[(ابوسليمان)]

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد....
مع الأسف الشديد كثر الكلام خصوصا في منتدانا العزيز عن العلماء والانتقاص منهم والحط من قدرهم. ولعل البعض نسي او تناسى حكم مثل هذا الأمر وهذا تذكير لنفسي أولا ولهم.وهي تذكير بخطورة الغيبة وعظم شأنها.

الغيبة حرام باتّفاق العلماء . وذهب بعض المفسّرين والفقهاء إلى أنّها من الكبائر . قال القرطبيّ : ( لا خلاف أنّ الغيبة من الكبائر ، وأنّ من اغتاب أحداً عليه أن يتوب إلى اللّه عزّ وجلّ ، واستدلّوا بقوله تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) ويقول الرّسول صلى الله عليه وسلم : ( لمّا عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم ) وبما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته . وإن لم يكن فيه فقد بهتّه )
يقول ابن القيم رحمه الله: ( ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغيرذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى يري الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بال يزال بالكلمة الواحدة بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري فى أعراضه الأحياء والأموات ولا يبالى مايقول )
ويقول رحمه الله تعالى: ( ولقد روى بعض الاكابر من أهل العلم فى النوم بعد موته فسئل عن حاله فقال أنا موقوف على كلمة قلتها قلت ما احوج الناس إلى غيث فقيل لى وما يدريك أنا أعلم بمصلحة عبادي )
ترى أين نحن من هذا تجد البعض منا يطلق لسانه ويده في الكلام والكتابة في اعراض الناس.وتوجيه التهم لهم والإنتقاص منهم.والأشد من ذلك عندما يكون الكلام عن العلماء كماهو في منتدانا الغالي بكثرة مع الأسف الشديد.فتارة اتهام بتمييع الدين. واخرى بالتساهل وثالثة بالمداهنة والبحث عن الدنيا.
يقول ابن عساكر : ( اعلم يا أخي -وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ بلاه الله قبل موته بموت القلب )
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة احترام علمائهم .يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: ( أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة )
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله -عز وجل في الحديث القدسي-: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )
قال الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي -رحمهما الله- أنهما قالا: ( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي ).
ومن المصائب هذا الأمر انه غالبا يكون من صغار السن او المتعالمين يقول الشيخ ناصر العمرحفظه الله: ( لقد كثر المتعالمون في عصرنا، وأصبحت تجد شابا حدثا يتصدر لنقد العلماء، ولتفنيد آرائهم وتقوية قوله، وهذا أمر خطير، فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه، ويتعدى حدوده )

ياالله مااعظم هذا الأمر الذي تساهل فيه الكثير من الشباب ومع الأسف من الملتزمين وبعضهم يتقرب الى الله بهذا الشيء
ولوسالنا انفسنا هل نحن مكلفون شرعا بتخطية عالم من العلماء؟؟
وهل سيحسبنا الله لماذا لم نتكلم بهذا أو ذاك؟؟
ثم هل نحن مأهلون علما للرد عليهم وبيان خطاء ما نراه نحن في فتاويهم؟؟
أتمنى ان نبتعد خصوصا في هذا المنتدى عن مثل هذه الأمور التي اصبحت بكثرة وضد علماء شهد لهم القاصي والداني والعالم والعامي بالصلاح ووضع الله لهم القبول بين الناس.

[وحيد المعنى]

باركـ الله فيكـ وكما قيل


لو امتنع الناس عن التحدث عن أنفسهم وتناوُل الغير بالسوء لأصيب الغالبية الكبرى من البشر بالبكم .

[الركـين]

والله المستعان هذه المشكلة