|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
14-02-2007, 02:49 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,239
|
المفكر البليهي / كذبة التفوق العرقي سقطت !! ونـقــد المسـلمات مفتاح التقــدم
يجب علينا ...ان لانكون حديين ...والتمعن في فكر المفكر الدكتور ابراهيم البليهي ..امر تفرضه
علينا دراسات وبحوثه الكبيرة ...اتمنى ان نتوقف قليلا ونناقش مايطرحه هذا المفكر..بهدوء حتى نخرج بفائدة بعيداَ عن التشنج ...والأدلجة ..! يقول ....البليهي إن العلم قد اسقط نهائياً ادعاءات التفوق العرقي فالناس لآدم وآدم من تراب ,,, ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ استنهاض الإنسان لاستعادة فرديته من البرمجة والتذويب وتأكيد حق الفرد في الكرامة والاحترام والاعتبار وتحريره من أسر المسلَّمات الخاطئة,, ’’’’’’’’ أن التعليم التلقيني المحروم من التفكير النقدي ومن العقل المتسائل يؤدي إلى تجميد الذهن وعطالة الفكر ويضاعف الشعور الكاذب بالاكتفاء فتتفاقم أسباب الجمود وتتعمق عوامل التخلف !! ’’’’’’’’’ إن النقد الموضوعي للأفكار والمواقف والأوضاع والمسلَّمات هو مفتاح التقدم المستمر نحو الأفضل أما المعلومات فإن فاعليتها تبقى هزيلة أو معدومة التأثير إذا لم تصاحبها آليات النقد والمراجعة ,,,, ’’’’’ انتظر تعليقاتكم ....للفائدة ودمتم ,,,
__________________
رأيت من يملكون ما لا أملك فوجدتهم لايملكون ما أملك...! راشــــد |
14-02-2007, 04:52 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2004
البلد: قلب أمي
المشاركات: 3,189
|
نقد موضوعي للمسلمات ..
مثل ايش ..؟ لايجي يشغلنا ويقول الحجاب والهيئة وقيادة المرأة .. فهذه المسلمات عندنا الموت أرحم من التنازل عنها .. لان هاذي المواضيع طرقت من قبل كثيرا .. وقبل كل هذا لاتستطيع دراساته ولابحوثه الكثيرة والقيمة في نظر البعض .. ولاكائنا من كان فرض فكره علينا مهما بلغ من عفن .. فما وافق قال الله قال الرسول كنا السباقين إليه بتوفيق الله .. وماعداه فلا وألف لا .. وفي النهاية لايصح الا الصحيح .. تحياتي لك اخي راشد ..
__________________
آخر من قام بالتعديل التويجري; بتاريخ 14-02-2007 الساعة 05:00 PM. |
14-02-2007, 10:32 PM | #3 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 163
|
العن أبو المهايط ياشيخ ............. هذه المسلمات أرحم من الموت الحجاب أرحم من الموت الهيئة أرحم من الموت قياده المرأة ارحم من الموت وباقي العقيدة والتوحيد وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وين ؟؟؟ ياشيخ لاجيت تهرج أوزن كلامك لاتصير أمعه للأسف |
|||||||||||||||||||||||
15-02-2007, 01:43 AM | #4 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2004
البلد: قلب أمي
المشاركات: 3,189
|
المعذرة .. فأنا لاأجيد الحديث بهذه اللغة ..
__________________
|
|||||||||||||||||||||||
14-02-2007, 06:31 PM | #5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
جميلٌ هذا ..
لابد أن نعرف ماهي المسلّمات الخاطئة أولاً ، فالكتابات اليوم فيها مصطلحات و أحكام قد لا يدركها إلا كاتبها ..
أرى أننا إذا قلنا بنقد المسلّمات ( سلباً ) فإننا نخرجها من إطار المسلمات وهذا تناقض فيكيف تناقشُ أمراً مسلماً واضحاً ..!!.. و لكن نقول بوجوب ترسيخ المسلّمات في الأذهان .. هذا ما تيسر .. الأمر يحتاج إلى مزيد تأمل و نظر .. شكراً لكـ يا اخانا ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 14-02-2007 الساعة 06:34 PM. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14-02-2007, 06:35 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 41
|
شفتوا مقولته عن الشيخ سليمان العلوان؟ رائعه جدا
|
14-02-2007, 06:45 PM | #7 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: القريدة بريدة
المشاركات: 237
|
؟
؟ ؟ ؟ صادقا في ماقاله ان زعمت انني فهمت مقاصدة ولكن هذا الكلام سابق لعصره ولا أعتقده الا يريد مقصدا ولكن المرونه هذه في الطرح تجعل له مجالا للتبرير ؟ ؟ ؟ ؟ |
14-02-2007, 06:51 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,239
|
المفكر البليهي ...تطرق إلى المسلّمات الخاطئة !
ولم يقل المسلمات الثابتة والصحية ...! ولربما يقصد بعض المسلمات التي تعلمناها وليست من الدين بشيء ! كالعادات ...التي يرفض المجتمع تغييرها ..!
__________________
رأيت من يملكون ما لا أملك فوجدتهم لايملكون ما أملك...! راشــــد |
14-02-2007, 08:42 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2004
البلد: قلب أمي
المشاركات: 3,189
|
عادات مثل ماذا ..؟
__________________
|
15-02-2007, 04:56 AM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,239
|
اخي التويجري
ولايهون كل من تداخل وعلق وقال رأيه الصريح العادات التي اتخذها المجتمع من المسلمات ...موجودة وطاهرة للعيان ولاتحتاج إلى امثلة ..! شكرا للجميع
__________________
رأيت من يملكون ما لا أملك فوجدتهم لايملكون ما أملك...! راشــــد |
15-02-2007, 10:07 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 261
|
أفكار البليهي....
مثل شجر البرسوبس اللي أشغلنا بهن... شجر غير نافع ...ولا عروق له ..... أفكار كبيرة لكن لا قبول لها..... الأمر الثاني : يالصليحان ...أبيك تفسر لي كلامك ( بعيداً عن التشنج والأدلجة....؟؟؟؟) وش معنى الأدلجة...؟؟
__________________
|
15-02-2007, 11:47 AM | #12 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,239
|
اخي إلغاء الأمـر اولا ياعزيزي..... المفكر البليهي ليس بمعصوم ....وكلامه يؤخذ منه ويرد ! وعلينا ان نستفيد من مايطرحه ونناقش اي جديد بهدوء وروية ..! فمانرفضه اليوم قد يكون مقبولا بالغــد ... ,,,, ثانياَ... سؤالك عن (الأدلجة ) ..ان تأتي للنقاش وأنت محمل بأفكار مسبقة عن الرجل وافكاره تجعلك لا تفتح أفقك نحومايطرحه .. شكرا لك
__________________
رأيت من يملكون ما لا أملك فوجدتهم لايملكون ما أملك...! راشــــد |
|||||||||||||||||||||||
15-02-2007, 11:51 AM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,239
|
يقول البليهي عن الشيخ المحدث العلامة سليمان العلوان
((((((( ولعل العالم الشيخ سليمان العلوان يأتي في مقدمة من يمكن ذكرهم في هذا المجال فقد توقف عن الدراسة النظامية بعد المرحلة المتوسطة ولكنه حين انقطع عن الدراسة النظامية لم يهدر وقته وجهده في اللعب وانما انقطع للعلم والبحث في كل العلوم الشرعية وبرع في علوم الحديث والفقه واللغة وغيرها من العلوم الإسلامية حتى أصبح مرجعاً يقصده الناس من كل مكان لينتفعوا بعلمه وليغترفوا من ينابيع معرفته وليأنسوا بأحاديثه ومجلسه ولم تتوقف قدرته عند الغزارة العلمية وإنما هو باهر في التوصيل مثلما أنه باهر في التحصيل فهو يتكلم بفصاحة وبصوت هادئ ولا يخلط بين الموضوعات كما يفعل الكثيرون وإنما هو منظّم في العلم والإعلام وإذا كان المتخصصون في النحو يقعون في أخطاء نحوية شنيعة إذا تحدثوا ارتجالاً فإن هذا العالم الأعجوبة لا أظن أنه يقع في خطأ نحوي مهما طال حديثه وهو مثال مدهش على قدرة النابه على تعليم نفسه بنفسه.. لقد اعتبره الناس مرجعاً في الكثير من علوم الإسلام وهو في السن التي يتخرج بها الجامعيون أما الآن فقد امتدت شهرته وهو مازال في الثالثة والثلاثين من العمر.. إن الموهبة السخية إذا رافقها الاهتمام القوي المستغرق والجهد الصارم المنظَّم فإنها تأتي بالرائع والمدهش فلا يجوز أن تُطبَّق على النابهين معايير موضوعة لسائر الناس.. )) والبليهي عندما اثنى على الشيخ العلوان أراد ان يثبت حقيقة العلم والموهبة الفذة إذا توفرت العزيمة الصادقة بالإنسان الذي يبحث عن الوصول إلى مراتب علياء في درجات العلم والإجتهاد ...بدون ملل وا كلل !
__________________
رأيت من يملكون ما لا أملك فوجدتهم لايملكون ما أملك...! راشــــد |
18-02-2007, 01:02 AM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 8
|
البليهي أظهر كغيره من الليبراليين ما لم يكن في الحسبان من لوثات فكرية ..نسأل الله السلامة ...أظهر هو وغيره قيحهم واحتقارهم للأمة وتراثها وتاريخها بعد أن اقترب الجندي الأمريكي من حدودنا الشمالية ....
الحديث عنه يطول وذو شجون ومن أجمل ما قرأت عنه الموضوع التالي: المثقفون الكارهون ذواتهم! (1-4) الكارهون ذواتهم يقترفون نقداً مميتاً! د. عبدالله البريدي نعم.. هم كارهون لذواتهم (العربية) حقاً.. يخجلون لكونهم عرباً أو هكذا يبدو من متطرفيهم.. يعجز الواحد منهم عن ذكر ولو ميزة أو فضيلة واحدة لبني جنسهم من العرب، وإخفاقهم هذا ليس متصنعاً في بعض الأحايين، بل هو إخفاق حقيقي، إخفاق معرفي سيكولوجي، فهم يخفقون من جراء وجود (آلة كبح سيكولوجية) في جهازهم المعرفي، تعمل على طرد كل معرفة (إيجابية) عن الذات، لتبقي تلك الآلة المشؤومة السلبي والسيئ والكريه بتراكمية لا منهجية.. لقد عدموا مجرد القدرة على احترام الذات، بعد أن أعدموا الذات وبدم بارد في ساحة النقد الصارم - توهموا - وما علموا أنهم يمارسون أو يقترفون بالأصح نقداً مميتاً! لقد أوغلوا في التبصر والتحديق وبعدسة مكبرة للعيوب والأخطاء والنقائص في محيط الأنا في ميادين التاريخ والفكر والعقل والأخلاق والسياسة والإنتاجية، وهنا لا إشكالية، بل هو واجبهم المتحتم عليهم كمفكرين ومثقفين، ولكن الإشكالية تكمن في أنهم جعلوا يشيحون بوجوههم عن كل ما هو فضيلة وميزة للعرب، ومثل العرب - على الأقل - في ذلك مثل سائر خلق الله من البشر، إذ يمتاز كل شعب وكل عرق بميزة عن غيره بشكل نوعي أو كمي أو بهما معاً، أما أولئك المثقفون فينفون عن العرب كل ما يحمد من صفات روحية وأخلاقية وعقلية، بشكل يخلو من المنهجية، ويتسم بالانفعال، ويتسربل بالإنشائية المجردة من كل دليل صلب.. ليعيشوا ويعيّشوا غيرهم من الأغرار السذج مرارة حظهم العاثر بكونهم عرباً! والمثقفون الكارهون ذواتهم أصناف وفئات من حيث درجة العمق الفلسفي والمنهجي والفكري ومستويات تأثيرهم ودرجة كارزميتهم الثقافية في الفضاء الثقافي العربي، ولا يهمنا إطلاقاً تصنيف أولئك المثقفين أو تعدادهم ولا بيان أثرهم السيئ بشكل تفصيلي، بقدر ما يهمنا مناقشة الظاهرة وأثرها العام، وقد نعرض لبعض النماذج لاحقاً كنوع من التدليل والبرهنة على صحة تحليلنا، هذا مع تأكيدنا على تقدير الجهود الفكرية لعموم أولئك المثقفين ونواياهم الطيبة وفق منظورهم الخاص في الإصلاح. مصاب بالشلل مَن لا يحترم ذاته! من المسلمات العلمية أن الإنسان السوي لا بد أن يكن لذاته احتراماً كافياً باعتباره إنساناً ذا عقل وإرادة واختيار، إنساناً سوياً مكرماً وقادراً على الفعل والإنتاجية، وتلك بدهية علمية، وفطرة جبل الله تعالى الخلق عليها، كما جاء في الذكر الحكيم :{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} سورة الإنسان (3)، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} سورة الإسراء (70)، وما أجمل ما قاله ابن العربي المالكي في تلك المعاني، حيث يقول : ( ليس لله خلق أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حياً، عالماً، قادراً متكلماً، سميعاً، بصيراً، مدبراً حكيماً، وهذه صفات الرب سبحانه، وعنها عبر بعض العلماء ووقع البيان بقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم على صورته) (تفسير ابن العربي، 4-1941) . وتأسيساً على ما سبق نقرر بأن الإنسان لا يكون سوياً ولا منتجاً ولا مبدعاً ولا سعيداً إلا إذا كان يحترم ذاته وبدرجة كافية دونما غرور أو تعال، واحترامه لذاته لا يتحقق إلا من خلال انطباع صورة ذهنية إيجابية عن ذاته وقدراته ومهاراته، وإذا عاش الإنسان محتقراً لذاته فإنه يفقد بذلك إرادة الفعل، ليصطبغ ذلك الإنسان ويصاب بالاكتئاب المزمن، وهو حالة مرضية تورث الشعور بعدم الكفاية وانعدام القدرة لينتهي الإنسان في نهاية المطاف في دوائر سحيقة من اليأس والإحباط، فيقعد الإنسان حينذاك عن بلوغ غاياته وأهدافه، وهي حياة أشبه ما تكون بحياة الحيوان الذي لا تحركه سوى غرائزه وبشكل ميكانيكي ليبقى حياً، يتنفس ويأكل ويشرب وينجب! وثمة أثر سيئ آخر للكارهين ذواتهم، يتجسد ذلك الأثر بتمزيق أو تشويه أو بلبلة الهويّة لدى الإنسان العربي، عبر الهجوم اللاعقلاني واللامنهجي على شخصية الإنسان العربي بكل مقوماتها وأبعادها، مما يعيّش شريحة من العرب وبالذات الشباب والشابات ما يعرف ب (أزمة الهوية)، إذ إن الهوية تتشكل لدى الإنسان من خلال الفهم والإيمان والاعتزاز والالتزام بمنظومة من القيم والمثل التي يعتقدون بأنها صحيحة من جهة، وبأنها تحقق لهم قدراً كافياً من الشعور بالاستقلالية والتميز عن غيرهم من جهة ثانية، وبأنها مطبقة فعلياً من قبل مجتمعهم من جهة ثالثة، مع أنهم يستوعبون أن ذلك التطبيق ليس مثالياً ولا كاملاً، بل يعتريه ضعف كمي ونوعي (ويتحقق ذلك الاستيعاب من خلال قيام الثقافة بوظيفتها النقدية بكل منهجية وصرامة). والهوية حتماً تفرز شعوراً ب (الخصوصية الثقافية) والتي تعد ضرورة لتكوين أي مجتمع بشري، مجتمع يؤمن بمنظومة ثقافية واحدة ويسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة في فضاء يسوده الحب والتراحم والتعاون. والكارهون ذواتهم يعملون من حيث - يشعرون أو لا يشعرون - إلى تدمير بنية أو صلاحية الثقافة التي تتشكل الهوية داخلها وتقتات من مفرداتها، وهذا التدمير قد يكون مباشراً يلامس الثقافة ذاتها بإطارها العقدي والفلسفي والقيمي واللغوي والحضاري، أو يكون غير مباشر من خلال تدمير بعض محكات صدق أو صحة أو فعالية أو إمكانية تطبيق وتمثل الثقافة من قبل أفراد المجتمع. فمثلاً، ماذا نتوقع أن يكون تصرف شاب حيال ثقافته، تلك الثقافة التي يصورها الكارهون ذواتهم له على أنها ثقافة فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر خلال فترة يسميها الكبار حوله بأنها فترة إصلاحية تمتد لأكثر من مائة عام؟! أخفقت في تخريج المبدعين.. ثقافة ظلت تراوح في مكانها طيلة تلك الفترة لتنتج مجتمعاً دون مرحلة التخلف؟! أي نوع من الهوية يمكن أن يحتضنها صدر ذلك الشاب؟ وأي لون من السلوك نتوقعه منه إن نحن تركنا الكارهين ذواتهم يمررون أطروحاتهم وتعميماتهم المجحفة؟ المثقفون الكارهون ذواتهم! (2-4) الكارهون مقابل المتيمن بذواتهم! د. عبدالله البريدي* تشخيصنا الثقافي لظاهرة الكارهين ذواتهم يقتضي منا الإشارة إلى أن تطرف وتحيز طروحات الكارهين ذواتهم تقابل تطرفاً وتحيزاً مشابهاً في الطرف الآخر، والمتمثل بطروحات (المتيمين بذواتهم)، وهم فئة أخرى من المثقفين العرب الماضويين الذين اتحدت في عقولهم معطيات الحاضر وتحديات المستقبل وانصهرت في ماضٍ ينحبسون داخل جدرانه ولا يطيقون منه فكاكاً... لا هم لهم سوى تمجيد الذات ونفخها، والتغني بأمجاد التاريخ، وروعة الإنجاز، وعظمة التشييد، والتغاضي عن كل خطأ وخطيئة ونقيصة في مختلف الميادين، مشهرين سيوفهم في وجه كل نقد للذات؛ تارة باسم الدفاع عن الدين، وأخرى لدواعي البناء القومي، وثالثة بحجة عدم إطلاع الأعداء على سوءتنا... ورابعة لتحقيق بطولات خطابية للسياسي، وتزداد مأساتنا من تلك الممارسات الانهزامية في معركة نقد وبناء الذات؛ بسبب أن المشهد الثقافي العربي يعاني أزمة حادة في حرية الرأي وضموراً في فقه النقد وحيويته!! الكارهون ذواتهم يقتلوننا بحرق أجسادنا تحت أشعة شمس النقد المميت، والمتيمون بذواتهم يقتلوننا أيضاً، ولكن بحجب أجسادنا من أن تتعرض لأشعة شمس النقد الباعث للحياة... إذن نحن نعيش قبالة مرضين فاتكين، أو لنقل أمام انفعالين أهوجين... وما نحتاج إليه فعلاً في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها هو البرء الأكيد منهما وذلك بالتوسط بينهما... وهذا لا يعني ألبتة القول إن ذلك التوسط المنهجي منعدم، كلا؛ بل هو قائم وحاضر في خارطتنا الثقافية في سلسلة متلاحقة من المثقفين والمفكرين العرب المعتزين بهويتهم وخصوصيتهم العربية الإسلامية بثوابتها ومنطلقاتها ومنجزها وتميزها. ولكن لماذا نتحدث الآن عن الكارهين ذواتهم؟ أحسب أن التشخيص الثقافي العربي مارس نوعاً من السكوت أو التغافل عن المثقفين الكارهين ذواتهم وما يبثونه في وجدان الإنسان العربي من تحقير للذات وإحباط طيلة العقود الماضية، بسبب اعتقاد البعض أن الكارهين ذواتهم يجابهون المتيمين بذواتهم، فهو ليس حباً فيهم وقبولاً لطرحهم وإنما كرهاً في غيرهم ورفضاً لموقفهم! وعند الوهلة الأولى قد يرى البعض أنه موقف له شيء من الوجاهة، خاصة إذا اعتبرنا الأثر الكبير والسيئ للمتيمين بذواتهم على الفكر العربي لفترة طويلة، حالت دون الولوج الجريء للثقافة في عمليات نقد منهجية لموروثها ووظائفها وفعاليتها ومنجزها، ولكننا عندما نتعمق في بواعث ذلك الموقف ووظائف التشخيص الثقافي ندرك بأنه موقف غير صحيح (فكرياً)، فمَن قال إن التشخيص الثقافي المنهجي لا يستطيع أن يتصدى بكل قوة لكلا الفريقين المتطرفين في الوقت ذاته؟ الحقيقة الساطعة أننا نستطيع تحقيق ذلك وبكل منهجية، كما أن ذلك التصدي المنهجي يبرز تيار الاعتدال والوسطية التي هي من أبرز خصائص التشخيص الثقافي المنهجي في الفكر الإسلامي. وهنا نشير إلى أنه بإدراكنا لآلية انتقال ومراحل تطور الأفكار ندرك أنه لا بد من وجود نوع من حتمية الصراع بين الأفكار في كثير من الأماكن والأزمنة، ففكر متطرف هنا وفكر متطرف هناك، يصطرعان فترة زمنية معينة لينتجا نوعاً من الوسطية الفكرية، أو قل إن شئت طبعات منقّحة من الفكر تتسم بالتوسط والاعتدال. وحتى لو قلنا بوجاهة التغاضي عن الكارهين ذواتهم وتعمد ترك الطرفين يصطرعان ليفت كل منهما بعضد الآخر في نهاية المطاف (ومثل ذلك الصراع قد يكون محتوماً لبعض الوقت كما أسلفنا)، فإن ثمة باعثاً آخر يدعونا إلى التصدي لفكر الكارهين ذواتهم في هذه المرحلة التي نعيشها، وذلك من خلال وعينا باصطباغ التشخيص الثقافي الفعال بسمة الديناميكية التحليلية، التي توجب على ذلك التشخيص أن يراعي متغيرات الزمان والمكان وتفاعلات الذات في محيطهما، هذا الوعي بتلك السمة يقودنا إلى الإيمان بضرورة مراجعة الموقف الثقافي ونعني به الحكم الذي انتهى إليه التشخيص الثقافي تجاه قضية ثقافية في زمان ماضٍ أو مكان مختلف؛ فالديناميكية تفرض علينا أن نتعامل مع المواقف الثقافية كنتائج نسبية قد تتغير في أزمان وأماكن مختلفة، ومؤدى ذلك أننا قد نتخذ موقفاً ثقافياً مؤيداً لقضية أو ظاهرة أو مصطلح في زمان أو مكان محدد ثم نتخذ موقفاً ضدياً في زمان أو مكان آخر لانتفاء البواعث، وتغير الملابسات، وتغير الأمزجة، ومستويات الدافعية والإنتاجية داخل نطاق المجتمع الذي نخضعه للتحليل أو التشخيص الثقافي. وإذا تأسس ذلك واتفقنا عليه، يمكننا القول إن معطيات الواقع الذي نحياه في هذه المرحلة الزمنية لا تسّوغ ألبتة تمرير طروحات الكارهين ذواتهم، حيث صرنا نشهد تأثيراً سلبياً لأطروحاتهم على بعض الشرائح، وخصوصاً الشباب في عالمنا العربي، وقد وقفت على بعض المؤشرات الخطيرة في ذلك، من خلال تتبعي لبعض المقولات الرديئة لبعض الكارهين ذواتهم (كمقولة العرب ظاهرة صوتية) وكيف يتلقاها بعض الناس في العالم العربي، فوجدت أنهم يتقاذفون بها في كثير من المنتديات العربية في الإنترنت بوعي وبغير وعي، وقد أصبحت تلك المقولات كما يبدو جزءاً من الإطار المعرفي والتفكيري لبعضهم وهنا تكمن خطورة كبيرة، أما في الجانب النفسي فحدث ولا حرج، فاليأس يصرفهم عن الإنتاجية والعطاء، والإحباط يقعدهم عن الإسهام في مشروع التحضر العربي الإسلامي، لينتهوا إلى حالة من الاكتئاب القاتل، عندها تنتحر الذات العربية لتتخلص من وطأة القلق وثقل الهم ووخز الضمير وعبء الحزن من جراء انعدام قدرة الذات على النهوض الحضاري! والحقيقة أن البيئة الثقافية العربية المعاصرة تحمل - في رأيي - قابلية انتشار وتنامي ذلك التأثير السيئ للكارهين ذواتهم، فالإنسان العربي المعاصر لا يحتاج إلى من يحقن لا شعوره بما يحقر ذاته عنده ويزيد من معدلات الاكتئاب والإحباط والشك في إمكانية النهوض، حيث إن جملة المعطيات والأخبار في المشهد الثقافي والحياتي تمطره صباح مساء بما يثبطه عن العمل النهضوي والتلبس بتحد حضاري في تفكيره وطموحاته ومشاريعه.. لا يحتاج إلى من يلقي في روعه أن لا أمل إلا في اليأس ذاته.. فكثير من الأنظمة العربية تعد ولا تنفّذ من مشاريع الإصلاح شيئاً يذكر، وليتها تكتفي بذلك، بل منها من يصرح أن الإنسان العربي لم يصل بعد إلى درجة النضج حتى يستحق درجة أعلى من المشاركة السياسية، ولسنا ندري متى ينضج ومن ينضجه في رأي تلك الأنظمة!.. ومسوقي الفشل والإحباط والتشكيك يبثون دعاياتهم ومشاعرهم وتجاربهم التعيسة.. وبعض وسائل الإعلام الغربية تمعن في تصوير وتحقير الإنسان العربي والتهوين من شأنه واتهامه بـ (الإرهاب) والعنف مستعينة بسيكولوجيا الإعلام وترسانته الضخمة.. ويأتي الكارهون ذواتهم ليتطوعوا - وبئس ما يفعلون - في ملء إناء الإنسان العربي بكل ما ينال من هدوء باله، وطمأنينة ذاته، وما يطوّح به من أحاسيس تحرق أمله وتغتال يقضته النهضوية ووثبته التنموية! المثقفون الكارهون ذواتهم! (3-4) (عريبيا) نموذج شعبي لكره الذات! د. عبدالله البريدي* بعد مناقشتنا لظاهرة الكارهين ذواتهم، يمكن لسائل فطن أن يبادرنا بالقول: ومتى تتعاظم احتمالات تأثير الكارهين ذواتهم على بعض الشرائح العربية وخصوصاً شريحة الشباب؟ وبعبارة أخرى: متى تتحول نصوص ومقولات وتحليلات الكارهين ذواتهم إلى أدوات تمزيق للذات العربية وتشويه لهويتها وتعطيل لفعاليتها وقتل لطموحها؟ سؤال خطير، ويستحق أبحاثاً متعمقة، وأعتقد أنه يمكن إعطاء إجابات مبدئية من خلال ما يعرف ب عتبة الشعور Threshold of consciousness، تلك العتبة التي تشير إلى المستوى الذي تبدأ عنده الخبرة التي اكتسبها الإنسان في الظهور والفعالية داخل نطاق الشعور بعد أن تنتقل من اللاشعور، وتختلف حساسية تلك العتبة لدى الناس باختلاف أنماط التفكير والشخصية وباختلاف الظروف والملابسات المحيطة، غير أنه يمكن القول بأن الخبرة الإنسانية - ويهمنا في هذا السياق التركيز على الخبرة السلبية - تكون أقدر على تجاوز عتبة الشعور في مراحل اشتداد الصراع النفسي وحدوث الاخفاقات الكبيرة وحالات ذوبان الأمل، وبدهي أن الإنسان العربي المعاصر يتعرض لتلك الحالات بشكل مستمر، مما يجعل احتمالات تجاوز مقولات الكارهين ذواتهم كمقولة (العرب ظاهرة صوتية) إلى حيز الشعور، فيستسلم الإنسان للمقولة وتلج في أعماق أعماقه، وتصبح موجهاً لتفكيره ومن ثم لسلوكه، من خلال تخديره وتركيب جهازه المعرفي بأحكام مقولبة على بني قومه، خاصة أنه مع مرور الوقت تتشكل داخل لا شعوره ما أسميناه ب (آلة الكبح السيكولوجية) التي تطرد كل معرفة إيجابية عن الذات، إذ يكتفي ذلك الإنسان اليائس في كل مناسبة بالقول: بأن العرب ظاهرة صوتية! وهنا أشير إلى (كلمة) في غاية الخطورة، انبثقت في فضائنا العربي وكأنها نبتة شيطانية ارتوت من مستنقع الكارهين ذواتهم، تلك الكلمة حاكها بعض العرب بكل البؤس والإحباط الثقافي وتناقلها برداء شعبي مختصر مفاده: (عريبيا) لتستقر في عمق نسقهم الثقافي!!... والعجيب أن أولئك - وخصوصاً الشباب والأقل نضجاً منهم - يبرّرون بهذه الكلمة الخطيرة كثيراً من السلوك غير المتحضر سواء كان صادراً منهم أو من غيرهم من بقية العرب، إذ يكتفون بهز رؤوسهم الفارغة من الأمل والعمل مع ابتسامة لا معنى لها وهم يقولون: (عريبيا)!! لقد تحوّلت (عريبيا) إلى أداة خطيرة تعطّل تفكيرنا فلا ينقد ولا يلاحظ ولا يتساءل عن ماهية المشكلة ولا يرصد أسبابها ولا يبحث بجدية عن طرق العلاج، لأن (عريبيا) أضحت مخدراً عضوياً يدمن فيه العقل على تعاطي الكسل التفكيري وتدمن فيه النفس على تعاطي الخمول الإصلاحي لتتلف بذلك خلايا الطموح النهضوي، فالبعض قد يتضايق إذا ما رأى - مثلاً - شاباً يقفز الرصيف بسيارته بكل عنجهية وهمجية، ولكن سرعان ما يزول عنه ما يجده من الضيق إذا ظفر ب(الصنف) الذي ينسيه ما هو فيه من غم وتعاسة وذلك حين يتناهى إلى سمعه ولو من بعيد (عريبيا)، فيتطفن أن ذلك الشاب الذي قفز الرصيف عربي وبالتالي لا داعي لأن يكلف مشاعره أن ينتابها شيء من التوتر أو الضيق، إذ لا مبرر لذلك إطلاقاً ما دام أنه صادر من (عريبيا)، تماماً كما نقول بالعامية الخليجية للمجنون أو ضعيف العقل (ترى فلان ما عليه شرهه) وبالمصرية (متأخزهوش)، فلا يتجرأ أحد أن يعاتبه أو ينهره!... إلى هذا الحد هانت على بعضنا ذواتهم! إنها الثقافة التي يصنعها وبكل اقتدار الكارهون ذواتهم!!... ولكننا الآن بدأنا نتفطن لخطر الأثر ويجب أن نتتبع مقولاتهم حتى في المحيط الشعبي وما أكثرها... علنا نصحح المسار ونحتفظ لذواتنا العربية بما تستحقه من الاحترام والتقدير بلا غرور ولا تعال... مع الاعتراف بكل النقائص والخطايا التي نختص بها دون غيرنا بالإضافة إلى تلك التي نشترك مع غيرنا فيها... وتلك هي بداية الانطلاق العلاجي الفكري والنفسي؛ في جهاد طويل يجعلنا ننعتق من ربقة التبعية الفكرية وتحقير الذات؛ على نحو يدفعنا إلى الدخول في دوائر الإبداع الحقيقي المتشبع بالدافعية الداخلية للنهوض. القصيمي والبليهي... نماذج لكره الذات المثقفون الكارهون ذواتهم أصناف، فمنهم الفيلسوف والمفكر والأديب والكاتب والباحث والصحفي والإعلامي والسياسي ورجل الأعمال، والحقيقة أن إعطاء نماذج صريحة للكارهين ذواتهم مسألة يكتنفها شيء من الحساسية لضعف حركة النقد والجدل الفلسفي والعلمي في فضائنا الثقافي العربي المعاصر، حتى شاعت لدينا أنواع من المجاملات على حساب أعمالنا الفكرية ودراساتنا البحثية، وتنضاف مسألة أخرى في غاية الخطورة أسهمت في تزهيدنا فلسفياً وفكرياً في القيام بأعمال النقد، وهي مسألة أحسب أن الكثيرين منا لم يفطن لها، وهي أن قيم ما بعد الحداثة (الغربية) تسللت وتغلغلت داخل أحشاء منظومتنا المعرفية والقيمية دون أن يعيها الكثير منا، ومن أبرز تلك القيم خرافة ما يسمى ب (النسبية المطلقة)، وهي فلسفة رديئة تقول ببساطة بأن (كل شيء ماشي) أي أنه مقبول!، حيث لا يوجد حق مطلق بزعمها لعدم وجود الإطار المرجعي الذي يمكن أن يُحتكم إليه (وسيكون لي مقالات مطوّلة حول هذه القضية الخطيرة). وقد أحدث هذان الأمران إعاقة بالغة في ثقافتنا، الأمر الذي صد الكثير من المفكرين والمثقفين عن بذل أي جهد يذكر في مجال الحركة النقدية والجدلية، ولكننا نعتقد بأن ما يصد أولئك هو ذاته ما يجب أن يشجعنا على تدعيم تلك الحركة من خلال الطرح النقدي الجريء، كما أن المنهجية تفرض علينا إعطاء بعض النماذج العملية كنوع من التوضيح والبرهنة على صحة ما ذهبنا إليه في تحليلنا لظاهرة الكارهين ذواتهم. ونظراً لقلة المساحة المتبقية من هذا الموضوع فقد رأيت اختيار نموذجين اثنين يتسمان بالوضوح الشديد، حيث يغنينا ذلك عن سوق نصوص لهما. فالنموذج الأول هو عبدالله القصيمي الذي وصفه البعض بأنه صراخ (!)، وهو كذلك، فهو صراخ ضد ذاته العربية بل والمسلمة أيضاً، ولكننا نركز على الذات العربية في هذا السياق حيث إنها مدار النقاش. فقد كتب القصيمي عدة مؤلفات منها العرب ظاهرة صوتية وصحراء بلا أبعاد، وملأها في الأعم بصراخ مقرف، صراخ تافه، عارٍ من كل دليل، صراخ سلّطه للنيل من العرب والازدراء بهم وبتاريخهم ومنجزهم الحضاري وبقيمهم وأخلاقهم، والمصيبة بأن شخصية ثقافية كهذه تتحول أو تحوّل بالأصح إلى شخصية كارزمية لبعض الشباب العربي... وإن شئت فقل كم يحب بعضهم أن يوصف بالشباب الثائر، المتمرد، المشاكس... وهم شباب - في الأغلب - عاطل أو معطّل عن أي نوع من الإبداع الحقيقي سوى بعض الكلمات الجوفاء التي تدور في رؤوس فارغة من مفاتيح التفلسف وأساسيات المنطق وروح التغيير... أما النموذج الثاني فهو الأستاذ القدير إبراهيم البليهي، وهو مفكر سعودي مرموق؛ له إسهامات فكرية رائدة في مجال نقد بنية التخلف والتحليل المتعمق لإمكانات العقل ونقائصه والتأكيد على عبقرية الاهتمام، خاصة أن تناوله لتلك الموضوعات انطلق من نظرة فلسفية عميقة وصاحبه جهد إصلاحي صادق. وطروحات الأستاذ البليهي - باعتبار السمة العامة لطرحه - تمارس كرهاً للذات في المشهد الثقافي العربي المعاصر وبشكل متزايد، حيث يتجاهل البليهي وبإصرار غير مبرر تاريخياً ومنهجياً المنجز الحضاري العربي الإسلامي، ونراه كما في مقالاته ومقابلاته لا يجد أي ميزة تستحق معها تلك الحضارة أن ُتذكر، بل إنه ليذهب إلى أكثر من ذلك حين ُيجابه بسيل من المنجزات المدهشة في التاريخ (أو الواقع العربي)، حيث يردد عبارة واحدة - وبإنشائية مفرطة - يقول فيها ما معناه: بأن تلك المنجزات أو الإبداعات العربية إن وقعت فهي (خارج النسق الثقافي العربي)، دون أن يورد ماذا يقصد بتلك المقولة بشكل دقيق، كما أنه ظل يردد تلك العبارة وبوتيرة متصاعدة دون الإتيان بأي دليل صلب على صحة مزاعمه، وهو يرد بذلك النهج غير العلمي مئات الأبحاث والمقالات والكتب التي أنصفت المنجز الحضاري العربي الإسلامي والتي شارك في إعدادها الكثير من غير العرب من الفلاسفة والمفكرين والباحثين وأساتذة الجامعات والمؤرخين والرحالة والسياسيين وغيرهم، وقد ذكر الأستاذ البليهي في غير مناسبة بأنه عندما وصل إلى مرحلة النضج أدرك ضآلة أو خرافة ذلك المنجز، حيث أرجعه إلى عبقرية اليونان، وقد اكتشف أنه لم يكن للعلماء العرب والمسلمين من فضيلة تذكر سوى إجادتهم في هضم فلسفة اليونان وعلومهم ونقلها (بعضهم) إلى الغرب الحديث، فبضاعتهم ردت إليهم كما يردد، والبليهي لم يثبت للعلماء العرب والمسلمين أي لون من الإبداع والابتكار في جميع المجالات الفلسفية والعلمية والتجريبية، ولم يفصح الأستاذ إبراهيم البتة عن نوعية الأدلة التي اصطادها وأوصلته إلى تلك المرحلة من النضج، والحقيقة أنني لست أدري هل يفصح عن ذلك فعلاً، بل لست متأكداً من امتلاكه لها أصلاً؟! وإمعاناً في ذلك نجد الأستاذ البليهي يتعقب بعض الغربيين الذي كتبوا وأثنوا على بعض الإيجابيات عند العرب إن في أخلاقهم أو معاشهم أو تفكيرهم، وصار يتكلف وبعناء ظاهر صرف ذلك الثناء بطرق غير مقنعة ولا منهجية؛ ويصفه بالمبالغة والسطحية وقد يرجعه إلى عدم المعرفة الدقيقة بحقيقة العرب، عقلاً وأخلاقا... وكأن همه أن ينفي عن العرب كل محمدة، ويطرد (يكبح) عنهم كل إيجابية! (كما فعل مؤخراً مع محمد أسد، انظر: جريدة الرياض، 24 يوليو 2005م - العدد 13544). المثقفون الكارهون ذواتهم! (4-4) سِمات عشر للكارهين ذواتهم! د. عبدالله البريدي* بعد حديثنا عن ظاهرة الكارهين ذواتهم وبيان شيء من الأثر الخطير لطروحاتهم على إنسانية الإنسان العربي المعاصر وإنتاجيته وقدراته الإبداعية وسحق أو تشويه هويته واهتزاز خصوصيته الثقافية، نركّز حديثنا في هذا المقال في السمات الأساسية للنمط السائد في فكر المثقفين الكارهين ذواتهم، مع التنبيه إلى أن اتصافهم بتلك الصفات أمر نسبي؛ بمعنى أنه لا يلزم أن يتصف المثقف الكاره ذاته بتلك السمات كلها (خاصة السمات الشخصية والنفسية)؛ حيث يختلف ذلك بحسب درجة كره الذات لديهم، وباختلاف السمات الشخصية، وتنوع أنماط التفكير، ومجالات اهتماماتهم، وتخصصاتهم العلمية، وطبيعة البيئة الثقافية المحيطة بهم، ويمكننا اختصار السمات التي توصلت إليها - في محاولاتي المتواضعة - لرصد ظاهرة وإنتاج الكارهين ذواتهم في الآتي: 1- يغلب على الكارهين ذواتهم (ونخص العميق منهم) الانشغال المستغرق في تحليل فكر التخلف ومحاولة تفكيك مفرداته وإذابة تراكميته؛ أكثر من انشغالهم بأسئلة النهضة وتحدياتها، أي أن نمط تفكيرهم لا يتوجه إلى إيجاد وشائج الربط العضوية ونماذج التكامل بين عمليات نقض التخلف وهدم الانحطاط في ميادين الروح والجسد والعقل، وعمليات تشييد النهضة وبناء التقدم في تلك الميادين. ولذلك نجدهم يحسنون طرح كثير من أسئلة الانفلات من قبضة التخلف دون أن يسعفونا بأسئلة توصلنا إلى جزر النهضة؟ لنبقى معلّقين معزولين قلقين مترقبين حائرين... لا نلوي على شيء سوى كرهنا لذواتنا لسوئها وضعفها وعجزها! وهنا تبرز خطورة الفصل بين مباحث التخلف والانحطاط من جهة ومباحث النهضة والتقدم من جهة ثانية، غير أنهم قد لا يفطنون إلى هذا الأمر أصلاً، وربما يفطنون له لكنهم لا يعترفون به نظرياً، أو يعترفون لكنهم ينفون عن أنفسهم تهميش ذلك الأمر عملياً! 2- ضعف المنهجية التي يتكئون عليها في تبريراتهم في اقتراف النقد المميت، فهم يتعسفون في رد بعض الأدلة والبراهين التي تدل على قدر من تألق الأنا وتميزها ورونقها وإبداعها، يردون ذلك بأساليب إنشائية فارغة، فتجد الواحد منهم ينسف تاريخاً حضارياً حافلاً بالإنجازات والإبداعات يمتد لمئات السنوات بجملة أو جملتين وبأسلوب جزمي عارٍ من أي برهنة!. وكما أن القاعدة تعلّمنا بأن الكذبات تغويك إلى الوقوع في أخواتها، فالتعسفات المنهجية كذلك تقودك إلى أخواتها... ما لم يمارس الإنسان مراجعة نقدية صادقة، ينتصر فيها للحق والحق وحده!! 3- يلتزم نقد الكارهين ذواتهم في الأغلب بنقد إطار الثقافة العربية ولا يتعداه إلى ما سواه، الأمر الذي يجعل نقدهم لا يراعي جوانب التفاعل الديناميكي بين ثقافتهم وحضارتهم والثقافات والحضارات الأخرى، وهذا لا يعني أنهم لا يشتغلون بقراءة ونقل كثير من الأفكار من تلك الثقافات والحضارات الأخرى، ولكننا نشير إلى حالة من الانحباس المنهجي يتلبس به تحليلهم وطروحاتهم، فهم أشبه من يفكر داخل صندوق وهذا ما يؤكد أهمية النقد الثقافي في الإطار الحضاري (وهو ما سنعرض له في موضوعات قادمة بمشيئة الله في دراستنا عن التشخيص الثقافي). بل ويصر بعض المتطرفين منهم على تخطئة أو تهميش أو تسفيه الحركات النقدية للآخر (الغربي) بدعاوى كثيرة، ليس هذا مجال بسطها! 4- الميل إلى الإيمان بما يسمى ب (الثقافة العالمية) وهي تعادل تماماً (الثقافة الغربية) بحكم هيمنتها وكارزميتها وتفوقها العلمي والمنهجي والإجرائي، ويؤمن الكارهون ذواتهم بأنها يمكن أن تكون إطاراً عاماً لمنظومة القيم ومناهج البحث وطرائق التفكير وربما يذهب بعض متطرفي الكارهين ذواتهم إلى أن تلك الثقافة يمكن استخدامها في هندسة الحياة في مختلف المجتمعات، والأكثر خطورة أن بعضهم يتبنى - بشكل مباشر أو غير مباشر بوعي أو بغيره - الفلسفة التي تتخذ من خرافة ما يسمى بالثقافة العالمية محكاً مرجعياً يُقاس بها نجاح وتطور تلك الثقافات في تلك الميادين، متغافلين عن خصوصيتنا الثقافية، ولاسيما أن حركات بحثية متصاعدة في الغرب ذاته بات تصرخ فينا: (أن انتبهوا لخصوصيتكم)، كما في بعض الحقول المعرفية الجديدة كعلم النفس الثقافي المقارن Cross-Cultural Psychology، والحركة البحثية التي تؤمن بمبدأ (التنوع الثقافي / الحضاري) Multiculturalism (سيكون لي تفصيل مطول حول هذه القضية الخطيرة). 5- الإعجاب المفرط في الآخر (الثقافة الغربية تحديداً) لدرجة الانبهار الذي يستحيل أحياناً إلى نوع من التوحد (أو التقمص الوجداني Identification) الثقافي والحضاري الضارب في اللاشعور، بحيث تتلبس الأنا بالحالة العقلية والوجدانية والدوافع والسمات الشخصية للآخر. 6- الحدة في الشخصية والصرامة والجزم في طرح الموضوعات وقصر النفس في النقاشات مع ميل لتهميش آراء الآخرين والازدراء من اجتهاداتهم وطرق تفكيرهم. 7- النزعة التشاؤمية التي قد تصل بهم وبمن يؤمنون بطروحاتهم إلى حد اليأس المطبق وذلك بإيمانهم العميق بعدم إمكانية النهوض والتحضر في المجتمع العربي. 8- التغاضي غير المبرر بل والنسف أحياناً للنماذج المشرقة في الثقافة العربية المعاصرة، حيث يستمر الكارهون ذواتهم في تسويق الإخفاق ونكران أي لون من الإبداع العربي، وإن حدث شيء من الاعتراف فيرد إلى الاعتبار الشخصي أو الملكة الفردية مع نزع كل أثر إيجابي لثقافة الإنسان العربي في ذلك (كما في مقولة خارج النسق الثقافي!). 9- تصطبغ بعض طروحات الكارهين ذواتهم بالتعميم غير المنهجي مع نبرة وثوقية قاتلة، فوظيفة المثقف الكاره ذاته لا تتعدى حشد جمع كبير من أقبح وأشنع الصفات والسمات والأفعال والمواقف ليضع قبلها كلمة واحدة هي كلمة (عربي)... كما يقول عبدالله القصيمي في كتابه (العرب ظاهرة صوتية): (أليس المفكر العربي حينما يفكر، والحاكم العربي حينما يخطب ويهدد يتحولان إلى أفظع أساليب القبح لكل ما في الحياة من قيم وأشياء)... لينسف أولئك المثقفون بذلك النهج الاعتباطي أبسط مقومات المنهجية التي تقرر بأنه لا يجوز تعميم النتائج دون أن يظفر الباحث بأدلة كافية... فهم لا يخبروننا متى وكيف حصلوا على تلك النتائج وما الأدلة التي تخوّلهم بتعميمها على كل ما هو عربي... هل قاموا بأبحاث مضبوطة بضوابط المنهج؟، أم أنها مجرد نتائج ملاحظات محدودة أو خواطر ترد في أذهانهم حين يخالطون بعض جيرانهم وزملائهم وأصدقائهم؟... واقع عموم الكارهين ذواتهم يؤكد أنهم لا ينشطون في إجراء أبحاث علمية... وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الكارهين ذواتهم ينجحون وبكل براعة في غرس التفكير اللاعلمي لدى بعض الشرائح العربية، فالإنسان العربي (البسيط) حين يرى ذلك المثقف المرموق في شاشة التلفاز يقفز على بعض النتائج الخطيرة كتهميش المنجز العلمي والإبداعي في الحضارة العربية الإسلامية دون إيراد أدلة وبراهين على ما يقوله، فإننا نجزم بأن ذلك المثقف إنما يمنح تدريباً مكثفاً للمئات على التفكير العشوائي والخرافي، فكل يستطيع إذن أن يقول شيئاً من (الكلام)!... ولا أحد يطالب بالحجة... والكتابة البحثية تعني في نظر بعض الكتّاب السطحيين القدرة على إيراد جملة أو جملتين تحتويان على بعض المصطلحات المزركشة بألوان من السفسطة وشيء من التفلسف الأجوف..!! وتتجسد مصيبتنا حين يوصف بعض الكتاب التافهين على أنه مفكر عملاق لكونه امتهن خطيئة التعميم اللامنهجي... وتعظم المنزلة كلما أسرف في التهجم على (العربي) وعمم النتائج لتشمل كل من يقول بأنه عربي... ذلك العربي الذي لا ُيصلح شيئا ولا يصلح لشيء ولا َيصلح له شيء!! 10- عدم التعمق (النظري) في مباحث الإبداع، ويظهر ذلك بعدم مراعاة الكارهين ذواتهم لمقومات الإبداع وعوائقه ومهاراته وشروط صناعة بيئة الإبداع على مستوى الفرد والفريق والمنظمة والثقافة كما تؤكده الأبحاث العلمية، ويهمنا في هذا السياق الإشارة إلى أن نتائج الدراسات العلمية (النظرية والتجريبية) تؤكد أن الثقة في الذات والدافعية الداخلية شروط رئيسة للإنسان لكي ينتج عملاً إبداعياً في أي مجال كان، وخلص العديد من الدراسات إلى أن أي شك في قدرة الإنسان على الإبداع يعني حتماً انعدام القدرة على ممارسة أي لون من الإبداع. وقد بات جلياً لنا بأن الكارهين ذواتهم يغرسون اللا ثقة في الذات العربية ويوهنون الدافعية الداخلية على المستوى الفردي والجمعي ولاسيما أن طروحاتهم تتلبس بقدر كبير من التشاؤم و(النقد المميت)!. وبعد استعراض أبرز سمات الكارهين ذواتهم (العربية)، نود التأكيد أننا لا نقصد بالذات العربية - التي أخضعناها للتحليل - الذات العرقية (العرق أو الجنس العربي) وإنما الذات الثقافية، منطلقين من أن كل من تحدث العربية فهو عربي (كما جاء في الحديث) بغض النظر عن عرقه وجنسه، إذ إن تحليلنا الثقافي لا ينطلق ألبتة من نظرات عنصرية ضيقة، بل يطرحها ويمجها. وختاماً نشدّد القول على أن تحليلنا المبدئي لظاهرة الكارهين ذواتهم يجب أن يتبع بدراسات علمية أعمق منهجياً وأكثر تخصصا، كما يمكن أن تتخذ بعض تلك الدراسات طابعاً تطبيقياً مع إمكانية استخدام منهج دراسة الحالة والمنهج الانثربولوجي، كما أنه يتعين علينا تنفيذ أبحاث تتبع الأثر والمقولات لذلك الفكر في المحيط الثقافي ذي الطبيعة الشعبية ولدى كافة الشرائح في المجتمع العربي، علّنا بذلك نفلح في تفكيك شفرة (الفيروس) الخطر الذي قد يحيل الإنسان العربي إلى كائن كارهٍ لذاته!... لنبقي على البكتريا النافعة التي يجب أن تتغلغل في جسد الثقافة العربية؛ لتحلّل وتنقد وتنتزع الأمراض المستأصلة في أعضاء الروح والعقل والأخلاق! وأحسب أنه بات يسعنا الآن الانفكاك من قبضتي الكارهين ذواتهم والمتيمين بها، لنمضي - بلا عقد نفسية أو تشوهات فكرية - في معركة النهضة؛ نمضي ونحن متسلحون بالنقد المنهجي الصارم للذات؛ ذلك النقد المشبع بالثقة (المعتدلة) في ملكات الذات وقدراتها الخلاّقة على الإبداع في هندسة صرحنا الحضاري؛ وفق ثقافتنا نحن ومزاجنا نحن... لا ثقافة الآخر ومزاج الآخر!! من يهن يسهل الهوان عليه….ما لجرح بميتٍ إيلام! . |
الإشارات المرجعية |
|
|