[أبـو خـبـيـب]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . . وبعد . .

فأولاً أهنئ أعضاء منتدانا الغالي وزواره بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا والأمة الإسلامية في عز وتمكين . .




.



.



.



قبل قليل . . كنت جالساً مع الأهل على مائدة العشاء. . نتجاذب أحاديثاً عذبة .. ممزوجة بفرحة هذا اليوم.. لم يكن يكدر صفو تلك الجلسة أي شيء.. حتى الصغار كانوا كأروع ما يكون من الطرافة والمرح البعيد عن الإزعاج..


إذاً..


.


.


.


فما المشكلة. . . . . ؟؟؟























المشكلة ..


















هي أننا كنا نشاهد قناة المجد .. .؟؟





عفواً . . ليست المشكلة في القناة <<=== حتى لا يظن أحد شيئاً آخر..







لكن المشكلة تكمن في أننا كنا جلوساً في وقت الأخبار. .




في مثل هذا العيد.. وفي مثل هذه المناسبة . . قد لا يطيب للبعض أن يجرب الألم قليلاً

مع إخوانه .. والذين ما إن انتهى المذيع (جمال الديب) من أول خبر وهو خبر إقامة

صلاة العيد في الدول الإسلامية حتى بدأ يمطر المشاهدين بوابل مصائبهم وأخبارهم..





أتعلمون.. ما أعذب البكاء في العيد .. لا أعلم لماذا . .؟؟



بكيت .. لماذا هذا اليوم. . لا أعلم .. لكنني استعذبت بكائي..؟؟!!!



لقد كان خبراً عجيباً في وقت غير مناسب لنا طبعاً..



إنه مقتل صبي ..!!






أظن أن الخبر المذكور عادي لدرجة كبيرة <<====عند بعض الناس طبعاً..




إلا أن تعليل الجيش اليهودي كان مضحكاً جداً..!



لقد عللوا قتلهم للصبي بأنهم ظنوا أنه يحمل سلاحاً . .

ثم اكتشفوا بعد قتله أنه كان يحمل لعبة على شكل بندقية. . . . . . .!!






نعم . .


والله لنا الحق أن نبكي .. ونبكي .. ونبكي. . ونبكي .. حتى تبيض منا السوداء..



تعليل عجيب.. ولعبة عجيبة ..



صحيح أنني ضحكت وبكيت من التعليل في نفس الوقت ..


إلا أنني بكيت وضحكت عندما قيل إنها لعبة على شكل بندقية..



لله در ذلك الشعب. .



أرضع أبناءه الجهاد والشهادة..


وألهاهم وألعبهم الجهاد والشهادة..


وودعهم للجهاد والشهادة..





ما أجملها من لعبة .. . .








لقد قتلوه .. ليس لإنه يحمل سلاحاً . . ولكن لأن من يحمل لعبة كهذه وهو صبي ..

فسيحمل ما هو أعظم منه إذا كبر. . وسيخترع أفظع منه إذا وعى . . وسيأخذ حقه أضعافاً

مضاعفة إن بقي . .








بعدها انتقل المذيع إلى أخبار إخواننا السنة في العراق..


الحقيقة .. كانت أخباراً رائعة..


مقتل تسعة جنود أمريكيين ولله الحمد .. فالله أكبر والعزة لله ..







.



.



.




.




.




بصراحة . . لم أشأ أن أكمل استماعي للأخبار .. ربما لم أعد أحتمل . . لا أعلم .
.


لكنني اتجهت مباشرة للشاشة .. لأكتب ما تلجلج في خاطري ..



ولم تكن مواقع الشبكة بالتي تريحك من الأخبار . . بل لقد كان جمال الديب أرحم بي منهم ..




عندها تذكرت تلكم القصيدة . . لذلكم الشاعر الفذ ..


أترككم معها . . وما أجمل كلماتها..



كلمات تفيض ألماً وحرقة ..

بل ..


وتفيض توجعاً وحرماناً . . . . . .. . .



أترككم مع القصيدة....




ملحوظة:
((القصيدة من شعر التفعيلة))

غِبْ يا هلالْ

إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ

قِفْ من وراء الغيمِ

لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ

غِبْ يا هلالْ

إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ

- حين تلمحنا - الخَبَالْ

أنا – يا هلالْ

أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ

لي قصةٌ

دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة

أنا – يا هلالْ

أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ

أنا مَنْ وُلِدْتُ

وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ

شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ

في يومِها

كانَ الظلامُ مكدَّساً

مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ

في يومِها

ساقَ الجنودُ أبي

وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ

وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ

فْي طلبِ الفريسَهْ

ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي

بنظرته المُريبَهْ

مازلتُ أسْمع – يا هلال –

ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي

وهي تسْتجدي العروبَهْ

ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ

صانتْ به الشرَفَ العظيمْ

مسكينةٌ أمِّي

فقد ماتتْ

وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ

إنِّي لأَعجب يا هلالْ

يترنَّح المذياعُ من طربٍ

ويَنْتعِشُ القدحْ

وتهيج موسيقى المَرحْ

والمطربون يردِّدون على مسامعنا

ترانيم الفرَحْ

وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ

( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )

والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ

وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ

والّلاجئونَ

يصارعوْن الأوْبئَهْ

غِبْ يا هلالْ

قالوْا :

ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ

عيدٌ سعيدٌ ؟؟!

والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى

بدمِ الشَّهيدْ

عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ

هرمتْ خُطانا يا هلالْ

ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ

غِبْ يا هلالْ

لا تأتِ بالعيد السعيدِ

مع الأَنينْ

أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ

أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى

وأثوابٍ جديدَهْ ؟

أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ

تُسطَّر في جريدهْ

غِبْ يا هلالْ

واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ

وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ

اطلعْ علينا

حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ

ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ

اطلع علينا بالشذى

بالعز بالنصر المبينْ

اطلع علينا بالتئام الشَّملِ

بين المسلمينْ

هذا هو العيد السعيدْ

وسواهُ

ليس لنا بِعيدْ

غِبْ يا هلالْ

حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ

فهناكَ عيدٌ

أيُّ عيدْ

وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ

_________________

وهذه القصيدة لشاعر الصحوة وحسان الأمة ..

للشاعر الدكتور: عبد الرحمن العشماوي..

..

ختاماً .. أقول . .


هل سنستمر على هذا الحال ..

مشاكل داخلية لا تحصى .. اجتماعية وفكرية ودينية.. وأيد عابثة تحاول خدش الطهر

والحياء.. وأخرى تعق والديها. . وأخرى تهدم الأسر ..وأخرى تلمز

المستقيمن . . وأخرى تثبط الهمم . .



ومشاكل خارجية تقصم الظهر.. فمن احتلال إل مذابح إلى انتهاك لأعراض أخواتنا إلى تصاريخ مخدرة وكلمات عقيمة..




ترى .. إلى متى ..؟؟


ومتى سنصحو من هذه الرقدة..؟؟



ومتى يأتي اليوم الذي نفرح فيه بهلال العيد . .


فينظم لنا شاعرنا د.عبد الرحمن العشماوي قصيدة مطلعها. . ((أقبل يا هلال))..




أشكركم على قراءة الموضوع ..


وكل عام وأمتنا في نصر وعزة..

..




أخوكم/ أبـو خـبـيـب . .

..

..

[قمردين]

جزاك الله خير

[أبـو خـبـيـب]

الأخ الفاضل:


: : قمردين : :




. . أشكرك على مرورك وردك. . ولا حرمك الله الأجر والمثوبة . .


..

[ليث الغاب]

الأخ الفاضل : أبو خبيب سددك الله ووفقك..
أشكرك على كتاباتك الجميلة الرزينة، التي تدل على عمق فهم كاتبها فلله درك..

لكن أقولُ والله المستعان: ماذا نقول لأمةٍ ضحكت من جهلها الأمم..

كتب الله لنا النصر والتوفيق على الأعداء..

محبك : ليث الغاب،، ،