|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
22-05-2007, 09:33 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 24
|
الليله بعد نشرة الاخبار
السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
الكتابة فنٌّ، وذوقٌ، وأخلاقٌ، وصناعةُ الإنشاءِ عبيرٌ أخّاذٌ يُذكي شُعاعَ النفسِ الحالمةِ، لتُضيءَ حوالكَ اللحظاتِ بومضاتِ الأملِ المُتسلّلةِ من رُكامِ اليأسِ، ويرتاشَ خيالُ القريحةِ ليطيرَ محلّقاً في آفاقِ الإبداعِ، هذه وظيفةُ القلمِ التليدةُ، ومهنتهُ الأصيلةُ. اللهمَّ إلا عند الليبراليينَ، الذين سنَّ لهم كبيرُهم الذي علّمهم الدجلَ بوشٌ أن يكذبوا، ويختلقوا الإفك، ويختطفوا أزماتِ النّاسِ وكوارثهم، لتمرير المخطّطاتِ وتسويقِ المشاريع وتصفيةِ الخصوم. " اختطاف الكارثةِ " – وهو تعبيرٌ استخدمه ست جالي وجيرمي إيرب عنواناً لكتابهما المهم الصادر مؤخراً عن دار العبيكان – وظيفة احترفها الأمريكيّون، فلا تكاد تمرُّ بديارهم حادثة دقّت أو جلّتْ إلا وُظفت توظيفاً سيئاً لمواجهة مناوئيهم وخصوهم وتصفيتهم في حربٍ لا أخلاقية. ففي عام 1898 استُهدفت البارجةُ الأمريكيةُ " مين " بعمليةِ تفجيرٍ، أودى بحياة عددٍ من البحارة الأمريكيين، الأمرُ الذي أدى مباشرة إلى احتلال كوبا. وفي نهاية العشرينيات الميلاديّة وُجدت قنبلةٌ في منزل المدعي العام الأمريكيِّ، مما ترتّبَ عليه التبريرُ لإيداعِ عشرات الآلاف من المهاجرين في السجونِ الأمريكيّةِ وترحيلهم. وفي الحربِ العالميةِ الثانيةِ كانت حادثةُ بيرل هاربر فرصةً عظيمةً لسجن عشرات الألوفِ من المواطنينَ ذوي الأصول اليابانية، وتزامن ذلك مع إلقاء قنبلتين نوويتين على اليابان، وكان كلُّ ذلك تحت مبرّرِ القوةِ الخارقةِ المزعومةِ لليابان، وأنها مرشّحةٌ لاحتلالِ أمريكا واستعمارها. هناك العديد من هذه النماذجِ السيئة، برّر بمثلها الأمريكيّون عملياتِهم الاستعماريّة وغزواتِهم الخارجيّة، ولعلَّ النقطةَ السوداءَ الأبرزَ – بالإضافة إلى ضرب اليابان – كانت تشريع قانون مكارثي لملاحقة وتصفية من يُشكُّ في ولائه وانتمائه. الليلةَ، على القناة الأولى، بعد نشرة الأخبار، سوف يعرض التلفزيون السعوديُّ برنامجاً خاصّاً، يتضمن اعترافاتٍ لبعض المتورطينَ في أحداث شقة الخالديّةِ بمكّة – شرفها اللهُ -، وهي من أشدِّ الأحداثِ دمويّةً وعنفاً، شاركَ فيها – مع الأسفِ الشديدِ – شبابٌ أيفاعٌ، صاروا كالفراشِ رقيقةً أجسامُهم، خفيفةً أجنحتُهم، هووا سِراعاً إلى نار الفتنةِ فعميتْ أبصارهم، وطاشتْ أحلامهم، فاحترقوا بلهبها، وتلظّوا بسعيرها. ولأن الليبراليينَ كالجراثيمِ، يدُبُّ نشاطُهم في العفنِ، وتظهرُ براعتُهم في الوباءِ، فسوف تكون هذه الحلقاتُ سهماً جديداً من كنانتِهم يضربونَ بهِ في خاصرةِ الأمّةِ، لتبدأ تصفيةُ الحساباتِ مرّة أخرى مع مُجتمعٍ يتنفّسُ بالأخلاقِ، ويتدفّقُ بالمروءةِ، ويزهو بالمعالي، ويفوحُ بالفضيلةِ، ذلك المجتمعُ الأبيُّ الشهمُ الذي لفظهم وركلهم ورفض أن يقبلهم وأفكارهم، فلم يجدّوا بدّاً من عدائهِ والحربِ عليهِ، والاستعانةِ بقوى الشرقِ والغربِ لغزوهِ من الداخلِ بمنظومةِ القوّةِ الناعمةِ، كما يعبّرُ عنها حوزيف ناي في " مفارقةِ القوّةِ الأمريكيّةِ " و " القوّةِ الناعمةِ " ، و فوكوياما في " أمريكا على مفترق طرق ". والشيءُ بالشيءُ يذكرُ، فقد أعجبتني شجاعةُ فوكوياما في كتابهِ الأخيرِ " أمريكا على مفترق طرق "، عندما أعلن وبجرأةٍ فائقةٍ انسحابهُ من معسكرِ " المحافظينَ الجددِ "، مع أنّهُ كان وحداً من أبرزِ الموقعينَ على خطابِ الحربِ على العراقِ والذي رُفعَ إلى الرئيس كلينتون في تأريخ 26/1/1998 ميلادي، كما شارك في كتابةِ خطابٍ دمويٍّ آخر للرئيس جورج بوش بتأريخ 20/9/2001 ميلادي، ومع ذلك فقد رفض مشاريع المحافظين الجددِ، وخرج من عباءتهم. إنَّ الذين وقفوا في وجهِ الأحداثِ الأخيرةِ كانوا من أهلِ العلمِ والدعوةِ والديانةِ، وإضافةً إلى ما بذلهُ رجال الأمنِ من جهود التصدّي وتطويقِ العملياتِ وما تمخّضَ عنها من أحداثِ الملاحقةِ وغيرها، فإنَّ الجهود التي بذلها المصلحونَ من العلماءِ والمفكّرينَ والمربّين لا تقل أهميّةً عن الدورِ الأمني، ولا تنزلُ عنه رتبةً فهما جناحانِ لرأسٍ واحدٍ وهو الأمنُ والاستقرارُ. قالَ شيخُنا العلامةُ ريحانةُ المفكّرينَ سفرٌ الحواليُّ - متّعهُ اللهُ بالعافيةِ وألبسهُ ثوبَ الصحّةِ -: " إن أمن بلاد الحرمين أمنٌ لكل مسلمٍ من ساكن ومقيمٍ وحاجٍّ ومعتمرٍ، وهو أمنٌ للدعوةِ وللجهادِ في كلِّ مكانٍ، وهذا أصل عظيمٌ يجب أن يكون نصبَ أعين كل عالمٍ، وداعيةٍ، ومجاهدٍ من المسلمين، في أرجاءِ الأرضِ كلِّها". أمّا الليبراليّونَ فإنّهم ما تركوا أحداً إلا وهاجموهُ في الأحداثِ الأخيرةِ، فلم يقدموا مشروعَ بناءٍ، أو خطةَ نهضةٍ، أو دعوةَ رُشْدٍ، بل سعوا سعياً حثيثاً في تصفيةِ المناشطِ الدعويّةِ، والحربِ على الدعوةِ والدعاةِ، وكيل الاتهام بلا حدودٍ للمؤسساتِ الرسميّةِ كوزارةِ الشئون الإسلاميّةِ وهيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهْي عن المنكرِ، أو المؤسساتِ الدعويّةِ كمراكزِ الدعوةِ وحِلَقِ القرآنِ ذي الذِّكرِ، فضلاً عن المؤسساتِ الخيريّةِ، وبالجملةِ فما سلّم من إفكهم وغيظهم وحقدُهم أحدٌ إلا وناله منهم ما نالهُ. إن اختطاف الكوارثِ خصلةٌ ذميمةٌ ومذهبٌ رديءٌ، لا يفعلهُ كريمُ الطبعِ ونبيلُ الخلقِ، بل هو شأن الدنيءِ الوضيعِ ذي الخسّةِ، وأمّا كرامُ الرجالُ فلا تفقدهم الأحداثُ أحلامهم أو صوابهم، ولا يزيدُهم مرُّ الكوارثِ إلا حكمةً وحنكةً وتؤدةً، وكما أنَّ هناكَ يداً قويّةً حازمةً تردعُ الجاني وتقسوا عليه وتحفظُ الأمنَ، فإنَّ اليدَ الحانيةَ الآسيةَ الداعيةَ إلى المنهجِ الحقِّ والعدلِ والتوسّطِ موجودةٌ حاضرةٌ، لا تبغي حولاً عن الحقِّ ولا محيداً عن الرَّشدِ، ولا تنحطُّ إلى دركاتِ الآثمينَ الوالغينَ بالمنكرِ، والساعينَ بالفتنةِ، والمشّائينَ بالنميمةِ. من الذي ساهمَ وشاركَ في نصحِ الشبابِ، وتوجيههم، ودعوتهم إلى كفِّ الأذى، ومراجعةِ النفسِ، وضبطِ الأمرِ، والعودةِ إلى جادّةِ الصوابِ؟!، أليسوا أهل العلمِ والمعرفةِ والدعوةِ والتربيةِ؟!، هبّوا يكسرونَ حدّةَ الفتنةِ، ويمنعونَ ثورةَ الأهواءِ، ويستردّونَ قاصيَ الأمّةِ، وينفثونَ في موضعِ الوخَمِ، بينما سكِرَ غيرُهم من شراذمِ الليبراليّةِ بنعيمِ السفاراتِ، وحضورِ الحفلاتِ، واستلامِ الدولاراتِ؟!، فلم يأبهوا لخلُقٍ، أو يرعوا حقّاً، أو يحفظوا عهداً، بل طفحوا بالشرِّ، وباءوا بالإثمِ. إنّهم اليومَ يلتمعونَ التماعةَ الموتِ، وينتفضون انتفاضةَ الذبيحِ، فدويُّ الفضائحِ يُجلجلُ، وتقاريرَ الصحافةِ أثبتتْ دون ريبٍ أو مراءٍ عمالةَ كثيرٍ منهم، فماذا بقيَ لهم بعد محضِ الحقِّ وصريحِ القولِ؟!، وما تقريرُ " راند " و " عقول وقلوب ودولارات " عنّا ببعيدٍ!، إنَّ موعدهم الصبحُ، أليس الصبحُ بقريبٍ!. دمتم جميعاً بخيرٍ. أخوكم: فتى. ---------- تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بهـا وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها سلمت اناملك يافتى الادغال آخر من قام بالتعديل لوفان; بتاريخ 22-05-2007 الساعة 09:37 PM. السبب: نقص |
22-05-2007, 10:04 PM | #2 |
خبير تقنية حديثة
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: أينما وجدت الابتسامة :)
المشاركات: 5,034
|
نقل جميل و مميز
شكرا لك
__________________
إذا انقطع المطر . . فلا تلم الأرض على جفافها . . |
الإشارات المرجعية |
|
|