصارى لدخول بلاد الشام هم الباطنية الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفرَ والبغض لأهل الإسلام ، وهؤلاء كانت بدايتهم بالدولة العبيدية التي انطفأ نورُ الإسلام والإيمان في زمنها في بلاد المسلمين ، بل قال بعض العلماء : إنها كانت دار ردةٍ ونفاق كدار مسيلمة الكذاب (الفتاوى 35/139) . وتحدث العلماء عن عدوان هؤلاء الباطنية لأهل الإسلام حتى أعلنوا سب الصحابة في منابرهم ، وكان العلماء يخافون من رواية الأحاديث النبوية في زمنهم خوفاً من القتل، حتى قرر شيخ الإسلام أنهم قتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم ما لا يحصي عددَه إلا الله، ومن هنا حكم الشيخ على هؤلاء الباطنية المسمون تارة بالقرامطة وأخرى بالنصيرية، بالكفر والضلال ، وقال إنهم أكفر من اليهود والنصارى ، بل وأكفر من المشركين، وقال: إن ضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظمُ من ضرر الكفار المحاربين كالتتار والفرنج وغيرهم . (الفتاوى 35/49، 50). إخوة الإسلام : وحيث قرر شيخ الإسلام وغيره فساد عقائد هؤلاء الباطنية وبغضهم للإسلام الحق وأهله فقد قرر شيخ الإسلام أن جهاد هؤلاء الباطنية وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات ، واعتبر الشيخ جهادهم من جنس جهاد المرتدين الذين قاتلهم الصديق وسائر الصحابة معه. (الفتاوى 35/158) أيها المؤمنون وأيام الله دول ، وحيث تقلبت بلاد الشام بين عزّ المسلمين وذلّ الباطنيين فقد شاء الله وقدّر أن تقع أرض الشام (دمشق وما حولها) في هذا الزمان في قبضة (النصيريين) فمن هم النصيريون وما جرائمهم ضد المسلمين؟ هي فرقة تنسب إلى مؤسسها الشيعي محمد بن نصير المتوفى سنة 260هـ، وكان من أتباع الحسن العسكري ، وقد ادعى النبوة ، ويقول بالتناسخ والحلول وتأليه الأئمة (كما ذكر ذلك النوبختي في فرق الشيعة وفي عقائدهم شبهٌ وتأثر بعقائد النصارى ، ويعتقدون أن علياً رضي الله عنه إلهاً ، تعالى الله . (تاريخ الإسلام، حسن إبراهيم (4/266)) . وقد سُئل عن (النصيرية) شيخ الإسلام : ما تقول السادة العلماء في النصيرية القائلين باستحلال الخمر ، وتناسخ الأرواح ، وقدم العالم ، وإنكار البعث والنشور والجنة والنار في غير الحياة الدنيا ، وبأن الصلوات الخمس عبارة عن خمسة أشياء وهي : علي، وحسن وحسين ومحمد وفاطمة ... إلى آخر ما ذكر السائل ، فأجاب الشيخ : هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفرُ من اليهود والنصارى، بل وأكفر من المشركين ، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين .. إلى أن قال : ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهم أتباع أبي شعيب محمد بن نصير، وكان من الغلاة الذين يؤلهون علياً" . (الفتاوى 35/145-161) وحيث تبين معتقد النصيرية ، وعدوانهم على المسلمين في الماضي ، فهم مثلُ أو أشدُّ في زمننا الحاضر ، ومنذ أن استولى النصيرية على سوريا وهم يسومون المسلمين السنة سوء العذاب ، وقد عاد الإسلام غريباً والمسلمون غرباً ، فمنهم من قتل ومنهم من طرد أو سجن ، هدمت المساجد ، واضمحل العلمُ وغاب العلماء ، بل وعادت الأرض المباركة ميداناً للخيانات والتحالفات مع أعداء الأمة . *** الكيان الصهيوني والأقليات ((إن إسرائيل لن تكون بأمان ولن تكون قوة إقليمية عظمى ما لم تكن محاطة بفسيفساء من الدويلات الطائفية والعرقية)) بهذا أوصى بن غوريون (مؤسس الدولة اليهودية عام 1948 ( حكام آل صهيون قبل رحيله. وبن جوريون هو بمثابة نبي عند الصهاينة، وفعلا سار قادة هذا الكيان على هذه السياسة وهي سياسة الاستفادة من وجود الأقليات، والعمل على دعمها والتمكين لها في المنطقة المحيطة، لما يترتب على ذلك من إضعاف للأمة ومن شق لصفوفها.** ويقول الباحث الأمريكي روبرت ديفوس،صاحب كتاب" لعبة الشيطان " في مقابلة مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006 : ((إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين.. وأن الشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى، كما يشير إلى أن هناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنه يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة، بل يدعو باحثون مثل ريشارد بيرل ودانييل بليتكام لقيام جمهورية شيعية في المنطقة)). واليوم وحيث ينتفض الشعب السوري مطالباً بالحرية ورفع الظلم والعودة للهوية المسلمة يُواجه بالحديد والنار ، وتتحرك الدبابات والمدفعيات لتقصف المدن الآهلة بالسكان قصفاً عشوائياً ، تتساقط على أثره الجثث وحقيقة ما يجري هناك من حصار للمدن وتجويع للشعب بقصد تركيعه وكذب الإعلام السوري ومحاولة النظام لإشعال حرب طائفية ، وماجرى بمجزرة حماة التي راح ضحيتها أكثرمن 30 ألف مسلم بالإضافة إلى المجازر الأخرى في حلب وجسر الشغوروالمجزرة الأخيرة في سجن صيدنايا التي دنس فيها القرآن ،، ويكثر الجرحى في مذابح بشعة، وعلى مرأى العالم ومسمعه ، وإذا ثبت مشاركة النظام البعثي النصيري ميليشيات وعصابات تابعة لحزب الله المزعوم والباسيج الإيراني ، حيث تقوم بالقتل على الهوية، فإن ذلك يعني حرباً طائفية على المسلمين السُّنة في سوريا ، إنها جرائم حرب ومذابح يندى لها الجبين ، ويستصرخ المستضعفون المحاصرون في سوريا إخوانهم فهل من مجيب؟ وحيث أعلن عن أدوار إيجابية لبعض الدول الأوربية (كفرنسا) لردع النظام السوري إذا استمر في بطشه على المدنيين العزل ، فالمسلمون أولى بالنصرة والمساعدة وأول ما يتجه الخطاب للأحرار من قوات الأمن والجيش في سوريا بكف القتال ورفع السلاح عن إخوانهم الذين يطالبون بحقوقهم ورفع الظلم عنهم، وهو حق كفلته الشريعة الإسلامية ، بل والأنظمة العالمية كلها، وحقيق بالعلماء والعامة في سوريا أن يكونوا صفاً واحداً مقابل الظلم والعدوان . كما تطالب الدول بمنع النظام السوري من عمليات القمع الوحشية ضد شعبه الأعزل، ويُطالب المسلمون عموماً بالنصرة والمؤازرة لإخوانهم – بما يستطيعون – وبالتضرع إلى الله تعالى بأن يكشف كربتهم ويحقن دماءَهم ويحمي أموالهم وأعراضهم، ويثبتهم في هذه المحنة ن وأن يخذل عدوّهم ويظهر الحقّ ويبطل الباطل ، والتاريخ لا يزال يعلمنا أن البطش والانتقام لا يقيم حضارة ولا يحمي دولة ، فالله هو القوي العزيز ، وكم من مغرور بقوته جعله الله عبرة للمعتبرين ، وعلى المسلمين في سوريا أن يبتهلوا إلى الله ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، ويثقوا بأن الله لا يصلح عمل المفسدين ، ولا يهدي كيد الخائنين ، وسوف يمكن للمستضعفين ، ويجعلهم أئمة إن هم صدقوا واتقوا ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، وسيعود إلى أرض الشام بإذن الله عزِّها وللمسلمين مجدهم ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ، واجعل الدائرة على الكافرين والمنافقين ... (يمنع وضع البريد الإلكتروني) أ.د سليمان بن حمد العودة د .صالح التويجري
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
06-05-2011, 04:56 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2011
البلد: على الكرة الارضية :>
المشاركات: 17
|
جزاك الله خير ياشيخنا
|
06-05-2011, 05:40 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2010
البلد: دمشق وحالياً بالمدينة التي أحببتها بريده ~
المشاركات: 25
|
صدقت والله يا شيخنا , فقد طغوا وبغوا وأفسدوا البلاد والعباد , ونرجو من الله عز وجل أن تكون الأحداث الحاضرة بداية زوالهم ونهايتهم يارب ..
|
الإشارات المرجعية |
|
|