[طيّار]

ظلت مِنطَقة أصحاب الأخدود التي أضرمت فيها النار ذات الوقود ردحًا من الزمن بلا جامعة , وبقيت كذلك حتى أهلَّ عام " 1427 هـ " , حيث تأسست الجامعة , وراح أهالي المنطقة يبتهجون سرورًا , فلم يسبق لهم أن عرفوا للجامعات طريقًا , وإنما ظلوا تلك السنون الخوالي بلا جامعة كما لا يزال كثير من المناطق بلا جامعة تذكر حتى اليوم !

يبدو أن هذا الضغط الذي نتج عن التأخير في إنشاء الجامعة ولَّد انفجارًا مدوّيًا , حيث فاقت مساحة الجامعة مساحة أية جامعة في بلادنا , حيث تقع هذه الجامعة على مساحة " 18 " مليون متر مربع , بينما تقع جامعة الإمام على مساحة " 12 " مليون متر مربع , وجامعة الملك سعود " 10 " مليون متر مربع ! !

لست أدري ما فائدة تلك المساحة الكبيرة في منطقة ليست مشهورة بالعلم , وليست لها باع في المشاهير من العلماء قديمًا وحديثًا ؟ !

من يعرف منطقة نجران يحسب أنه في العصر الحجري حتى اليوم , فليست منطقة كما المناطق الأخرى , إنها بالأحرى يكتنفها التلال والجبال , والطرق الوعرة , وليس فيها ما يعود على الشعب والدولة بكثير فوائد !

أعتقد أن ابتعاد الدولة عن هذه المنطقة وإهمالها عائد إلى تلك الحادثة التي ذكرها القرآن , حيث أحرق التبع ذو نواس ( زرعة ) ملك اليمن الذين آمنوا بالمسيحية , حيث أحرقهم عن بكرة أبيهم , كما تتمثل لنا قصة الغلام الشهيرة .

في أي دولة نجد أن الجنوب هو مركز قلقها على الأغلب , ومنطقة نجران في الجنوب , وأخشى ما أخشاه أن تكون أرضًا للإرهاب حين كانت الفرقة الإسماعيلية من فرق الرافضة منتشرة هناك , فليس بالهين القضاء على فتنة نشبت في الجنوب حين كانت الأرض تعج بالجبال كما جبال اليمن اليوم !

حين تعلم الدولة شعبها , وتنشئ دور العلم ؛ فإنها تأمن مكرهم , فقد كان الملك عبد العزيز يأمر الأعراب بأن يأتوا إلى المدن صيفًا كيما يتعلموا , فإذا جاء الشتاء أذن لهم بالذهاب إلى مراعيهم في الصحاري الواسعة , إذ إن الجهل عدو الدولة , على أنها تثقفنا وتعلمنا الكتابة في قول الحق فترة من أعمارنا , فإذا كتبنا أول سطر من الحق قطعت أيدينا ! !

[ولد بريدة 1]

>>>>نجران هي نجران <<<<

[c a f f e e n]

لو يعدلون خرابة جامعة القصيم الامام سابقا كثر الله خيرهم

[زهير العمري]

الأخ طيار مع التحية
أشكر لك هذا الموضوع الجميل وساكتب للقارىء الكريم نبذة عن جامعة نجران منذ نشأتها , فلك مني عظيم التحايا والشكر والتقدير .
سأتحدث في هذه المقال عن جامعة من الجامعات الفتية في منطقة عزيزة على قلوبنا جميعاً ألا وهي جامعة نجران , وسأعود إلى البدايات وقصة ولادة هذه الجامعة نجد أنها ولدت من رحم جامعة الملك خالد , وبالتحديد من كلية المجتمع التي افتتحت في الفصل الثاني عام 1423هـ /1424هـ , وهي بذلك تعد نواة التعليم العالي في المنطقة . وكان اعتماد جامعة نجران ثمرة من ثمار الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين لمنطقة نجران في شوال 1427هـ , وذلك بناءاً على طلب صاحب السمو الملكي أمير المنطقة اعتمدت جامعة مستقلة , ومن ذلك الوقت والجامعة تسعى جاهدة أن تبرز نفسها لتنافس بقية الجامعات الجديدة .
وعندما نعود للحديث عن إستراتيجية افتتاح هذه الجامعة في هذه المنطقة نجد أن منطقة نجران ثالث كبرى مناطق المملكة من حيث المساحة بعد المنطقة الشرقية , ومنطقة الرياض و بها سبع محافظات محافظة شرورة , محافظة حبونا , محافظة ثار , محافظة , يدمة , محافظة بدر الجنوب , محافظة خباش , محافظة الخرخير ) . ويبلغ عدد سكانها ما يقرب 600ألف نسمة , ومما لا شك فيه أن في افتتاح هذه الجامعة له أثر كبير في خدمة أهالي نجران وما جاورها .
وبعد سنة وشهر من اعتماد الجامعة وبالتحديد في ليلة كان البدر فيها في وسط السماء وبالتحديد في 14من ذي القعدة كانت الجامعة على موعد لاكتمال عقد من أهم عقودها وهو صدور القرار السامي بتعيين مدير لها , ولعل هذه القرار دعامة قوية للجامعة أن عُين من سجله القيادي والأكاديمي حافل بكثير من الإنجازات السابقة, وكذلك لما يتملكه من شجاعة في قراراته الإدارية التي من شأنها أن تعجل بتطورات سريعة لمراحل نمو الجامعة , وأتذكر أول تصريح لمعاليه لم ينتظره النجرانيون طويلاً فلقد أطل في الصحافة في اليوم التالي لتعيينه مؤكداً : ( حرصه على تعزيز دور الجامعة للمساهمة في تطوير التعليم العالي باستحداث تخصصات تتوافق مع حاجة سوق العمل , وتطوير البحث العلمي , وحل مشكلة القبول في المنطقة خاصة والوطن بشكل عام والعمل على استقطاب الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس من داخل المملكة وخارجها , وتطبيق المعايير للجامعات المتميزة لتكون نموذجاً يحتذى به )[ عكاظ عدد 15066], وما هي إلا عشرة أيام أخرى وبالتحديد في 22من ذو القعدة ويصدر المرسوم الملكي بالموافقة على إنشاء 29كلية منها 5 كليات بجامعة نجران ,وكذلك الموافقة على إنشاء 4عمادات مساندة , وبذلك أصبحت جامعة نجران تضم 12كلية منها ثلاث كليات للبنات بالإضافة إلى أربع عمادات مساندة , وكل ذلك في غضون سنة ونصف من اعتمادها ,والبارز في التخصصات المستحدثة في الجامعة بأنها مواكبة للاحتياجات التنموية في المملكة .
إن جامعة نجران وجدت لتنظم إلى عقد الجامعات الوطنية لتخدم أبناء الوطن عامة , ولتخدم النجرانيين خاصة . وكم هي طموحاتهم كبيرة لانخراط أبنائهم وبناتهم في هذه الجامعة! , وكم استبشروا كثيرا بتصريح معالي مدير الجامعة المتكرر على حرصه في التوسع بالقبول , وحل هذه المشكلة في المنطقة على وجه الخصوص وفي المملكة عامة .
إن طموح إدارة جامعة نجران ومنسوبيها أن تكون جامعتهم جامعة متميزة ليس على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد العربي والعالمي ؛ فالجامعات المتميزة ليست حكراً على المدن الكبيرة , بل أن هناك جامعات كبيرة تقع في مدن صغيرة بالنسبة للمدن الكبرى في تلك الدول حققت الأفضلية والتميز, وعلى سبيل المثال : جامعة كمبردج البريطانية, و تبعد عن عاصمة الضباب لندن 70 ميلاً , وسكانها ما يقرب 130 ألف نسمة . ومع ذلك حصلت على جائزة نوبل81 مرة , وذلك أكثر من أي جامعة أخرى في العالم , وخرجت أهم علماء القرون الماضية من أمثال ( إسحاق نيوتن : نظرية الجاذبية ) , و( تشارلز داروين : نظرية التطور ) , وغيرهم كثر .
إن جامعة نجران ـ كغيرها من الجامعات الجديدة ـ ستواجه تحديات كبيرة وعقبات كثيرة بدءاً من مرحلة التأسيس والهيكلة الإدارية , مروراً بالهيكلة الأكاديمية التي تتوجب فتح تخصصات جديدة , فمتغيرات الحياة السريعة تقضي استحداث تخصصات فرعية تتواكب مع التغير المتسارع , وتتجاوب مع متطلبات المستقبل .
إن جامعة نجران عندما تتجاوز هذه التحديات فحتماً سيتخطى أثرها التعليم في المنطقة, بل سيتجاوزه لتصبح عنصر جذب سكاني للباحثين والمبدعين والمفكرين والأساتذة والطلاب والسياح مما سيساهم في التعريف بالمنطقة على نطاق واسع ,وستنعش حركة البناء والعمران في المنطقة, وستبرز مميزات المنطقة الثقافية والفكرية ,وكذلك سترفع من الناتج المحلي, و ستعمل على الرفع من المستوى الصحي خصوصاً إذا علمنا أن ربُع الكليات الموجودة حاليا بالجامعة طبية صحية ( كلية العلوم الطبية , كلية الطب , كلية طب الأسنان , كلية الصيدلة ) , و بها ما يزيد على عشرين قسما , بالإضافة إلى بعض الأقسام الطبية في كلية المجتمع .
وأخيراً : هذا جزء من واقع جامعة من الجامعات الجديدة أمامها طموحات وأمنيات كثيرة تسبقها تحديات وصعوبات كبيرة , ولكن المؤكد لي كلما زادات هذه الصعوبات كان المجد أعظم .
نشر المقال في صحيفتي :
الوطن على الرابط :
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2655&id=1676

المدينة على الرابط :

http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1042127

[بهدوء وعقلانية]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها طيّار لست أدري ما فائدة تلك المساحة الكبيرة في منطقة ليست مشهورة بالعلم , وليست لها باع في المشاهير من العلماء قديمًا وحديثًا ؟ ! !

إذا كانت ليست مشهورة بالعلم ، فليبنى فيها أكثر من جامعة ليشتهر ، وينتشر العلم ، ويلغى فيها الجهل

[>> دبغني الشوق <<]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد.........
>> اذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلاماً <<