[44الخفاش الأسود44]

الحمار
مخلوق مسكين للغاية ، مسالم وضعيف ، مغلوب على أمره ، لا يؤمن بالعنف أو المظاهرات إذا قلت له شييييييييييييي ، قال : هااااااااااااااااااااااا وانطلق يؤدي عمله بكل أمانةٍ وإخلاصٍ دونما أي اعتراض

صبور للغاية ، ولذا أطلق عليه اسم الأستاذ أبو صابر ، فأبو صابر هو الحمار والحمار هو أبو صابر ، على أية حال ولو لبس الحمار ثياب خزٍ ....... لقال الناس يالك من حمار ، يعني لا أبو صابر ولا أبو غابر ، هو حمار والسلام

الحمار مخلوق مظلوم ومضطهد ، فإذا لم يعجبنا شخص ما نحن العرب ، قلنا عنه إنه حمار لا يفهم ، في الشارع مثلاً يشتم الواحد منا الناس ، أو يشتم بالضم من قبل الناس فيقال له يا حمار شف قدامك ، انتبه يا حمار ، أو يابن الحمار طريق

في العراق مثلاً يمسخون اسم الحمار ويقولون عنه ( زمال ) بتشديد الميم ، وهذه مخالفة صريحة لإجماع الأمة العربية من قبل العراق في كلمة الحمار ، والذي يحرص على اجتماع القومية العربية كما يزعم الأستاذ الفاضل صدام ، والحمار يا سادة يا كرام حمار بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، لكنه متهم بغير دليل في كثيرٍ من الأحيان

كثير من حكام العرب يوصفون بإنهم حمير ، وهذه إهانة سافرة للحمار غير مقبولة إطلاقاً ، فلو حكمنا حمار مثلاً لكان وضعنا أفضل والله أعلم

يعني بالله أيهم أفضل صدام حسين أم الحمار ؟؟؟؟؟؟ الحمار أحسن أم حافظ الأسد ؟ ، بل أسألكم بالله العظيم أيهم أعقل الحمار أم معمر القذافي ؟؟؟؟؟ من أراد الجواب فليكن منصفاً على الأقل

وأنا في هذه المقالة أعتذر للحمار شخصياً لأنني أسأت له كثيراً ، وذلك بأن وصفت الكثير من حكام العرب بالحمير جمع حمار ، والحمار أفضل عند الله من كثيرٍ منهم ، لأن الله سبحانه قال في كتابه العزيز عن الكفار ( إن هم إلا كالأنعام بل أهم أضل ) الحمار يسبح بحمد الله سبحانه قال تعالى ( وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )

وفي قصيدة للشاعر أحمد مطر يقول حمار لابنه : يافتى احفظ وصاياي تعش بغلاً ، وإلا ربما يمسخك الله رئيساً عربيا

وفي قصيدةٍ أخرى للشاعر أحمد مطر : قال الصبي للحمار يا غبي .... قال الحمار للصبي ياعربي

وذات يومٍ يا سادة يا كرام كنت أسير في الشارع بسيارتي ، فقال لي شخص ما : يا حمار هكذا شتمني لوجه الله تعالى من دون أية أسبابٍ معلومةٍ لدي ، فقلت له من شدة الغيظ : يا كلب وكدت أن أبطش به ، لولا أن الرجل كان بعيداً لا بد له من الدوران حتى نصفي حساباتنا المعلقة

وعندما تركته ضحكت وضحكت وضحكت مثل المجنون ، وذلك لأمور أولا ً عندما قال لي يا حمار ، تخيلت حماراً يقود السيارة ، فضحكت على هذا المنظر ، ثم تخيلت شكل الحمار المسكين وضحكت أيضا ، ثم تذكرت أن الرجل قال عني يا حمار وقلت له يا كلب ، فكان الأمر أشبه بشخصٍ يقول لك السلام عليكم وتقول له أنت وعليكم السلام ، نعوذ بالله من سوء الخلق

المهم أن الحمار في بعض الأوقات يقوم بتصرفاتٍ غير مفهومةٍ البتة ، ذات يومٍ كنت خارج هذه البلاد في منطقةٍ منكوبةٍ ، وكنا مع لجنةٍ إغاثية نقوم ببعض الأعمال التطوعية في تلكم الديار البعيدة ، وكنا في معسكرٍ خاص ، وكان عندنا حمار لا يفهم ، أو إن شئت سمه حاكماً عربيا ، هذا الحمار لا يريد أن يقوم بواجبه الذي خلقه الله لأجله

ولأول مرةٍ في حياتي أرى حماراً يحتج ويرفض العمل ، إذا حملناه بالمواد الإغاثية يرفض المسير ، ويبدوا لي والله أعلم أن هذا الحمار كانت له وجهة نظر في تلك الأعمال الإغاثية الحمار رفض أن يعمل بتاتاَ ، وإذا تركناه ولم نحمله قام ومشى وأكل وشرب

أمام هذا الوضع المتأزم ، قررنا إطلاق سراح الحمار، يسيح في الأرض يطلب الرزق من ربه فنحن لسنا على استعدادٍ لإطعام حمارٍ كسولٍ هكذا من دون مقابل، نحن جمعية خيرية تعنى بمسائل البشر ولا تعنى بمسائل الحمير

والمشكلة يا سادة يا كرام أن معسكرنا الإغاثي كان يجاور منطقةً عسكريةً محاطةً بألغامٍ قاتلة دخل هذا الحمار حقل الألغام القاتل في غفلةٍ عن ناظرينا ، فجن جنوننا وأخذنا نصرخ يا حمار يا حمار يابن الحمار ، البعض منا أخذه الحماس والرعب فأخذ يصرخ يا شيخ ياشيخ من هنا ، طبعاً عن غير قصدٍ ، واحد آخر منفعل يصرخ وخر يابني آدم وخر يا حيوان ، الموقف كان مخيفاً والله يشهد ، الكل فقد صوابه ، صحيح هو حمار ولكنه روح على أية حال والرحمة واجبة

الشاهد أن هذا الحمار المنحوس ابن الحمار لم يلقي بالاً لصراخنا فهو حمار محترف للغاية في مسائل الحمير ، استمر في تقدمه كجندي مجهول ( احترامي الشديد للأخ الجندي المجهول ) أقول استمر هذا الحمار في تقدمه لا يأبه لأحدٍ من البشر ، وفجأة تطاير جسده أمام أعيننا بفعل الألغام المتفجرة والعياذ بالله .... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.......

أنا لا ألوم هيئة الأمم المتحدة في برنامجها لمكافحة الألغام المضادة للأفراد والحمير ، فقد رأيت بأم عيناي ما فعلت تلك الألغام بالحمار المسكين ......... بس الصراحة إنه كان حمار

ولم تنتهي القضية على خير ، الحمار هذا كان حماراً فعلاً ، حماراً منحوسا، في حياته لا يريد العمل ، وبعد مماته ومقتله أمام ناظرينا تعفن وأطلق رائحةٍ منتنةٍ للغاية ، ونحن أمام نارين نار الرائحة المنتنة ، أو نار حقل الألغام ، طبعاً الرائحة ولا الموت في سبيل الحمار ابن الحمار

والحمار مخلوق غير محترم لدى كثيرٍ من الناس ، الفراعنة مثلاً خلدوا الكثير من الحيوانات مثل القطط والأفاعي والطيور وابن آوى ، لكن الحمار المسكين لا مكان له من الإعراب فلم يخلد بمعني لم يتكرر رسمه مثل بقية الحيوانات عند الفراعنة

لكن الشيعة قاموا وخلدوا الحمار في حديثٍ هو أقرب إلى النكتة والسخرية بالدين منه إلى الحقيقة ، الحديث ذكره صاحب الكافي المدعوا الكليني يقول : (إن الحمار عفير كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن أبي (والكلام للأستاذ الفاضل الحمار عفير) حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح عليه السلام في السفينة فقام نوح عليه السلام فمسح على كفله وقال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم فالحمد لله الذي جعلني هذا الحمار) طبعاً الحديث مكذوب في سنده مجموعة من الحمير المجهولي الهوية ، والشيعة لا يستحون من الكذب على نبي الله صلى الله عليه وسلم فكانت هذه النكتة من قبل السيد الموقر الحمار عفير أفندي

يعني هذا سند مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يوجد من ترجم لمجموعة الحمير هؤلاء في جميع كتب التراجم والسير ، لا عند الحافظ ابن حجر ولا عند ابن أبي حاتم ولا عند الذهبي ، الحديث طبعاً غير صحيح بسبب هؤلاء الحمير

وقد خلد توفيق الحكيم حماره بقصة( حمار الحكيم ) والحقيقة لست أدري أيهما الحمار هل هو توفيق الغير حكيم ؟ أم حمار الحكيم ؟ ، مع أنني أرجح أن الأول هو الحمار الغير حكيم ، صاحب البرج العاجي ، وأعتقد أن حمار الحكيم كان أكثر حكمةً من صاحبه ، رأي خاص غير ملزمٍ لأحدٍ من الناس............. لا تغثونا يا جماعة الخير الله يرحم والدينكم

كما كتبت أنا قصةً عن الحمار أبو صابر في ثلاثة أجزاءٍ نشرت منذ زمنٍ في الساحة السياسية وكيف سافر الحمار أبو صابر إلى عاصمة الضباب وطلب حق اللجوء السياسي وقد تم الموافقة على طلبه ، ثم تم اغتياله في حديقة الهايد بارك من قبل بعض أفراد المخابرات العربية

وقد وقعت عيني على كتابٍ بعنوان ( مذكرات حمار ) في إحدى المكتبات ، لم أقرأ الكتاب لكنني رأيت العنوان فقط

والحمار له صوت فريد للغاية ، وصوته غاية في النكارة ( كما قال تعالى في سورة لقمان على لسان لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه من الموعظة ( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )

أقول صوت أبي صابر غاية في النكارة ، فهو يسحب الهواء بقوة ، ويخرج زفير الهواء المسحوب بصوتٍ مشروخ مثل الكنداسة المفقوعة ، وصوته مكون من مفردتين اثنتين فقط الأولى هي قوله ( هيييييييييع ) عند الشهيق ، والثانية ( هااااااااااااااااع ) عند الزفير

أذكر أنني كنت في منطقةٍ جبليةٍ خارج المملكة ، وكان هناك حماراً ينهق بقوةٍ عجيبة ، وكان صوته الخارج منه يتردد صداه بين الجبال ، فيعود إلى آذاننا مثل صوت شبحٍ قادمٍ من العصور الوسطى ، كنت استمع إلى صوته وأنا أتعوذ بالله من الشيطان ومن حكام العرب ومن أفراد المخابرات

ونحن نحتقر الحمار فنقول إذا تحدثنا مع بعضنا البعض ( الحمار أكرمك الله ) بينما هو غير نجس مثل الكلب أكرمكم الله

على أية حال اقدم اعتذاري لك أيها الحمار ، فقد أخطأت في حقك كثيراً ، وشبهتك ببعض المخلوقات الغريبة التي لا ترقى إلى مستواك الفكري والعملي أيها الحمار المسكين ، تحياتي الحارة إليك ، فأنت عند الله أفضل من كثيرٍ من بني البشر ، أصحاب الرقي الفكري أو الرقي الأدبي الممجوج .

[ابن حزم]

اولا : وراك انت تسذا حاطن دوبك دوب معمر القذافي ماادري وش مسوي لك ...

الثاني : صوت الحمار هذا .. اجل قاعد تتدق به قبل ما تكتبه ..

ياحليلك يالحمار ... اللي مات عندكم ... يالله هذي الدنيا .

مشكور فعلا الموضوع ممتاز جدا ... جزاك الله خير