بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ذكــــــــــريـــــــــــات جــــــــــامـــــعــــــــيــــــــة !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-06-2007, 01:12 AM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
ذكــــــــــريـــــــــــات جــــــــــامـــــعــــــــيــــــــة !

.



[align=justify]اقترح علي الأخ الفاضل ( أبو محمد النجدي ) والفاضل ( الصمصام ) أن أجعل الذكريات في موضوع واحد ، لذلك ستكون الذكريات هنا ، وقد كتبت حلقتين سأنقلهما هنا للازم الترتيب ، ثم سأضع هذه الليلة الحلقة الثالثة والرابعة ... وستتبعهما بقية الحلقات بعون الله تعالى وتوفيقه .

وفقكم الله تعالى .
[/CENTER]


[align=justify]

[ 1 ]

تواضع الفكر أمام باب الذكريات !


أقف .. وأطرقه بلطف ، فأنا أمام عتبة الماضي طالبًا مستجديا ، حيث خلف هذا الباب ، ووراء هذه العتبة ... ( أنا ) ، وما الإنسان إلا مجموعة ذكريات كما يقول الطنطاوي - طيب الله ثراه - ، وقد علقت عيني على أجمل ما يحتويه هذا الماضي .. وأخطره ؛ المرحلة الجامعية ، سبحان الباقي! ما أسرع تآكل الأيام ، وتتابع الأعوام ، وتعاقب السنين .

طغى عليّ تفكير طويل في هذا ( التِّرم ) ؛ كيف مرت الأيام بهذه السرعة ، وكيف انطوت أربعة سنوات من الجامعة ، ومرت أمامي كإيماض البرق ، إنه تقارب الزمان ، والتأثر بعصر السرعة الذي قدر الله علينا العيش فيه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ، وبيده – سبحانه وتعالى – مقاليد الأمور .

وعلى نهج الطنطاوي أبدأ بسرد ( ذكرياتي ) لا ( مذكراتي ) عن المرحلة الجامعية ؛ بهذه المقدمة المتواضعة التي استعجلت بكتابتها لشِدَّة حماسي .. ثبتني الله تعالى ، أحكي لكم ذكرياتي عن هذه المرحلة التي غيرتني كثيرًا .. كثيرًا ؛ في تفكيري ، وعلاقاتي ، وفي أسلوب عيشي ، وفي نفسي كذلك .. في كل شيء والله !

ماذا قدمت لي هذه المرحلة ... وكيف قدمت ؟ وماذا أخذت .. وكيف أخذت ؟

عما احتضنته لياليها أحدثكم ، وعن أحداث نهارها أحكي لكم ، مرحلة تتقاطع فيها المشاعر ، من فرح يرسم ابتسامة ، إلى حزن يخلق دمعة ، من غضب ينتج مرحلة جديدة من العلاقات ، إلى حلمٍ وكتمٍ لغيظ ... قابل للانفجار ، من غنًى ورفاهية ، إلى عَوَزٍ وتقشف ، من خير إلى شر ، من حب إلى بغض ... وهكذا .

دقيقة صمت لذكرى ( مذكراتي ) التي نزفت فيها دمعي طوال ثلاثة سنوات ، بثثت إليها ما تضمر نفسي ، أحسب أنني كنت وفيًّا لها ، عاشقا لصحائفها ، لكن لم يكن الختام مسكا – مع بالغ الأسف - ؛ ففي لحظة انهزام طار فيه العقل ، وهبط الاستعجال ، وغاب التأني ؛ سحبت ( المذكرات ) إلى المطبخ ، ووضعتها على عيون الفُرن ... وأحرقتها !

هذه الذكريات ستكون حلقة الوصل بين مذكرات كتبتها في المرحلة الثانوية – لا زلت أحتفظ بها - ، وبين ما سأكتبه لاحقا مادمت فوق التراب .

تذكروا أحبتي ، أن ( عزاب الخارج ) ليسوا فقط من ترونهم في أزقة الجامعة ، وقاعات الدراسة ، ومخازن الكتب ، ومكاتب التصوير ، ليسوا خيالا يظهرون في الصباح بالجامعة ؛ ثم يختفون عن الواقع في بقية اليوم والليلة .. لا . لا تقوّموهم كما تقوموّن غيرهم ، إنْ وقع بصركم على أحدهم وهو رث الثياب ؛ فلا تحكموا على نظافته وترتيبه بتلك النظرة اللحظية ، وإن انتهى إلى سمعكم وبصركم مرأى أحدهم غاضبًا عابسًا جاف الرحمة ؛ فلا تقيسوا لحظته تلك ببقية أيامه ، فربما كان ذلك انفجارًا لضغوط لم تعلموها ... الله يعلمها ، وإن أحسستم من أحدهم ما ظننتموه شُحًّا ؛ فلا تستعجلوا بختم البخل على جبينه ؛ فربما لم تقرؤوا كل سطر رُسِم على ذلك الجبين ، وإن أبصرتم ( عزوبيا ) يدخل مبنًى للعزاب متجهًا إلى شقته ؛ فلا تتخيلوا الظلمة ، أو الاكتئاب ، أو العبوس ؛ فليس متجهًا إلى سجن ، إنما يتجه إلى وضعين يرسمهما ذلك الشاب لنفسه ؛ وضع سعادة يجعله أصلا ، أو العكس .

تذكروا أحبتي هذا الكلام أثناء قراءتكم لكل سطر من سطور هذه الذكريات ، وليكن شعوركم نحوي ، وتصوركم عني ، مبنيًّا على المُوَفَّق منها ، غافرين عما قد جانب الصواب ... في رأيكم .

ربِّي !
وفقني في كتابة هذه الذكريات ، مرضاة لجلالك ، ثم لعبادك الصالحين .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 25-06-2007 الساعة 05:08 PM.
الثائر الأحمر غير متصل  


قديم(ـة) 21-06-2007, 01:14 AM   #2
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 2 ]

المرحلة الجامعية تلوح في الأفق !


الوقت : بعد صلاة العصر – في يوم من أيام الربع الأول لعام 1424 هـ .

المكان : مجلس جدي المعتاد ( الشبَّة ) – مدينة رفحاء .

الاختبارات النهائية على الأبواب ، يُلقى الستار في هذه الأيام على مرحلة جميلة بعض الشيء من مراحل عمري ، لترفع عن مرحلة جديدة لم أستوعب حقيقتها ، وأنها ستكون – فيما بعد – مرحلة تجعل مني شخصًا آخر مختلفا عن ماضيه إيجابًا ... وسلبًا كذلك .

جريدة الجزيرة / محليات ، وتصريح لأحد المسئولين في وزارة التربية والتعليم يذكر فيه أن التعيين في قسم اللغة العربية سيكون مضمونًا لمدة ستة سنوات .

في المدرسة ، حدثت أصدقائي في المعسكر الغربي من الصف ( جهة المطاوعة ) عن ذلك الخبر ففرحوا له ؛ لأنه في سابق قرارهم أنهم سيسجلون في جامعة الإمام محمد بن سعود / فرع القصيم ، وأخذوا يحدثوني عن الشباب هناك ، وأن هناك فئة من الشباب ( المطاوعة ) يدرسون في تلك الجامعة ، وذكروا لي أسماء عرفت أكثرها ؛ لأنني أقابل حامليها سنويًّا في المركز الصيفي .. فقط ، ولم أتساءل يومًا عن سبب اختفائهم في بقية السنة ، أسماء محددة تظهر لمدة شهرٍ في المركز ، ثم تختفي تمامًا ، لكن زملائي يعرفون كل شيء عن ( شباب القصيم ) وهذا ما يطلق على شبابنا الذين يدرسون هنا ، وليس غريبًا علي أن أكون على جهل بأولئك ؛ فلم أكن يومًا منذ دخولي مع الشباب على علاقة اجتماعية عميقة معهم ، لا لاختلاف سلبي ونحوه ، إنما هو أمرٌ مختوم على جبيني منذ الصغر ، وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر ، أقابلهم بالحلقة ... نعم ، في التوعية الإسلامية ... بالتأكيد ، بالاستراحة .. لاشك ، في رحلة برية .. ربما ، ماعدا ذلك فلا تجمعني بهم أية علاقة ، وكان ذلك - ولا زال - يحزنني كثيرًا ؛ حين أسمع لأحاديثهم وتعليقاتهم التي تدل على أنهم يتقابلون في أوقات أخرى ، لكن هذا قدر من استسلم لمرض الخجل الذي هو مختلف – كما هو معروف – عن الحياء الذي لا يأتي إلا بخير .

شدني حديث زملائي حول جامعة الإمام والشباب هناك ، بدا لي أنه عالم جميل جدا ، في الحقيقة .. كنت أرى جماله من جهة كونه بديلا إيجابيا جميلا لمرحلة وصفتها قبل أسطر فقلت : ( جميلة .. بعض الشيء ) ، عشت ( جمال ) هذه المرحلة التي طويت ... نعم ، لكنني عشت جمالها ( بعض الشيء ) ، وكان هناك ( بعضا ) آخر أعتبره جانبًا مظلمًا من الناحية النفسية .

حدثت أهلي عن رغبتي بالدراسة الجامعية ، ومع أن هذه الرغبة تخالف رأيهم أو رغبتهم في أن أتوجه للعمل مباشرة ، أو بالدراسة القصيرة ثم العمل في المنطقة الشرقية ؛ إلا أنهم استسلموا لهذه الرغبة ، لكي لا يقعوا في الخطأ ذاته الذي وقعوا فيه قبل سنتين في العام الدراسي 1422 – 1423 هـ وكنت أنا الضحية ، حين أجبروني على دخول ثالث ثانوي / علمي ، مع أنني رغبت بالشرعي بعد تجربة سلبية في العلمي في الصف الثاني ثانوي ، وكانت نتيجة إرغامي على ثالث ثانوي / علمي انسحابًا في آخر السنة ، ثم إعادة دراسة الثالث ثانوي ... لكن في القسم الشرعي .

وحيدًا قررت خوض هذه المرحلة ، لي أصدقاء سيخوضونها كما سأخوضها ... نعم ، لكن يبدو أن لسان حال كل واحدٍ منهم ( نفسي .. نفسي ) .. مع الأسف ، ملاحظة تسرعت في إيرادها هنا ، لكنها حقيقة مؤلمة بعض الشيء ، استعدت ألمها للتو فقيّدته هنا ، ولحديث ( نفسي .. نفسي ) هذا بقية في حلقات قادمة .

خرجت من الاختبارات النهائية بنسبة 90% ، وبين عيني جامعة الإمام محمد بن سعود في منطقة القصيم .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 01:17 AM   #3
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 3 ]

بريدة ... قبل الجامعة !


المصدر الوحيد الذي سمعت فيه اسم مدينتنا ( بريدة ) في طفولتي كان لسان حسن كراني الذي له الفضل في معرفتي أن بالمملكة العربية السعودية مدنًا غير الخفجي والنعيرية وحفر الباطن و رفحاء ، والرياض ، طبعًا قد يسأل سائل : لماذا خصصت هذه المدن ؟ جوابي : أن طفولتي وزعت بين الخفجي مسقط رأسي ، ومدينة رفحاء التي احتضنت مراهقتي ؛ فكنت أنتقل بينهما ومن الطبيعي – لمن يعرف الطريق القديم بين رفحاء والخفجي – أن النعيرية وحفر الباطن في طريقنا ... فقط ، هذا هو السبب ، أما مدينة الرياض فلا حاجة لذكر سبب معرفتي بها .

فقدت الاتصال ببريدة بعد أن انقطعت عن حسن كراني حين غزو الأطباق الفضائية لأسطحنا عام 1416هـ في آخر سنة في المرحلة الابتدائية ، وبعد خمسة سنوات – وانتبهوا للموقف الطريف – وتحديدا في عام 1421هـ ، وبعد سنة من الدخول في عالم الاستقامة – إن صح التعبير - ؛ عُيِّن مدرسٌ جديدٌ لحلقتنا اسمه عبداللطيف الجفن ، وهو مربٍّ فاضل من أهل القصيم ، له فضل علي عظيم لا أنساه ، ومع أنه من أهل بريدة إلا أنني لم أسمع من شيخنا عبداللطيف ولا من زملائه من الأساتذة الأفاضل من أهل القصيم إلا : عندنا أشغال في القصيم ، سوف نسافر للقصيم ، كذا في القصيم .. وهكذا . حتى الآن لم أسمع بمدينة بريدة ، وقد نسيت اسمها تمامًا .

في آخر السنة ، وفي رحلةٍ لمركزٍ صيفي كان خاصًّا بطلاب الحلقات ، دخلنا مدينة بريدة ، وأذكر أنني قد سألت بفضول : إيش هذه ؟ فرد أحد المشرفين : هذه بريدة . قلت : متى نصل القصيم ؟ فضحك المشرف لما علم أنني أظن بأن القصيم مدينة ؛ وأخوكم في الله مستغرب من ضحكه ، فنبهني أن القصيم منطقة ، وبريدة مدينة في منطقة القصيم وهي مركز إمارتها .

في السنة الدراسية التالية 1422 – 1423 هـ ، دُعِينا لزواج أحد المدرسين من أهل القصيم ممن عُيِّن في مدينتنا ، ثم نُقل عنها ، وكان مسئولا عن التوعية الإسلامية وله فضل كبير علينا ، وأنتج خيرًا للتوعية لم أرَ مثله في حلقة أو مركز ، وفقه الله أينما حل ، وسدد خطاه ، اسمه عبدالعزيز الغنيم ، من عرفه فلينقل سلام معترف بفضله وقدره – وفقه الله تعالى - ، قررنا إجابة دعوة الأستاذ عبدالعزيز ، وسافرنا لبريدة ، وحضرنا العرس ، وأذكر أنني حضرت صلاة استسقاء للشيخ عبدالله القرعاوي – وفقه الله تعالى – في أيام الزيارة ، وكانت – ولا زالت – أجمل خطبة حضرتها في حياتي .

كانت تلك تعتبر زيارة سريعة جدا لبريدة ، ثم تتابعت الزيارات في السنتين الأخيرتين قبل الجامعة ، وكلها مع الحلقة ، أو مع المركز الصيفي ، فعلمت أننا نزور مدينة تستحق لقب ( مدينة العلماء ) هي ومدينة عنيزة ، في زياراتنا تعرفت على المدينة أكثر وأكثر ، لكن هذه المعرفة تدور حول أمور محددة ، المكتبات ، ومطعم الطازج ، و بعض العلماء الذين زرناهم كالعلامة سليمان العلوان ، الذي سمعت عنه الكثير قبل أن أقابله – عجل الله تعالى بفرجه - ، والشيخ علي الخضير – فرج الله عنه - ، والشيخ عبدالكريم الحميد – وفقه الله تعالى - ، وفي كل زيارة ورحلة كان لي من المواقف ما يستحق الوقوف عندها للتأمل ، لكن هذه الذكريات جامعية فقط ؛ لذا لن أسهب فيما لا يتعلق بها ، هذه الأمور المحددة التي عرفناها من بريدة ، إضافة إلى أهم أمر أعجبني في هذه المدينة ، أمرٌ ربما قد اعتدتم عليه هنا ، لكنه كان مميزًا جدًّا بنظري ، تلك الاستراحات الجميلة التي تتوزع في أطراف المدينة ، بمسابحها الجميلة ، وملاعبها المزروعة ، كانت رفحاء – في ذلك الوقت – تفتقد إلى مثل هذه الاستراحات ، خصوصًا المسابح ، لحبي الكبير للسباحة ، واسألوا الخليج العربي الذي يزحف حتى مدينة الخفجي !

في آخر رحلة لحلقتنا قبل أن نتخرج من الثانوية قمنا بزيارة بريدة ، واصطحبنا مدرس الحلقة ( أحد مشايخنا وأصله من أهل القصيم ومن طلاب الإمام ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - ) إلى جامعة الإمام محمد بن سعود ، ولم يدر بخلدي أبدًا أنني سألقي بقطع من قلبي ، وشيئا ليس بالهين من تفكيري في أزقتها ، وبين جدرانها ، جلسنا في المطعم قرابة الساعتين وأعين طلاب الجامعة ترقبنا باستعلاء .

في تلك الزيارة حضرنا درسًا لشيخ اسمه سلمان العودة ، ما إن انتهى اسمه إلى سمعي ، حتى تذكرت لقاءا أجري معه في مجلة كويتية – منعت لاحقا عن التوزيع في السعودية – أظن أن اسمها ( القمة ) - إن لم أكن واهمًا - ، ولم أتذكر الكثير ، واعتقدت أنني أمام شيخ كبقية المشايخ الذين عايشتهم في مدينتي ، أو سمعت لهم .. أو قرأت ؛ حدثنا مدرسنا عن الشيخ سلمان العودة مادحًا إيّاه ، ومثنيًا عليه ، لكن كل ذلك تبخر لما أطال الشيخ درسه الذي لم نفهم منه شيئا ، وقد أصابنا الملل الشديد ، خرجنا من الدرس ومدرس حلقتنا يعتذر بأن الدرس فكري .. إلخ إلخ ، فلم يَعْلق الدرس ولا حتى الشيخ برأسي ، ولم أعلم أنه سيكون لي مع هذا الإنسان متابعة ، ثم حبا ، ثم حبا وارتيابا ، ثم حبا وركونا وثقة .

هذه بريدة عندي قبل الجامعة ، دار علماء ومكتبات واستراحات و ... مطعم الطازج ، ولم أتخيل حينها أن هذه المدينة ستكون دار مرحلة مهمة من مراحل حياتي ، حيث الفتور والنشاط ، والإدبار في نفسيتي والإقبال .. باختصار : دار مرحلة حياتية كاملة ، هي دار داجن و كنتاكي وماكدونالدز ولمعة الشرق والبحار و .... كودو بالطبع ، دار العثيم وبندة وجيان ، دار جرير والعبيكان والرشد والمجتمع ، دار بينات وأحد وأصداء المجتمع ، دار جامع القرعاوي والونيان ، دار الخالدية والضاحي وشارع المستودعات ، دار قاعة ابن عثيمين والمبنى الثالث و " راجع المليداء " ، دار ( عبدالحق ) و ( بلال ) و ( سيف ) و( أبو كلام ) .. ! دار مكتبة المساعي وركن المجتهد ، دار أظلمت حتى استوطن الحزن فؤادي ، وأنارت حتى ذابت السعادة في وجداني ، دار دخلها بعض ممن أعطيتهم قطعا من قلبي أخيارًا عبّادًا روادا لحِلق العلماء ، فخرجوا منها وقد تساقطوا واحدًا بعدَ الآخر حتى قضى الجيل الأول من أصحابي ، غير أن هناك من دخلها والتفاهة بين عينيه ، وهاهو الآن وحب العلم والصلاح بين جنبيه .

دار المؤذن " أبو محمد " الشيخ العراقي .. أعمى البصر ، ودار الشيخ القصيمي الوقور ، حمامة المسجد ، وخليل القرآن ، ذي اللحية البيضاء ، والوجه المنير ، في جامع القرعاوي ، دارٌ صَدَمْت بها ( حقيقة ) بشرًا وحديدًا ، وكدت أن أموت دعسًا ، وغرقًا ، ومرضًا ، دارُ الحمزاوي ، وحرب ، والبطشان ، والمحمود ، والفاضل عبدالعزيز المقبل ، وإبراهيم التركي ، والجزائري حلام – رحمه الله تعالى – ، وربيع ، والسيف ، دار خالد المشيقح ، والمصلح ، والصقير ، دار العم أحمد ، والتوم ، والصقعبي .... دارُ .. !!

أين أذهب بكم ؟!

إنها – باختصار - داري ، موطن أحلامي وهمومي ، و حاضنة أجمل سنوات عمري ... !

إنها ... بريدة !
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 21-06-2007 الساعة 01:26 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 01:18 AM   #4
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 4 ]

الطريق إلى الجامعة ( 1 – 2 ) !


نحن ثلاثة من الأصدقاء ، لم تكن لي معهم قبل الثالث ثانوي شرعي أية علاقة ، أحدهم أكبر مني بسنة وقد درس متأخرًا ، وهو من طلبة العلم الشرعيين منذ طفولته ، دعوني أسميه ( محمد ) ، والآخر في مثل سني ، وهو طالب مُجدّ له ميل لعلوم اللغة العربية ، اسمه .. ( نايف ) .

اتفقنا على الذهاب بسيارتي ( الطائر الأزرق ) وهذا هو أسمها حقيقة ، وهي منتج تابع لشركة نيسان ، وقد توقف إنتاجها منذ عام 94م – إن لم أكن واهمًا - .

في خريطة العلاقات تُرسمُ علاقة جديدة مع شاب مقارب لعمري ، غير أنه لم يكن مستقيمًا بالمنظور المعتاد ، لكنني أعجبت بثقافته العالية ، وبالتقارب الشديد بيني وبينه في الهوايات والهموم ، فكنا نتقابل يوميًّا على أحاديث أعجب منها اليوم – بعد مرور خمسة أعوام على هذه الصداقة – إذ كنا نتحدث عن الكتب ، وعن أمور فكرية ، وعن الأحداث الجارية ، وعن ... آخر منتجات السينما الأمريكية من مسلسلات وأفلام وسيناريوهات ، وهذه أمروها كما جاءت ، و أريد أن أنبه بألا تحكموا علي أنا ، أو على أي شخص يمر ذكره في أحداث هذه الذكريات بمجرد موقف أو موقفين أو سنة أو سنتين ؛ لأن سنن التغيير ملازمة لشخصيات الذكريات على مدى السنوات الأربعة إن سلبًا أو إيجابًا .. فانتبهوا أحبتي ، دعوني لا أنسى أن أسمي الصديق الجديد بـ ( راكان ) .

حُدد تاريخ التسجيل في الجامعة ، وأنبأت محمدا و نايف بذلك ، ثم أسرعت إلى راكان وأخبرته بوقت التسجيل ، فوجدته حزينا كئيبًا ، وكان السبب أن والده قد أصر عليه مُسْبقا بالتسجيل في كلية المعلمين بعرعر ، تألمت لذلك وحاولت إقناعه ، لكن ما باليد حيلة ، حيث ذهب للتسجيل في قسم الإنجليزي في كلية المعلمين بمدينة عرعر ، وكانت نسبته أكثر من 85% ... القسم العلمي ، والحمدلله على كل حال .

جاء يوم التسجيل ، وقد تجهزت أنا وأصحابي للذهاب بـ ( الطائر الأزرق ) ، خرجت من البيت و ... : أين ( الطائر الأزرق ) ؟!! سيارتي مفقودة ، ووالدي مفقود ، و " جيب " الوالد موجود .. ! اتصلت على الوالد – حفظه الله تعالى على الطاعة والعافية - ؛ وأخبرته الخبر ، فمد صوته قائلا : " ووووووووووه ... أجل وراك سفر ؟! " أجبت : نعم .. والتسجيل غدًا صباحًا ، ونحن في منتصف العصر ، فأجابني أنه اضطر لأخذ السيارة للسفر إلى حفر الباطن ؛ لأن سيارته ليست على ما يرام ، ابتلعت الموقف وقلت : لا بأس سنذهب بالمشاوير !

لعلمكم .. أنا مستعد أن أذهب على حمار – وانتم بكرامة - ، أو على حمار الدولة – وانتم بكرامة أيضا – ( النقل الجماعي ) ، لكن من سابع المستحيلات – إن كانت موجودة – أن أذهب بالمشاوير ، لسابق تجربة سلبية جدا مع تلك الفئة ، لكن الغاية تبرر الوسيلة ، والتسجيل غدًا ، اتصلت على محمد و نايف وصورت لهم الحال ، وطبعًا - بعدما غضبوا واستنكروا وصرخوا - استسلموا .. وقررنا السفر بوسيلة سيارة المشوار ، اخترنا شخصا ارتحنا له – على غير العادة مع أمثال أولئك - ؛ فكان اختيارنا موفقا ، رجل صالح هادئ ، يقود باعتدال ، وتمتلئ سيارته بأشرطة دينية وإنشادية .

بعد خمسة ساعات وصلنا إلى بريدة ، وتوجهنا إلى إحدى الشقق التابعة لطلاب الجامعة والذين يستمتعون بعطلتهم الصيفية في تلك الأيام ، أخذت أغراضي ودخلت هذه الشقة الغريبة علي ، والتي سأكون – فيما بعد - من عامريها سنة كاملة ، قضيت فيها آخر مرحلة حملت فيها سمت طالب الحلقة الذي حملته ثلاثة سنوات قبلها ؛ وأنعم به من سمت ، أنعش روحي سنوات ، وغمرني بكنوز لازلت أحملها بين جنبي ، وإن فقدت شيئا ليس بالهين من نورها ، إذ تمكن منها الجانب المظلم ، الذي تمكن من سمت طالب الحلقة فقضى عليه حينا من الدهر ، حتى أفاق حامله وأخذ يبحث عنه إلى اليوم ... لعل وعسى .

ولحياتي في بريدة بقية ذكرى ، مدعومة بالعَبرة ، بعد أخذ العِبرة ، لا تسلطوا الضوء على ظاهر المواقف ، وأسطح الأحداث ؛ بل مرحبا بكم من داخلين إلى قلب محب يرغب لكم – يشهد الله تعالى - ما يرغب لنفسه ، وقد أخذ على نفسهِ عهدًا أن يكون صريحًا معكم ، معينًا على أخذ العظة مما تقرؤون قدر ما يستطيع .

والله تعالى هو المعين بفضله وكرمه ورحمته .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 21-06-2007 الساعة 01:44 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 04:02 AM   #5
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
رائع جداً أخي الثائر الأحمر
أسلوب جذاب وجميل ، ننتظر الجديد بكل شوق فنحن هنا نتابعك وفقك الله .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 10:23 AM   #6
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
عمر55 , أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا لتشريفك ، وفقك الله تعالى .
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 21-06-2007, 03:08 PM   #7
مـحـروم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 134
أعزب جامعي .!
يبدو أن القادم مليء بالمنغصات .!
العزوبية ، لم يـقدر الله لي أن أكتوي بسياطها ولا أن أنهل من معين فوائدها ، ولعل القدر يخبئ لي شيئاً من هذا .!
سر أيهـا الثائر ولا تبطئ ، فـنحن بـانتظارك .
__________________
إذا فقد الكـاتب استقلاله ، أصبح جهازاً لتفريخ الأفكار .
مـحـروم غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2007, 12:23 AM   #8
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
محروم ’ أهلا بك أخي الفاضل ، فقط منغصات ... ! في الحقيقة ، تبقى مرحلة أكثر من رائعة بمنغصاتها ، ومواقفها ، وجمالها ، أشكر لك متابعتك ، وفقك الله تعالى .
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2007, 01:07 AM   #9
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[align=justify]
[ 5 ]

الطريق إلى الجامعة ( 2 – 2 ) !


في الشقة – وفي شقق أخرى – يتواجد عدد من الشباب الذين قدموا للتسجيل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وفي جامعة الملك سعود ، أما نحن – من رغبنا بجامعة الإمام – فقد وجدنا – بحمد الله تعالى وفضله – من يتولانا في أيام التسجيل ، حيث قدم أحد المدرسين ممن دَرَسَ سابقًا في الجامعة ، وساعدنا كثيرًا – لا حرمه الله الأجر – على التسجيل وعلى التنقل في المدينة ؛ بل وقد رجعنا معه إلى مدينتنا .

عند الصباح وبعد تناول وجبة الإفطار في لمعة الشرق ؛ اتجهنا إلى الجامعة ، ولقد مر على زيارتي لها مع الحلقة قرابة الثلاثة أشهر أو أقل بقليل ، جرى الأمر سريعًا ، أو مضى الوقت سريعًا ، وقد انضممت للجامعة ، ولن أنسى فرحتي تلك الأيام بالانضمام إلى هذه الجامعة الإسلامية العريقة ، أما أنا فقد سجلت في اللغة العربية ، وكذلك صاحبي نايف ، وفي الشريعة سجل صاحبي الآخر محمد بلا تردد لتوجهه نحو العلم الشرعي .

مضى اليوم سريعًا ، في العصر زارنا صديق قديم كان يسكن في رفحاء لكنه انتقل عام 1421هـ إلى القصيم ، ودعانا للذهاب معه إلى حفل لتخريج طلاب الحلقات في جامع الراجحي ، فأجبنا دعوته ( ينتظرني موقف طريف في هذه القصة ) ، حضرت الحفل لكنني سرعان ما مللت وخرجت إلى الشارع ، تمشيت قليلا ووجدت لوحة لمطعم اسمه ( داجن ) ظهره للجامع ، مقبل بواجهته على الشارع ، دخلته وكان معي مبلغا قليلا من المال بالكاد غطى نفقة العشاء ؛ إذ قد نسيت المحفظة وجميع أغراضي الشخصية في الشقة ، لمّا فرغت من العَشاء ، اتجهت للمسجد وصليت العِشاء ، خرجت بعد الصلاة مباشرة ؛ فلم أجد السيارة ، ولا أصحابي !

بعد يأس من البحث قررت أن أشمر عن ساعدي ، وأرفع ثوبي ، لأنطلق ماشيًا إلى الشقة ، مع أنني لا أدل في هذه المدينة إلا ( شارع خبيب ) فقط ، لقد زرت بريدة سابقا عدة مرات ، ولكنها زيارات مع الحلقة أو المركز الصيفي ، ووسيلة النقل هي الباص ، والأمر بيد المشرفين لا بيدي ، ومرة واحدة زرتها بسيارتي ، لكن أرخت الأيام بيني وبين تلك الزيارة . من جامع الراجحي عبر الطريق الذي يمر بجوار المرور وتسجيلات أحد والاتصالات ؛ سلكت الطريق حتى وصلت تقاطع الـ ( T ) المجاور لمستشفى الملك فيصل التخصصي ، وقفت عدة دقائق أتأمل ، هل أذهب لليمين أو لليسار ، مِلت لليسار لأنه يتجه مباشرة إلى شارع رئيسي بدا مألوفا لدي ، أما جهة اليمين فمظلمة حد الخوف ، إلى اليسار ثم إلى اليمين عبر الشارع الذي يسير بجوار بندة وكنتاكي وماكدونالدز حتى دوار المحاكم ( الإشارة الخماسية حاليا ) ، وعند مسجد الشيخ أحمد الهديب توقفت واحترت ، أأذهب إلى الأمام ( الطريق الذي يمر بالعبيكان ) أم إلى اليمين ( الشارع الذي ينزل على عمارة العويضة ) ؟!

اتجهت إلى كهلٍ مصري في الأربعين من عمره – تقريبًا - ، وسألته عن خبيب ، فنصحني بالطريق الذي ينزل على عمارة العويضة ، سرت على نصيحته حتى نزلت تمامًا على عمارة العويضة ، فألِفت المكان واتجهت يسارًا حتى وصلت إلى خبيب وكان خاليًا تمامًا من حركة السير ، وبدا أن الوقت متأخرا ، وقد تعبت ، وأحسست بالجفاف التام ، قطعت خبيب طولا حتى وصلت المبتغى ... ( إشارة مغربي ) كما يسميها البعض ، أو ( تقاطع الشلال ) نسبة لمسجد الشلال ، ذهبت يسارًا حتى وصلت إلى المحطة ثم إلى شقتنا فوق مطعم ( لمعة الشرق ) ، أقبلت على باب الشقة وأقبل إلي من داخلها قهقهة الشباب وأحاديثهم ، دخلت عليهم وقد بلغ بي التعب والعطش مبلغًا عظيمًا .

قرّبت الماء ، ثم سألتهم مغضبًا عن سبب ذهابهم بدوني ، فأخبروني أنهم لمحوني قد خرجت في أول الحفل فظنوا أنني قد ذهبت إلى الشقة بالأجرة ، فخبرتهم خبري ، ثم سألني كبيرنا : لماذا لم تأتي بالأجرة ؟ فأجبت بأنني لم أملك شيئا من المال ؛ لأني نسيت محفظتي ، فرفع أحد الشباب ممن اشتهر بالفكاهة والطرفة رأسه قائلا بهدوء وابتسام : " طيب يا ذكي ؛ ما فكرت إنك تأخذ أجرة توصلك إلى هنا ثم تدفع له من محفظتك الموجودة هنا ؟!! " عمّ المجلس صمت كُسر بضحكٍ متفجر من قبل الجميع ، وأخوكم في الله يبتسم كالأبله وهو يحاول أن يبتلع هذا الموقف المخجل !

اجتمع الشباب كلهم في تلك الشقة ، وقضينا ليلة ممتعة ، قضى على متعتها سؤال وجهه أحدهم إلي قائلا : يا ثائر! ألم تجد شقة تسكن فيها ؟ هذا الشخص لم يعمل معي خيرًا ، ولم يقل خيرًا ... ولم يصمت ! أنزل الجميع رؤوسهم محرجين ، حيث – كما هو واضح أمامي – أن كل واحد منهم ( وأولهم السائل ) قد أمّن سكنه لقرابة له هنا ، أو لحلقة كانت تجمعهم .. أو نحوها ، أما أنا فأكبر طلاب الحلقة سنا ، وليس لي أقارب هنا ، وليس لي أية علاقة وثيقة مع أحد ؛ للوحدة التي تعمقت فيّ بالمرحلة المتوسطة وأثرت علي كثيرا إلى هذا اليوم ، وحدة اجتماعية ونفسية ، لها من العيوب الكثير ، ولها أيضا من الإيجابيات الكثير الكثير ، على الأقل بالنسبة لدي .

علقت بصري صامتًا بوجه السائل ، الذي يبتسم ابتسامة تكاد تجعلني أنفجر من الغيظ ، لكنني أجبته : لم أفكر كثيرًا في هذه المسألة ، لكنها يسيرة إن شاء الله . انتهى الحوار عند جملتي ، لكن لم ينتهي التفكير من رأسي : مع من سأسكن ؟ وأين ؟ ومن هم زملائي في الشقة ؟ وهل سأسكن لوحدي ؟

بغض النظر عن سوء توقيت السؤال في ذلك المجلس ، إلا أنه نبهني على أمرٍ لم أفطن له ، لقد قبلت في الجامعة ، ولم أؤمن سكني ، قطعت ليلي بين فرحة القبول ، وهمّ السكن ، لا تستغربوا أحبتي ؛ فالسكن مسألة حساسة جدا في الحياة الجامعية ، وفي تأمينه – حسب ما تتمنى – راحة بال كبيرة ، وقد جربت كل هموم السكن ، كهذا الهم الذي ذكرته لكم ، وكهمّ من يأتي إليك يرغب بالسكن معك ، وهمّ التفرق المفاجئ لأفراد السكن ، وهم مناسبة مكان السكن ، وإيجار السكن ، والواجبات المادية التي يجب أن تؤديها للسكن كالكهرباء والنظافة .. ونحوها !

من هذا الموقف بدأت معي أول نتائج التسرع ، وعدم المشورة ، مع أن مدرس حلقتي درس عدة سنوات في جامعة الإمام ، وأهله وأقاربه من أهل القصيم ، وله خبرة في الجامعة ، وفيما يتعلق بالحياة الجامعية ، وتخصصه لغة عربية ، وهو من طلبة العلم المتخصصين في الفقه والحديث والنحو ، ومن طلبة الشيخ ابن عثيمين ، وعلى خلق ودين وورع ، وفوق ذلك كله فهو يعرفني جيدًا ... مع هذا كله لم أفكر باستشارته أبدًا ، بل – كما ذكرت لكم – قرأت خبرًا في جريدة الجزيرة ، واستمعت لحديث من زملائي ، وخرجت بنسبة عالية جعلت – بعدها – جامعة الإمام ، قسم اللغة العربية .. بين عيني !

وليس هذا الموقف المفاجئ هو أول نتيجة للاجتهاد التلقائي ، وعدم الاستشارة ؛ بل ستأتي العديد من المواقف والمصائب والفتن التي كان من السهل علي تجاوزها لو أنني تركت الركون إلى الاجتهاد الفردي ، واستشرت أهل الخبرة والرأي ... والحمد لله أولا وآخر على كل حال .

جلسنا يومًا آخر بناء على رغبة المدرس ( الذي أعاننا على التسجيل والتنقل ) ، قضيناه بين المكتبات والتسجيلات ، وفي الليل دعوتهم لمطعم داجن الذي أعجبني كثيرًا ، ولأول مرة أتعامل مع مطاعم الشركات والتي لها أسلوب فريد ومميز في التعامل ، مع اختلاف في الطريقة بينها ، قضيت الليلة الثانية ولا زال هم السكن في رأسي ، وقد عزمت أن أسكن لوحدي ، وفي صباح العودة لديارنا ، كلمني ذلك المدرس على أنه سيبذل كل جهده ليجد لي شقة مناسبة لأسكن فيها ، شكرته ودعوت له ، ولم أنس ذلك الموقف منه إلى اليوم ، حيث لم يهمل الموضوع ، بل يبدو أنه أهمه ، مع أن تلك المحادثة قد مر عليها يوم وليلة .
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 22-06-2007 الساعة 01:12 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2007, 06:26 PM   #10
الصباخ
هوية صامتة
 
صورة الصباخ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
رائع أيها الثائر .



شكراً لك .







كان ودي أشوفك بتكريم الجوائز .
__________________

الصباخ | Buraydah City

الصباخ غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2007, 09:11 PM   #11
الفارس الملثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2004
البلد: لـــهـــبُ الــشــوق ..
المشاركات: 5,458
يرفع حتى تتم القراءة ..
__________________
..
أعبدَ الله يا نجمًا تهاوى ** ويا قمرًا تبدّى ثم غــابْ
أيا خلاً طواه الموتُ عنّا ** لكم فرحت بلقياك الصحابْ

..

لا تنسوا الدعاء لأخيكم العضو أفكار بالرحمة والمغفرة .
الفارس الملثم غير متصل  
قديم(ـة) 22-06-2007, 10:52 PM   #12
أبوفارس الخالدي
عـضـو
 
صورة أبوفارس الخالدي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: واحة النجوم
المشاركات: 3,304
أبدع أحد قصدي أحسن أحد ..

الآن أنا أعيش بعض ذكرياتك يا أستاذي

متابع بشغف ونهم ..
__________________
(يابني أركب معنا ) ..


لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ]
وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي
مع فائق الود والتحية .
أبوفارس الخالدي غير متصل  
قديم(ـة) 23-06-2007, 02:31 AM   #13
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
الصباخ ’ أهلا بك أخي الفاضل ... ممكن رأيتني ، بس ما عرفتني .. ممكن ! وفقك الله تعالى .

الفارس الملثم ’ أهلا بك أيها الأخ الفاضل ، وأشكر لك مرورك ، وفقك الله تعالى .

أبو فارس الخالدي ’ أهلا بك أخي الفاضل ، بدري على الأستاذية ياصاحبي ، ادع لأخيك بالتوفيق والصلاح ... ولك بمثل .
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  
قديم(ـة) 23-06-2007, 02:33 AM   #14
الصباخ
هوية صامتة
 
صورة الصباخ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
اقتباس
الصباخ ’ أهلا بك أخي الفاضل ... ممكن رأيتني ، بس ما عرفتني .. ممكن ! وفقك الله تعالى .

أحس إنك شايفن بس ماجيت تسلم علي ! !


أحس ! !
__________________

الصباخ | Buraydah City

الصباخ غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)