[ابن حزم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , تحية طيبة وبعد . . .


أخي القارئ , لقد كان للناس في معاملة أبنائهم عبر العصور أشكال كثيرة .

فنحن نسمع عن العصر اليوناني , وكيف أنهم يرمون الطفل لأيام معدودات في العراء بعد ولادته , فإذا عاش فإنه صالح للعيش , وإن مات فهو لا يستحق العيش في هذه المنظمة اليونانية قديما .. أو العصر اليوناني .

وتتحرك دولاب الحياة وعجلاتها ,,, ونقرأ عن عصر الثورة الفرنسية والثورة البريطانية , حينما كانوا يعيشون من أجل لا شيء .

حينما نص بعض الدول في ذلك العهد على أنه الطبقة السفلى ( الطبقة الفقيرة ) لها حق واحد فقط . وهو أن تُستخدم ( بضم التاء ) من قبل الطبقات العليا . فصار عصر سحق وطحن لتلك الطبقات الفقيرة . حتى بلغنا عن رمي الأولاد في الشوارع . وعن استخدام هؤلاء الأطفال من ( أولاد وبنات ) في أعمال الرجال الكبار في حفر مناجم الذهب وغيره .


أخي القارئ :
إنك عندما تستنطق التأريخ , يخبر عن ما كان يفعل الجاهليون وغيره .
حتى بلغ الجوع بأحدهم أن يبيع أبنائه مقابل بعض الأكل . والذي كان ما يدور في الكواليس البريطانية وبعض الكواليس العربية قديما ..

ولست عن هذا أتحدث . فتلك أمم قد خلت . لها ما كسبت ولنا ما سنكسب . ولا تسأل كل أمة عن أختها ...

أخي القارئ , لا يخفى عليك , أنا ما يشغل هم أطفال العالم قاطبة شيئان وحيدان ( الطعام – الأمان ) فإن تحقق هذان الشرطان , كان في الإمكان الاستغنى عن ما سواهما . ولا نريد أن نخوض في موضوع الأطفال , فلعله أن يخصص موضوع خاص عنهم .

إنما جعلت كل هذا الكلام مقدمة عن بعض التحولات المميتة في طباع الأهالي من ( أم أو أب ) ..

شاء الله أن أسير اليوم بمركبتي بأمان الله في الساعة الـــواحـــــدة ظهرا قريب من شارع ( دار التربية الاجتماعية )

فإذا بشرطي استوقف سيارتين , وكان يتكلم مع بعض الشباب .

ولقد شدني مظهر مزعج , وجدت له تفسيرا لاحقا .

كان أحد الشباب يرتدي ( قبعة حمراء ) ولربما عمل في وجهه ما تعمل الناس في أوجههن .
وقد فسر لي بعض الأخوة أن هذا يعني أن هذا الشخص ( زيـــــــــــــن)

وطبعا أنت تعلم وأنا أعلم تبعات هذه الكلمات وأسباب إطلاقها ولــــــمــــن تطلق .. وأركز على النقطة الأخيرة .

يا ترى , ما هذه الظاهرة المزعجة التي تحتل حيزا كبيرا في الوسط الشبابي ...

ولماذا أقدم هذا ( المسكين ) على هذا التصرف ؟؟

هذا ما سأحاول التطرق إليه عند تتمة الموضوع في الرد الآخر ....*

إلا أن ثمة أشكال أخر للشباب . ولعلنا أن نستعرض تلك الاشكال على عجالة . فهناك أصحاب السيارات ( الجيوب الصغيرة ) والتي تكلم عنها بعض الأخوة في موضوع خاصة ولا أرى أي فائدة في إعادة التكلم عن هذه الفئة .

وهناك الأشكال الموسمية , فأنت لا تسمع بإنتهاء أحد المباريات بين الأندية إلا ويكون حالك ( اللهم سلم سلم ) . مما يدور في الشوارع , وللأسف أن بعض الظاهر التي كانت خاصة في الرياض قد انتقلت إلينا ... *
وسر يا أخي القارئ على هذا المنوال , لتسمع عن شباب التفحيط , وشباب التطعيس , والدوران , والمطارات , ومسابقات السرعة .

ولم أرد أن اكدر صفو فؤادك , ولكن دعنا نفتح هذه القضية , عندما نتكلم عن حالات الإركاب بين الشباب والشباب , والشباب والفتيات .

ولو فتحنا الباب لمشاكل الفتيات لتعب القلم وكل , ولم نجمع إلا اليسير .

# موقف :
شدني أحد المناوشات الشبابية , حينما قال أحدهم : أنا أحبذ الخروج بولد , فلو خرجت ببنت , لابتليت في أهلي " مصداقا لقول الشاعر " الامام الشافعي " :
من يزن يزن به ولو بجدراه * إن كنت ياهذا لبيبا ففهم

# قال أحدهم : إن الخروج بالولد في أقل أحواله أنه لا يحمل العار , وأنه من المستحيل أن يحمل من الفاعل به .. !!!!

قد تتعجب يا أخي القارئ عندما تسمع من هذا الكلام , وقد تصاب بالتقيئ وعسر الهضم عندما تعلم أن ثمة ( شراذم ) من الناس يفكرون هذا التفكير القاصر والسقيم .

%% حادثة :
مررت قرب ثانوية ولي العهد قرابة الساعة الواحدة والنصف ظهرا .
فإذا هناك من مواكب السيارات التي لم أراها حتى في المواكب الملكية .

ولماذا يا ترى هذا التجمهر ؟؟
هل أزمة سير ؟؟
تعطل أحد السيارات ؟؟
حادث مروري ؟؟
....

سوف أكف عنك عناء الإجابة في إخبارك أنه موعد خروج طلاب الثانوية ..

إننا لسنا نتكلم عن واقع أمريكي أو عن بلد أوربي ... إننا والله نتكل عن أخي وأخيك , وإبني وإبنك . وجاري وجارك ..!!!

لنحاول خداع أنفسنا بالقول أن مانسبة 40% من تلك السيارات هي لأقارب هؤلاء الطلبة أتوا لاصطحابهم . وأن ما نسبة 10% منها ( أي السيارات ) هي من المارة وعابري الطريق لاشغالهم ..

فهناك ما يساوي هذا العدد 50% من السيارات تتواجد لأسباب مريبة .

قال أحد السلف : من أوقع نفسه أماكن الشبهات فلا يلومن إلا نفسه .

ويحق لنا ها هنا , ان نجعل هذا العدد من السيارات الــ50% المتبقة في المنطقة المشبوهة . ولكن يبقى كيفية معرفة هذا العدد وأهله ... هو من مهمتي أنا وإنت عندما ترى وأرى زميلي وزميلك وأخي وأخيك هناك يقضي وقته فراغه فيما له سبب أم لا يوجد له سبب ...

هذه مقدمة للموضوع الذي أتمنى من الجميع الإدلاء بدلوه ...