[سلفي]

د. محمد عبدالعزيز الشريم

مرت المرأة في تاريخ البشرية، قديمه وحديثه، بتغيرات كبيرة نلمس آثارها في موقع المرأة في مجتمعها ونظرة أفراده إليها، كما تنعكس في الدور المنوط بها أداؤه. بعض المجتمعات القديمة ـ مثل الدولة الرومانية في أوروبا- نظرت إلى المرأة كوسيلة إمتاع للرجال، فوصل بذلك الفساد الأخلاقي إلى درجة تقارب ما نراه اليوم في المجتمعات المنحلة من كثرة أولاد السفاح وتفشي الأمراض الجنسية. وفي بعض المجتمعات الأفريقية.. المرأة آلة إنجاب في المقام الأول؛ حيث تساهم في زيادة عدد أفراد القبيلة لأغراض الصيد والقتال. أما بعض مناطق الهند، فالمرأة لديهم وسيلة إنتاج مادي، أدخلت سوق العمل المرهق حتى إنها كانت - ولا تزال - تدفع المهر لزوجها.
العجيب أن كثيراً من الأنماط القديمة تعيد نفسها بصور مختلفة عما كانت عليه في الماضي رغم تماثل كنهها، فالغرب ينظر للمرأة كوسيلة لإمتاع الرجال، والمجتمعات الشيوعية تعامل المرأة كوسيلة إنتاج بشري ومادي.
فلماذا جعلت المرأة مثار جدل سياسي وثقافي، فتعقد المؤتمرات بدعوى منحها حقوقها؟
عندما غيب الاقتصاد الرأسمالي أو الشيوعي دور المرأة كأم وزوجة (كما خلقها الله تعالى وهيأها لذلك) أنتجت جيلا يخدم الأهداف الاقتصادية والسياسية والعسكرية لتلك الدول، فنحن نرى قوة اقتصاد وجيوش تلك الدول، ولكننا نغفل عن التأمل في حال الأسرة عندهم، فكثير من خبرائهم يرون الخطر القادم الذي يهدد التفوق الغربي داخل مجتمعاتهم نفسها.
فإن الرجل قد استغل المرأة لمآربه ومنافعه الشخصية، فحين احتاجت المصانع في أمريكا إلى عمالة لا تتوفر في سوق العمل حينئذ، قامت أمريكا بتحرير العبيد الذين استرقتهم، وأخرجت المرأة من بيتها لتشارك في الأعمال المساندة للثورة الصناعية. أما في الدول الشيوعية فلا تنال الأم اهتماماً كافياً، حيث ينتهي دورها بمجرد أن تقذف أحشاؤها بوليدها؛ لتتلقفه الدولة وتربيه وفق أهدافها الاقتصادية والعسكرية كما تقرر ذلك الطبقة الحاكمة. ومازلن النساء يقدمن فلذات أكبادهن لمجتمعات تبترهم عن العائلة وقيمها.
ويستمر العجب عندما نعلم أن النساء في الغرب - وحتى اليوم - يشتكين من التمييز في العمل وفي الأجور. فالمرأة في المعدل تستلم راتباً أقل من الرجل عند أداء نفس العمل، وتدفع مبلغاً أعلى لقص شعرها، مقارنة بالرجال ذوي الشعور الطويلة. أما في بقايا الاتحاد السوفيتي، فحلم كثير من النساء ـ من بينهن طبيبات- السفر إلى بلاد الغرب لممارسة الرذيلة من أجل لقمة العيش، التي أصبح الحصول عليها بكرامة شبة مستحيل.
أبعد هذا كله ترتفع عقيرتهم بالصياح بدعوى المساواة، وهم يمارسون ضدهن أنواعاً مختلفة من التمييز؟
فلنقارن هذا بحال المرأة المسلمة الذي لا يقل عن الرجل، فقد جعلهن الإسلام شقائق للرجال، واستوصاهم بهن خيراً، وبين أن {لهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.

[::<أبوفريد>::]

جزاك الله خير اخوي سلفي

[الإعصار]

جزاك الله كل خير يا خوي سلفي وبارك الله فيك

[المهموم]

جزاك الله خيراً