بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » غزوة الخندق...وعبقريّة التفكير

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-08-2007, 05:12 AM   #1
خيالة المذنب
عـضـو
 
صورة خيالة المذنب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 774
غزوة الخندق...وعبقريّة التفكير

" حم ، لا يُنصرون " كان ذلك هو شعار المسلمين في غزوةٍ فريدة في أحداثها ووقائعها ، وفي الأطراف التي شاركت فيها ، وفي النتائج التي خرجت بها ، فهي الغزوة التي استخدم فيها المسلمون خندقاً لحماية المدينة ، وشهدت تحالفاً قويّاً بين المكر اليهوديّ والطغيان القرشيّ ، وواجه المسلمون فيها أكبر تجمّعٍ لأهل مكة ومن جاورها من القبائل العربيّة .



وقعت أحداث هذه الغزوة في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة ، وكان المحرّك لها يهود بني النضير بعد إجبار المسلمين لهم على الخروج من المدينة ليسكنوا أرض خيبر عقاباً على خيانتهم وغدرهم ، مما أثار في قلوبهم مشاعر الحقد والغيظ ، فأخذوا يحيكون المؤامرات والدسائس للقضاء على المسلمين ، وإنهاء سيطرتهم على المدينة .



وكان أوّل ما خطر ببالهم الاستعانة بأهل مكّة ؛ لعلمهم بإمكاناتهم العسكريّة وعلاقاتهم الواسعة بمن جاورهم من القبائل ، فانطلق وفدٌ منهم بقيادة سلام بن أبي الحقيق ، وحييّ بن أخطب ، وأبي عمّار الوائلي ، وغيرهم من قيادات اليهود ، وقاموا بتحريض قريشٍ على قتال النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ووعدوهم بالنصرة والمساندة ، وبالغوا في مدحهم ومجاملتهم على حساب الدين حتى شهدوا بأنّ ما عليه قريش من الشرك والضلال خيرٌ وأهدى سبيلاً مما عليه المؤمنون ، فنزل القرآن مبيّناً أمرهم في قوله سبحانه : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } ( النساء : 51 ) .



ووافق تحريض اليهود هوىً في نفوس أهل مكّة ، ورغبةً في القضاء على الوجود الإسلاميّ في المدينة ، والخروج من الضائقة الاقتصاديّة التي أصابتهم بفعل التعرّض المستمرّ لقوافلهم التجاريّة على يد الصحابة ، إضافةً إلى أنهم وجدوا في ذلك فرصةً للإيفاء بالوعد الذي قطعوه يوم أحدٍ بالعودة لقتال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .



وهكذا التقت مصالح الفريقين ، وقامت قريش بمراسلة حلفائها من بني أسد وبني سليم وكنانة وغطفان وغيرها ، فاجتمع جيشٌ قوامه عشرة آلاف مقاتل ، وعاد الوفد اليهوديّ مسروراً بهذه الأعداد الهائلة التي سارت متّجهةً صوب المدينة .



وجاءت الأخبار إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باقتراب الأحزاب من المدينة ، فعقد اجتماعاً عاجلاً مع كبار المهاجرين والأنصار لمناقشة ما ينبغي فعله لصدّ العدوان ، فاتفقت آراؤهم على ضرورة الخروج إلى تلك القوّات ومنعها من الوصول ، لكنّ سلمان الفارسيّ رضي الله عنه كان له رأيٌ آخر ، حيث أشار على النبي – صلى الله عليه وسلم – بحفر خندقٍ كبير كما كانوا يفعلونه في أرض فارس ، فأُعجب النبي – صلى الله عليه وسلم – بفكرته ، وأمر بحفر الخندق في شمال المدينة ، وذلك لأنّ بقيّة الجهات كانت محصّنةً بالبيوت المتقاربة والأشجار المتشابكة ، والأراضي الصخريّة ، التي تحول دون دخول المشركين وتقدّمهم .



وتمّ تقسيم المسؤولية بين الصحابة بحيث تولّى كل عشرةٍ منهم حفر أربعين ذراعاً ، ثم بدأ العمل بهمّة وعزيمة على الرغم من برودة الجوّ وقلة الطعام ، وزاد من حماسهم مشاركة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الحفر ونقل التراب .



وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقضون الأوقات بترديد الأشعار المختلفة ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يشاركهم في ذلك ، فكانوا يقولون :

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبداً

وهو يجيبهم بقوله :

اللهم إن العيش عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة

وكان – صلى الله عليه وسلم – يردّد أبيات عبدالله بن أبي رواحة رضي الله عنه :

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لاقينا

إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا



وقد شهدت تلك الأيام كثيراً من المعجزات ، كإخبار النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأمور الغيبيّة ، وذلك عندما واجه الصحابة أثناء الحفر صخرةً عظيمةً لم يتمكّنوا من كسرها، فضربها النبي - صلى الله عليه وسلم – بفأسه وقال : ( بسم الله ) ، فسطع منها وميضٌ قويٌّ وانكسر ثلثها ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( الله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ) ، ثم ضربها مرّة أخرى فسطع منها الوميض مرّةً أخرى وانكسر ثلثها الثاني ، فقال : ( الله أكبر ، أُعطيت مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر المدائن ، وأُبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ) ، وعلى إثر الضربة الثالة تحوّلت تلك الصخرة إلى فتات ، وبشّر النبي - صلى الله عليه وسلم – بوصول دعوته إلى اليمن ، وجاءت أيّام الفتح الإسلامي لتشهد على صدق تلك البشارات النبويّة .



ومن هذا الباب أيضاً ، إخباره - صلى الله عليه وسلم – بمقتل عمّار بن ياسر رضي الله عنه ، فقد ورد في صحيح البخاري وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( ويح عمّار ؛ تقتله الفئة الباغية ) ، وقُتل رضي الله عنه أيّام خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .



ووقف الصحابة رضوان الله عليهم أيضاً على معجزاتٍ أخرى ، كان فيها تخفيفٌ للشدّة والجوع الذي شهدوه ، فبعد مرور ثلاثة أيّام في الحفر ونقل الحجارة وشدّة الجوع ، حتى ربط النبي - صلى الله عليه وسلم – والصحابة الحجارة على بطونهم من شدّة الجوع ، رأى جابر المعاناة في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - فعظُم عليه ذلك ، واستأذنه في الذهاب إلى البيت ، فقصّ على زوجته ما رآه ، وطلب منها أن تصنع الطعام لضيافة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذت الشعير الذي ادّخرته فطحنته وصنعت منه طعاماً ، وذبح جابر رضي الله عنه عنزة كانت لديه وجعلها في القدر ، ولما نضج اللحم انطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – وكلّمه سرّاً بالحضور مع رجلٍ أو رجلين على الأكثر نظراً لقلّة الطعام ، فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم – يصيح بأعلى صوته داعياً كل من كان في الخندق للحضور معه ، ثم أمر جابراً بعدم المساس بالطعام .
خيالة المذنب غير متصل  


قديم(ـة) 16-08-2007, 12:36 PM   #2
السمـــو
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 549
مشكور
والمسلمون الاوائل عباقره
السمـــو غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 02:40 PM   #3
سوسنة الإمارات
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 205
مشكووورة على انك ذكرتنا بهذه الغزوة التي تظهر عبقرية المسلمين
سوسنة الإمارات غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 03:34 PM   #4
فتى الفايزيه
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 390
{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } ( النساء : 51 ) .
جزاك الله كل خير كنت ابحث عن سبب نزول هذه الايه
لكن مافهمت آخر سطر

، ثم أمر جابراً بعدم المساس بالطعام .
__________________
اللهم اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
ياجماعه الخير طالبكم تدعولي بالمغفره
فتى الفايزيه غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 06:19 PM   #5
وحيد المعنى
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209





المسلمون كانوا ومازالوا وسيستمرون في قيادة العالم


ولكن متى ما وجدوا من يسمع لهم ويدعمهم في هذا الوقت


وللشيخ ناصر العمر شريط رائع في هذا الخصوص ننصح بسماعه

غزوة الاحزاب دروس وعبر



__________________

يــــارب يــــارب يــــارب
اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل

وحيد المعنى غير متصل  
قديم(ـة) 17-08-2007, 03:04 AM   #6
خيالة المذنب
عـضـو
 
صورة خيالة المذنب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 774
الف شكر على مروركم الكريم،،
__________________
.
توسد عناكَ فلا شيءَ يُطفئُ نار الغريبِ سوى أنْ ينامْ , ويَلقى الأحبةَ بين البياضِ وبين السوادِ
رؤىً من هُلامْ
فعندَ المنامِ
يُصافحُ أرضَاً تَغَرَّبَ عنْها
ويُلقي على الغائبينَ السلامْ .!


العابرة ..رحمة الله عليك تترى ~
خيالة المذنب غير متصل  
قديم(ـة) 17-08-2007, 03:06 AM   #7
خيالة المذنب
عـضـو
 
صورة خيالة المذنب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 774
اقتباس
{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } ( النساء : 51 ) .
جزاك الله كل خير كنت ابحث عن سبب نزول هذه الايه
لكن مافهمت آخر سطر

، ثم أمر جابراً بعدم المساس بالطعام .

عفوااا،،، سقط سهوا هذا الجزء،،

اقتباس
ورأت زوجة جابر جموع المهاجرين والأنصار وهي مقبلة فعاتبت زوجها ، فأخبرها أن النبي - صلى الله عليه وسلم – هو من قام بدعوتهم ، ودخل الصحابة بيت جابر رضي الله عنه ، والنبي عليه الصلاة والسلام يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ثم يغطّي القدر ، ولم يزل كذلك حتى أكلوا جميعاً وشبعوا ، وبقي شيءٌ من الطعام في القدر فكان من نصيب أهل جابر .

__________________
.
توسد عناكَ فلا شيءَ يُطفئُ نار الغريبِ سوى أنْ ينامْ , ويَلقى الأحبةَ بين البياضِ وبين السوادِ
رؤىً من هُلامْ
فعندَ المنامِ
يُصافحُ أرضَاً تَغَرَّبَ عنْها
ويُلقي على الغائبينَ السلامْ .!


العابرة ..رحمة الله عليك تترى ~
خيالة المذنب غير متصل  
قديم(ـة) 24-08-2007, 05:56 AM   #8
أراسيل سلمان
عـضـو
 
صورة أراسيل سلمان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: جسمي هنا غير أن الروح عندهم
المشاركات: 1,774
لفتة مشرفة ومفرحه
أشكرك بعمق
__________________
[POEM="font="Arabic Transparent,5,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/.gif" border="none,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أحبّاءنا والدهرُ فَرّقَ بينَنَا= يعزّ عَلَينَا من بعِيدٍ نوَدّعُ
بعثتُ لكم والشمسَ مني تحيّةً= لتنشرَها فوقَ الحمى حين تطلعُ
وها أنا أقضي الليلَ أرقبُ رجعها= فهل لي سلامٌ منكمُ حين ترجعُ
ويا أيها البرقُ المحلّقُ في الفضَا= يطلّ على أطلالهم وَيُلَعلِعُ
بِعيشِك قل لي هل ديار أحبّتي= بها القوم صرعى وهيَ قفرٌ وبلقَعُ
فإن كان ما أنبَأتَ حقّاً فسر إذن= إِلى خالقِ الأكوان إنّك أسرَعُ[/POEM]
أراسيل سلمان غير متصل  
قديم(ـة) 24-08-2007, 07:43 AM   #9
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
جزيتِ خيرا على التحليل
صلى الله وسلم على نبي المعجزات وعلى آله
ورضي عن أصحابه الذين صدقوا العهد ووطنوا لنا الأرض بقوة الله
عسى ألا نكون ضيّعنا ذاك الجهد وثمرة تلك الدماء
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)