[سيف الشجاعة]

بعد سنتين..حميدان التركي يواجه الحكم النهائي اليوم



يواجه الطالب السعودي حميدان التركي المبتعث للولايات المتحدة الأمريكية حكم المحكمة الأمريكية النهائية اليوم الخميس في قضية معاملته لخادمته التي تمثلت في حجزه لأوراقها الثبوتية.
فبعد أن رأت هيئة المحلفين في محكمة أراباهو بمدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية أن التركي مذنب في جميع التهم التي وجهت إليه، وهي: الاختطاف من الدرجة الأولى ، والتآمر على الاختطاف من الدرجة الأولى ، التحرش الجنسي من الدرجة الرابعة ، وحدد القاضي يوم 31 أغسطس موعداً للنطق بالحكم النهائي بمدة السجن ، والذي يتوقع ـ بحسب تصريحات سابقة ـ أن يكون سجناً لمدة 120 سنة أو مدى الحياة.
أزمة حميدان بن علي التركي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم اللغة الإنجليزية، لتحضير دكتوراه في الصوتيات، بدأت حين اعتقل للمرة الأولى في نوفمبر عام 2004، عندما كان هناك انقطاع مؤقت للبعثة من الجامعة، وأودع مع زوجته السجن بتهمة «مخالفة أنظمة الهجرة». ثم أطلقا سراحهما بعد دفع كفالة مالية بقيمة 25 ألف دولار، كما تم التحفظ في الوقت ذاته على خادمتهما الإندونيسية ، وتم استجوابها عن طريقة معاملة عائلة التركي معها، فأفادت بأنها تجد المعاملة الحسنة واللائقة من العائلة، ولم تواجه أي مضايقات.
وفي 2/6/2005م تم اعتقالهما مجدداً بعد أن غيّرت الخادمة أقوالها بأنها تعرضت إلى المضايقات والاعتداء الجنسي وعدم دفع راتبها.
وقد تسارعت جهود شعبية ودبلوماسية مكثفة في السعودية، مطالبة الإفراج عن الطالب السعودي حميدان التركي المعتقل بأمريكا ، وذلك بتسوية التهم الموجهة ضده .
تأتي تلك التحركات السعودية مع اقتراب نطق المحكمة الأمريكية بحكمها في قضية المعتقل السعودي حميدان التركي..وأكد الشيخ صالح بن غانم السدلان أنه استنجد بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، مشيرا أنهما " يتابعان القضية ويعرفان عنها أكثر مما نعرف".
وكان مجلس الشورى السعودي أعلن قبل أسابيع تضامنه مع الطالب المعتقل، وطالب الحكومة بالتدخل سريعاً في قضيته قبل أن تبت فيها المحكمة ويصبح التأثير فيها في غاية الصعوبة.
كما أن عدداً من المثقفين السعوديين والناشطين طالبوا الرئيس الأمريكي بوش في خطاب وجهوه إليه أخيراً، بالإفراج عن الطالب التركي «والاعتذار له ولأسرته عن الإساءة الكبيرة التي لحقت بهم».
وأضافوا: «ما جرى أخيراً لطالب الدكتوراه السعودي حميدان بن علي التركي وزوجته وأطفاله، من تصرف غير لائق من السلطات الحكومية ضده وضد أسرته، ليبعث على الاستنتاج بوجود نوايا وتصرفات تتقصد الإساءة للطلاب السعوديين ممثلين بـ «التركي».
وأكد الشيخ السدلان، الذي كثف متابعته القضية في أيامها الأخيرة : «قضية حميدان التركي لا تستحق كل الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة، وذلك أن الموضوع يتعلق بطالب دارس ليس مقيماً ولا مواطناً، ووجدت عليه بعض الملاحظات كما قيل، يستحق عليها في نظرهم المحاكمة، وكان المعتقد أن تعقد جلسة أو جلستان ويعاد الطالب إلى وطنه إن كان غير مرغوب فيه وكفى، ولكننا وجدنا المحكمة الأمريكية شعبت القضية في شكل غريب وطورتها، وجعلت لها جوانب لا يفهم منها إلا أن وراءها مقاصد يراد منها إيذاء الطالب، وعدم المبالاة بالمصالح بين المملكة والولايات المتحدة، ولم يضعوا لهذا أي اعتبار بل صارت التهم في الآونة الأخيرة ملفقة وغير صحيحة من حيث الواقع».
وكان الموقع الرسمي للمعتقل على الشبكة الإلكترونية أفاد بأنه «في الوقت الذي كان مقرراً أن ينظر قاضي محكمة ولاية كلورادو يوم الخميس الماضي في الطلب الذي تقدمت به هيئة الدفاع لطلب الإفراج عن المعتقل حميدان التركي بكفالة، فوجئ الجميع بأن القاضي أبلغ المحامين في وقت متأخر بتأجيل جلسة المحاكمة حتى 7 آب (أغسطس) المقبل، في خطوة تثير عدداً من علامات الاستفهام حول المبرر لهذا التأجيل! ويعتقد البعض أنها من قبيل الضغط النفسي على التركي، واستباقاً لما قد يحدث في محاكمة زوجة التركي، حيث من المتوقع أن يأمر القاضي بترحيلها وأولادها إلى السعودية.

الاسلام اليوم

مو قع حميدان التركي