[php4pro]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خطبة للشيخ ناصر الحنيني بعنوان (كيف نستفيد من المرأة الخطبة مرفقه ملف وورد)

كيف نستفيد من المرأة


الحمدلله العلي الأعلى ، الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين أما بعد :
أيها المسلمون : إن الإسلام جاء ليصلح أوضاع الخلق في دينهم ودنياهم ، وحتى يتم الإصلاح والصلاح في حياة الناس جعل لكل جنس من البشر ذكوراً وإناثاً مهام تتناسب مع طبائعهم وفطرهم ، فليس الرجل وحده الذي يبني المجتمع ويعمر الأرض ، بل المرأة رفيقته وشقيقته والمرأة لها دور عظيم في المجتمع أقره الإسلام وجعل له المنهج والحدود والضوابط الكفيلة بنجاحه وأن يؤتي ثماره المرجوة منه ، فالله جعل للمرأة دوراً أساسياً لايقل عن المرأة فلذلك كانت المرأة والرجل أمام التكاليف الشرعية والواجبات الدينية على قدم المساواة إلا مااستثناه الشارع لاجل اختلاف الطبيعة وما تقتضية المصلحة لكل منها فربنا جل في علاه يقول :يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء،1، تأمل معي قوله الذي خلقكم من نفس واحدة ، ويأتي التصريح بأن العدالة الربانية اقتضت ان عمل المراة تجازى عليه مثل الرجل تحقيقاً للعدل الرباني في شريعته وفي مجازاته فيقول المولى جل في علاه : َاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ،ويقول سبحانه:وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً النساء124،والشريعة ليست في حاجة إلى من يدافع عنها ولكنها مقدمة للتذكير بفضل الله على المرأة في ظل هذه الشريعة السمحة الغراء .
أيها المسلمون : إن للمرأة دور أساسي في نهضة المجتمع لاينكره إلا مكابر ومعاند فلها دورها الرئيسي في تكوين أفراد المجتمع من ذكور وإناث فهي الأم الحنون والمربية صانعة الأجيال وبها تصلح المجتمعات ويتخرج من حضنها المبدعين والمبدعات ، ولا تستقيم حياة العظماء من الرجال إلا في ظل زوجة حنون عطوف تمده بالحنان وبالرأي السديد ، وبالمؤازة ولنا في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أعظم مثال حينما وقفت وآزرت سيد ولد آدم محمد  في دعوته ورسالته وكانت نعم المعين بعد الله عزوجل ، إن المرأة تقوم بمهام لا يستطيع أحد أن يقوم بها غيرها وهذا يدل على أهميتها ومكانتها في المجتمع فهي الأم وهي التي تنجب الأطفال وتصبر على تربيتهم في حين هذه الوظيفة لا يستطيع أحد أن يقوم بها مع أهميتها في تكوين شخصية وعقلية وتفكير أفراد المجتمع الذي هوأساس النهضة والتقدم ، فمكانة المرأة عظيمة في كل مجتمع ، ولا بد من الاهتمام بها والعناية أكثر من غيرها .
أيها المسلمون : إذا أردنا أن نستفيد من المرأة ويستفيد منها المجتمع فلا بد من مراعاة عدة أمور منها :
-لابد أن نراعي جوانبها النفسية والجسمية ، ولا بد من الالتفات إلى كل ما يعكر صفو نفسيتها من ظلم يلحق بها ، فالرسول الكريم  أوصى بها وبالتحذير من ظلمها والتعدي عليها سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أماً أو أختاً ، أويكون الإضرار بها من خلال تههييج لغريزتها بطرق غير مباحة ولا مشروعة مما يضر بها وبصفائها ، وكذلك يجب أن لا تكلف بما لا تطيق ، وأن لا تعطى من المهام بما لايتوافق مع طبيعتها وأنوثتها .
-وكذلك يجب أن يختار لها المجال الذي تبدع فيه وأن لايزج بها بما لا يتوافق مع طبيعتها .
-ومما يساعد في الاستفادة منها أن يزكز على مافيه حل لمشكلاتها ، وتفريجاً لهمومها ، وقضاء لحاجاتها بدلا من الانشغال بمالا يعود عليه بالنفع في العاجل والآجل حتى نخرج من هذا النفق المظلم الذي أوصل أهل الشر المرأة إليه فالطريق واضح ولكن كما قال ربنا جل في علاه : فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
-وإن مما يساعد في الاستفادة من المرأة بشكل أكبر عدم تهميشها وإهمالها وخاصة في المجال الذي يخصها والاخذ برأيها في ذلك كما فعل حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله .
أيها المسلمون :وإن من أهم الأمور التي تجعلنا نستفيد من المرأة أيما استفادة بل هو من أعظم الأمور هو :مراعاة السنن الفطرية والكونية في التعامل مع الرجل والمرأة ، والسنة الفطرية الكونية تقول :إن الذكر يميل إلى الأنثى ويشتهيها ، والعكس كذلك وإن التعامي والتغافل عن هذه الحقيقة إنما هو هروب من الواقع وتدمير لسنة الكون وإن أخذ العبرة ممن سبقنا أولى من المعاندة والمكابرة ، فهاهي الدول الغربية سبقتنا وزجت بالمرأة مع الرجل في مجال التعليم والعمل وشؤون الحياة دون مراعاة لهذه الفطرة التي هذبها الإٍسلام وجعل لها ضوابط لصيانة ورعاية وحماية الجنسين مما يعود عليهم بالضرر في دينهم ودنياهم فأي نتيجة وصلوا إليها : إنهم الآن يطالبون بالفصل بين الجنسين في التعليم والعمل بعد أن رأوا الثمار الخبيثة للاختلاط ،مع ان المراة عندهم يستطيع كل احد يصل اليه خارج العمل وخارج مقاعد الدراسة ولكن هي سنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلاً).
أيها المسلمون : ويبقى السؤال الملح :-كيف نستفيد من المرأة ؟
يمكن أن نلخص طرق الاستفادة منها فيما يلي :
أولاً:التركيز على مهمهتا الاساسية التي لا يمكن لا حد ان يقوم بها سواها ، والتي يزهد ويستهزأ بها بعض من قل نصيبه وحظه من العلم والفهم عبر وسائل الاعلام المتنوعة ألا وهي التفرغ لبيتها وزوجها وأبنائها ، وهي مهمة شريفة ، ووظيفة عالية رفيعة .
ثانياً:أن تتخصص في مجالات بنات جنسها الحياتية المختلفة سواء في التعليم او العلاج او الاستشارات او الزينة أو البيع والشراء ونحوها فهي اقدر على التعامل مع بنات جنسها وهي اعرف من غيرها بحاجاتها وإن الزج بها في مجالات الرجال او العكس زج الرجال في مجالها لن نستفيد من المرأة بشكل كبير ومؤثر بل إن السلبيات والآثار الخطيرة أكثر من غيرها .
ثالثاً:إعلاء شأن المرأة في المجالات النهضوية والحضارية وليس في الكماليات والشكليات التي لا تساهم في نهضة المجتمع ، فيجب تشجيع تعليم المرأة في شتى المجالات والثناء على من تخصصن في المجالات التي تخدم المجتمع وأن تساهم كل مؤسسات المجتمع إعلاميةً وتعليمية ومالية واقتصادية وثقافية في هذا الأمر ، وإن إعلاء الجانب السلبي والكمالي- في أحسن أحواله –لا يحقق الهدف لنهضة المجتمع والاستفادة من المرأة بشكل أمثل ، وللأسف فإن مما يمارس الآن من إعلاء المرأة من خلال إبراز مفاتنها عبر أغلفة المجلات وإبراز الجانب الشهواني فيها لهي أكبر خيانة للأمة وأعظم إهانة للمرأة ، وبالمقابل نرى تغييب للمرأة العالمة والخبيرة التربوية والمستشارة الاجتماعية ، والمثقفة اللامعة ،وهذا كله لا يخدم المجتمع ولا يبرئ الذمة أمام الله وأمام خلقه ، فالواقع أن الإعلام يبرز لنا نموذجا لامرأة تمردت على شرع ربها وعادات مجتمعها وقدمت لنا نموذجاً منحطاً في الشكل والأخلاق وسارعت وسائل الإعلام العربية للإشادة بها ، أين إعلامنا عن آلاف النساء اللاتي يحملن الشهادات العالية ، أين هم عن الأديبات والمثقفات المرموقات وأعدادهن بالمئات بل يصلن إلى الآلاف فالله المستعان .
رابعاً :الأخذ برأيها واستشارتها فرأيها معتبر، ورُبَّ رأي من امرأة يكون سببا في نهضة أمة كاملة او الخروج من مأزق خانق ، فهذا رسول الله يستشير ام سلمة ويأخذ برأيها يوم الحديبية ويستغل الطاقة الكامنة عند المرأة.
خامساً:أن لاتكلف المرأة بوظائف قاسية وأوقات مرهقة لا تتناسب مع طبيعتها الأنثويةالرقيقة التي لم تعد لمثل هذه الأعمال القاسية فالذين ينادون بجعلها مهندسية وخبيرة مصانع وغير ذلك نقول لهؤلاء اربعوا على أنفسكم وارحموا هذه المرأة المسكينة .
سادساً:إبراز الطاقات الشرعية و العلمية و الثقافية والأدبية الجادة عبر وسائل الإعلام المتنوعة مع مراعاة الحشمة والحجاب ويكون التركيز على علمها وثقافتها لا على جمالها ومفاتنها ، فالمرأة عالمة ومثقفة وأديبة تؤدي دوراً كبيراً في النهضة العلمية الثقافية وإن تغييبها سوف يقلل من فرص الاستفادة من المرأة .
سابعاً: الأخذ على أيدي السفهاء الذين لا هم لهم إلا إثارة الشهوات واللهو واللعب وإغراق الأمة وتخديرها بسيل جارف من المنكرات والفواحش دون مراعاة لدين ولا مبادئ ولا ذوق ولا أدب ، إن أي أمة تريد النهوض من كبوتها ، والإفاقة من غفوتها لا بد أن تكون برامجها جادة بعيدة عن كل يلهيها عن مقصدها وهدفها الأساسي ، كيف نرجوا النهضة وغالب وسائل الإعلام رقص ومجون وخلاعة ، كيف نرجوا النهضة وفينا من يتهجم صباح مساء على المناهج وعلى محاضن التربية الناصعة كالمراكز الصيفية او حلقات تحفيظ القرآن ، كيف نرجوا النهضة ولا يقدم للجيل إلا القدوات من الساقطين والساقطات والخليعين والخليعات والمائعين والمائعات ، إن الخطب جلل والطوفان قادم ، فالبدار البدار ولا بد من وقفة جادة سواء حكومات أو شعوب أوعلماء أوعامة فهي صيحة تحذير وصرخة نذير ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وبعد :
أيها المسلمون : بعد أن مررنا بحالة من التكدر والحزن والألم على بعض الممارسات في وسائل الإعلام ، واستصدار بعض القرارات التي آلمت كل مسلم يغار على دينه ووطنه ، أقول بعد هذا كله جاءت البشائر من الله فلله الحمد أولا وآخراً
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ولا بد من الإقرار لأهل الفضل بفضلهم فما قام به ولي أمرنا في هذا البلد وولي عهده الأمين من إلغاء قرار إجبار المحلات النسائية لبيع الملابس الداخلية على توظيف النساء في مكان مختلط مع الرجال لهي خطوة صادقة وعمل ناجح في طريق الإصلاح الطويل وبهذه القرارات وبهذه الخطوات تظهر النيات الصادقة فجزاه الله خيرا ووفقه وكل مسؤول لكل مافيه صلاح البلاد والعباد.
وأما الأمر الآخر : المفرح والذي كنا ننتظره منذ عقود ماوجه به ولي أمر هذه البلاد وفقه الله لكل خير ورزقه البطانةالصالحة الناصحة ماوجه به الخطاب والنصيحة لوسائل الإعلام وخاصة روؤساء تحرير الصحف والمجلات من عدم إظهار صور النساء بما يسيء لديننا ووطننا ويخدش مشاعرنا وحياءنا ، وإننا بهذه المناسبة والمبادرة منه وفقه الله نشد على يديه وندعوا له بالتوفيق والسداد وأن تتلوها خطوات عملية أكثر وهي محاسبة القائمين على هذه الصحف لكي يؤخذ على أيديهم وأن يحمى البلاد من شرهم ومكرهم ، وعلينا نحن كشعب مسؤولية رفع الشكاوى والمناصحة للمسؤولين فبهذه النصيحة أقيمت علينا الحجة من قبل ولاة أمر هذا البلد وأن نضع أيدينا في أيديهم لقطع دابر كل من يريد العبث بأخلاقنا وديننا ومبادئنا
اللهم أصلح الراعي والرعية ووفقنا وإياهم لما تحب وترضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

د.ناصر بن يحيى الحنيني
honini48@hotmail.com

[الـصـمـصـام]

بارك الله في شيخنا الشيخ ناصر
و بارك الله فيك أخي الكريم

[php4pro]

بارك الله فيك أخي الفاضل ونسأل الله ان ينفع بهذه الخطبة

[محبة الإسلام]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك خيراً

واسأل الله أن يبارك في شيخنا ويجزيه خير الجزاء