[أبونادر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة كنت أتجول في الإنترنت ودخلت في موضوع للأخ لواء السنة يسجل فيه ذكرياته وتجاربه

ومما ذكر في موضوعه الثري هذه الخاطرة التي أراها متمثلة في منتدانا هذه الأيام

أدعكم مع كلامه :

كثيرا ما يلح عليك ولدك ، أو شخص ما ، أو عضو ما ، بأن تجيبه أو أن تحاوره ، وأنت تعرف بأنه مبطل أو أنه ما عنده سالفة ، أو أنه يصيد في الماء العكر ، فإن رأيت أن الكلام معه غير مثمر فلا تجاره بذلك .. ربما استفزك ، ربما أساء الأدب ، هو لا يهمه شئ غير الحصول على الجواب والغاية عنده تبرر الوسيلة ، وبالمناسبة .. محب الظهور ممن لا يكاد يستحي أبدا ، ولا يفطن إلى ما يُكره منه لأنه يعيش سكرة تلهيه عن أن يفطن لنفسه ، ولا يشبهه في ذلك غير العاشق ، فإن العاشق يستظرف بأشكال تخفيف الدم ويظن نفسه سيلفت نظر محبوبه ، ولا يدري أن أصغر طفل قد فطن بأنه عاشق ومحب الظهور دائما جهير الصوت في الأماكن العامة ،إذا كان في جمع يشرق وجهه يتحدث بين الناس بلا حديث ، ويسبق بالجواب بين يدي الأفاضل بدون سؤاله ، ولا يحاور إلا رؤوس الناس ومشاهيرهم لانه لا يقنع بمن مثله أو فويقه ، بل ويحتكرهم فلا يدع لأحد فرصة للحديث معهم ! ومن شيمته مثل هذا وصفه الإلحاح ، عندما يأتي ولدك ويقول لك : بابا جيب شكلاته وحلاوة ، تقول لا .. الشكلاته والحلاوة تضر أسنانك .. يقول طيب جيب حلاوة وشكلاته .. ثم يلح ويبكي .. فإذا حرمته من ذلك تأديبا يعقل ، ولا يرتكب الأخطاء لأجل أن لا يحرم من الشكلاته .. ولكن لمجرد أن يلح عليك تشفق فتعطيه ما يطلب فإنك ستفسده على نفسك بما تندم عليه ، وربما تعذر بعد ذلك إصلاحه وكذلك اللحوح في المنتديات ، إن أعطيته ما يريد فإنك وقتئذ تجرّئه على من هو أفضل منك ، لأنه إن نال منك مراده قفز إلى من فوقك ! فإن خذلته ارعوى وبحث بغيته عند غيرك والمؤمن كيّس فطن لا يرضى أن يجعل من نفسه سلّما لكل دنئ .. ولذلك ترى الرادين في مسائل العلم - سواء في النت أو خارجه - نوعان : نوع يرد على الأفاضل الكبار ويلح عليهم بالردود وراء الردود ولا يسأم .. فهذا ما انتقاهم إلا ليردوا عليه فيقارنه الناس بهم .. وإن تعاطوه ما أراد ونال ما يبتغي التفت إلى من هو فوقهم حتى لا يجد من يطعن فيه ويبقى هو ليرضى غروره ، والنوع الثاني هو الذي يظل ينوح على حظه فيرد ويرد وخصمه لا يعتبره حتى كذبابة يهشه عن وجهه ولا يزيده غير التجاهل ليموت كمدا .. سأعطيكم مثالا حيا على ذلك .. تذكرون أول ما بدأت فتنة ربيع المدخلي من عام 1412 فما ترك المشايخ الدعاة سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر طيلة ثلاث سنوات .. ظل يرد عليهم في كتيبات صغيرة ، وكلها دخول في النيات والمقاصد ، ولكن لما لم يردوا عليه حتى يئس وشى بهم إلى الحكام ! ثم لما خلا له الجو إيش عمل ؟ التفت إلى الشيخ بكر أبوزيد ! ثم لما أعطاه الشيخ بكر وجها وألف كتاب (الردود) وغيره من ا لرسائل ، فنال ما كان يبتغي ثم فالتفت بعدها إلى الشيخ العلّأمة الرأس عبدالله الجبرين !! واتهمه بكل نقيصة .. وأنه مضطرب ، وأنه مضحوك عليه ، وأنه حزبي .. الخ .. ولكن الشيخ أعقل من أن يلقي له بالا .. فلم يكفه ذلك أيظا .. حتى تمادى إلى لمز الإمام محمد بن إبراهيم آلشيخ صم غمز بعبدالعزيز بن باز وابن عثيمين بأنهم لا يعرفون المنهج كما يعرفه هو - أي منهج ؟ لا تدقق ياخي .. منهج وبس - .. طبعا هذه الفلتات الخطيرة جائت متأخرة عن ثناءهم عليه بسنوات .. وإلا فإن خباياه كانت لازالت خافية عليهم .. ولو ردوا عليه بشئ من ذلك لما تورع عن قذفهم بما قذف به من بدأ بهم ولا يبالي بشئ تجاه السير إلى هدفه ، وهذا مثال بسيط للشخص اللحوح الذي لا يطلب حقا بقدر ما يطلبك أنت كسلّم له ليرتقي .. وكما تلاحظ فإنه لا يلح إلا الأدنى على الأعلى وإلا فإن بعض الجامية هنا لا يرد أصلا على أي واحد عدا رؤوس الناس وأكابر الإخوة ، ليس من باب الكياسة والحكمة ولكن من باب الكبر والغطرسة .. ولا يستحق أن نمثل على مثله ..


وللإستزادة والإستفادة من تجارب الأخ لواء السنة على هذا الرابط

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=215472