[حسن عبدالله محمد]

الحني و نضوب مياه الاحساء


كان يا ما كان، كان يقال "يا ناقل الماء الى هجر (الاحساء)، لا لك جزاء ولا شكر" في اشارة الى وفرة المياه في الاحساء. قد يظن البعض خارج الاحساء ممن يعرف عنها بان هذه المقولة لا تزال بكامل صحتها. إلا ان اهل الاحساء يدركون ان هذه المقولة "اثر بعد عين". فالإحساء تعاني و بشكل متزايد من شح المياه. فينابيعها الطبيعية قد نضبت بكاملها منذ ستة عشر عاماً (1989) و مياهها الجوفية تغور العام تلو الاخر، حيث طبقات مياهها (الخبر و ام الرضمة) تغور بمعدل 10 امتار كل سنة و طبقة نيوجين تغور بمعدل 4 امتار سنوياً.[1] يضاف الى هذه المشاكل تلوث المياه الجوفية في الواحة[2] مما يحول دون استخدامها للأغراض المدنية. نتج عن ذلك ازمة مياه متفاقمة تنذر بسؤ حال مستقبلي.[1] [2] [3] [4] [5]



للخروج من هذه الازمة، تم الانتقال الى منطقة ويسة بمحافظة الاحساء جنوب غرب الهفوف بمسافة 55 كلم. تم حفر 26 بئر بالإضافة الى بئرين للمراقبة لإنتاج 1200 جالون في الدقيقة لكل بئر[6] و بإنتاج يومي يبلغ 120،000 [7] متر مكعب تنقل الى الاحساء عن طريق خط مواسير يصل الى جبل ابو غنيمة و منه توزيع على مناطق الاحساء المختلفة.



في 16/04/1422 الموافق 07/07/2001 قام معالي الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وزير الزراعة والمياه بتوقيع عقود لتوريد مياه من منطقة الحني بمحافظة الاحساء (80 كلم جنوب غرب الهفوف - 25 كلم غرب ويسة - 220 كلم شرق الرياض) الى منطقة الرياض. تنص هذه العقود على حفر 65 بئر انتاجية بالإضافة الى 5 ابار اختبار بطاقة انتاجية تبلغ 2000 جالون في الدقيقة لكل بئر[5] (10915 متر مكعب في اليوم). كمية المياه المعلن انها سوف تنتج و تنقل الى الرياض هي 300،000 متر مكعب في اليوم[8].



السؤال هنا، هل سيؤثر مشروع الحني على المياه في الاحساء ؟ الجواب نعم. لماذا ؟



1) مشروع الحني يأخذ من طبقة ام الرضمة[9] و هي نفس الطبقة او الخزان الذي يأخذ منها مشروع ويسة و كثير من الابار في واحة الاحساء.

2) المياه في الجزيرة العربية تتجه من الغرب الى الشرق و مشروع الحني يقع غرب مشروع ويسة و غرب الاحساء، فهو بذلك يأخذ من المياه المتجهة الى ويسة و الاحساء.

3) الابار في مشروع الحنى على عمق 450 متر بينما في مشروع ويسة على عمق 300 متر[6] مما يعني ان السحب سيكون من مستوى اعمق لنفس التكوين.

4) المسافة قريبة جداً بين المشروعين (25 كلم).

5) الحفر سواء في الحني او ويسة هو حفر عميق. في هذه الطبقات العميقة، المياه غير متجددة.[10] بمعنى ان كل لتر يسحب قد ذهب الى الابد.

6) الكميات التي سوف يسحبها مشروع الحني كبيرة جداً.



هنا، يجدر ان توجه عدة رسائل ونداءات للإعلام عن هذا الوضع الخطير:



رسالة الى اهل الاحساء

ما تم اعلانه عن انتاجية الابار في منطقة الحني هو 300،000 متر مكعب في اليوم. بينما الطاقة الانتاجية لهذه السبعين بئر هي 764،000 متر مكعب في اليوم (10915 متر مكعب في اليوم لكل بئر × 70 بئر). كانت عيون الاحساء في عز انتاجها في سنة 1967 م، تنتج 220 مليون متر مكعب من المياه في السنة[1] او حوالي 600،000 متر مكعب في اليوم. بمعنى اخر، فالطاقة الانتاجية لهذه السبعين بئر تساوي 127 % من انتاجية عيون الاحساء مجتمعة!



و لا ينتهي الكلام هنا، فقد تم حظر مساحة 3000 كلم مربع في منطقة الحني ليمكن حفر مجموعات أخرى من الآبار للتوسع المستقبلي [6] [9]، مع العلم بان حرم كل بئر هو كلم مربع واحد[6].



رغم اهمية منطقة ويسة/الحني، فلا يعرف عن أي دراسات مائية دقيقة تمت على هذه المنطقة لتبين المخزون المائي فيها و كم هي المدة التي سوف تبقى فيها المياه متوفرة مع كل هذه السحوبات الضخمة.



في المستقبل و عندما تبدأ المياه في منطقة ويسة/الحني بالنضوب و عند ظهور مؤشرات ذلك من انخفاض مستويات المياه و نقص انتاجية الابار، سوف تكون امام الدولة مشكلتان تحتاجان لحل.

· مشكلة ايجاد بديل لنقص مياه منطقة الرياض العاصمة.

· و مشكلة ايجاد بديل لنقص مياه محافظة الاحساء.

أي هاتين المشكلتين سوف تستأثر بجل اولويات و امكانيات الدولة ؟!



رسالة الى اعضاء المجلس البلدي المنتخب في الاحساء

رغم ان هذا المشروع ليس تحت ادارة البلدية او صلاحياتكم، فهناك سببين وجيهين لكي تكون هذه المشكلة من مسئولياتكم و يصبح من الضرورة ان تساهموا في ايجاد حل لها :

1) انتم اول نخبة قام اهل الاحساء بإعطائكم اصواتهم و من ثم امالهم.

2) حدوث ازمة مياه مدنية في الاحساء سوف يكون لها الكثير من الاثار السلبية على اداء و خدمات البلدية.



رسالة الى اهالي مناطق و محافظات المملكة

اخذ مياه منطقة مهددة بأزمة مياه و نقلها الى مدينة اخرى، هي سابقة في السعودية. الرياض قد تكون بحاجة للكثير من المياه في السنوات القادمة. فالنمو السكاني الكبير و تقادم محطات التحلية التي تعتمد الرياض عليها بنسبة 60 % لتامين احتياجاتها المائية المدنية[10] ينذر بمزيد من مشاريع نقل المياه. و لا يقتصر شح المياه على الرياض وحدها او ان هذا الشح وضع مؤقت. كل المؤشرات تشير الى ان الوضع في تفاقم و في كثير من مدن و مناطق المملكة.



هل سنرى مزيد من مشاريع نقل مياه من مدينة مهددة بنقص المياه الى مدينة اخرى مركزيتها اكبر؟ من سيكون التالي ؟!



رسالة الى جمعيات حقوق الانسان و النشطين الحقوقيين

نضوب مياه الاحساء سوف يكون لها اثار سلبية ضخمة على اقتصاد افراد هذه المحافظة و سوف تترتب على ذلك الكثير من التداعيات على المجتمع و تنميته و وجودة، و في ذلك انتهاك لبنود اعلانات و اتفاقيات عالمية حقوقية :

1) ففي الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة 22 : لكل شخص، بوصفه عضو في المجتمع، حق الضمان الاجتماعي، و من حقه ان توفر له، من خلال المجهود القومي و التعاون الدولي، و بما يتفق مع هيكل كل دولة و مواردها، الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي لا غنى عنها لكرامته و لتنامي شخصيته في حرية.

2) و في نفس الاعلان في المادة 25 في بندها الاول : لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة و الرفاهة له و لأسرته، و خاصة على صعيد المأكل و الملبس و المسكن و العناية الطبية و صعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، و له الحق في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة او المرض او العجز او الترمل او الشيخوخة او غير ذلك من الظروف الخارجة عن ارادته و التي تفقده اسباب المعيشة.

3) و في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية في المادة الحادية عشر في البند الاول: تقر الدول الاطراف في هذا العهد بحق كل شخص في مستوى معيشي كاف له و لأسرته، يوفر ما يفي بحاجتهم من الغذاء و الكساء و المأوى، و بحقه في تحسين متواصل لظروفه المعيشية و تتعهد الدول الاطراف باتخاذ التدابير اللازمة لإنفاذ هذا الحق، معترفة في هذا الصدد بالأهمية الاساسية للتعاون القائم على الارتضاء الحر.

4) و في اتفاقية حقوق الطفل في بندها الرابع: تتخذ الدول الأطراف كل التدابير التشريعية والإدارية وغيرها من التدابير الملائمة لإعمال الحقوق المعترف بها في هذه الاتفاقية. وفيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تتخذ الدول الأطراف هذه التدابير إلى أقصى حدود مواردها المتاحة، وحيثما يلزم، في إطار التعاون الدولي.

5) و في إعلان حول التقدم والإنماء في الميدان الاجتماعي في مادتها الثامنة: تضطلع كل حكومة بالدور الأول وبالمسؤولية الأخيرة في تأمين التقدم الاجتماعي و الرفاهة لشعبها، وتخطيط تدابير للإنماء الاجتماعي في إطار الخطط الإنمائية الشاملة، وتشجيع وتنسيق أو توحيد جميع الجهود القومية التماساً لهذه الغاية، وإدخال التغييرات اللازمة علي الهيكل الاجتماعي. وتراعي داخل كل بلد، في تخطيط تدابير الإنماء الاجتماعي، وجوه اختلاف الاحتياجات في المناطق المتنامية وتلك المتقدمة النمو، وفي المناطق الحضرية والمناطق الريفية.

6) و في نفس الاعلان في مادته الثامنة عشر في بنده (أ): اعتماد التدابير التشريعية والإدارية وغيرها من التدابير المناسبة التي تؤمن للجميع، لا مجرد التمتع بالحقوق السياسية والمدنية فحسب، بل وكذلك التحقيق التام للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، دون أي تمييز.

7) و في نفس الاعلان في مادته الخامسة و العشرين في بنده (أ): وضع تدابير قانونية وإدارية لحماية وتحسين البيئة البشرية علي المستويين القومي والدولي.

8) و في إعلان الحق في التنمية في مادته الثالثة في بنده الاول: تتحمل الدولة المسؤولية الرئيسية عن تهيئة الأوضاع الوطنية والدولية المواتية لإعمال الحق في التنمية.

9) و في نفس الاعلان في مادته السادسة في بنده الثالث: ينبغي للدول أن تتخذ خطوات لإزالة العقبات التي تعترض سبيل التنمية والناشئة عن عدم مراعاة الحقوق المدنية والسياسية، فضلا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



رسالة الى اهل الرياض

"و جعلنا من الماء كل شيء حي"

عندما ينضب ماء الاحساء، أين سيذهب اهلها ؟ انتم جيرانهم. يجب ان تجهزوا انفسكم، ليس بالماء فقط، فحاجاتهم ستكون اكبر من ذلك بكثير !



رسالة الى حكومتنا الحبيبة

حدثت حادثة في الرياض في صيف عام 2001. كسر خط مياه التحلية القادم من الجبيل و نتج عن ذلك ازمة مياه ادت الى زيادة حادة في اسعار صهاريج المياه بلغت 1200 ريال / صهريج سعة 12 متر مكعب (السعر الرسمي 72 ريال). بعدها، كان يستشهد بهذه الحادثة في كل ما يكتب عن مياه الرياض. حادثة مثل هذه خطيرة دون شك، و لكن لا يجب تبسيطها الى درجة كون الرياض بحاجة لمياه، فلتجلب لها المياه من الاحساء ! ما ذكر في هذا الورقة من مشاكل مرتبطة بنقل المياه من الاحساء قليل و ما لم يذكر كثير. فالله وحده يعلم بظروف و نتائج نضوب مياه منطقة تاريخية و مزدحمة بالسكان مثل الاحساء.



في وقتنا الحالي، نحن بأمس الحاجة لتنمية الشعور الوطني لمجابهة الاخطار الخارجية المتربصة و التحديات الداخلية. مشروع مثل الحني، و تهديده لمصالح و تنمية و وجود اهل الاحساء لا يخدم تنمية الشعور بالوطنية، مع ما للإحساء من اهمية استراتيجية لأسباب عديدة من بينها مخزونها النفطي الضخم.



ما هو الحل ؟ كثير من الحلول يمكن دراستها و العمل عليها لتحسين الوضع المائي في الرياض بشكل خاص و المملكة بشكل عام.



1) المياه المستخدمة للزراعة في عام 2000 م تفوق 20 مليار متر مكعب[11]. المزارعون يشكون من تدني اسعار منتجاتهم مما يشير الى فوائض انتاجية. يمكن تحويل جزء من هذه مياه الى الاستخدام المدني بنزع ملكية بعض المزارع المناسبة حول الرياض.

2) في ورقة مهمة للدكتور / محمد بن حمد القنيبط [11] تحدث عن ادارة الطلب على المياه (ترشيد استخدام المياه) بدل ادارة العرض (توفير مزيد من المياه). و قد اوضحت هذه الورقة خطورة اعتماد ادارة العرض الجارية حالياً في السعودية و اهمية اعتماد ادارة الطلب للتخفيف من ازماتنا الحالية. ادارة الطلب تحتاج كفاءة و فاعلية اكبر من قبل الدولة و لكنها هي الحل الاكثر امناً لنا جميعاً في هذا البلد.

3) حل مشكلة التسربات الكبيرة في شبكات المياه في الرياض بعلاج التصدعات في شبكة المياه و التي تقدر بحوالي 4500 تصدع في الشبكة العامة و حوالي 10500 تصدع في التوصيلات التي تربط بين الشبكة العامة والمساكن[10].

4) التنمية الجارية في الرياض حالياً، جعلت منها منطقة جذب كبيرة و خصوصاً من مناطق اصبح توفر الاعمال فيها صعباً (مثل الاحساء). المترددين على الرياض في فترات متقطعة يلاحظون مدى تزايد الاختناقات فيها. توازن التنمية في المناطق المختلفة سيخفف من الاعباء التي على الرياض تحملها و منها نقص المياه.



اخيراً، اهل الاحساء يشعرون بكثير من الالم لفقدهم ينابيعهم الطبيعية التي كانت من رموزهم التي يتغنون بها. يمكن استشعار ذلك في احاديثهم و كتاباتهم و اشعارهم و ادبياتهم. هم لا زالوا يلتفتون يسرة و يمنة بحثاً عن اسباب هذه الكارثة التي حلت بهم. فمرة يلومون شركة ارامكو النفطية لاستنزافها مياههم لاستخراج النفط و اخرى يلومون مشروع الري و الصرف و كفاءته في ادارة هذا المورد المهم، و اخيراً يلومون سياسة الدولة في ترك الحبل على الغارب في موضوع الحفر العشوائي للآبار الذي ابتليت به الاحساء بشكل خاص.



يقول اهل الاحساء "ضربتين على الرأس تؤلم". استخراج المياه من الحني و بصورته الحالية، لو لا قدر الله و نتج عنه غياب للمياه المدنية في الاحساء، فهذه و بلا شك كارثة على الاحساء سيكون علاجها و تداعياتها صعبة التصور، و سوف يسال الاحسائيون: لماذا الاحساء ؟!



حسن عبدالله محمد

HasanAMohd@CrispyMail.com

07/04/2005




--------------------------------------------------------------------------------

[1] مقابلة مع الدكتور محمد بن حامد الغامدي رئيس قسم الاقتصاد و الارشاد الزراعي بكلية العلوم الزراعية و الاغذية بجامعة الملك فيصل بالهفوف. جريد الجزيرة، الطبعة الاولى، العدد 10511، 18/04/1422 الموافق 09/07/2001

[2] مقابلة مع المهندس يوسف احمد الصالح مدير عام المياه. جريدة اليوم الالكتروني، العدد 10991، 19/05/1424، الموافق 19/07/2003

[3] علي بن عبدالعزيز البو ورثان - مدير إدارة الإرشاد بهيئة الري والصرف. جريدة الجزيرة، الطبعة الاولى، العدد 10085، 05/02/1421 الموافق 09/05/2000

[4] تحقيق مع المهندس عبدالرحمن بن محمد المانع مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الشرقية المكلف، جريدة اليوم الالكتروني، العدد 10616، 28/04/1423، الموافق 09/07/2002.

[5] مقابلة مع المهندس مهدي ياسين الرمضان. جريدة الرياض، العدد 13112 السنة 30 التاريخ التاريخ 25/03/1425 الموافق 15/05/2004

[6] مقالة للأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الحمين مساعد مدير عام إدارة تنمية موارد المياه بوزارة الزراعة والمياه. جريدة الجزيرة، الطبعة الاولى، العدد 10355، 09/11/1421

[7] "بحضور ملك البحرين .. الأمير عبدالله يفتتح مشروع نقل المياه المحلاة من محطة الخبر الى محافظتي الإحساء و بقيق " مجلة التحلية. العدد 35 بتاريخ رمضان – ذو القعدة 1425 هـ.

[8] "وزير الزراعة وقع عقود مشروع نقل مياه «الحني» لمدينة الرياض ". جريدة الجزيرة، الطبعة الاولى، العدد 10510، 17/02/1422 الموافق 08/07/2001

[9] "يزود الرياض بـ «300» ألف متر مكعب يومياً د. القصيبي وقع عقدي مشروع نقل المياه من خزانات الطوارئ لمدينة الرياض". جريدة الجزيرة، الطبعة الاولى، العدد 11010، 15/09/1423 الموافق 20/11/2002.

[10] دراسة للدكتور خالد المديهيم الاستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود. جريدة الوطن، العدد 815، السنة الثالثة، 19/10/1423 الموافق 23/12/2003

[11] "ندوة الرؤية المسـتقبلية للاقتصاد السعودي حتى عام 1440هـ"، الأستاذ الدكتور/ محمـد بن حمد القنيـبط، الثلاثاء 16 شـعبان 1423هـ - 22 أكتوبر 2002م، وزارة التخطيـط، الريـاض