[ولد_الصفراء]

فيما يكشف عن مدى انعدام الثقة التي وصل إليها المتعاملون في الأسهم طالب مستثمرون سعوديون بإيقاف التداول في السوق المالية للسماح لهم بأداء الصلاة في موعدها، داعين لمعاملة البورصة كبقية الأنشطة التجارية الأخرى التي يتم إيقاف التعاملات فيها في أوقات الصلاة، وشبه بعضهم "التعاملات الشرسة" التي يشهدها السوق يوميا بالحرب التي تتطلب قيامهم بأداء "صلاة الخوف" لاسيما في ظل استغلال البعض لهذه الأوقات في إنجاز بعض الصفقات التي قد تكون مشبوهة، مستفيدين من توقف عدد غير قليل عن متابعة التداول للصلاة.


عاملوها بالمثل

وقال المتداول بدر العمر إن فارق التوقيت بين شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها لا يتعدى ساعة واحدة في أبعد الاحتمالات، ومن هنا فإن بإمكان هيئة سوق المال أن تحدد متوسطا زمنيا لمختلف المناطق والمدن يتم إيقاف التداول بناء عليه لمدة نصف ساعة فقط.

وتتخلل التداولات التي تبدأ من السبت للأربعاء كل أسبوع من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الثالثة والنصف عصرا صلاتا الظهر والعصر.

وأضاف العمر إن إيقاف التداول هذه الفترة له فوائد دينية ودنيوية عديدة، لعل أهمها تحقيق بعض الخشوع في صلاة المتداولين الذين باتوا يؤدونها على عجل وبلا تدبر في أحيان كثيرة، لأن قلوبهم "مربوطة" بالمؤشر على حد قوله.

وركز العمر على أن الدوام الحالي للسوق والذي يمتد لأربع ساعات ونصف دون توقف، ربما يدفع ببعض المستثمرين إلى الانشغال عن صلاة الظهر حتى تخرج عن وقتها، أو تأديتها بلا خشوع في أفضل الأحوال، أما صلاة العصر فإن التداول ينتهي معها أو بعدها بقليل غالبا، ومن هنا فإن الاستراحة المطلوب منحها للسوق ومتداوليه هي استراحة واحدة في اليوم، ولا تزيد عن نصف ساعة، لكنها نصف ساعة كافية لحل كثير من الإشكالات، حسب تعبيره.

من جهته قال المستثمر عايد الشمري إن تقليص فترة التداول هو مطلب ملح منذ بداية العمل بدوام الفترة الواحدة، وإن تخصيص استراحة للصلاة تناسب جميع مناطق المملكة يحقق هذا المطلب، الذي سيترك آثارا جلية على نفسيات المتداولين وعلى حركة السوق بشكل عام.

واستغرب الشمري من الذين يرون صعوبة إيقاف السوق فترة الصلاة، مع أن جميع الأنشطة التجارية يتم إيقافها في عموم المملكة خلال أوقات الصلاة، بما في ذلك البنوك ومحطات الوقود والمراكز التجارية، لا بل أن معظم الدوائر الحكومية يتوقف عملها مع الأذان للصلاة، متسائلا عن السبب الذي يمنع من معاملة سوق الأسهم بالمثل.


عدو متربص !

أما المتداول حبيب السالم فأكد أن فئة من المستثمرين الأفراد أصبحوا يرون من باب المبالغة أنهم بحاجة لأداء صلاة الخوف، كناية عن جو السوق الذي بات شبيها بجو المعارك والحروب، والذي يسمح بتخفيف الصلاة وأدائها بكيفية تضمن أخذ الحذر التام من العدو المتربص!

وقال السالم إن تفاقم الخسائر والارتباك الذي يعانيه المؤشر، جعلا عمليات المضاربة تزداد "شراسة" وهو ما بات يظهر واضحا في صورة تذبذبات حادة بل ومتناقضة بين لحظة وأخرى، ما دفع بعض صغار المتداولين للتصور بأن هناك من يعد لهم كمينا أثناء غيابهم عن السوق للصلاة، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن التقلبات التي يعانيها المؤشر يوميا غير مرتبطة بمواعيد الصلاة، بقدر ارتباطها بمواعيد و"شفرات الجروبات" التي تعطي إشارة الانطلاق لأية عمليات تجميع أو تصريف في التوقيت الذي تراه مناسبا، علما أن هذا التوقيت قد يتصادف أحيانا مع موعد الصلاة، على حد قوله.

وعلى العكس من رأي السالم، أكد المستثمر عبدالعزيز الصاعدي أن هناك من يستغل فعليا موعد صلاة الظهر ليباغت السوق بمجموعة من أوامر البيع أو الشراء التي تقلب الموازين، لاسيما في الشركات الأكثر نشاطا خلال اليوم، وأضاف الصاعدي أن هيئة السوق قادرة على قطع الشك باليقين بقرار واحد يوقف جميع نشاطات السوق وأوامره خلال فترة الصلاة.


مخاوف من أعطال

وفي شأن متصل قال المستثمر بندر إبراهيم إن إيقاف السوق ثم اسئناف نشاطه في مدة لا تزيد عن نصف ساعة، ربما تساهم في إحداث أعطال وإرباكات تقنية تضر بعموم المستثمرين وتداولاتهم، وإن مجرد التفكير بهذه الأعطال وسلبياتها كفيل بتخلي معظم المطالبين بـ"استراحة" للسوق عن مطالباتهم، مؤكدا أن السوق السعودية ليست بحاجة للمزيد من المشاكل في أنظمة التداول، وما يستتبعها من خسائر يسددها المتداولون من أرصدتهم.

في حين عبر المستثمر فايز العيد عن اعتقاده بعدم وجود فارق جوهري بين ما كان متبعا في أيام دوام الفترتين، وبين ما تتم الدعوة إليه حاليا من اعتماد فرصة زمنية للصلاة، قائلا إن النظام الذي كان قادرا على إيقاف التداول واستئنافه تلك الأيام دون مشاكل، قادر بالمثل على إيقاف نشاط السوق واستئنافه ولو خلال نصف ساعة، إذا ما توفرت الإرادة وصدر القرار.