بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حدَّثني الجاحظ فقال ... [ 1 ]

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-03-2006, 07:05 PM   #1
ثريول
عـضـو
 
صورة ثريول الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
البلد: خلف الـ "ماوراء " بعيداً بين نفسي أعيش
المشاركات: 47
حدَّثني الجاحظ فقال ... [ 1 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
استهل حديثي بقول مكّيُّ بن سوادة :
تسلم بالسُّكوت من العيوب *** فكان السَّكت أجلَبَ للعيوبِ
ويرتجلُ الكلامَ وليس فيه *** سوى الهذيانِ من حَشْدِ الخطيبِ


فلعلي بالهذر أسلم وبالصمت أأمن !

كُنت سائراً في طريقي أحثُ الخطى لا ألوي على شيء فلا حاجة إليها أقصد ولا مصلحة من أجلها أعمد . سائراً كما يسري الذي قتله الفراغ واقتلعه من جذوره ليسيح في أرض الله تناهى لمسمعي صوت بدا في الوهلة الأولى مألوفاً لدي فاشتدت الأعصاب وطقطقة العِظام فأنا في مكان لا أثر فيه لبشر بالسيارة هائماً أرهفت السمع ومحصت النظر فإذا عربي قُحْ قد شد مأزره واعتمر عمامته بينما طرفياه شكلتا لثام غطى فمه وطرف من أنفه
قلت : من الرجل ؟
قال : عمرو بن بحر !
تملكتني الدهشة فتدلى الحنك وجحظت العيون وأرهف السمع وقلت : أبو عُثمان
قال : نعم أبو عثمان الجاحظ
جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ساعة من نهار
قلت له : أريد من كل يوم ساعة كهذه ..
قال : إن استطعت إن شاء الله

قلت له : ما قولكم رحمكم الله في عيّ اللسان وقلة البيان .
فكأنما انفتق من السماء فتقٌ وانهمر المطر .
قال : نعوذ بالله من السلاطة والهذر كما نعوذ به من العي والحصر
قال النمر بن تولب :
أعذني ربِّ من حصر وعيّ *** ومن نفس أعالجها عِلاجا
وقال بشار بن برد :
وعي الفعال كعي المقال *** وفي الصمت عي كعي الكلم
وهذا المذهب شبيه بما ذهب إليه شُتيم بن خويلد في قوله :
ولايشعبون الصدع بعد تفاقمٍ *** وفي رفق أيديكم لذي الصدع شاعب
ومثل هذا قول زبَّان بن سيّار :
ولسنا كأقوام أجدو رِياسة *** يُرى مالها ولا يحس فعالها
يُريغون في الخصبِ الأمورَ ونفعهم ***قليل إذا الأموال طال هزالها
وقلنا بلا عيّ وسْسنا بطاقةٍ *** إذا النار نارُ الحرب طال اشتعالها

لأنهم يجعلون العجز والحصرو العيّ من الخُرٌْ كانا في الجوارح أم في الألسنة

وليس حفظك الله مضرة سلاطة اللسان عند المنازعة وسَقَطات الخطل يوم إطلة الخطبة بأعظمَ مما يحدثعن العيّ من اختلال الحجة وعن الحصر من فوت دَرَك الحاجة . والناس لا يعيرون الخُرْس ولا يلومون من استولى على بيانه العجز . وهم يذمون الحَصِرَ ويؤنبون العييّ فإن تكلفا [ أي الحصر والعيي ] مع ذلك مقامات الخطباء وتعاطيا مناظرة البلغاء تضاعف عليهما الذمّ وترادف عليهما التأنيب ومماتنة العيّ الحصِرِ للبليغ المصقع في سبيل ممتنة المنقطع المفحم للشاعر المفلق وأحدُهما ألْوم من صاحبه والألسنة إليه أسرع .

تهادت الشمس في مهلٍ نحو المغيب عندها انتبه شيخنا أبي عثمان وقال يا أبا المثنى حنا الرحيل لأم عثمانفقد أعدت العدة لشر طردة إن تباطأت عليها
قلت : ولكن حديثنا عن الحصر وفوات الحجة لم ينتهِ بعد ..
و لكنه قد مضى لحال سبيله وأنا مندهش من شدة حفظه وقوة ملكته وما زلت أطمع بكنوزه الثمينة وذخائره القيمة فنحن بحاجة لما حواه عقله ورسخ في ذهنه من بيان وفصاحة لسان

ملحوظة :
كان المكان الذي أمشي فيه [ المكتبة ] وصراخ الجاحظ من أحدى مؤلفاته


أخوكم
أبو المثنى
__________________
ثريول غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)