[العبداوي]

هل الامير خالد الفيصل كشاعر يستحق كل هذه الهالة الإعلامية ؟ ..

سؤال في غاية الأهمية ، يقودنا الى حقيقة ان القضايا الأدبية و الإبداعية في السعودية لاتمثل الحقيقة ، بقدر ما تمثل رضا الدولة ، او غضبها ، على هذا او ذاك .. هنا تتدخل الإرادة السياسية ، لتشكل ( منفردة ) آلية إعلامية لتزوير حتى القضايا الإبداعية ، ليصبح امير الجنوب ، شاعراً رائداً ، بل ورساماً ، يتسابق الناس على إقتناء لوحاته ، رغم إقرار الجميع بتهالكها فنياً ..

فالامير خالد هو في حقيقته شاعر عادي ، كلاسيكي ، لا يستحق إطلاقاً كل هذه الهالة التي وضعه الإعلام فيها ، ولولا انه أمير ، ونافذ ، لما وصل الى ما وصل اليه .. وما ينطبق على خالد الفيصل ، نراه ينطبق على كثير من شعراء الاسرة المالكة ، ولا يخرج عن هذه القاعدة في رأيي إلا أميران شاعران : بدر بن عبدالمحسن و عبدالرحمن بن مساعد ..

دعونا نقرأ خالد الفيصل شعرياً ، لنرى هل تستحق هذه الحالة الشعرية كل ما يكتنفها من اضواء و إهتمام و إبراز أم لا ..

بدءاً ، خالد الفيصل شاعر نبطي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، يقتفي أثر الشعراء التقليديين القدامى ، سواء في الأوزان ، او في الصورة الشعرية ، او في طريقة المعالجة الفنية للفكرة ، ولم يخرج عن هذه القاعدة إلا وفشل فنياً في تقديم قصيدة معاصرة تليق بشاعر معاصر ، كما يظهر ذلك بوضوح في قصيدته ( أشفق على خز الظبي ) ، او قصيدة ( ارفع راسك انت سعودي ) ، ففي كل هذه التجارب ظهرَ خالد الفيصل كما لو انه شاعر مبتدء بكل المقاييس ..

و شاعر الحب المتميز ، هو ذلك الذي لا يعشق إلا التميز و الإختلاف ، حتى عشيقته هي دائماً متميزة ، فريدة من نوعها ، لا يمكن ان يكون لها مثيل او شبيه ؛ بينما نجد ان عشيقة خالد الفيصل ، ليست على هذا المستوى ، بل هناك الكثير ممن يشبهها ، إقرأ قصيدته ( يا شبيه صويحبي حسبي عليك ) مثلاً ..

وعندما أقرأ شعر خالد الفيصل يُـخيلُ الي دائماً ان علاقته بعشيقته ، هي علاقة عشق رخيصة ، علاقة دوافعها "اللذة" و الإرتباط الجنسي ، ولا تبتعد عن ذلك كثيراً ، فهاهو يصف عشيقته قائلاً ( أشبهه باللي عسيف ٍ من الخيل ....... تلعب وانا حبل الرسن في يديا ) ، فكلمة ( تلعب ) تعطي إنطباعاً لدى القارىء ، او السامع ، بأن الشاعر لا يهتم بكونها ( تلعب ) ، ولا بكونها ( فرس معسوفة ) لكل من اراد الركوب ، طالما ان حبل الرسن ـ في النهاية ـ في يديه ، كما يقول ! .. وغني عن القول ان عشيقة كهذه هي أقرب إلى " العاهرة " منها الى العشيقة التي تحترم نفسها ، فضلاً عن عشيقها .. و هو لا يُخفي ذلك ، ولا يزايد عليه ، ولا يخجل من كون عشيقته رخيصة ؛ بل هو يثبت ذلك بكل إطمئنان ، ففي قصيدة أخرى يقول : ( أغليه ، لو كل العرب مرخصينه ! ) ، فالعرب لا ( يُرخصون ) إلا من كان يكتنفه ما ُيثير الرخص !! ..

والغريب ، ان الامير خالد ، وبكل بجاحة ، قال في لقاء له مع تلفزيون ( الإل بي سي ) قبل ايام ان " نزار قباني " كان بإمكانه ان يكون شاعراً عظيماً لو انه لم يوجه شعره الى " المرأة " و إنما الى قضايا و هموم الإنسان العربي !! .. نعم هكذا ورب البيت ! .. ونسي ان شعره هو لم يوجه الى المرأة العربية فحسب ، وإنما الى نوعية هابطة من النساء العربيات .. فالمرأة في قاموس ( خالد ) مجرد فرس مسرجة للركوب ، ومتى ما إنتهت هذه المهمة ، إنتهت العلاقة ! ..

وليس لدي أدنى شك ، في ان شهرة خالد الفيصل الشعرية ، لم تكن لتكون وهو بهذا الإنحطاط الفني شعرياً، لولا محمد عبده تحديداً . فهو الذي يعود له الفضل ، كل الفضل ، في بروز هذا الشاعر . ومن المعروف ان محمد عبده لا يغني لأي شاعر ـ باستثناء بدر و عبدالرحمن بن مساعد ، وبعض شعراء الحجاز ـ إلا عندما يقبض أجراً مجزياً ، لأنه يدرك تمام الإدراك انه يرفع شعرياً ، بل واجتماعياً ، كل من يغني له ؛ لذلك لابد من قبض الثمن عداً و نقداً ، من هنا يمكن القول ان " المال " و " الجاه " كان لهما دور المفعول السحري الذي أعطى لخالد مكانته الشعرية ..

بقي ان أقول هنا ان ظاهرة " خالد الفيصل " الشعرية ، وشهرتها ، وانتشارها ، تثبت لنا الكثير من الخلل في حياتنا الثقافية مثلما ترون .. لاسيما وان هذا الشاعر اليوم ، صدق الكذبة ، وراح يُنشأ منتدى الفكر العربي في بيروت ! ..

***********
المصدر : منتدى إيلاف
http://bb.elaph.com/showthread.php?threadid=7285
***********

و يلّه أستاذن

باااااااااي