|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
28-06-2005, 04:54 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2003
البلد: بريدة العز
المشاركات: 1,329
|
دفق قلم عاد الحَيْس يُحاس (( عبد الرحمن صالح العشماوي ))
أمَرَ سيِّدٌ خادمَه بأمرٍ فلم يُحكِمْه ولم يأتِ بما أراد، فغضب سيِّده وطرده، فقال خادم آخر: أنا آتيك ياسيّدي بما أردت، ففرح به سيِّده وأرسله، فعاد إليه بأسوأ مما عاد به الأوَّل، فقال السيِّد: عاد الحيس يُحاس.
في اللغة: حاس الأمر يَحُوسُه خَلَطه وأفسده، والعرب تقول: (هذا الأمر حَيْس) أي: ليس بمحكم، والحيس في الأصل تَمْرٌ يُخْلَطُ بسمن وأَقِط، فلا يكون طعاماً قويّاً، وماكانوا يعدُّون طعام الحَيْس نافعاً، ومن هنا أصبحت كلمة (الحَيْس) دليلاً على اختلاط الأمر اختلاطاً سيّئاً. لكم - أيها الأحبة - أن تتأمَّلوا حالتنا - نحن المسلمين - في هذا العصر الذي أصبحت فيه أمور الأمة المسلمة تُحَاس بطريقةٍ مؤسفة، لا ينتج عنها إلا زيادة الضعف، والاستسلام، والارتماء في أحضان الأعداء، إنَّ الانحدار في مكانة الدول الإسلامية بين دول العالم واضح لا يحتاج إلى دليل، وكلَّما برقت بارقة انفراجٍ في حياتها اختفت أمام ليلها القاتم السَّواد. لماذا هذا الانحدار؟ لماذا لم تنجح دولة إسلامية في إحكام الأمر بصورةٍ مشرِّفة مع الأعداء والأصدقاء؟. لماذا تنعقد اللقاءات تِلو اللقاءات، والمؤتمرات تِلْوَ المؤتمرات ثم لا يزيد الأمر إلا اضراباً، ولا يعود الناس إلا بِحَيْسٍ أسوأ من الحَيْس الذي سبقه. أين قضية فلسطين اليوم من موقعها بالأمس؟ أين قضية العراق اليوم من موقعها بالأمس؟ أين العمل الخيري الإسلامي اليوم من موقعه في العالم بالأمس؟ أين الثقافة الإسلامية اليوم من موقعها في وسائل الإعلام بالأمس؟ أين القضايا الإسلامية المتعلِّقة بالدين والفكر، والأسرة والمرأة والأخلاق اليوم من موقعها في مجتمعاتنا المسلمة بالأمس؟. أسئلة كثيرة يقدح بعضها زَنْد بعض، تؤكد لنا أنَّ النَّار لا تزال تشتعل في هشيم ضعف الأمة واختلال مكانتها، واختلاف مواقفها. هنالك صورة بارزة لجواب واضح يمكن أن تنطلق منه الإجابات جميعُها. إنَّه الضَّياع، ضياع التزام الأمة بدينها الحقِّ التزاماً لا تشوبه شوائب الشبهات، والآراء المتناقضة، وغلبة التعصُّب الأعمى وهوى النفس على تعاليم الدين، والمصلحة العامة. مهما حاول البعض أنْ يهوِّن من أهمية هذا الجواب، فإنَّه الجواب الصحيح الذي يحتاج منَّا إلى تأمُّله والانطلاق منه لعلاج المشكلة التي تجعل الأمة تنحدر يوماً بعد يوم. في حينها ربما نستطيع أن نشطب من قاموس شواهدنا المثل: عاد الحيس يحاس. إشارة: قال الشاعر: تعيبين أمراً ثم تأتين مثله لقد حاس هذا الأمرَ عندكِ حائسُ
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|