بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » دمشق

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-05-2011, 12:10 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم
أرض الشام وجرائم النصيرية في سوريا
العودة والتويجري
خطبة جمعة 3/6/1432هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ...
الشام أرضٌ باركها الله ، فيها قبلةُ الأنبياء ، ومسرى محمدٍ عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (الإسراء: 1).
أرض الشام ، وفيها بيت المقدس ، أرض المحشر والمنشر ، عن ميمونة بنت سعدٍ مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : قلتُ يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ، قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاةً فيه كألفِ صلاة في غيره"، الحديث رواه ابن ماجة ، وقال: إسناده صحيح ورجاله ثقات (1407)، ورواه غيره كأحمد وأبي داود والطبراني ، وصححه الألباني (الأربعون المقدسة) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "مكة أمُّ الخلق وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية وأطبق نورها الأرض
والإسلام في الزمان الأول ظهورُه بالحجاز أعظم، ودلّت الدلائل المذكورة على أن فلك النبوة بالشام والحشرُ إليها ، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلقُ والأمر، وهناك يُحشر الخلق ، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهرَ بالشام .." (الفتاوى27/43).
وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ما يؤكد أن الشام مقامُ الطائفة المنصورة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على الناس"، قال معاذ بن جبل : "وهم أهل الشام" (البخاري 3641، 7460، ومسلم 1923، 174، ورواه غيرهما).
بل ونطلقت منها رايات الجهاد في أعظم ملاحم شهدها التاريخ في زمن الأمويين ، حيث انطلق المجاهدون في مشرق الأرض ومغربها يفتحون البلاد ، ويُسلم العباد ، وكانت دمشق حاضرة المسلمين ومركز خلافتهم قرابة قرن من الزمان ، ثم توالت الدولُ الإسلامية على أرض الشام ، حتى حلّ الباطنيون (العبيديون)
* وبعد ذلك تبادل الحلفاء الأدوار في دعم تلك الأقليات فدخل الانجليز على خط دعم الدروز والشيعة، ودخل الفرنسيون على خط دعم الموارنة والنصيريين، وعمل كل منهما، على استقطاب تلك الأقليات وإنزالها من معاقلها ومن ثم الاعتماد عليها، في إدارة البلاد، بغية تأهيلها، لكي تحل محله بعد رحيله، مستغلا عزوف السنة في بداية الاحتلال عن العمل مع المحتل، لدرجة أن تسمية النصيريين بـ ( العلويين ) صدر الأمر بتعميمها بقرار رسمي من قبل المندوب الفرنسي في بيروت.
ولقد قام الفرنسيون في بداية فترة احتلالهم لسوريا، بتقسيم سوريا إلى دويلات متعددة على أساس طائفي ومناطقي
ولئن كانت عداوة اليهود والنصارى مكشوفة للمسلمين بنص القرآن ، فالدرس المهم هو أن الذي مهّد لهؤلاء النصارى لدخول بلاد الشام هم الباطنية الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفرَ والبغض لأهل الإسلام ، وهؤلاء كانت بدايتهم بالدولة العبيدية التي انطفأ نورُ الإسلام والإيمان في زمنها في بلاد المسلمين ، بل قال بعض العلماء : إنها كانت دار ردةٍ ونفاق كدار مسيلمة الكذاب (الفتاوى 35/139
وتحدث العلماء عن عدوان هؤلاء الباطنية لأهل الإسلام حتى أعلنوا سب الصحابة في منابرهم
ومن هنا حكم الشيخ على هؤلاء الباطنية المسمون تارة بالقرامطة وأخرى بالنصيرية، بالكفر والضلال ، وقال إنهم أكفر من اليهود والنصارى ، بل وأكفر من المشركين، وقال: إن ضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظمُ من ضرر الكفار المحاربين كالتتار والفرنج وغيرهم . (الفتاوى 35/49، 50).
واعتبر الشيخ جهادهم من جنس جهاد المرتدين الذين قاتلهم الصديق وسائر الصحابة معه. (الفتاوى 35/158)
أيها المؤمنون وأيام الله دول ، وحيث تقلبت بلاد الشام بين عزّ المسلمين وذلّ الباطنيين فقد شاء الله وقدّر أن تقع أرض الشام (دمشق وما حولها) في هذا الزمان في قبضة (النصيريين)
مؤسسها الشيعي محمد بن نصير المتوفى سنة 260هـ، وكان من أتباع الحسن العسكري ، وقد ادعى النبوة ، ويقول بالتناسخ والحلول وتأليه الأئمة (كما ذكر ذلك النوبختي . (تاريخ الإسلام، حسن إبراهيم (4/266)) .
وحيث تبين معتقد النصيرية ، وعدوانهم على المسلمين في الماضي ، فهم مثلُ أو أشدُّ في زمننا الحاضر ، ومنذ أن استولى النصيرية على سوريا وهم يسومون المسلمين السنة سوء العذاب ، وقد عاد الإسلام غريباً والمسلمون غرباً ، فمنهم من قتل ومنهم من طرد أو سجن ، هدمت المساجد ، واضمحل العلمُ وغاب العلماء ، بل وعادت الأرض المباركة ميداناً للخيانات والتحالفات مع أعداء الأمة .لإن إسرائيل لن تكون بأمان ولن تكون قوة إقليمية عظمى ما لم تكن محاطة بفسيفساء من الدويلات الطائفية والعرقية
بهذا أوصى بن غوريون (مؤسس الدولة اليهودية عام 1948 ( حكام آل صهيون قبل رحيله. وفعلا سار قادة هذا الكيان على سياسة الاستفادة من وجود الأقليات، والعمل على دعمها والتمكين لها في المنطقة المحيطة، لما يترتب على ذلك من إضعاف للأمة ومن شق لصفوفها.*ويقول الباحث الأمريكي روبرت ديفوس،صاحب كتاب" لعبة الشيطان " في مقابلة مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006 :
((إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين.. وأن الشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى، كما يشير إلى أن هناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنه يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة، بل يدعو باحثون مثل ريشارد بيرل ودانييل بليتكام لقيام جمهورية شيعية في المنطقة)).
واليوم وحيث ينتفض الشعب السوري مطالباً بالحرية ورفع الظلم والعودة للهوية المسلمة يُواجه بالحديد والنار ، وتتحرك الدبابات والمدفعيات لتقصف المدن الآهلة بالسكان قصفاً عشوائياً ، تتساقط على أثره الجثث وحقيقة ما يجري هناك من حصار للمدن وتجويع للشعب بقصد تركيعه وكذب الإعلام السوري ومحاولة النظام لإشعال حرب طائفية ،وقبل ذلك بثلاثة عقود ماجرى بمجزرة حماة التي راح ضحيتها أكثرمن 30 ألف مسلم بالإضافة إلى المجازر الأخرى في حلب وجسر الشغوروالمجزرة الأخيرة في سجن صيدنايا التي دنس فيها القرآن ،، ويكثر الجرحى في مذابح بشعة، وعلى مرأى العالم ومسمعه ، وإذا ثبت مشاركة النظام البعثي النصيري ميليشيات وعصابات تابعة لحزب الله المزعوم والباسيج الإيراني ، حيث تقوم بالقتل على الهوية، فإن ذلك يعني حرباً طائفية على المسلمين السُّنة في سوريا ، إنها جرائم حرب ومذابح يندى لها الجبين ، ويستصرخ المستضعفون المحاصرون في سوريا إخوانهم فهل من مجيب؟
وحيث أعلن عن أدوار إيجابية لبعض الدول الأوربية (كفرنسا) لردع النظام السوري إذا استمر في بطشه على المدنيين العزل ، فالمسلمون أولى بالنصرة والمساعدة وأول ما يتجه الخطاب للأحرار من قوات الأمن والجيش في سوريا بكف القتال ورفع السلاح عن إخوانهم الذين يطالبون بحقوقهم ورفع الظلم عنهم، وهو حق كفلته الشريعة الإسلامية ، بل والأنظمة العالمية كلها، وحقيق بالعلماء والعامة في سوريا أن يكونوا صفاً واحداً مقابل الظلم والعدوان .
كما تطالب الدول بمنع النظام السوري من عمليات القمع الوحشية ضد شعبه الأعزل، ويُطالب المسلمون عموماً بالنصرة والمؤازرة لإخوانهم – بما يستطيعون – وبالتضرع إلى الله تعالى بأن يكشف كربتهم ويحقن دماءَهم ويحمي أموالهم وأعراضهم، ويثبتهم في هذه المحنة وأن يخذل عدوّهم ويظهر الحقّ ويبطل الباطل ، والتاريخ لا يزال يعلمنا أن البطش والانتقام لا يقيم حضارة ولا يحمي دولة ، فالله هو القوي العزيز ، وكم من مغرور بقوته جعله الله عبرة للمعتبرين ، وعلى المسلمين في سوريا أن يبتهلوا إلى الله ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، ويثقوا بأن الله لا يصلح عمل المفسدين ، ولا يهدي كيد الخائنين
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


قديم(ـة) 06-05-2011, 01:14 PM   #2
قائد المجد
عـضـو
 
صورة قائد المجد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 3,320
شكرا اخوي عافاك الله استمر
الى الأمام ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.
__________________
قائد المجد غير متصل  
قديم(ـة) 06-05-2011, 02:37 PM   #3
طموح مشرق
عـضـو
 
صورة طموح مشرق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
البلد: السعودية
المشاركات: 2,312
وعلى المسلمين في سوريا أن يبتهلوا إلى الله ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، ويثقوا بأن الله لا يصلح عمل المفسدين ، ولا يهدي كيد الخائنين

اللهم أنصرهم ..
__________________
سبحان الله..
طموح مشرق غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)