[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
نوافذ الوطنية
الوطن اسم رنَّان ويزداد سمواً حين يحتضن الإنسان..
قال الشاعر:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام


لقد تعددت عبارات وأساليب الحفاوة بالوطن..وكيف نصنع المواطنة
سؤال تردد على ألسنة كثيرة.. وبعيداً عن التنظير أو التكرار فإنني أختصر رأيي في الوطن والمواطن..
1. أنهما حقوق متلازمة فكلاهما يعطي ويأخذ.
2. الوطن ليس تراباً وهواءً فحسب, وإنما هو مع ذلك قيم..ومبادئ..وعادات.. وتقاليد.
3. الوطن أمن وثقافة وصحة ونظافة وعلاقات اجتماعية وتكافل بين الأجهزة والأفراد, بين الشعب والقيادة.
4. المواطنة ليست كلمة نرددها بل هي مع هذا مسؤوليات نحملها, وواجبات نؤديها وحقوق نتشرف بها..ومقدرات نحافظ عليها وقيم نتحلى بها.
5. الوطن اسم ورسم..فلئن تجاوزنا رسومها انتقلت معنا معاني اسمها..ففي الوطن يصادفك كم غفير يحمل هذا الاسم والدفاع عنه..ولكن حين تغادر تراب الوطن فأنت الوطن كله. حين تمثل الرمز.والمقياس..فأنت على مستوى شعورك بالانتماء ستقوم بالأدوار قوة وضعفاً .
• الوطن معاني كما هو مباني..فحين يقتصر بعض الناس على مستوى التراب والطين..ويتجاوز ذلك أشخاص على مستوى المعاني والأهداف والقيم. فالإسلام دين تجاوز الحدود الجغرافية..والقواطع الإقليمية..وألف بين أجناس ولغات وأعراق ما كان للتراب أن يؤلف بينها. ولقد جمع بين قبائل العرب لسان الضاد فلم يغنِ عنهم كوقود لحروب طاحنة.
• الأفق الأرحب والفضاء الأوسع أكبر من أن تؤطره مسميات وأن الشعور بالجسدية الواحدة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ".
فالعمل بهذا من شأنه أن يُكثِّر السواد الأعظم ويحقق الهيبة والرهبة ويحمي الأمة من الذوبان في خضم الكثرة.. لتظل تحمل تميزاً في المعتقد والسلوك في القول والعمل في الهدف والسبيل..
من معالم المواطنة الحق
**القيام بواجب الأنظمة وتحقيق خدمة المواطن والوطن من خلالها
**الدفاع عن حقوق الوطن من غير جرح الآخرين أو بخس حقوقهم .وتجلية جوانب التميز مع الاعتراف للغير بما يمتاز به ففي كل واد بنو سعد وكل فتاة بابيها معجبة
** أن لا نجعل الافتخار مدعاة لإثارة الآخرين واستعدائهم .أو إقصائهم
**أن نبحث عن جوانب العطاء في كل فرد فالكبار والصغار والرجال والنساء والمتعلمون وغيرهم فإن تفعيل كل الطاقات فيما تحسن يحقق الانتماء والعطاء ,وإذا كانت حقوق الوطن والمواطن كبيرة وكثيرة فهي تحتاج إلى استنفار كل الطاقات وتنمية الشعور الذاتي يعضد الترديد اللفظي
** ولنحرص على تجنب المنكر فإن الحق أبقى والله تعالى اعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ** د. صالح بن عبد العزيز التويجري ..بريدة
28/8/1247هـ

[ولد العقيلات]

سلام الله عليكم سعادة الدكتور صالح التويجري
تلخيص متميز و فريد عن الوطن و المواطنة بلغة بلاغية راقية ، فلك جزيل الشكر.

سعادة الدكتور ، نقطتان أحب أن أثيرهما أمام قلمكم بالصراحة البيضاء و أتمنى التعقيب الشافي :

النقطة الأولى
أين الولاء لوالي الوطن و صدق المناصحة و الانصياع و الطاعة له ، من اختصاركم السابقة التي تعبر عن رأيكم في موضوع (الوطن و المواطن) .
فهل سعادتكم يفصل الوالي عن الوطن و المواطن أم أنهما منظومة واحدة متكاملة ؟ .

النقطة الثانية
في القليل جداً ما نشاهد هذه اللغة لدى المشائخ الذين يمتلكون شعبية لدى عامة الناس أقصد لغة المواطنة و حب الوطن ، فلماذا كل هذا الهروب عن هذه المواضيع التي أصبحت في غاية الأهمية خاصة في هذا الوقت الذي لا يخفى عليكم .
و لماذا لم نسمع أصواتهم في هذا الموضوع إلا بعد ما ظهرت سلوكيات شبابية خاطئة في مراسم الاحتفال و الاحتفاء في اليوم الوطني .!
أستغرب من بعض الخطباء الذي يفرد خطبة كاملة عن (السواك) مثلاً ، و لم يسبق له أن أشار و لا إشارة خاطفة في جميع خطبه عن حب الوطن و المواطنة! .

سعادة الدكتور ..
هل حصولكم على عضوية في المجلس البلدي ، سبب لظهور هذه اللغة لديكم ؟ و اختفاءها عن الآخرين! .


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[مدرعم]

الوطن عدل .
باعتقادي أن المواطن إن لم يجد العدل من ولاته في وطنه فلا لوم عليه إن لم يكن مواليا .

[ولد العقيلات]

إن لم يكن هناك إزعاج ، فأتمنى أن أشاهد تعقيباً على ردي السابق
من سعادة الدكتور صالح التويجري ، لأن ذلك يهمني كثيراً .

[د. صالح التويجري]

شكرا على حسن قراءتك وجميل تواصلك ,, ومن طرف مضمون المقال ففيه دلالة واضحة على ما تريد .. واتمنى ان تعيد القراءة وتركز على ( التكافل والتكامل بين القيادة والشعب)((وكذلك تطبيق الانظمة))فهذا لو تأملت اصدق صورة تمثل طاعة ولي الامر,. وحيث لا مزايدة على الوطنية فهي امر فطري لا يستطيع ان ينفك عنه الانسان السوي فإن الاشكالية في التعبير عن المواطنة وعليه فإني اتمنى لنا جميعا تحقيق التعاون البناء ,,واما منهجي فهو ظاهر لمن يحضر خطبي منذ خمس وعشرين سنة في بلدة الطرفية. ومحاضراتي في الجامعة ,, والراصد اصدق في تحديد المنعرج والرائد لا يكذب اهله لذا اتمنى منك ان توقفني على موقف واحد يقدح في سلامة المنهج .اكن شاكرا ومستعدا للتصحيح , بشرط ان نحدد معالم المواطنة ومرجعية التحاكم .. لئلا تزيغ بنا الاهواء .. فنحن بشر ومعرضون , نسأل الله الثبات على الحق,

[العمود]

[align=justify]
كل عام ترذلون أكثر من الأعوام السابقة ، هكذا حالنا مع احتفالية العيد الوطني- كما يسمى الآن- التي أصبحت تتخذ مسارا ً ومنعطف أكثر خطورة من الناحية الميوعة في الرأي والسكوت عن المخالفات ، وكل هذا بحسب رأيي أتى من خلال ضعف الخطاب الديني من خلال القنوات المطروحة لهذا المجال ، نرى كثيرا ً من المخالفات التي يندى لها الجبين ففي السابق يمر هذا اليوم مرور كرام لا يحتفل به إلا في وسائل الإعلام فقط أم الآن فقد خرج على النطاق الشعبي وكأنه أصبح مظهر عيد جديد فنرى الملبس والمظهر سواء مظاهر السيارات أو مظاهر الأشخاص أو المواكب الشبابية والتي إعتدنا أن نراها في نهاية مباريات الكؤوس .
أعتقد أننا الآن نعيش منعطف خطير جدا ً ، ومتى ما تركنا التساهل والميوعة في الرأي والقرار والخطاب سنرى الأمور نسير بلا إزعاج واحتفالات .
وشكرا ً لكم شيخنا الفاضل ..[/CENTER]

[ولد العقيلات]

جزيل الشكر لسعادة الدكتور صالح التويجري
على الرد الجميل ، إلا أنه لم يزل هناك إشكالية ..

سعادة الدكتور ، برأيي أن حصركم للحب و الولاء للوالي في :
( التكافل والتكامل بين القيادة والشعب) و (تطبيق الأنظمة)
ليس كافياً لهذه النقطة الأكثر حساسية و الأكثر أهمية في شأن الوطن و المواطن و المواطنة الصحيحة .

سعادة الدكتور :
(التكافل) و (التكامل) و( تطبيق الأنظمة ) وحده ليس مؤشر دقيق على الولاء و الحب لوالي البلاد .
فلنأخذ التكامل على سبيل المثال و المفهوم ..
فنحن و الغرب عناصر تكاملية من الناحية الاقتصادية ، فهم منتجين و نحن مستهلكين و هكذا حققنا التكامل الاقتصادي بين طرفين ، فهل معنى هذا ولائنا لهم أو حبنا لهم ، لا فالحاجة هي التي أجبرتنها على المعادلة التكامل السابقة .
و أيضاً مع تطبيق الأنظمة ، فأنا كمواطن قد أطبق النظام هروباً من العقاب و ليس بالضرورة أن يكون حباً في المواطنة أو الوالي .

سعادة الدكتور :

هل الولاء للوالي و صدق المناصحة هي بالأمر الهين حينما ذكرتها (على حسب رأيك) في عبارات مبهمه لم ندركها إلا بعد تفصيلك و إلقاء المُكبر عليها ، في الوقت نفسه الذي أبرزت فيه نقاط أقل أهمية بكثير بوضوح يتضح للجميع بلا شرح أو تفصيل أو (لي عنق) عبارات لتحقق هدف .

سعادة الدكتور :

اقتباس واما منهجي فهو ظاهر لمن يحضر خطبي منذ خمس وعشرين سنة في بلدة الطرفية. ومحاضراتي في الجامعة ,, والراصد اصدق في تحديد المنعرج والرائد لا يكذب اهله لذا اتمنى منك ان توقفني على موقف واحد يقدح في سلامة المنهج .اكن شاكرا ومستعدا للتصحيح , بشرط ان نحدد معالم المواطنة ومرجعية التحاكم .. لئلا تزيغ بنا الاهواء .. فنحن بشر ومعرضون , نسأل الله الثبات على الحق

لا لا ، فالأمر أبسط من أن أتحاكم على منهجك الذي لا أعلمه فلم يسبق لي أن وضعت عيني في عينيك فضلاً على أن أمتطي كرسي في مملكتكم العلمية .
لكن الذي أريده و أقصده في ردي السابق لماذا لغة المواطنة تختفي لدى أقرانك من المشايخ و طلبة العلم ، و تظهر لديكم بشكل واضح و جلي .
و هل المشايخ و طلبة العلم لديهم مشكلة مع الحديث عن المواطن و حب الوطن أم الخوف من التصنيف و غضبة المجتمع تقف حائلاً خلف ذلك .
و ألا يمكن أن تكون الدعوة للوطنية و حب الوطن من أهم أسس الدعوة و مرتكزاتها .؟
و أتمنى التفصيل في هذه النقطة لأنها تشكل لدي هاجساً و لغزاً أتمنى معرفته

شاكر لك حضوركم سعادة الدكتور ، و لكم جزيل الشكر و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .