|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
الصوفيه الفيضيه والصوفيه الغنوصيه والصوفيه المسلكيه
ذكر الالوسي في المجلد الاول من تفسيره روح المعاني في معني التأويل في علم التفسير عند الصوفيه ما نصه .. وقال الصوفيه التأويل معارف سبحانيه .. تنكشف من سجف العبارات للسالكين .. وتنهل من سحب الغيب على قلوب العارفين اهـ ما معني هذا الكلام ؟؟ وما خلفيته الفكريه ؟؟ هذا ما نحاول ان نركز عليه الاول معناه ان التأويل علم اللهي يأتي في حال السكره ويتكلم العارف بما نزل على قلبه .. واثبات السكره ونزول العلم بالقلوب فيه تشبيه للولي بالنبي لماذا ؟؟ لان النبي يوحي اليه ويأتيه حالة من الكرب النفسي والثقل الجسمي بسبب تنزل الملك على قلبه وعدم مخاطبته وهو منفصل عنه فهو في حالة من الانفصال الجزئي عن عالم الشهود لكي يأخذ العلوم من عالم الغيوب .. ما الخليفه الفكريه لمثل هذا الامر ؟؟ ان هناك صوفيه فيضيه تؤمن بالفيض وهو نزول العلم الالهي في قلب العارف والصوفيه الغنوصيه والغنوص كلمه يونانيه معناها الظاهر والباطن وهي تؤمن بالغنوص وهو ان الشريعه نوعان علم عامه يقر بالرب والبعث والرسول .. وعلم خاصه وهو امكانية الصعود لمرتبه النبي والتوحد مع الاله وخلود عالم الشهود وهاتان الصوفيتان مخالفتان للصوفيه السلوكيه وهي اصلاح النفس والتعلق بالرب والاقتداء بالرسول او تحقيق مقام الشهود في نفس السالك .. زيادة ايضاح الصوفيه الفيضيه تحاول ان تثبت لنفسها انها قادره على الاتصال بعالم الملكوت واخذ العلوم والمعارف منه .. والصوفيه الغنوصيه تحاول الارتفاع الى مقام الربوبيه بأتحاد الاولياء او الخلق بالاله الخالق .. او حلول اللهوت في الناسوت .. اما الصوفيه المسلكيه فهي نوع من التطهر القلبي والتهذيب السلوكي والتعلق الوجداني برب العالمين .. كأنهم يتشبهون بالملائكه حين قالوا لربهم (( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) فهو تعلق كامل برب العالمين وتظهر دائم من ادران النفوس وتزاحم انفاس الخلائق في القلوب برجائهم وخوفهم وتزاحم انفاس الخلق في العقول بالتبعيه العمياء وبهذين المعنين اقام ابن القيم كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين .. أي الهجره الى الله بالتعلق والهجره لرسوله بالاتباع وهذا التصوف السلفي المشروع .. فصوفيه الفيوض لم تحقق مقام النبي .. وصوفيه الغنوص لم تحقق مقام الاله .. وصوفيه السلوك حققت مقام النبي ومقام الاله ومقام العبد .. ذالك أن العبوديه هي تعلق بالاله وطاعة للرسول وتحقيق مقام الافتقار الى رب الارباب ومقام الاذعان والاتباع للرسول المصطفي .. وكأنها تقر بعجزها وضعفها وحاجتها امام الاله .. وتقر بجهلها وقلة علمها امام الرسول .. فأنت بحاجة في الحياة الى رب تعبده وتستعينه ورسول تهتدي بطريقه وهذا صراط الله فشرط دخوله الافتقار والضعف للخالق العظيم وشرط ايصاله الى ما تحبه من سعادة الدنيا والاخره ان يكون امامك وقدوتك في الطريق المعصوم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام .. |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|