[سميّة بنت خياط]

حُقَ للقلمِ أن يُسل ...الأيام حبلى بكلَّ جديدٍ غريبٍ مُخيفٍ ...لا أدري من أين أمسك طرفَ الخيط الغليظ حيثُ المتداخلات والمتلاطمات والمبهمات ...إنَّ هذه الأحداث بدورانها السريع وتعاقبها العجيب هي بحد ذاتها ( فتنةٌ ) و( امتحان ) للمؤمن وفضح للنفاق والزيف والضلال !

لا أدري هل أُقدم بمقدمةٍ جليلةٍ عن شيخنا المفضالِ أبي معاذٍ وأسكب عليه عباراتِ الثناء والمديح كما يُصنعُ للقادةِ والزعماءِ وأصحابِ القرارِ ...أم أسكتُ وأواري وجهي خجلاً أن قمتُ بالكلام حول مضامين كلامه وعباراته الأخيرةِ التي أصبحت تُرى قبل أن تُسمع في فضاءِ الكونِ الرحبِ الفسيحِ ...هذا الكون الذي سيكون شاهداً على الإنسان أو شاهداً له !

لا أعتقد ولا بنسبةٍ ضئيلةٍ أن شيخنا أبا معاذٍ يحتاجُ ثناءاً ولا مدحاً ولا ذكرا...فهو من علمنا أنه يُحبُ من ينقُد عمله ويصوبه أكثر ممن يزجي عبارات الثناء المبالغ فيها والتي لاتزيد المرءَ _ ربما _ إلا غروراً وتيهاً وغيا !

سلمان أشغلَ الكونَ بالأمس واليوم ... فبالأمسِ حينما صُفدت يداه بالقيد واليوم حينما صُفد لسانه عن قولِ الحقِ الذي علمنا إياه ليلاً ونهاراً ...وشيخنا محبوب لقلوبنا والحقُّ أحبُ إلينا من كلَّ أحدٍ ...!

إنَّ المسألةَ خرجت عن دائرةِ الطريق الواضحِ البيّن إلى طريقٍ يعتريهِ الغموض والظلمةُ والسواد ...ففي قناةٍ يشهدُ الصخر والحجر أنَّها من قنواتِ الفسقِ والفجور بل بشهادة محبيها وعشاقها الذين حين يَصدقونَ القولَ الصحيح يقولون ( إنها قناة ماجنةٌ لا نرض لأهلنا أن يروها ) ...لقد صدق الرسول الكريم ( والإثم ماحاك في صدركَ وكرهت أن يطلع عليه النّاس ) ...وقوله ( وإن أفتاك الناس وأفتوك ) !

قد يقول معترضٌ وهل خروج الشيخِ فيها هي مسألةٌ محرمةٌ نصاً !؟

سؤالٌ جميلٌ يحسب لقائله أنه من أصحاب النصيّة ممن يُقدِمُ قول الله ورسوله عليه الصلاةُ والسلام على قول كلِّ أحدٍ ...سأقول لذلكم القائل لن أجيبك سريعاً وسأسألك ممن باب التذكير والتنبيه على تغير المنطلقات عندكم , وهل الذهاب للعراق للجهاد الذي سماه من سماه _ إرهاباً _ محرمٌ نصاً حين رحتم ترصفون الأقوال والأعاذير بأنَّ المسألة ليست محرمة بنصها بل بما تجره من ويلاتٍ !

نعم بابُ المصلحةِ لديكم واسعٌ أوسع من مسالك شعابِ مكةَ ....والفرق بيننا وبينكم أننا نسير مع الأقوال بوضوح لا لبس فيها وأنتم تسخدمون مصطلحاً ثم بعد فترةٍ تنقضونه دونما شعورٍ منكم والأدهى أنكم تجرمون من كان أخاكم في بنيات الطريق !

لن أذهب بعيداً فقط أردت أن أُبين أنَّ مسائلكم تُبنى على غير أساسٍ رصين ...مسألةُ خروج الشيخ بحد ذاته في قناةٍ ماجنةٍ كثر الجدل حولها بين الدعاةِ و قد رأى بعضهم الخروج فيها كونها منتدى لنشر الخيرِ وإيصاله لمن لم يستطيعوا الوصولَ إليه !

السؤال الذي يطرح نفسه ...هل هم حريصون على الوصول إلى كفارٍ يريدون هدايتهم للإسلام أم الوصول لمسلمين فيهم انحراف يريدون إقامة اعوجاجهم !

فإن كانت الأولى فأنعم وأكرم مع أن ميدان دعوة الكفار ليست في هذا المضمار فلها طرقٌ كثيرةٌ يراجع فيها أصحاب الخبرة من الدعاة في بلاد الشرق والغرب ...وإن كانت الأُخرى فهل كل المسلمين المنحرفين يشاهدون الإم بي سي ...الجواب قطعاً (لا) لأن مشاهدي الإم بي سي هم عشر أعشار المسلمين العرب ...أفلايمكن الوصول لهم عبر قنواتٍ أكثر محافظةٍ _ في رأيكم _ كالشارقة وإقرأ والفجر والمجد وغيرها ...أليس في البلد سوى تلكم العجوز الخبيثة ( mbc ) !

لنتجاوز المرحلة ونفرض أن الخروج بذاته مسألة اجتهادية ...يدور في خلاجات النفس أشياء هل هذه القناة نشرت ووضعت برنامج للشيخ من أجل تثقيف الأمة أم لأجل مكاسب مادية وجذب الجماهير بل جرّ التيارات المحافظة لتقبل القناة ولسان حالها يقول ( بالأمس تصفونني بالفاجرة وهاكم شيخكم وكبيركم من علمكم السحرَ يُغردُ بكل حريةٍ في منبري ) ...فلو فرضاً جدلاً أيتها القناةُ العفيفةُ _ في رمضان _ من الساعة الرابعة للخامسة أن شيخنا قال عنكِ أنك فاجرةٌ أو أنَّ إدخالك لبيوت المسلمينَ مصيبة وباقعةٌ هل سيضلُ يغردُ في منبركِ منبر الفسق والفجور المزعوم بمنبر الحريّة ..بل لأُخفف السؤال قليلاً ( لو ) أنَّ شيخنا قال : ( أنَّ الجهادَ فرضٌ وحقٌ في العراق أو الأفغان ويجب نصرتهم بلا إذن ولي ولا أمير أو حاكم ) ماتراكِ فاعلةً أبيتها الحريّة ...ستقومين بتسجيل الحلقة مباشرة للأب الروحي ( بوش ) وتطالبين ومن منطلق حريتكِ بأن يكون شيخنا ضيفنا عزيزاً ونزيلاً كريماً في ( جوانتانامو ) _منزل الأبطال في زمنِ الخذلان_ !

فحتى هنا والأمر يدور من منطلقاتٍ فرضيّة أما والأمر تعدى إلى أن يسوق في القناةِ لأشياء غريبةٍ كـ ( تهوين فعل فساق طاش ماطاش ) والذي ظهر فعلهم للأعمى قبل المبصر سخرية باللحى والحجاب والتدين علناً أمام الملايين الذين يشاهدون في نفس اليوم شيخنا في قناة واحدةٍ فماهذه المصادفةِ !

الأمر جليُ واضح ...القناة الكريمةُ اشترتْ حلقات طاش ماطاش ...وأرادت أن لاتخسر المال ...ففكرت في جذب المشاهدين ...وترويض النّاس ...وعدم خروج فتاوى صارخة في وجه الباطل ..فففكرت ثم قدرت ثم لعبتْ واستعانت بشياطين الجن والإنس ثم صفقتْ ثم أعلنتْ المسكنة والتوبة وضرب في عقلها أن تختار شيخنا فبدأت تُقلب في رأسها ( العبيكان لا ..لا ..لا ...,عائض القرني ..لا ..لا ..لا ,سفر الحوالي ..آخ لو أتمكن منه إنه صعب المراس ...وهو مريض أيضاً , من ؟ من ؟ من ؟ آه وجدته سلمان ...أريد سلمان بأي طريقةٍ وبأي ثمن ؟ لكن هل أتركه يعبث في منبري ؟ هل أتركه يقول مايريد ؟ هل أتركه يصدح كما لوكان في جامع بريدة ؟ لا مشكلة فسأجعل له منبراً حراً لكن ليس على إطلاقه ....المهم أن أكسبه ..نعن سأكسبه ...سأمرر ما أريد عن طريقه ....يقال عنه أنه ذكي ..عالم ...مثقف ...آه أن التأريخ يحمل أناساً أكثر منه ذكاءاً وعلماً وثقافةً وقد تم جرهم إلى مناطق لم يتصوروها غفلوا عنها ....!!


نعم لقد كسبت ( mbc الشيخ سلمان ) بذكاءٍ خبيث وبلاثمن !!


سلام عليكم ..

[The Free Man]

انا اعتقد ان الاثنين كسبانين
واضيف اليهم المشاهد