|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: الدعوة
المشاركات: 607
|
كــونـــوا كــــــأصحاب الغـــار الثـــلاثة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين... قال الله تعالى ((فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) وقال (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ )) فالقصة الحقيقة لها وقعها على القلوب، وتلطف الأجواء، فكم جوِّ متعكرٌ صفوه قد ذهبت القصة بسواده أدراج الرياح... وللقصة الحقيقة، فوائدة كثيرة منها،، الإعتبار بمن مضى ومنها الإهتداء بمن سبق من حكايات الأنبياء والصالحين... موضوعنا: هو قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة وسنأخذ شيءً من الفوائد التي في القصة وإليكم القصة : عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ، حتى آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل ، فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم) قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق (أقدم) قبلهما أهلاً ولا مالاً ، فنأى بي طلب الشجر يوماً (أبعدت) فلم أرح عليهما (فلم يرجع) حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما (حصتهما) فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً ، فلبثت – والقدح في يدي – أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، والصبية يتضاغون عند قدمي (يصيحون) فاستيقظا فشربا غبوقهما (شرب اللبن) (اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منها) . وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي إبنة عم كانت أحب الناس الىّ ، فأردتها على نفسها ، فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين (أصابها جوع) فجاءتني ، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخل بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قدرت عليها ، قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، لا تقربني إلا بنكاح شرعي) فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ وتركت الذهب الذي أعطيتها (اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه) . فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها . وقال الثالث : اللهم استأجرت أجراء ، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت (كثرت) أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبدالله أد الىّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك ، من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبدالله لا تستهزئ بي ، فقلت ، إني لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً . اللهم عن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن في. فانفرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون . فوائد من القصة : الفائدة الأولى : الأعمال الصالحة وقت الرخاء يستفيد منها الإنسان وقت الشدة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة ) ومن القصص في هذا السياق لكن بصورة العمل الفاسد، فرعون لما جاءته الشدة والضيق،قال (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) كررها ليقبل منه فلم يقبل ، ودس جبريل في فيه حمأة البحر (طينته) مخافة أن تناله الرحمة..فلم ينفعه في أشد المواقف، أما المؤمن موسى جعل له الآيات التي لم تعطى لأحدٍ من غيره، إن صالح العمل هو المنجّي في الشدائد، كما أن المعصية هي المهلكة في الشدائد، فأنت بطاعتك لربك تعدّ ليومٍ فيه من الشدائد العظام... فقدّم لنفسك فإنك لا تدري كم تعيش من الدهر.. فأحفظ الله في رخائك يعرفك في شدّتك، وقدّم أرصدة إيمانية في حسابك، وأرفع رصيدك بالأعمال الصالحة... كما أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً لوجه الله، لا يراد به إلا وجه الله، كما أن من علامة قبول الحسنة إتباعها بحسنة أخرى الفائدة الثانية: مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، وهي نافعة ومفيدة ولا سيما عند الشدة، الفائدة الثالثة: برّ الوالدين، من أعظم القربات وأوجب الطاعات، والجنة تحت أقدام الأمهات.. فهذا ضرب لنا أعظم الأمثلة ببر الوالدين، ولقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته ثم بر الوالدين في قوله تعالى (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )) ولا يقدّم على الوالدين زوجة ولا ولد، وإن الله لا يقبل دعاء من هو عاقٌ لوالديه. الفائدة الرابعة : حفظ الفرج من الوقوع في الزنا، وهي أسهل ما يكون لكن الخوف من الله يفعل الأعاجيب، ومن ذلك قصة يوسف عليه السلام فالتي تريده أمراءة العزيز ملك مصر، وهو عبدٌ عندها، وإن لم يفعل ليسجن ويعذب، {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } فهو من المخلصين فما كان منه إلا أن قال إني أخاف الله، فما هي إلا سنين، حتى أصبح هو الملك، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه... فليكن شعاراً ((إني أخاف الله)) الفائدة الخامسة : الأمانة وردّ حقوق الناس، إلى أهلها، قال الله تعالى ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) وقال صلى الله عليه وسلم (( أول ما يفقد من الدين الأمانة وأخرها الصلاة )) هناك قصص قريبة لفائدة العمل الصالح بوقت الشدائد فمنها بإختصار .. (1) نبي الله أيوب فقد أكهله المرض سنين فشفاه الله وقال عنه ((إ ِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) فهو من الصابرين (2) نبي الله يونس نجاه الله من بطن الحوت وقال عنه (( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) فهو من المسبحين (3) أويس القرني الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، مستجاب الدعوة وسببه باراً لأمه، ولقد أذهب الله عنه البرص ولم يبقى سوى موضع درهم، اسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
هذا الموحى به إليك -أيها الرسول- كتاب أنزلناه إليك مبارك؛ ليتفكروا في آياته, ويعملوا بهداياته ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|