|
|
|
|
27-09-2006, 03:02 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: بريدة
المشاركات: 73
|
اعتذار من زوج إلى زوجته والعكس
أكتب هاتين الرسالتين لمن يود الاطلاع عليهما من الجنسين , فقد حرصت على أن تكونا سببًا في إصلاح ما انكسر , فتعودة المياه إلى مجاريها , فرب كلمة نفذت إلى قلب القارئ أوالقارئة من هاتين الرسالتين من حيث أدري ولا أدري . . .
اعتذار زوجٍ إلى زوجته : زوجتي الغالية , يا من تعلمت على يديها معنى الحب الصادق , والحنان الجميل , ويا من علمتني البكاء خوفًا من لحظة الفراق , إنك يا زوجتي لا تعلمين مدى حبي لكِ , والذي فاق حب جميع المحبين , لقد مرَّت عليَّ أيامٌ أشعر فيها أني مقصر في حقك , رغم أني لا أدخر وسعًا في إسعادك , ثم أحاول أن أزيد منه , لأنك بلسم الجرح النازف , وشفاء الفؤاد الراجف , وأنت عيناي التي أرى فيهما حسن جمالك , ورقة صوتك , وفائق عطفك , وخوفك عليَّ من الزمن وحوادثه المفاجئة . أيتها الحبيبة , لكِ حبي وأشواقي تجري عبر نسائم الليل العليل , وعبر خيوط الشمس الممتدة على الأفق , أنسج من القمر صورتك التي يحسدها القمر ؛ لأنها فاقته جمالاً وحسنًا , وأروح في نشوة من الشوق المفرط إذا أنا داعبت قطرات الندى المتساقطة من على شجيرات الغدير , وأهيم في حمأة التيه إذا أنا رأيت ضبيًا جميلاً مثل جمالك , يعجبني فيه لون عينيه الذي أشبه لون عينيك , ومشيته التي أخذها من مشيتك , والتفاتته التي يخيَّل لي أنك أنت التي أمامي , ويسحرني هدوؤه الخافت , فأتذكر حديثك في الليالي الحمراء , إذ كنا سويَّة تداعبين أنامل يدي وأداعب خصلات شعرك الرقراقة . ليس لي من عذر أبوح لك به , سوى أني معترف بحبي لك اعترافًا , ومشفق من فتوره إشفاقًا , فطالما سعدنا في حلٍّ وترحال , وهذا ابننا بين أيدينا يعزز ما بيننا من حب عظيم , ويحافظ على الودِّ الحميم , فلا والله أجد في نفسي إلا محبة القرب منك حتى أسكن بين ضلوعك , لأكون أقرب الأعضاء من قلبك , فأتحسسه بحاسة اللمس , فأضع خدي على شغافه , ليغمرني بحنانه , وأرتوي من دفئه وأطرب لدقاته . ليس لي من مهرب إلا إلى حضنك الناعم , الذي يذيب كدر الحياة ومتاعبها , فتهنأ كوامن صدري وما تحمله من الكد والنصب , فما أنا إلا مفارق لهذا الحضن الذي اعتدت عليه صغيرًا , وأجدني أحنُّ إلى الرجوع إليه , فلا تحرميني شدة لهفتي إلى حضنٍ رؤوف , فبكِ تسكن الجوارح الشاردة , ويأنس القلب إلى من هواها ورضي بها خليلة وأم ولد , فليتك تعذرين من حمل الحب كل الحب لكِ , ولم يشاطر فيه أحدًا غيرك , فأنت مهوى الفؤاد من أفزاعه , ومطببة الجروح من كدماتها الآسنة , فرجائي لا تبخلي عليَّ من عطف أنت أهله , ومصدر ينبوعه , وعينه الجارية إلى مصاب الأنهار الجارية . اعتذار زوجة إلى زوجها : إليك يا زوجي العزيز , وليس إلى غيرك , أهديك مكتوبًا يحمل بين طيَّاته الألم من سوء ما فعلت , وليتني متُّ قبل أن أُسيء إليك , وليتني لم أكن بجانبك عندما رأيتك تغضب مني ؛ لأني لم أعتد أن أراك بحال تسوؤك أبدًا , كيف أسيء إليك وأنا التي أحاول دائمًا أن أُذهب عنك منغصات الحياة التي تزاورك من جراء العمل من أجل عائلتنا القادمة , إني لمذنبة أشد الذنب تجاهك , ولو كان لي من الأمر شيء لما صنعت معك ما صنعت . أيها الزوج الغالي , فديتك بأمي وأبي , إن لم ترضَ عني فلا عشت بعدك في هذه الحياة , فلا طعم لها بدونك , أنت الذي جعلتها جميلة في نظري , وأنت الذي أكرمتني عندما رضيت بي زوجة لك , تحفظ عهودك , وتبحث عما يسرك , وتبعد عنك ما يسوؤك , إذا جئتني مغمومًا سرَّيت عنك , وإن جئتني فرحًا فرحت لفرحك , وإن شاورتني تحريت أقرب الأمور إلى صدرك فبادلتك رأيي , فلا تجد مني إلا زوجة أنست بقربها , وتخليت عما دونها , ورضيت بما أزمعته إليك به , فما تجد في نفسك سوى الأنس والسعادة التي أبحث عنها لك . يا من أهيم برضاه قبل كل شيء , وددت أن لا ترى حالتي التي أنا عليها , فإنها لا تسر الحاسدين أبدًا , فالعين باكية , والصدر فيه حرقة , قد أمضَّ الجفون طول السهر , وغاب عن الأهداب انتشاء الأفراح بعدما كانت عامرة بها بيتنا الوديعة , واعتلَّ القلب من حزن طويل لا يفارقني أينما توجهت , فصورتك لا تزال أمام ناظري , وأنت في ابتسامة قد عهدتها فيك منذ أول زواجنا السعيد , فما لي لا أراك إلا في المنام طيفًا عابرًا , وحلمًا قد أعياني كل صباح ومساء , فحنانيك لا ترمني بجرم أنت فيه أهل للعفو من العقوبة . أنا لن أيأس من قلب علمني معنى الحياة الزوجية , ومن زوج بادلته الحب كما بادلني , ومن عطف لمسته من بين عينية يهديني لمعانًا كما النجوم الساهرة , ولا أنس حبًّا قد زرعناه بين جوانحنا , وتعاهدنا على سقيه واعتياده , تعاتبني فأرضيك , وتبسم في وجهي فأسعد لمسرَّتك , وتغيب عني فأحزن لتأخرك , ويصيبني الهم من وراء هموم , حتى إذا رجعت تشبثت على صدرك , وعانقتك من خوفي عليك , واحتبست دمعة بين العيون كادت أن تفضحني , فتهدئ من روعي , وتتحسس وجنتي بأنامل يديك , وكأنك قد قرأت ما في عينيَّ من ألم سطا على قلبي إشفاقًا على فقدك , فرحمتني وضممتني إلى صدرك الحاني , ومسحت على ظهري تتعهده , وتخلل يديك في أتون شعري , فلا ألبث أن أعاود النظر في عينيك , فأراهما قد اعتديا من عيني , فبكيتَ من قعر صدرك . لست أذكر من وداد العشرة سوى كلمة سكنت في قلبي , واجتاحت مكنون أحشائي , عندما مسكت يدي لتقعدني على الأريكة , فاعتراني النحيب الذي خانتني قواي على إخفائه , فهمست إليَّ بها , وأنا لا أزال أعاني صدمة التأخر , لقد قلت لي : يا أنا , تأخرت عليك أنا , سامحيني فلا عدت لمثلها . أحببت فيك إخلاص الحب من الأعماق , ورحمة قلبي المرتعد البائن في الأحداق , فهل ذكرت الأمس لتقارن به اليوم ؟! سألت الأيام ما بالها لا تفي بالوعد إذ حلَّ بي وعيدها , ورحت أناجي ذاك الحب الصارخ في جوانحي : لِمَ لم يرعَ عهوده ؟ ولِمَ لم يحفظ ما أبرمناه من اجتياح آيات الود الصاخب في ردهات الزوايا المتباينة لبيتنا الصغير ؟ ألمي من فُرقة الإلف لأليفه , ومن بعد العشيق عن معشوقه , فمتى كانت الدنيا لأحد غيرنا , حين كنا ظلين لجسد واحد , نروح ونغدو على أسمار الحب الواعد , ورشف التنهيد العابق , فأين تلك الأيام الخوالي التي جمعتني بك في ليالي القرب والتلاحم . إن لم تعد , فلا عادت الدنيا بعدك , فهي فراق بيني وبينها , فمن ذا تصبر على هجر محبوبها , سوى فراق الجسد للجسد , فالتراب أولى به إن لم يعز اللقاء بك , فإن لم تبادر إلى من هويت في سالف العهد ؛ مضيت أنا إلى أن يصلك خبر من خافت عليك أكثر من نفسها , وأعطتك أكثر مما أعطيتها , ورغم ما جاءك منها فقد جاءها منك أكثر وأبعد . أيها القريب البعيد , لا أحاسبك على ما ذهبت به الأيام , فأنت أعلم بما حلَّ وحصل , وأكرم ممن قدَّر ونظر , فهلاَّ رأيت ما تحت يدك من جناية تجنيها عليَّ . والسلام , , , آخر من قام بالتعديل أحمد المهوس; بتاريخ 27-09-2006 الساعة 03:20 AM. |
28-09-2006, 03:58 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
البلد: .. قــــ الطفولة ـــلب ..
المشاركات: 274
|
لقد قرأت ما كتبتموه يا أخي
أحسن الله إليكم مع أنني غير مجربة ولكنني سأكتب وجهة نظري كم هو جميل ورائع أيضاً ان تكون العلاقة الزوجية بهذا السمو والرقي والتهذيب في التعامل والاعتراف بالخطأ والتسامح ولكن من يستطيع ذلك؟ وهل يوجد من يجيد هذا السمو الآن؟ أعتقد انه حلم جميل وطيف يمر بخيالاتنا ندعو الله أن يكون حقيقة فحسب النماذج التي تعيش بيننا ونسمع بها لا يوجد مثل هذا إلا أن يشاء الله رعاكم الباري يا أخي وزادكم بركة وعلما ومنه قربا دمتم في رعاية الله ياسمينه |
28-09-2006, 10:26 PM | #3 |
وقع مختلف
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: الجنـة .. أنا بهــا إن شاء الله !
المشاركات: 4,569
|
فعلا الإعتذار بين الزوجين في هذا الزمن قلة جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
__________________
وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبة .. ومَن عليه لكشف الضُّر أعتمد [ اللهم اشف بنت عمتي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ] . |
الإشارات المرجعية |
|
|