|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
15-05-2002, 02:05 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 276
|
الملك الظالم .. والملك العادل 2/4
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن كثير - رحمه الله - : صـفــة مـقـتـلــه - لـعـنــه الـلــه - : كان قد تعدى شره إلى الناس حتى إلى أخته ، يتمهما بالفاحشة ، ويُسمعها أغلظ الكلام ، فتبرَّمت منه ، وعملت على قتله ، فراسلت فيه أكبر الأمراء ، يقال له : ابن دوَّاس . فتوافقت هي وهو على قتله ، وتواطآ على ذلك ، فجهز من عنده عبدين أسودين من عبيده شهمين ، فقالت لهما : إذا كان في الليلة الفلانية فكونا بجبل المُقَطَّمِ ، ففي تلك الليلة يكون الحاكم هناك في الليل لينظر في النجوم ، وليس معه أحد إلا ركابيٌّ وصبيٌّ ، فاقتلاه واقتلاهما معه . واتفق الحال على ذلك وتقرر ، فلما كانت تلك الليلة قال الحاكم لأمه : عليَّ في هذه الليلة قطع عظيم ، فإن نجوت منه عُمرت نحوًا من ثمانين سنة ، ومع هذا فانقلي حواصلي إليك ، فإن أخوف ما أخاف عليك من أختي . فنقل حواصله إلى أمه ، وكان له صناديق قريب من ثلاثمائة ألف دينار وجواهر ، فقالت له أمه : يا مولانا ، إذا كان الأمر كما تقول فارحمني ولا تركب في ليلتك هذه إلى موضع وكان يحبها . فقال : أفعل . وكان من عادته أن يدور حول القصر كل ليلة ، فدار ثم عاد إلى القصر ، فنام إلى قريب من ثلث الليل الأخير ، فاستيقظ وقال : إن لم أركب الليلة فاضت نفسي . فركب فرسًا وصحبه صبيٌّ ، وصعد الجبل المقطم فاستقبله ذانِك العبدان ، فأنزلاه عن مركوبه ، وقطها يديه ورجليه ، وبقرا جوفه ، وحملاه فأتيا به مولاهما ابن دوَّاس ، فحمله إلى أخته ، فدفنته في مجلس دارها ، واستدعت الأمراء والأكابر والوزير ، وقد أطلعته على الحيلة ، فبايعهم لولد الحاكم أبي الحسن علي ، ولقب بالظاهر لإعزاز دين الله ، وكان بدمشق ، فاستدعت به وجعلت تقول للناس : إن الحاكم قال لي : إنه يغيب سبعة أيام ثم يعود . فاطمأن الناس ، وجعلت ترسل ركابيِّين يصعدون الجبل ويجيئون ويقولون : تركناه بالموضع الفلاني . ويقول الذين بعدهم : تركناه في موضع كذا . حتى اطمأن الناس ، وقدم ابن أخيها وقد استصحب معه من تِنِّيسَ ألف ألف دينار وألفي ألف درهم ، فحين وصل ألبسته تاج المعز جد أبيه ، وحلة عظيمة ، وأجلسته على السرير ، وبايعه الأمراء والرؤساء ، وأطلق لهم الأموال الجزيلة ، وخلعت على ابن دواس خلعة سنية هائلة ، وعملت عزاء أخيها الحاكم ثلاثة أيام ، ثم أرسلت إلى ابن دواس طائفة من الجند ليكونوا بين يديه بسيوفهم وقوفًا في خدمته ، ثم أمرتهم في بعض الأيام أن يقولوا له : أنت قاتل مولانا . ثم يهبرونه بسيوفهم ، ففعلوا ذلك ، وقتلت كل من اطلع على سرها في قتل أخيها ، فعظمت هيبتها ، وقويت حرمتها ، وثبتت دولتها . وقد كان عمر الحاكم حين قتل سبعًا وثلاثين سنة ، وكانت مدة ملكه من ذلك خمسًا وعشرين سنة - لعنه الله تعالى - . يتبع : ( الملك الكبير العادل محمود بن سبكتكين ... ) حيث يظهر الأمر جليًا الفرق بينه وبين سابقه .. - البداية والنهاية ، لابن كثير ، 15/584-586 . الموضوع السابق : http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5
__________________
( اتق الله حيثما كنت )
من السهل جدًا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدًا أن نخدم الإسلام |
16-05-2002, 03:52 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: سويسرا
المشاركات: 553
|
جزاك الله خير على هذا الموضوع الشيق
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|