[طعطوش]

ذهبت مبكراً .. للصلاة على الشيخ .. وإعتقدت أنني أذكى الناس فخرجت من منزلي الساعة الثانية و الثلث ظهراً في وسط بريده ( تقام الصلاة الثالثة النصف ) ولكنني فوجئت بالطرق مسدودة وأرتال السيارات متراكمة على بعد كيلومترات من المقبرة ولا يستطيع السائق النفاذ من خلال تلك الجموع !!! ورغم جهود رجال المرور والدوريات جزاهم الله خير إلا أن الجموع كانت مخالفة لتوقعات الناس , وحاولت جاهداً الوصول لأقرب مكان للمسجد ولكنني فشلت فأوقفت سيارتي في اول موقف فارغ وسرت على قدمي حوالي 35 دقيقة والطرق مزدحمة بالسيارات والناس حتى ان العديد من الناس أوقف سيارته بوسط الطريق وعندما رأيت رجل مرور جالساً بسيارته وأشرت إليه بأن يحاول على الأقل أن يهيء مكان لسير المشاة على الأقل قال لي بلهجته العامية : ( انشقت الطاسة !!!! مادري وش نسوي )) و قال شاب يمر من حولنا هذه أكثر جنازة حضوراً نراها !! وفعلاً لم أرى بنفسي اكثر حضوراً من هذه الجنازة ,,,
وفعلاً صدق الإمام أحمد بن حنبل عندما قال : بيننا وبينكم يوم الجنائز !!!

واقتربنا من المسجد و لم أجد مكاناً إلا في الشارع الرابع المحيط بالمسجد رغم ان المسجد يتسع لألاف المصلين فمساحته الداخلية 1600 متر والخارجية 800 متر والدور الثاني حوالي ألف متر وهناك ساحات محيطة بالمسجد ومواقف سيارات ومع ذلك لم أجد مكان إلا في الشارع الرلاابع وبالكاد نسمع الصلاة بالمكبرات , واثناء الصلاة سمع النحيب وبكاء المصلين حتى ان الشيخ صالح الونيان الذي أم المصلين لم يسمع صوته من تأثره وخصوصاً التسليمة الأخيرة حيث لم يكد يتبينها العديد من المصلين وبعد الصلاة حمل الشيخ حمود العقلاء رحمه الله على الأكتاف وسارت الجموع إلى المقبرة مشياً على الأقدام وتبرع مجموعة من الشباب لحمل الشيخ ومجموعات تحيط بهم متكاتفه وقد عملوا سياجاً وحاجزاً بشرياً من عدة دوائر لحماية نعش الشيخ الذي إندفع إليه الألاف لكي يحصلوا على أجر حمله على الأكتاف ,,, ثم انتظم الناس في صفوف ودوائر تغشاهم السكينة والهدوء وهم يدعون للشيخ ويترحمون عليه ,وقد بدا على الجميع التأثر الواضح والوجوم حزناً على الشيخ ... وعلى جوانب الطريق اصطف الناس يشيعون الشيخ وعلى أسطح المنازل المجاورة للطريق وجوار المقبرة االكثير من الشباب وهناك الكثير من الذين لم يصلوا للمسجد كانوا داخل المقبرة وتأخر دخول جنازة الشيخ إلى المقبرة عدة دقائق بسبب الزحام وحدث بعض التدافع فهناك من ينصح الأخوة الذين بداخل المقبرة للخروج وإخلاء مكان القبر والإبتعاد عن القبور لكي لا يتدافع الناس ويطأون القبور وهناك من قال ( دعونا نصلي على الشيخ قبل دخوله المقبرة فالشوارع المحيطة مليئة بالناس ..... وحدث الكثير من الأراء ... ويبدو ان هناك من أيد الدخول بالشيخ إلى المقبرة ثم يصلي عليه من لم يصلي هناك فدخلو المقبرة ... ... وهكذا تدافع الناس وبعضهم تسلق جدار المقبرة القصير ... وبعضهم وقف فوق السيارات .... وبعد دفن الشيخ نعالت أصوات الدعاء له بالثبات وتدافع الناس لينالوا أجر حثوا التراب على قبرة ثلاث حثيات حسب السنة النبوية ..

حقاً ‘نها جنازة مهيبة ويقدر الحضور بالألاف ولا أبالغ ‘ن قلت ثمانية ألاف أو أكثر على أقل تقدير ( بعد حساب مساحة المسجد وبعض الشوارع المحيطة )

بعد دفن الشيخ انطلق الكثير من الشباب نحو المشائخ والدعاة وتلاميذ الشيخ في منازلهم للتعزية وفوجئت عند حضوري لمنزل أحد الدعاة بوقوف شاب يطلب من أهل بريدة أن يؤجاوا التعزية للغد ويتركوا اليوم للقادمين من خارج المنطقة لأنهم على جناح سفر اما المقيمين فعليهم ان يتركوا لهم المجال ويعودو لاحقاً لأن المنزل لا يتسع للكثير من المعزين !!! ونظراً للإزدحام رجعت ولم أعزي

رحمك الله ياشيخ حمود وأسكنك فسيح جناته !!! فقد صدعت بالحق وقلت كلمة الحق ... وفعلاً بيننا وبينكم يوم الجنائز !!!