بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مقال أعجبني فقمت بنقله لتعم الفائدة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-01-2004, 03:24 AM   #1
سلفي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: السعودية
المشاركات: 126
مقال أعجبني فقمت بنقله لتعم الفائدة

جاء فيما روي عن الأولين من صحابة نبينا العظيم في قصة أمنا "أم سلمة" زوج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحديثها الغزلي مع زوجها أبي سلمة عند احتضاره:

كان أبو سلمة رضي الله عنه من السابقين في الإسلام ، وكان ذو خلق عظيم ، وبلغ من الحب لزوجه ما يعجز عنه الوصف، وكان من خوفه وحبه لزوجه أم سلمة وهو يحتضر،يألم لحالها من بعده ، حيث لا ولي يمنعها، ولا معيل إلا ربها ، لكنه الطبع البشري يريد أن يرى المحسوس في شغل هذا المكان: سألها على مضض قائلاً: إذا ما اختارني الله للقائه ، هل ستتزوجين من بعدي؟ سؤال يفيض بالدموع، دموع الفراق، ودموع الخوف من المجهول، ودموع كثيرة اختلطت فيها المشاعر فلا تعرف إلا أنها دموع، ولا تفسر إلا أنها حركة قلبية لا شعورية، خارج سيطرة الإنسان، رجلاً كان أو امرأة ... اختلطت دموعه بإجابتها ...

يا أبا سلمة، ألا إني المخلصة لك حياً ، والوفية لك ميتا، فلئن اختارك الله إلى جواره فلأصبرن حتى ألقاك في الجنة، وهناك يكون لقاؤنا الأبدي ، فلا نبرح تلك المكانة. سيكون هذا الأمل دافع صبري على فراقك، وزادي لأكمل المسيرة بعدك، حتى ألقى الله وقد أديت الأمانة ولا أطلب لها أجرا إلا أن ألقاك في الجنة. لكن أبا سلمة التقي النقي ، يخرج من عاطفته ويقول لها ، لكنك ستحتاجين الرجل الذي يرعاك وانت كثيرة الأولاد، ولن تقوين على هذا الحمل، وأرجو الله أن ييسر لك من هو أفضل واحب إليه مني ، وتظل السيدة المصونة لا ترى في الكون خيرا من ذلك الرجل زوجا فتقول: ومن سيكون أفضل منك أيها الأحب؟!! ويمضي قدر الله ويرحل الزوج لتبقى الزوجة تحمل العبئ وحيدة، غير أن الله يستجيب دعاء أبي سلمة، فيبعث رسول الله أبا بكر "والد ز! وجته الأحب عائشة" يخطبها له، ويا للهول يعود أبو بكر ومعه جواب تلك الصابرة ، ليكون الرفض ، ومن ترفض الزواج من نبي إلا مخلصة محبة لزوجها؟! تلك ام سلمة ترفض محمداً صلى الله عليه وسلم، وبلطف النساء، وبحياء المؤمنات تقول: لقد فات الفوت يا نبي الله، فما في الكون من هو أشرف منك وأعز وأحب منك إلى قلوبنا، لكنني جاوزت الخمسين وأقبلت على آخر عمري فلا أرى انه تبقى منه الكثير، وإن حيائي وحبي لأبي سلمة يمنعاني أن أقترن بسواه ، لكن النبي الذي أتى بالشريعة الربانية يكرر الطلب ويقول لها: هي سنة الله أن تجد المرأة قرينها الذي يعينها على أعباء الحياة وإني أردت أن أكون لك عونا فآخذ بيدك وبأيدي أبنائك ، ليظل مجتمعنا مترابطا متماسكا فلا يعتريه الضعف، فلا تلبث المؤمنة التقية أن ترد إجابتها قبولاً ورضاً لتكون في عصمة نبي الأمة ، وللتتبوأ مكانتها أماً للمؤمنين، وقد كان ذلك استجابة لدعوة زوجها المحب أن ييسر الله لها من هو خير وأحب إلى الله منه ، فكان ذلك الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويظل السؤال الذي لا بد منه، لم يريد محمد الزواج من امرأة جاوزت الخمسين وقربت من الستين وهو زوج عائشة ، البكر الفتية ؟ لا أصدق أنها نزوة في نفس نبي الأمة، لكنها المسئولية الإجتماعية التي لا بد منها للحفاظ على المجتمع قويا مترابطا متماسكاً.

ليس من المعقول أن نتطارح موضوع تعدد الزوجات من خلال رؤية متطرفة سواء من الرجل أو من المرأة، لكنها صورة الشرع الحكيم يضع موازين الحياة لتلائم ظروف الطبيعة وقوانينها.

كنت ذات يوم أخيم مع اهل بيتي خارج المدينة، وقد اعتدت حينما أريد الخروج أن اتحين منتصف الشهر العربي أملا في أن تتم لي مشاهدة القمر بدراً ، فتراني أوقد النار "غير متعبد بها" وأحضر مشروباتنا"هلال شراب" من القهوة العربية وغيرها مما تشتهيه النفس وأحضر معي حكايات كثيرة ، يوم التقينا أنا وهي، وأول كلمات الغزل بيننا وحديث يطول بساعات الليل، وهي فرصة للخروج من واقع الحياة ومتاعبها.

وفي تلك الليلة بدا لنا القمر في أبهى حلله، وتزين الكون بثلاثة ، الماء يحتضن صورة البدر، والسماء المستنيرة به ، وقمري الآخر الذي لا أطيق غيابه عني حتى للحظة واحدة، ولي ميزة كبقية الرجال ، فتراني أحيانا أدخل الفكر والفلسفة في وقت أجمل ما يكون فيه أن تتجلى المشاعر، وكثيراً ما تختلط المشاهد الرائعة ويتعكر صفوها، وصورتي هذه هي عكس كثير من النساء، فهن يبحثن عن المشاعر والعواطف حتى في مسألة حسابية لا تعدو أن تكون (1+1=2).

قلت لزوجتي محاوراً ومتسائلاً ، أتدرين أيتها الأحب ما الفرق بين وجهات النظر واختلاف الآراء بين الناس وبين المتحاورين؟ قالت: لا ، وقد اعتادت هذه ان تختصر الحديث حينما لا تطيقه بكلمة لا، لتغلق الأبواب ولعلها من قبيل "من قال لا أدري فقد أفتى" وكأنها تقول: أريد أن أعيش لحظات شاعرية دون إعمال العقل والفكر والمنطق، لكنني أصر على ذلك الحوار فأجيبها عن سؤالي بالقول: إنها تشبه رؤية الشيخ والعاشق للقمر!! قالت وكيف؟!! والكلمات تتسحب من فمها وعلى لسانها مثقلة كانها لا تريد الحوار، قلت: هما رؤيتان مختلفتان، فالشيخ لا يرى القمر إلا هلالاً ليعلن بدء رمضان أو اول أيام العيد ، اما العاشق فلا يراه إلا بدراً ليرى صورة المحبوب فيه، كل واحد يا سيدتي له زاوية ينظر من خلالها ، وهناك حالة شاذة ، قالت: وما هي تلك! ؟ قلت هي الإمام "الباكستاني" فهو لا يرى القمر مطلقا لأنه يحدد شهر رمضان وقدوم العيد من خلال الحسابات الفلكية ... ضحكت زوجتى من هذه الحالة وقالت: أراح نفسه من عناء نقاشك .... وطلبت مني أن أكون من لا يرى القمر إلا بدراً في تلك الساعة.

هذه الصورة من الحوار لا تحبذها المرأة ، صورة الواقع ، وصورة الحقيقة المرتبطة بظروف الحياة، المرتبطة بالطبيعة وقوانينها، بل بالإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة.

لقد صار الحديث عن هذه الحالة في الشرع الإسلامي "تعدد الزوجات" والتي يثيرها أعداء الإسلام كشبهة من الشبه، ويثيرها الجهلة من الرجال المسلمين كنوع من حقوق الرجل أو المرأة ، ويثرنها النساء "تستوى في ذلك المؤمنة التقية ومن نقص إيمانها" بعاطفة مبعثها الغيرة، والحق أن لا ننظر إليها من وجهة نظر الرجل الذي تحركه نزوته ورغبته ، ثم ومن الحق أيضاً أن لا ننظر إليها من زاوية المرأة وعاطفتها، ولكن من الشرع ومقاصده. فالله الذي خلق الخلق وبسط لهم الأرض وأورثهم كل ما فيها مستخلفا لهم يعلم ما يصلح شأنهم، وحينما جعل هذا الحق في تعدد الزوجات جعله لثلاثة أغراض، وبشروط كثيرة، أما الأول فهو حق الرجل في الزواج من ثانية وثالثة ورابعة ، والثاني حق المرأة التى أصيبت في حياتها وكان خير من يتقدم لها رجل متزوج من أخرى سيضفي عليها حبه ورعايته بالحق والعدل، والحق الثالث هو حق المجتمع، لكي لا تكثر فيه النساء ! اللواتي يعشن بدون أزوج سواء من طلاق أو رملة أو عنوسة، والشرع بطبيعته جاء ليقيم العدالة بكل صروفها، فهو المتحكم وليس الرجل أو المرأة ، ولو أردنا أن نحكم نحن سواء الرجال أو النساء لبغينا ولظلمنا أنفسنا وغيرنا ، لذا فالحق أقول إن هذا ليس مجال رأي لرجل أو امرأة، لكن مرده الشرع بكل قوانينه ومستنداته التشريعية,

ولعل الذي أساء إلى هذه الصورة التشريعية ظلم الرجال ، وهذه حقيقة،إذ أن الرجال لم ينصفوا حينما أرادوا تطبيق هذه الآية الكريمة ، ولم يدركوا حكمة الشارع فيها، لذا صرنا وبجهل نخلط بين الشرع وتطبيقه، وذهبنا نحن الرجال مذاهبنا الشهوانية بعيداً عن مقصود الشريعة ، واستخدمنا هذه الآية استخداما خاطئا وألغينا كل الشروط المنوطة بنا إذا ما صرنا إلى تطبيقها.

لقد جاءت الشريعة لتضع مثل هذه الحلول وهي بمثابة الدواء ، فلا يلجأ إليها إلا عند المرض والمرض هنا هو الحاجة، ومن الطبيعي أن تكره المرأة مثل هذا ولا ألومها ، كالمريض لا يطيق مرارة الدواء لكنه لا بد منه وعليه تجرعه، ولعل صور عائشة أم المؤمنين وأخواتها من زوجات النبي تبين لنا واقعية التشريع وصورة الغيرة في قلوب النساء، فهذا رسول الله يرى عائشة تكسر طبق صفية التي أهدت فيه طعاما لزجها محمد "وكانت أمهر زوجاته في الطبخ" تكسره بحضرة أصحابه ، فلا يغضب ولا يضرب، بل يراعي هذه الصفة في زوجه عائشة ويقول "غارت امكم" فكم الرجال من يكون له مثل هذه العقلية والنفسية في التعامل مع زوجته ؟ لا أظن الكثير.

لربما يخرجنا من هذه المتاهة ان نربي أنفسنا رجالا ونساءً، فتكون غايتنا هي مرضاة الله، نحتكم إلى شرعه ، وتكون تصرفاتنا وأفعالنا من ذاك القبيل، ووفق ما أمر به، ولعل هذا ما دفع بصحابة النبي الكريم "يوم المؤاخاة" ليقول أحدهم للآخر بعد أن يتقاسما المال والعقار ، فيقول وهاتان زوجتاي أطلق إحداهما فتعتد وتتزوجها، صورة هي في غاية الصعوبة عاطفيا لكنها كانت شيئاً من واقع عاشه خير الناس من أصحاب نبينا الكريم، وهي صورة امرأة تقول لزوجها انا أنتقي لك زوجتك الأخرى وهذه صعبة على النفس أو شبه مستحيلة لكنها حدثت.

ليس الدين والتدين أن نفعل ما نريد بل ان نذعن لله ، وليست الحياة بأمنياتنا، فقد تفرض علينا حلولاً لا نحبها لكنها حلول لا بد منها. لا يجب علينا أن نطالب بحقوقنا وننسى حقوق الآخرين، إذ لا بد أن نحافظ على مجتمعنا، فمجتمع الحليلات خير من مجتمع الخليلات، والمجتمعات الغربية خير دليل على ما أقول.

الحديث حول هذا الأمر لا ينتهي لذا علينا أن نضع النقاش فيه برأينا ونتركه لله وشرعه، ليس هذا الرأي دفاعا عن الرجال ، ولا يعني تبني الفكرة على المستوى الشخصي، لكن الحياة قد تفرض علينا ظروفاً مرة وقاسية ، فلنحتمل هذه المرارة والقسوة ، ولا يعني أن ننكر ذواتنا وعواطفنا، ولكن علينا أن نسيطر عليها فلا تحكمنا. لسنا رعاة للقطيع، بل نحن أحبة شقنا الآخر فلتكن المعادلة بيننا لا تعدو كونها قلب لقلب ، غير أن القلب له سقمه والحياة لها سننها ومتغيراتها ... والشرع جاء ليحكمنا فلا نكون ممن لا يرون القمر إلا بدراً أو هلالاً بل نريد أن نقلب الآراء كلها ونختار لأنفسنا ولمجتمعنا ما ينسجم وعمران الأرض، وأمن المجتمع ، وهي سنوات نعيشها، فلنؤمن ولنتق الله ما استطعنا.

كنت في أوج شبابي وعاطفتي أسأل زوجتي سؤال أبي سلمة لأم سلمة ، وقبل أن تجيب أبادرها قائلاً والله لو فعلت وتزوجت بعد موتي ومكنني الله لكنت قاتلك، لكنني اليوم أقول: إياك أن تمضي الحياة دون رجل حتى وإن كان ذلك صعبا على نفسي ... فقانون الحياة اقوى من أمنياتنا...

*** منقول

أعجبني واستفدت منه !
__________________
سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم

سلفي غير متصل  


قديم(ـة) 16-01-2004, 04:45 AM   #2
المهموم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
المشاركات: 1,065
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
__________________
أحفظ الله يحفظك
المهموم غير متصل  
قديم(ـة) 16-01-2004, 08:59 AM   #3
آسر
عـضـو
 
صورة آسر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,739
جزيت خيراً على هذا المنقول

<< لم أكمل قراءة المقال ولكن تم أخذ نسخة منه .. وشكراً
__________________
×××××××××

هـــذا التــوقـيــــع :::: إهـــداء مـن أســتـــاذنـــا ( الرزيـــن ) وفـــقــــه الله ::::


آسر غير متصل  
قديم(ـة) 16-01-2004, 01:59 PM   #4
الإعصار
عـضـو
 
صورة الإعصار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
جزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع
__________________
الإعصار غير متصل  
قديم(ـة) 17-01-2004, 02:41 PM   #5
أبوعمر السحيم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
اخي : سلفي

ثبتنا الله على منهج السلف الصالح الى يوم نلقاه

نقلت فاحسنت النقل
وكتبت فاحسنت الكتابة
اختيار موفق

فهو:
موضوع ملئ بالفائد
محتوي للدرر الغالية
جامع للاصداف الثمينة

اكثر لنا من مثل هذا المقال ...

سلمت اناملك التي نقلت لنا هذا الموضوع
أبوعمر السحيم غير متصل  
قديم(ـة) 17-01-2004, 06:41 PM   #6
سلفي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: السعودية
المشاركات: 126
المهموم
اسر
الاعصار
ابوعمر

امين وجزاكم الله خير على خالص دعائكم رزقنا الله واياكم عفوه ومغفرته

اخوكم سلفي
__________________
سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم

سلفي غير متصل  
قديم(ـة) 17-01-2004, 07:40 PM   #7
هذا أنـا ... !
عـضـو
 
صورة هذا أنـا ... ! الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: The Deaf is hearing
المشاركات: 2,129
سلفي الله يرزقنا الجنه وماقرب اليها من قول وعمل



جهد تشكر عليه
__________________


والله لن أنساك ياغندر ...:oo
هذا أنـا ... ! غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)