بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل يجوز أن يقول الإنسان لرجل مسلم ( صلى الله عليه وسلم) ؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-04-2005, 03:21 PM   #1
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
هل يجوز أن يقول الإنسان لرجل مسلم ( صلى الله عليه وسلم) ؟

إخوتي رجعت إلى المنتدى بعد أن أعدت التفكير مرات ومرات ، وأشكر لمن أفادوني بردودهم على موضوع ( وداعا ) رجعت على أن أكتب ما تطيب بل وتستلذ به عيناي في بطون كتب أهل العلم فهاكم ثمارا يانعة وقطوفا دانية ، ولم يبق إلا عقولا ناهمة .
هل يجوز أن يقول الإنسان لرجل مسلم ( صلى الله عليه وسلم) ؟
هذه المسألة فيها تفصيل :
أولا : الصلاة :
- (الصلاة) على غير الأنبياء إن كانت على سبيل التبعية كما في الحديث ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...) فهذا جائز بالاجماع .
- أما إن كانت على سبيل الإفراد فالمسألة فيها خلاف على قولين :
1- طائفة من العلماء قالوا بجواز ذلك واستدلوا بما يلي :
• قوله تعالى ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته... ) الآية
• قوله تعالى ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ...) الآية
• قوله تعالى( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ...) الآية
• حديث عبدالله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل عليهم ) فأتاه أبي بصدقته فقال ( اللهم صل على آل أبي أوفى) أخرجاه ، والأحاديث كثيرة في هذا الباب
2- جمهور العلماء على أنه لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصلاة لأن هذا قد صار شعارا للأنبياء إذا ذكروا ، فلا يلحق بهم غيرهم ، فلا يقال : أبو بكر صلى الله عليه وسلم أو علي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان المعنى صحيحاً ، كما لايقال : قال محمد عز وجل ، وإن كان عزيزا جليلا لأن هذا من شعار ذكر الله عز وجل ، وحملوا ماورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم ، ولهذا لم يثبت شعارا لآل ابن أبي أوفى ولا لغيرهم ، ورجح هذا القول ابن كثير في تفسيره .
وقال آخرون : لا يجوز ذلك ؛ لأن الصلاة على غير الأنبياء قد صارت من شعار أهل الأهواء يصلون على من يعتقدون فيهم ، فلا يقتدى بهم في ذلك ، والله أعلم
- ثم وقع خلاف بين العلماء المانعون رحمهم الله ، هل هو من باب التحريم أو الكراهة التنزيهية أو خلاف الأولى ؟ على ثلاثة أقوال ، والصحيح الذي عليه الأكثرون انه مكروه كراهة تنزيه لأنه شعار أهل البدع ، وقد نهينا عن شعارهم
ثانيا: السلام
قال أبومحمد الجويني الشافعي رحمه الله تعالى : هو في معنى الصلاة فلا يستعمل في الغائب ، فلا يفرد به غير الأنبياء فلا يقال : علي عليه السلام ، وسواء في هذا الأحياء والأموات ، وأما الحاضر فيخاطب به فيقال : سلام عليك ، أو عليكم ، وهذا مجمع عليه .

ثانيا : قول ( رضي الله عنه ) للعلماء والعباد والأخيار
يستحب الترضي والترحم عليهم ، وهذا رأي الجمهور .

فإن قيل : إذا ذكر لقمان ومريم ، هل يصلى عليهما كا لأنبياء أم يترضى كالصحابة والأولياء أم يقال : عليهما السلام ؟
فالجواب أن جماهير العلماء أجمعوا على أنهما ليسا بنبيين ، وقد شذ من قال : نبيان ، وقد قال بعض العلماء كلاما يفهم منه أن يقول : قال لقمان أو مريم صلى الله على الأنبياء وعليه أو عليهما وسلم ، قال : لأنهما يرتفعان عن حال من يقال : رضي الله عنه ، لما في القرآن مما يرفعهما ، وقال النووي : لابأس بذلك ، وأن الأرجح أن يقال رضي الله عنه أو عنها لأن هذا مرتبة غير الأنبياء ، ولم يثبت كونهما نبيين

قال إسماعيل القاضي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال : كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أما بعد فإن ناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة ، وإن ناسا من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة ويدعو ماسوى ذلك . وحسن إسناده ابن كثير رحمه الله ورضي عنه .

مسائل للأهمية :
1- قال النووي رحمه الله إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم فلا يقتصر على أحدهما ، وهذا الذي قاله منتزع من آية الأحزاب ( ... يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
2- استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كتبه ، وقال الخطيب البغدادي في كتابه ( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) قال : رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة ، قال: وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظاً.
3- يكتب بعض الكتاب عبارة ( ص) أو (صلعم) يأخذ حرف من بداية كل كلمة ، والأولى اجتنابها ، لعدم ورود ذلك عن الصحابة ولا عن السلف رحمهم الله ، وهل انتهى الاختصار إلا في عبارة يؤجر المرء بذكرها فيصلي عليه الله بها عشرا ، بل ويصبح المرء بخيلا عند عدم ذكرها كما ورد في صحيح مسلم رحمه الله
4- قال ابن كثير في تفسيره رحمه الله ( وقد غلب في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد عليا رضي الله عنه بأن يقال : عليه السلام من دون سائر الصحابة أو كرم الله وجهه ، وهذا وإن كان معناه صحيحا ، لكن ينبغي أن يسوي بين الصحابة في ذلك ، فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين .

أخوكم مؤمن آل فرعون
immune_10@hotmail.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
قال صلى الله عليه وسلم أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم )
مؤمن آل فرعون غير متصل  


قديم(ـة) 15-04-2005, 07:17 PM   #2
الأفضل
عـضـو
 
صورة الأفضل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2004
البلد: الفايزية
المشاركات: 1,157
عوداً حميداً وقراراً صائباً

جزاك الله خيراً على هذه الفائدة التي تكتب بماء الذهب
وفعلاً أمر قل من يعلمه من الناس

محبك
الأفضل
الأفضل غير متصل  
قديم(ـة) 19-04-2005, 07:05 AM   #3
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
للاستزادة أخي القارئ
يرجع للكتب التالية :
جلاء الأفهام لابن القيم و الأذكار للنووي وتفسير ابن كثير عليهم رحمة الله
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 19-04-2005, 02:48 PM   #4
الـمـتـوهـج
عـضـو
 
صورة الـمـتـوهـج الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
البلد: بريــدة
المشاركات: 1,464
أفدتنا كثيراً يامؤمن آل فرعون
لا تحرمنا من قلمك السيال ومقالا ت الجذابه
نحن نستفيد من علمك المبحر في سائر العلوم .
الـمـتـوهـج غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)