بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » من صفات عباد الرحمن

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-04-2007, 11:32 AM   #1
شقاوي
عـضـو
 
صورة شقاوي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: بلدة الشقه
المشاركات: 878
من صفات عباد الرحمن



التواضع:
لذلك كانت أول صفة من صفات عباد الرحمن هي: التواضع،

قال تعالى:

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً [الفرقان:63]

فقوله: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً [الفرقان:63]

فالإنسان قد يقابلك ولا يكلمك؛ -لأنه ليس شرطاً أنك كلما قابلته أن تكلمه أو يكلمك-

ومع ذلك فمن كيفية سيره ومن مشيته؛ تستطيع أن تحكم عليه، لأنك تعرف صفات عباد الرحمن من أول ما تراه،

ومن سيره ومشيته كما أنك قد ترى من مشية بعض الناس أنه مستكبر، فهو ليس من عباد الرحمن

-عياذاً بالله- وليس من أهل الطاعة ولا من أهل الإيمان، ولا من أهل الخير والصلاح، سواءًَ خاطبته أو رأيته فقط؛

فإنك ترى أنه متكبر، ولهذا جاء هذا الوصف الظاهر الذي يراه كل أحد في قوله سبحانه:

الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً [الفرقان:63].


الإعراض عن الجاهلين
:

وأما الصفة الأخرى فهي:

وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [الفرقان:63]

الله أكبر! الآن -مع الأسف- بعض الناس يخاطبه الأخيار ويخاطبه الأفاضل ويخاطبه دعاة الخير والحق والهدى،

ولا يقول: سلاماً، مع أن عباد الرحمن إذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً؛

أما إذا خاطبهم الفضلاء والأخيار؛ فهنالك حسن البشاشة والاستقبال والأخوة والمحبة؛ لكن الجاهلون:

هم جاهلون في تصرفاتهم، وفي ألفاظهم وتعاملاتهم، وجاهلون بربهم عز وجل وهو أعظم الجهل،

وجاهلون في معاييرهم وفي موازينهم وفي قيمهم التي يقدرون بها الأشخاص أو يقدرون بها المواقف،

فقوله: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [الفرقان:63]

يعني: كان جوابهم جواب المسالم، الذي يدفع السيئة ويدرؤها السيئة بالحسنة، كما قال تعالى:

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون:96]

وهكذا يعلمنا الله تبارك وتعالى وقال سبحانه:

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199]

فلو توقفت عند كل جاهل لتخاطبه أو لترد عليه، لِتُبين له أنه مخطئ في كلامه؛ لما عملت عملاً في حياتك،

أو لربما تقطعت بك الأيام والليالي ولم تنجز عملاً واحداً ؟!


قيام الليل:
ثم يقول تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:64]

والليل له معنىً خاص، فمن حكمة الله، أنه:

جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62]،

فالليل يعني: الهدوء والسكون والرهبة التي كان يشعر بها الناس، ولا سيما قبل هذه الكهرباء والأضواء؛

ولو ذهبت إلى ساحل البحر أو ذهبت إلى رأس جبل من الجبال وحدك وابتعدت عن الأضواء؛

فإنك تشعر بشعورٍ لا تجده أبداً وأنت هاهنا في الليل،

سبحان الله! فماذا يفعل المؤمنون في الليل؟

إن الليل مطية المؤمنين إلى الدار الآخرة، ومطية المتقين إلى الجنة؛ لأنهم في النهار مثل الناس -

في الغالب- يكدحون ويعملون ولكن هذا الليل له أمر خاص وعلاقات خاصة؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى

قد اختصهم به،

ومع اجتهاد عباد الرحمن في طاعة الله عز وجل، ومواظبتهم ليل نهار، على طاعته،

فهم كذلك وجلون مشفقون من عذاب الله عز وجل، خائفون من عقابه، قال تعالى:

والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً [الفرقان:65].


نفقتهم :
ثم وصف الله عز وجل عباده في النفقة والاقتصاد، فقال عز وجل:

والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً [الفرقان:67].

أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم،

بل عدلا خيارا، وخير الأمور أوسطها،


إجتنابهم الكبائر والفواحش :

ثم بين الله عز وجل أن عباد الرحمن ليسوا معصومين من الذنوب، ولكنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش،

وإن تلبس أحد المسلمين بشيء من أنجاس هذه الكبائر ثم تاب وأناب وحسنت توبته، فإنه يدخل كذلك

في عباد الرحمن فقال: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون

ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن

وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً

ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً [الفرقان :68-71].


لايشهدون الزور واللغو :

ثم قال عز وجل في وصف عباد الرحمن:

والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً والزور هو الكذب والفسق واللغو والباطل،

وفي الصحيحين عن أبي بكرة قال

: قال رسول الله :

((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا . قلنا :بلى يا رسول الله، قال:

الشرك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ))

فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت، ويروى عن ابن عباس في هذه الآية:

والذين لا يشهدون الزور قال: أعياد المشركين، وقال ابن مسعود: الزور الغناء.


وقوله عز وجل: وإذا مروا باللغو مروا كراماً أي إذا اتفق مرورهم بأهل اللغو، وهو كل ما ينبغي أن

يلغى ويطرح، مروا معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الخوض معهم، كقوله تعالى:

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين [القصص:55].

إذا وعظوا بآيات الله:
ومن صفاتهم كذلك -عباد الله- أنهم إذا وعظوا بآيات الله وخوفوا بها:

لم يخروا عليها صماً وعمياناً بل أكبو عليها سامعين بآذان واعية كما قال الله عز وحل في وصفهم:

إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً [الأنفال :2]

.ولذا قال قتادة فيهم: هم قوم عقلوا عن الله وانتفعوا بما سمعوا من كتابهم.حرصهم على صلاح أزواجهم وذرياتهم :


ومن صفات عباد الرحمن كذلك عباد الله:
حرصهم على صلاح زوجاتهم وذرياتهم، فهم يقولون:

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً

قال الحسن البصري:

أن يُريَ الله العبد المسلم من زوجته ومن أخيه ومن حميمه طاعة الله، ولا والله لا شيء أقر لعين المسلم من

أن يرى ولدا صالحا، أو ولد ولد، أو أخا، أو حميما مطيعا لله عز وجل.


دعاة الى الخير :

وقوله عز وجل: واجعلنا للمتقين إماماً قال ابن عباس والحسن:

أئمة يقتدى بنا في الخير، وقال غيرهما:

هداة مهتدين دعاة إلى الخير فأحبوا أن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أولادهم وذرياتهم،

وأن يكون هداهم متعديا إلى غيرهم بالنفع، فذلك أكثر ثوابا وأحسن مآبا،

وقال بعض السلف: بأن في الآية دليل على أن الرياسة في الدين يجب أن تطلب ويرغب فيها.


جزاؤهم عند الله
:

ثم قال عز وجل بعد وصف عباده وأحبابه: أولئك أي المتصفون بما ذكر، وهو خبر لقوله عز وجل:

عباد الرحمن ، يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً خالدين فيها حسنت

مستقراً ومقاماً والغرفة هي الدرجة العالية في الجنة، أي يجزون بها على صبرهم على مشاق المجاهدات

في الدعوة إلى الخيرات، والدأب على الطاعات واجتناب المحظورات: ]

خالدين فيها أي مقيمين لا يظعنون ولا يحولون ولا يموتون: لا يبغون عنها حولاً [الكهف:108]،

وقوله: حسنت مستقراً ومقاماً [الفرقان :76]. أي حسنت منظرا، وطابت مقيلا ومنزلا.

نسأله تعالى خير ما عنده.ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين

مـــــــــنــــــــــقـــــــــــول،،،،،،
__________________

اللهم اغفر لـ عبد الرحمن واسكنه فسيح جناتك ..
شقاوي غير متصل  


قديم(ـة) 28-04-2007, 09:27 PM   #2
تغاريد نجد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: نجد
المشاركات: 1,302
الله يجعلنا منهم واياك ووالدينا والمسلمين أجمعين آمين ياعلي ياعظيم
بارك الله فيك
وأستعملك بطاعته
__________________
رابط جميل
http://arabsh.com/u3z7c7td9n1t.html
تغاريد نجد غير متصل  
قديم(ـة) 28-04-2007, 10:36 PM   #3
عنيزة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 294
اللهم اجعلنا من عباد الرحمن
آمبن.
عنيزة غير متصل  
قديم(ـة) 29-04-2007, 01:53 AM   #4
الفراشه
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 11
جزاك كل خيييييييييير
الفراشه غير متصل  
قديم(ـة) 29-04-2007, 06:45 PM   #5
شقاوي
عـضـو
 
صورة شقاوي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: بلدة الشقه
المشاركات: 878
مشكورين على المرور
__________________

اللهم اغفر لـ عبد الرحمن واسكنه فسيح جناتك ..
شقاوي غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)