[ولد_الصفراء]

كتب (د- خالد الزعاق)-

تنطلق الشمس في رحلتها السنوية من خط الاستواء وتنقلب في حركتها الظاهرية ذات اليمين وذات الشمال على ذلك الخط وفي هذا الوقت من الزمان ترتفع إلى عنان السماء جهة الشمال متجهة إلى مدار السرطان فتصل إلى أقصى ميل لها عن خط الاستواء في يوم 21 يونيو وحينئذ يكون ميلها الأعظم 23 درجة و26 دقيقة شمالا وفي أثناء رحلتها تمر على دائرة العرض الجغرافي الأرضي 21 شمالا في يوم 27 و28 مايو في تمام الساعة 9:18 بتوقيت غرينتش (12:18 بتوقيت مكة المكرمة) وهو عرض مكة المكرمة المقدر ب 21 درجة و 25 دقيقة ، وميلان الشمس في ذلك التاريخ هو 21 درجة و 29 دقيقة شمال خط الاستواء ، والفارق بين ميلان الشمس عن خط الاستواء السماوي وميلان مكة عن خط الاستواء الأرضي 4 دقائق قوسية وهذا المقدار لا يزيد عن 7 كيلو مترات وهذه المسافة الأرضية داخلة في دائرة الحرم وفي لحظة تعامد الشمس على مكة المكرمة فإن كل من يستقبل الشمس أثناء مشاهدته في تلك اللحظة فإنه يكون مستقبلاً لجهة الكعبة على وجه اليقين فالشمس في ذلك الوقت بمثابة نهاية عمود ممتد من الكعبة باتجاه السماء ومن يستقبل هذا الشاهق من أي بقعة من الأرض فسيكون مستقبلاً للكعبة
والشمس في هذه اللحظة ستكون مرئية لقارة آسيا وأفريقيا وعموم دول أوربا والقطب الشمالي وأقصى شمال كندا وجزيرة غرينلاند وأفضل مناطق العالم في تحديد القبلة هي اليابان والفلبين وشرق آسيا لأن لحظة التعامد يوافق عندهم آخر وقت العصر وقبيل الغروب ومثلهم كذلك الدول الواقعة في أقصى غرب إفريقيا حيث سيشاهدون الشمس بلحظة شروقها وكلما كان الموقع الجغرافي قريب من مكة يكون تحديد القبلة أصعب وذلك لوجود الشمس فوق رؤوسهم وينخرم في منطقة مكة
وتعامد الشمس على مكة المكرمة يتكرر مرتين في السنة في 28 مايو وفي 15 يوليو من كل عام والتعامد على بعض المناطق حالة نادرة وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي ويرجع سببه إلى ميلان المحور الأرضي بزاوية 23.5 درجة الذي يؤدي بدوره إلي انتقال الشمس بين مدار السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حولها مرة كل سنة. فالمناطق الواقعة علي خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد علي خط عرض هذا المكان.


الباحث الفلكي
د.خالد بن صالح الزعاق
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
26/5/2008م