|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
( ابـن الكـلـب ) " الفصل الأول / الثاني / الثالث " .. !!
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
آخر من قام بالتعديل د / ماسنجر; بتاريخ 26-06-2011 الساعة 01:57 AM. |
![]() |
![]() |
#2 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
الفصل الأول * * * زرع في بستان أحلامه بذوراً ، حتى تسير السنين لتكون سُلّماً يأخذه إلى مستقبله ليصل إلى ما يسمو إليه ، يسقيها بين الفينة والفينة ، منتظراً نموّها وثبات أصلها راجياً من الله أن يكون فرعها في السماء . يرى أبيه .. ويجد أنه يملك " مؤسسة " تهتم بنوع من الأعمال ، هي آخر بقايا تجارته التي ربطته بشتى العلاقات بين بعض تجّار البلاد والدّول الأخرى ، ويرى نفسه .. ويجد أنه ابن لهذا التاجر الذي سار على خطوات مدروسة ووضع عينه على نهايتها وكأنه يعلم أنها ستوصله إلى ما يصبوا إليه . لم يكن أبيه قاسياً بطبعه وتعامله ، ولكن التجارة والرّبح والوارد آخر الشهر والصادر جفّف مشاعره تجاهه وإخوته ، فالتفكير في هذا المجال وغيره والانشغال به يجعل الإنسان لا يفكر إلا بتلك العملة الورقية التي تجمع بين القلوب وتشتّت بين الأحباب وتنسي بعض الآباء أبنائهم . بعد مرور عدة أعوام انهارت أموال أبيه ، وعادت حاله إلى ما كانت عليه سابقاً ، ولم يبقى له سوى أن يعيد النظر في سياسة عمله الأخيرة ويُزيل الأخطاء التي وقعت ويُعيد الصعود مرّة أخرى ، أو يحاول الثبات على تلك النهاية وعلى تلك المعيشة حتى لا تزداد سوءاً ، واستسلم لأمر الله وأصبح لا يملك أي دَخل شهريّ بعد أن أزال مشروعه ، وأصبح يُطارد الورقة والورقتين .. وهو الذي لا يُحرك المليون بهِ ساكناً . * * *
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
|
![]() |
![]() |
#3 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
الفصل الثاني * * * وابنه .. صار ينتظر المال من خالته أو عمته أو بعض إخوته وأخواته ، قليل من الريالات تهطل في يده بعد أن يوصلهم لطريقٍ معيّن أو سوقٍ معيّن أو شارعٍ معيّن تسدّ حاجته ، وبدأ يشعر بأن بستان أحلامه الذي أنهكه التفكير به وسقيا بذرته سينتهي وأن ورقته ستجف بل ستموت وأرضه ستصبح قفراً ما بها ما يُوحي إلى العيش ، ولو أن أحلامه تحدثت ونَطقت ! .. لقالت : لا عَليك .. أعد النظر في شتّى شؤون حياتك الخاصة وابدأ الخطوات بخطواتك لا خطوات غيرك . حَاول .. ولكنّها بائت بالفشل وأعاد المحاولة وازداد الأمر سوءاً ، تلقّفته أيدي الشرّ ، وجعلوا أنفسهم له موطناً ومقراً وملاذاً ، فأصبح في كل وقتٍ لهم ، وفي كل نزهةٍ معهم ، وضحكاته إليهم ، ويميل في مواقفه العسيرة تجاههم ، فإخوانه منشغلين في حياتهم ومعيشتهم ، ولم ينظر إلى حديث أبيه وصراخه عليه ، فلم يكن نصحاً أو إرشاداً أو أخذاً بيده من الشر إلى الخير ، ومن الضياع إلى الاستقرار ، ولكن حديثه كان بالسخرية منه وأنه لا يسمعه وأنه شرّ وُضع في حياته ، يقذف الدعوات الكبرى عليه بأن يُزيله الله من الوجود حتى تكون الراحة التامّة له ، والابن لا يستطيع أن يُثير أي شيء تجاه أبيه سوى بضع كلمات يقذفها حسرةً وندماً وحُزناً . * * * أكمل الابن حياته على ما كانت عليه ، سوى أنه كبر قليلاً في عمره فأصبح يبحث عن عمل علّه يُوجد له ما يُكمل مسيرته في حياته ويقرّبه من حياة البشر عموماً ، ولكن أصحابه مازالوا خلفه حتى أصبح من أعمدتهم وتذوّق من يديهم سيجارة قادته لأن يكون مدخناً ، وانقطع عن رحم العائلة حتى أصبح لا يرى معظمهم إلا بالسنة والسنتين . لم يكن ذلك الابن في بدايته إلا طفلاً صغيراً .. خرج على الحياة وتربّى على يد أمه المسكينة ، ولم تكن نغمات الحياة إلا صدى صوت الأب في غضبه وجبروته ، فنشأ متهرباً من أجواء الأسرة إلى أجواء الشارع والنظر إلى ما يُسيء ، والتصفيق إلى ما يُسيء ، فلم يكن له مرشداً وناصحاً إلا دعوات الأم له بأن يحفظه الله .. ولكن قضاء الله وقدره ، وإلى تلك الساعة التي أحدثكم بها وحاله لم يتغير ولا أعتقد أنها ستتغير إلا بقدرةِ قادر ، والأب ! مازال يتبسم ويضحك في حياته من أيدي الغير ، يضعونها على مائدة الحياة ويغذّونه من تعبهم ومن عرق جبينهم . * * * لو نظرنا إلى الحيوانات التي لا تملك عقلاً ولا تفكر إلا بغذائها وشهوتها فقط ، ودعونا نتحدث عن الكلب أعزكم الله ، ذلك الحيوان الذي نصحنا رسولنا الكريم في أن نغسل أيدينا بعد لمسه سبع مرات أولاهن بالتراب ، لوجدنا العطف منه على ابنه والشفقة والرَّحمة .فما بالك أيها الإنسان .. بإنسانٍ مثلك ، يتغذى ويتحدث كما تتحدث وتتغذى وله عقل كعقلك ، تفوّق عليهِ الكلب .. وابنه وَجد ما لم يجده ابن آدم من أبيه العاقل الرجل كما يُقال ! ، فبئس الطِّباع التي تطبّع بها ، وبئس المال الذي يُربّي الإنسان على الإساءة في تعامله مع أبناءه وذويه ، أرأيتم كيف أصبح إخواننا في الإسلامِ يعيشون عيشة لا يعيشها ابن الكلب .. ؟! . * * *
أيها القارئ .. انتهت القصة في الأعلى وقت كتابتها .. على أنها فصلين فقط ! وتفاجئت قبل عدة أيام في تطوراتٍ سلبية حدثت في حياة هذا الإبن .. ولهذا أصبحت ثلاثة فصول .. تابع الفصل الثالث.. د / ماسنجر
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
|
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: في حي ( الساحة المفتوحة ) من مدينة ( بريدة ستي )
المشاركات: 2,272
|
بل تعجب حين تسمعها من أب يقولها لولده ورضي أن تكون له لقباً على لسانه على مدار الأولاد ،،، وبالدور بالدور ياعيالي يجيكم الدور !! سلمت أخينا د / ماسنجر
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
الفصل الثالث * * * ومرّت ساعات الحياة سريعة .. ومرّت أيامها كلمحِ البصر ، وكأن شيئاً لم يكن ! لا والله .. وكأن شيئا تطور وتطور .. حتى عاث في حياة هذا الابن وأنهكها وقلبَها . كتبت الفصل الأول وأكملته بالثاني .. وما علمت أن حياته ستتغير من سيئة إلى ما كتبه الله له ، وما علمت أن هذه القصة سيكون لها فصلاً ثالثاً .. ولا وقتاً ثالثاً للكتابة به .. لكنها مشيئة الله فوق كل شيء ، وليكن هذا الفصل عِبرة من تلكم العِبر التي يجعلها الله في عباده ليهابه عباده ويجعلها الله في آخرين ليتوب آخرين . غَاب .. حتى أوشك الناس أن يفقدوا هذا الابن ، وانقطعت أخباره حتى ظنوا أنهُ مات ! ولكن لا مُخبرَ ولا خبَرَ ، وتسَلل الفضول إلى عقولٍ باتت تقلب عينيها بين المَارة لتبحث عن تفاصيل وجهه القديم وعينيه السمراوين ولكن لم يجدوه، وإذا وُجّه السؤال إلى من يعرفه قال : لا أدري عنه شيئاً أتدري أنت ؟ ، وإذا وجه آخر سؤالا على من يعرفه قال : رأيته في عيدِ كذا أو مناسبة كذا ثم لا أدري عنه بعدها ، وظلت الإجابة تائهة والحقيقة غائبة ، والسؤال أين ذهب ؟ وما هي عيشته وفي أي منزلٍ يسكن ؟ أهو في ريفٍ يداعب خشاش الأرض ظهره عندما يَرقد ؟! أم في بيتٍ بالٍ في حارة نائيةٍ وأزقة متهدّمة ؟! أم أن الله وهبه ما وهب ، ورزقه ما رزق ، فصار في قصرٍ لا يدخله إلا من كان يرتقي لمعيشته ؟! .. كل تلك الهواجس والتخيّلات غير صائبة ولم تعبر في سكة الحقيقة قط ، وهذه الحقيقة : التف حوله رفاقه السابقين الساذجين ، أشد من التفافهم الأول ، حتى أوقعوه في الفخ وأوقعوه في المصيدة ، ليست مصيدة سرقة ولا قضية تدخين ، بل سلبوه من أهله ورموه في ترويج المخدرات ، وما عهدته الحياة بهذه الصورة لكنها اعتادت على أن الرفاق لا يبالون بالمصائب ولا يودون أن ينتهي وقتهم في الحياة السوداء وحدهم ! بل يجرون ويُوقعون حتى يهدمون ثم يقتلون . وفي ليلةٍ ليلاء ، ظلامها دامس ، ونجومها خافتة ، وفرحها موجوع ، وحزنها مستيقظ ، حاصَر رجال المخدرات هذا الابن ومعه عدة شباب في شارعٍ من شوارع الضياع ، وكبّلوهم وزجوا بهم خلف قضبان الفضيحة والندم والتحسّر .. والأب ! في غفلةٍ من تلكم الغفلات التي أودَت بهذا اليانع ، فلا أدري إن كان يدري بهذا الخبر ، لكن الذي أعلمه أن أضلاعه ستتلوّى وعينيه ستفيض من الدّمع ، وأنامله ستتقطع من الندم ، سيلعن فواتير مؤسسته ، وعماله الذين اهتم بشؤونهم وقام على صحتهم وتفقد أحوالهم قبل أن يبدأ بابنه وينتهي به ، سيمزق جسده ويُحرق ذكرياته ، ليردد بينه وبين نفسه : أهو عَار أم دمَار ! اللهم لا شماتة . * * * انتهت الحكاية ! لالا .. لم تنتهي ، مازال هناك توبة ومازال هناك باب مفتوح ، ومازال الأمل يتنفس وله نور لم يُطفأ بَعد . والأم ! حكاية أخرى من التوجد والألم . وهكذا ، من فناء المنزل إلى باب البيت ، إلى زوايا الحارة ، حتى الدوران في الدراجات الهوائية ، حتى الحارة النائية ، ثم السيارة ، ثم الدوران ، فالتدخين فالأحلام والأوهام والرجولة الطاغية والقوة والبطولة ثم المخدرات ، حتى باب السجن . ضَاع ، كما ضاع آخرين ، وهُدم شبابه ، كما هُدم شباب آخرين ، لكن اللوم كله يُصب على أبيه وعلى أوراق أبيه وعلى خزنة المال وعلى عشق الدراهم . * شكراً لوقتك الذي قضيته هنا .. كتبها من الألم .. د / ماسنجر
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
|
![]() |
![]() |
#6 |
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976
|
| تميز | سرد قصصي جميل .. فصول ثلاثة تؤكد عمق الفكر الذي تحمله في جمال الصياغة والإبداع . سلمان ... لا عدمناك . |
![]() |
![]() |
#7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: الرياض
المشاركات: 7
|
يستاهل التميز
فكر نير واحساس عالي |
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: في أحضان من أحب
المشاركات: 550
|
سرد ..مؤثر في الحقيقة ... .أي حياة ! هذة ..
أن ينهمك المرء في البحث عن الثراء معرضا بذلك عن أوامر الله تعالي ومقصرا في حقوقه وواجباته مع أبنائه وعائلته ورعيته .. فليعلم من أنشغل عن أبنائه وعن فلذات كبده .. أننا مسؤلون أمام الله عن الرعية ...لقوله صلى الله عليه وسلم ..(كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته).. دمتم .. |
![]() |
![]() |
#9 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: بريده
المشاركات: 433
|
شكرا الابداع هو الابداع هنا
|
![]() |
![]() |
#10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 1,156
|
وهكذا ، من فناء المنزل إلى باب البيت ، إلى زوايا الحارة ، حتى الدوران في الدراجات الهوائية ، حتى الحارة النائية ، ثم السيارة ، ثم الدوران ، فالتدخين فالأحلام والأوهام والرجولة الطاغية والقوة والبطولة ثم المخدرات ، حتى باب السجن . 000 وزياده علي كلامك ملاحقه المفحطين في كل مكان واهمال الدراسه وضياع المستقبل والنهايه امراض نفسيه الله المستعان
|
![]() |
![]() |
#11 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: بـــريـــدة
المشاركات: 1,105
|
لا إله إلا الله, والله دخلت جو مع القصة ![]() مع الأسف الشديد, الكلاب تكرم عن هكذا اب. لك تحياتي |
![]() |
![]() |
#12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 3,320
|
شكرا د/ماسنجر
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2010
البلد: الامارات
المشاركات: 658
|
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} فكل ولي أمر قد كلفه الله بهداية أهله, وإصلاح بيته, كما هو مكلف بهداية نفسه وإصلاح قلبه, ولكن لانرى من بعض الآباء سوى الانشغال بجمع المال وألهاهم التكاثر حتى تركوا تربية أولادهم , فحصدوا بئس العواقب. أسطر جمعت من العبر الكثيرة بأسلوب مؤثر وشيق فبارك الله فيك عتبي على اختبارك للعنوان, ولكن ذلك لايقلل من جمال القصة جمال الأسلوب والمضمون ![]() (الحياة مدرسة)
__________________
[FLASH="http://www.upg-ksa.com/uploads/13260892605.swf"]width=422 height=289 t=1[/FLASH] |
![]() |
![]() |
#14 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
غربة غريب
أهلاً بالعبور الهادئ .. هي كلمة تختلف في فهمها من عقلٍ إلى عقل .. لربما فهمت أنها لعنة ! إنما هي مقارنة بين ابن آدم وابن الكلب ! شكراً لك ..
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|