بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » نـــم مــــــــعـــــاذ

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-01-2007, 08:59 PM   #1
أبويحي البطال
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 86
نـــم مــــــــعـــــاذ

نـــم مــــــــعـــــاذ
بقلم الشيخ الشهيد
صالح عبد السيد
أبي يحيى الليبي
فمثلك لا بواكي له... لأنك لم تكن لديك صغيرات فيؤرق أمهن اليتم فتبكيك... ولأنك لم تكن تملك بضع امرأة... ولم تبن بها فيحزنها سبق الوداع لموعد اللقاء... فتبكيك ولأنك خرجت غازيا وكان يحزنك استئذان بعض الاخوة للنزول لرؤية أهليهم وهم في مواطن الإعداد والرباط فتقول لي... إن حديث... غزا نبي من الأنبياء فقال لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة ولما يبن بها... قاعدة في الجهاد...
فمثلك لا بواكي له... لأن الناس لم يعرفوا لك بيتا يقصدونه ليبكوك عنده...
ولأنهم لم يتعودوا أن يقصدوا الجبال بحثا عن الخنادق المحاطة بالحفر من آثار القنابل والتي يدلك على وجودها من بعد هدير الطائرات... ودوي المدافع... فلذلك لم يقصدوا عرينك لأن الناس تعودوا قصد الحفر في قيعان الأودية لا قصد الثغور في قمم الرواسي الشامخات...
فمثلك لا بواكي له... لأن كنيتك معاذ... والناس لم تعهد في زماننا مثل هذه الأسماء... لذلك هم يتنكرون للاسم قبل المسمى... ومعاذ مطلوب في نقاط التفتيش... لأنه غريب عن أهل هذا الزمان... ولعله متلبس بمحاولة إعادة أهل الأرض إلى ما كانوا عليه في زمن معاذ...
فمثلك لا بواكي له... لأنك لم تترك خلفك من متاع الدنيا ما يورث... لعلك تركت بعض ملابسك ولكنها في عرف أهل العصر ملابس إرهابيين فلن يتزاحم الناس لأخذها بل سيتراجعون عند رؤيتها مخافة أن ينسب لأحدهم جرم اقتنائها...
فمثلك لا بواكي له... لأنك تركت بوفاتك حملا ثقيلا كان يثقل كاهلك... وثغرا كان حفظه يشغلك... حتى وأنت على فراش المرض - يقول لك إخوانك سنرسلك إلى بلد كذا... وهم يقصدون إلى العلاج...
فتسألهم وأنت تستشعر ثقل الحمل... وسعه الثغر... وضعف المرابط... وقلة النصير... تسألهم وأنت تستشعر ذلك... ماذا ستكون مهمتى هناك؟ متناسيا ما بك من آلام... لأنك تشعر بأنك لست سوى عضو في جسد أمتك المثخن بالجراح... فتتناسى آلامك لآلامها... وتنكر ذاتك لأجلها... وتقدم على مصلحة علاجك مصلحة علاجها...
ماذا ستكون مهمتى هناك؟!... سؤال تطرحه على إخوانك وهم من حولك لأجل خدمتك لأنك لا تقوى على الحركة... فبأى لسان خاطبتهم؟... وبأي جسد ستؤدي مهمتك الجديدة وأنت لا تقوى على الحراك...
إنه الشعور بالمسؤولية تجاه غربة هذا الدين... وإنه الشعور بالخوف من النكول عن حمل الأمانة واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير...
ماذا ستكون مهمتي هناك؟! إقتداء بمن استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم...
ماذا ستكون مهمتي هناك؟... وما كان أقدرك أن تحتج بقوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} ولكنك استعذبت المشاق... ووجدت فيها غاية السعادة وراحة الضمير لأنها في سبيل الله...
ومن يقف آثار النبيين لم يسل على الشوك يمشي أم على الشفرات وهكذا سطر إخوانك قبلك ما كانوا يشعرون به بأقلامهم قبل أن يعتمدوه بقطرات دمائهم الزكية... فهكذا علم من قضى نحبه من ينتظر...
ماذا ستكون مهمتي هناك؟... وأنت طريح الفراش... لأنك لم تستعذب البقاء... مع الخوالف... ولأنك لم تستمر القعود مع القاعدين ممن كره الله إنبعاثهم في حين ينادي منادي الحق يا خيل الله اركبي...
ماذا ستكون مهمتي هناك... شعور بقلة المعين... واستنفار لكل من في قلبه ذرة إيمان أن يمزق ورقة إجازته المفتوحة وأن يعرض عذره على كتاب الله...
فإن كان حب دنيا... فـ {قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا}...
وإن كان كراهية موت فـ {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}...
ماذا ستكون مهمتي هناك؟... ولقد أدركت حقيقة تساؤلك عندما بعثت إلينا برسالة تخبرنا فيها عن حال المسلمين في البلد الذي تعيش فيه وتطلب منا ما يعينك على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هناك... فلم تنس النصح لله ولرسوله ولم تنس أن تحرض المؤمنين على القتال ولم تضعها في قائمة الأعمال المؤخرة إلى ما بعد الشفاء...
نعم أخي معاذ... ستبكيك أرض الجهاد... وثغور الرباط... وسيبكيك الغرباء أمثالك... لأنهم سيرون ثغرك بعدك شاغرا... ولأنهم سيشعرون بثقل الحمل يزداد على كواهلهم... ولأنهم سينظرون أمامهم فإذا بهم لا يرونك وستمنعهم معرفتهم بك أن ينظروا خلفهم...
نعم أخي معاذ... سيبكيك الغرباء أمثالك... لأنهم سيفقدونك عند اشتداد الخطب واحمرار الحدق جنديا فيما يرضي الله سامعا طائعا... وسيفقدونك عند جلوسهم لمدارسة كتاب الله معلما وتاليا...
وسيفقدونك في شتى مواطنهم أخا للكريمة منفقا وللشريك مياسرا فلهذا ولأكثر منه سيبكونك... ولكل منهم معك موقف وذكرى...
سيبكونك مع علمهم بأنك وإن غاب عنهم جسدك فلن ينقطع إن شاء الله جهادك معهم بل ستكون لهم شريكا في جهادهم بما علمتهم إياه... وسيكون لك إن شاء الله بعلمك في كل جهاد أجر وأثر...
فنم أخي معاذ... فبإذن الله الواحد الأحد لن تقف القافلة عن المسير ولن تسقط الراية ولن تستبدل... وإن شاء الله بالعهد لموفون... ولن نكترث لأراجيف القوم ولا للوم اللائمين...
فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين
نحسبك كنت تحيا لأجل هذا ولا نزكيك على الله...
ونسأل المولى عز وجل أن يتقبل سعيك وأن يبلغك منازل الشهداء وأن لا يحرمنا أجرك ولا يفتنا بعدك وأن يغفر لنا ولك... امين.
عن مجلة الفجر
__________________
ماذا جرى لهؤلاء ..
إن مجاهداً صغيراً لم يبلغ الحلم ..
يزرع الألغام في العراق ..
أو يجري بحجر وراء اليهود في فلسطين ..
خيرُُ ُمن مئة مليون عمامة زئبقية ..
سبحت بحمد الطغاة ..
وكتمت ما أنزل الله ..
ولم تنادي بشرع الله ..
أبويحي البطال غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)