[عبدالكريم الكاتب]

هوس الإنتقام من الإمتناع عن الأكل والشرب طيلة النهار يفرض على الكثير من صائمينا أن يتحول إلى كائن مفترس بمجرد سماعه آذان المغرب فتجده يأكل أضعاف ما كان يأكله قبل رمضان ومن الطريف أن أوزان كثير منا تزيد بعد رمضان رغم أننا نصوم قرابة 15 يوم منه ( أي نصف النهار ) .

لدينا عادات اجتماعية سيئة تفرض علينا أن نساير ونجامل بعضنا في عادات ذميمة خاصة في رمضان .

فلك أن تدعوا صاحبا لك على الفطور وتقدم له شيئا من الشوربة والفطائر الخفيفة

..

قد يغضب ويزعم أنك بخيل وأننا صائمون بحاجة إلى أرتال من من اللحوم المفرومة والرز والمعكرونة والمهلبية والجلي وأمطار من السمبوسة وخلية النحل وأصابع العروس ويديها وقدميها و(مخبات التاجر) و(بقشة العجوز ) وضرسها وعين السمكة ومخالب القط وذنب الذئب وعصا الساحر و...ألخ تلك الخزعبلات التي ( تتجاكر ) بها نسائنا تحت ضوء أخضرمن أزواجهن وإخوانهن وأبنائهن .

لقد غدا هذا الشهر موسما تجاريا ربحيا لتجار الأغذية يوم أن صارت الكروش كبار وتعبت في مرادها الأجسام وماتت القلوب

.



زر ان شئت عيادات الباطنية اول وثاني وثالث يوم في رمضان ستجد العجب العجاب من مالئي الكروش ومترهلي البطون الذين أخذتهم الرأفة على أجسادهم وملئوها بالخمائر والعصائر وكأن ذلك اليوم آخر عهده بالطعام .

وأخيرا ...

ليتني ندرك ونوقن ونعلم أبنائنا وطلابنا ونسائنا واهلونا أن رمضان دورة عبادية مكثفة لا وقت فيها للعجن وكثير الطبخ وأن نأكل فيه ما يقيم الصلب لتصفو نفوسنا حال الصلاة ونخشع فيها ونعي مايقرأه الإمام لنحقق فيه مراد هذا الشهر الكريم ألا وهو تقوى الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )