بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هذا ما قلته للأمريكان وهذا ما قالوه لي..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-03-2003, 06:20 PM   #1
وليد العلي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 430
هذا ما قلته للأمريكان وهذا ما قالوه لي..!

هذا ما قلته للأمريكان وهذا ما قالوه لي..!
لقاؤنا مع CNN...
• توطئة إعلامية..! من وكالة رويتر إلى وكالة الأنباء الفرنسية ثم قناة CBS الفضائية الأمريكية ثم TV2 الدنماركية إلى قناة FOX الأمريكية (اليهودية!) ثم قناة TV.1.الفرنسية فضلا عن المجلات والصحف الغربية وآخرها لقاء مطول مع قناة CNN الأمريكية كل تلك الإمبراطوريات الإعلامية كانوا ضيوفا بمنزل كاتب هذه السطور في غضون العشرة أيام الفائتة فقط..
أظرف ما في تلك اللقاءات حقاً هو عشق مراسليهم للمقابلات التي تشبه عمل الأفلام! فبعد كل نهاية لقاء يرجوني مخرج اللقاء بأن أخرج معه عند الباب ثم أمشي معه في حوش المنزل ونحن نتحدث، ثم ندخل معا الصالة ونجلس وكل هذا والكاميرا والأضواء الكاشفة تلاحقنا من غرفة إلى غرفة حتى الجلوس!

أما مراسلو قناة CNN فلقد كان منتجهم طماعاً قليلاً فهو لم يكتفي بما سبق ولكن أراد مني أمشي بين أرفف مكتبتي المنزلية، ثم آخذ كتاباً وأتصفحه ثم أرفع كتاباً آخر من المكتب وأرجعه إلى أرفف المكتبة.. ثم بعد ذلك أفتح جريدة السياسة وأبدأ بقراءة مقالي لينتهي اللقاء أخيراً والكاميرا تصور المقال لكنه أصر على أن يكون إصبعي على عنوان المقال..! كان عنوان المقال (اضغط هنا!!)!
الأسئلة والإجابات التي تمت عبر كل تلك اللقاءات كانت كثيرة جدا ولو أني تطرقت بالكتابة عن كل تلك اللقاءات لاحتجت إلى سلسلة مطولة من المقالات، لذلك ارتأيت أن أختزل خلاصة تلك المقابلات بأهم مقابلة تمت من بينها وهي لقائي قبل ثلاثة أيام مع CNN، حيث أن محاور تلك القناة وهو الدكتور راندي هاربر كان أكثرهم سبكا للأسئلة وإجادة في الحوار وكاتب هذه السطور لم يتأخر أيضا في إشباع فضوله فكانت الإجابات أكثر من صريحة..!
• تشعبت أسئلة الدكتور راندي كثيرا وتفرعت بعد إجابتي أكثر، ومن أسئلته: هل تعتقد أن الشعب الكويتي يؤيد أو يفرح لتلك العمليات التي تقام ضد الجنود الأمريكان ؟ وسألني هل برأيك سوف تزداد العمليات في حال وقعت الضربة ؟ وسألني لماذا يكره البعض أمريكا ؟ وسألني هل هناك علاقة بين أولئك الذين يقومون بتلك العمليات ضد أمريكا وبين الجماعات الإسلامية المنتشرة في العالم ؟ وسألني وسألني وسألني ولكن أكثر سؤالاً كان أكثر جدلية في الموضوع هو عندما سألني: هل تحترم أسامة بن لادن!؟؟ الحقيقة بأنني سأورد لمعاشر القراء النبلاء كل ما دار في اللقاء (تقريباً) وليتسع صدور القراء لتحمل الإسهاب عبر سلسلة من المقالات بشأن هذا الموضوع..
هل أحترم أسامة بن لادن..!؟
قلت له: يجب أن تعلم يا أيها الدكتور بأن ديننا الإسلامي يفرض علينا أن نكره ونعادي ونقاتل أناساً أنت وكل هذا الطاقم من المصورين والفنيين الذين معك يعشقهم ويحبهم، وفي الوقت ذاته يفرض علينا ديننا الإسلامي أن نحب أناسا أنت وكل من معك تكرهونهم بل وتعادونهم أيضا.. إذن قبل أن تسألني من أحترم ومن لا أحترم دعنا نتفق على مفهوم الاحترام أولاً وما هو المعيار الذين يخولك أن تصنف الناس بأن هذا محترم وهذا غير محترم!!؟
وإذا أردت مني توضيحاً أكثر لإشكالية الاحترام بيننا وبينكم دعني أتوقف معك أولاً على من هو الذي تريد منا أمريكا أن نحترمه بل وتفرض علينا احترامه وفي المقابل من هو الذي تريد منا أن لا نحترمه ونشتمه!
• قلت له هناك كلب عقور من مواليد 1928 وهناك رجلٌ وقور من مواليد 1957 الأول من أسرة روسية يهودية، والثاني من أسرة عربية كريمة، وقبل أن نتحدث عن الرجل الثاني دعني أذكرك بمآثر الرجل الأول الذي تقدسه أمريكا وتحترمه..!
هاجرت أسرة هذا الكلب العقور إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهناك بدأ جروها الصغير يكبر في أحد المزارع الفلسطينية المحتلة، وما أن شب الجرو قليلاً وصار قسمات وجهه تشابه والده البوسكر.. حتى التحق عضوا في عام 1948م في عصابات الهاغانا الدموية اليهودية ثم التحق بالجيش الإسرائيلي ليصبح ضابطاً صغيرا وكان أول نشاط يشرفه أمام رؤسائه هو عندما بدأ في عام 1953 بتشكيل الخلية التي عرفت باسم (101) والتي كانت متخصصة فقط باستهداف المدنيين من الفلسطينيين الأبرياء وكانت طلعة واحدة من إحدى طلعات خليته قد حصدت تسعة وستين فلسطينيا كلهم نساء وأطفال كانوا يسكنون في إحدى القرى الأردنية على الحدود الفلسطينية! ثم في عام 1954م عين قائداً للقوات العسكرية التي شاركت في العدوان الثلاثي على مصر..
• أما أكثر اللحظات إثارة في تاريخ هذا الكلب الذي تحترمه أمريكا وتريد منا نحن العرب والمسلمين أن تفرض علينا احترامه بل وحبه أيضا هو أنه في عام 1982 عين وزيرا للدفاع لإسرائيل فكان من إنجازاته أن دبر غزوا إسرائيليا للبنان لطرد المقاتلين الفلسطينيين منه وكان من ثمار هذا الغزو أنه خلف ورائه واحدة من أبشع المذابح في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.. ثم تحت رعايته قامت الميليشيات المسيحية في لبنان، وتحت إشراف وحماية القوات الإسرائيلية، بقتل مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا غرب بيروت في سبتمبر أيلول 1982.. وبعد تلك المذابح البشعة على يديه قامت منظمات حقوق الإنسان والمعنية بجرائم الحرب بطلب تحقيق رسمي له وثبت بعد التحقيق أنه المسئول الأول عن كل تلك المذابح وبرك الدماء المسلمة مما أضطره أن يتنحى عن وزارة الدفاع.. ثم عندما عين وزيرا للإسكان في الحكومة الإسرائيلية في بداية التسعينات قاد قاتله الله أكبر حملة في تاريخ اليهود لتوسيع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والضفة الغربية وكانت عملية التوسيع تتم عن طريق تهديم منازل الفلسطينيين على رؤوسهم و نسف كل منزل يرفض أهله الخروج منه!
ثم في العام 2001 عين هذا الكلب جزاء لتاريخه المشرف في إبادة المسلمين واغتصاب أراضيهم رئيساً لدولة إسرائيل ومن ذلك العام حتى يومنا قتل مئات الفلسطينيين العزل وقصفت صدورهم العارية ليس بالبنادق الآلية فحسب ولكن بالمدافع وطائرات الاباتشي!.. ثم بعد كل هذا التاريخ الدموي والأسود.. بعد كل هذه المستنقعات من الدماء العربية المسلمة يخرج علينا رئيسكم جورج بوش ليقول لنا وبكل استهتار واحتقار لذواتنا أن هذا الرجل الدموي إرييل شاروون هو رجل سلام وأنه نموذج لحمامة السلام الوديعة!! ويقول بأننا يجب علينا أن نمد يدنا له ليتحقق السلام المنشود!!
• أما الرجل الوقور الذي تشتمه أمريكا فرغم أن أبوه كان في بداية حياته فقيراً معدماً إلا أنه لم يغتصب أراضي المسلمين ولم يسلب أموالهم ليطعم أولاده ولكنه كان مثاًلاً للعصامية والمثابرة والجود والكرم وكان قدوة كريمة لأولاده على العكس من والد الكلب أرييل فلقد كان قدوة ممسوخة لأولاده ليتحقق في كل منهما قوله تعالى(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً)! هذا الرجل القُدوة كان حمالاً بسيطا يعمل في أحد مرافئ جدة بالمملكة السعودية وبفضل اجتهاده تحول إلى أكبر مقاول إنشاءات بالمملكة وكان له الفضل بعد الله في إنشاء البنية التحية للمملكة، وفي عام 1996 من الميلاد تكفل (محمد بن لادن) رحمه الله بإعادة بناء قبلة المسلمين الأولى بعد حريق المسجد الأقصى الذي قام به من تحترمهم أمريكا وتراهم محترمين، ولم تتوقف فضائل هذا الرجل عند المسجد الأقصى فحسب بل كان له دورٌ حتى في التبرع السخي في التوسعة الأولى للحرمين الشريفين، وبذلك تشرف(آل بن لادن) ببناء المساجد الثلاثة..
• من رحم هذا الرجل ومن ظهره خرج رجل اسمه (أسامة!) كان يتنقل بين القصور والمنتجعات.. في بداية حياته كانت ملعقة الذهب في فمه ووسادة الحرير تحت رأسه.. ومع هذا منذ أن سمع أن الملحدين الشيوعيين قد غزو أفغانستان المسلمة وإذ به يطلق كل هذا العيش الرغد ويهجر الوسائد الوثيرة ويبدأ في رحلة مع عالم الجهاد والثغور والتضحية والبذل وكانت أفضاله على الجهاد هناك ونصرة المسلمين بأفغانستان بين تنافس محموم بينه وبين شهيد أفغانستان الشيخ عبد الله عزام.. وبقى (أسامة) لسنوات طوال كما يشهد بذلك له خصومه وأحبابه مضحياً بكل شيء من أجل الدفاع عن المسلمين هناك حتى اندحر الروس من أفغانستان، ليستكمل بعدها دربه الذي أقتنع فيه وأختاره لنفسه، وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه في نهجه الذي ارتضاه لنفسه إلا أننا لا نستطيع إلا نحترم تضحيته لمبادئه وإخلاصه لما يعتقد.. ومن أجل هذا أتمنى من الدكتور راندي أن يوجه نفس السؤال الذي سألني إياه إلى رئيسه الأهوج جورج بوش وتقول له كيف سمحت لنفسك وأنت رئيس أكبر دولة تزعم أنها ترعى الحريات وحقوق الإنسان وكرامة الشعوب، بأن تخرج على الناس في الإعلام المرئي والمسموع لتقول لهم وبعد كل هذا التاريخ القذر لإرييل شارون بأنك تحترمه وتحبه وأنه رجل يستحق الاحترام وعلى العرب أن يدركوا بأنه رجل السلام الأول في القرن العشرين!!؟ يا دكتور راندي دعني أقولها لك صريحة:
بنفس الأسباب التي يحترم فيها رئيسك أكبر مجرم على وجه الأرض أنا أيضا أحترم أسامة بن لادن! ومتى ما توقف رئيسكم عن احترام المجرمين والقذرين والجزارين فنحن عندها نستطيع أن نتوقف عن احترام من تسمونهم بالإرهابيين!

معاشر السادة النبلاء
سنستكمل معكم في الحلقة القادمة بإذن الله باقي الأسئلة الباردة والإجابات الأبرد فكونوا معنا!

محمد المليفي
mlaifi@maktoob.com
وليد العلي غير متصل  


قديم(ـة) 18-03-2003, 06:21 PM   #2
وليد العلي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 430
(2)

(فضيحة الجميل الأمريكي!)
استكمالاً لما بدأناه مع معاشر القراء حول استعراض لقاءاتنا الإعلامية مع الفضائيات الغربية والتي كان آخرها قناة CNN الأمريكية قبل أكثر من أسبوع فإننا اليوم نورد لكم طرفاً جديداً من تلك اللقاءات..

• سألني مراسل قناة CNN مجدداً وأعني به الدكتور راندي هاربر والذي يذكرنا اسمه بالفاجعة (الرائعة) التي أصابت أمريكا على يد اليابانيين في عام 1941 في ميناء (بيرل هاربر) عندما استهدف اليابانيون قواعد عسكرية أمريكية في مستعمرتين كانت قد استولت عليهما الولايات المتحدة..وخير من يجسد تلك المشاهد الرائعة لتلك الفاجعة الفيلم الأمريكي (بيرل هاربر) مع التنويه بضرورة غض البصر عن مشاهد الفيلم الكلاسيكية خصوصا حمل العشيقة الوفية من صديق عشيقها الذي تركها وغادر للجهاد مع البريطانيين!! وهي وإن كانت مجرد قصة كلاسيكية أقحمت قسراً في ذلك الفيلم العسكري إلا أن ذلك الإقحام القسري كان مقصوداً بحد ذاته لأنه يمثل النموذج الحقيقي لغالبية الشعب الأمريكي الذي يقدس الخيانات (الجنسية) بكل أشكالها وأنواعها بل ويتشرف هذا الشعب (الكريم!) أن يخرج رئيسهم على الملأ ليعلن عن علاقته الجنسية (المونيكية!) فيقررون أن هذا الرئيس (كلينتون) يستحق قيادة البلاد لمدة أطول لأنه صارحهم بالخيانة!! أو ربما لأنه (خوش فحل!) فتأملوا أروع أنواع القداسة الجنسية الأمريكية..!!
• عموماً سألني (المعاهد!) الأمريكي هاربر قائلاً : ألا ترى أن لأمريكا دور رئيسي في تحرير أرضكم من العراق ورجوعكم إلى حياتكم الطبيعية؟ ألا يشعرك هذا الجميل الأمريكي بالمودة تجاه أمريكا أو ربما يمنعك أن تكون ممن يكرهونها!؟
قلت له هذا ألذ وأطعم سؤال سمعته منك! وأرجو أن تكون إجابتي ألذ وأطعم عندك! يا دكتور هاربر دعني أقولها لك صريحة.. قصة الجميل الأمريكي لتحرير الكويت قصة باهتة الألوان لا سيما عندما تحدث أعضاء الكونجرس الجمهوريون وأظهروا فضائح منافسيهم من الديمقراطيين في قصة تحرير الكويت، وكلنا يذكر تلك المناظرة الشهيرة بين جورج بوش الأب وبين منافسه على الرئاسة الملياردير المستقل عندما قال له أنت يا جورج بوش آخر من يتحدث عن إنجازاتك المزعومة في طرد صدام من الكويت، لأن الكل يعلم أن الإدارة الأمريكية بقيادتها آنذاك للرئاسة الأمريكية هي التي طمَّعت صدام للدخول للكويت وهي التي كبَّرته وسمنته وعلمته الافتراس ثم جوعته وأطلقته على الكويت ليؤدبها شر تأديب بعد أن كانت ترفض مراراً وتكرارا إقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها..!
نعم.. لقد جعلت أمريكا من الكويت عبرة ونموذجاً لكل من لا يعتبر من الدول العربية ويتمسك بعروبيته وقوميته ويرفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية على أرضه! نعم أمريكا هي التي أعطت الرئيس العراقي صدام الضوء الأخضر وجعلته يشعر بالأمان من أي مخاطر وتبعات في حال غزوه للكويت، وبنفس الوقت كانت الإدارة الأمريكية تدفع الحكومة الكويتية في عدم التراخي أو الإذعان مع أي مطالب لصدام.. نعم..هكذا كانت تفعل كعادتها في إشعال الفتيل، فهي تطمئن الوحش وتغريه بالفريسة، ثم إذا انقض عليها جاءت أمريكا العادلة.. أمريكا المنقذة.. جاءت شرطية العالم لترجع الديمقراطية الكويتية التي ابتلعها البعث العراقي!
• يا دكتور هاربر.. ألا تستطيع أن تخبرني لماذا منعت حكومتك الأمريكية منذ عهد جورج بوش الأب إلى هذا اليوم إجراء أي لقاء صحفي مع السفيرة الأمريكية السابقة بالعراق (إيريل غلاسبي)؟ ألا تستطيع أن تخبرني لماذا اختفت السفيرة غلاسبي بعد لقاءها مع صدام حسين قبل الغزو إلى يومنا هذا؟ أتستطيع أن تخبرني لماذا هي ممنوعة وبقرار من الحكومة الأمريكية وكما أعلنت بذلك وسائل الإعلام الأمريكية من أي ظهور إعلامي البتة لهذه السفيرة السابقة!؟ هل تستطيع أن تخبرني لماذا نقولها إلى جنوب أفريقيا وأخفوها عن العالم كله!؟
ألم تتم مقابلة تاريخية بين السفيرة الأمريكية (ايريل غلاسبي) وبين الرئيس صدام حسين وتحديداً في 25 تموز من العام 1990؟ وفي تلك المقابلة تحدث صدام بوضوح وصراحة من أن العراق يواجه آنذاك حربا اقتصادية، وأن الكويت والإمارات هما أدوات هذه الحرب، حسب زعمه، فالدولتان تجاوزتا حصص الإنتاج، وأغرقتا الأسواق العالمية بالنفط بحيث سبب ذلك انهياراً في أسعاره، وبالتالي خسر العراق ما يزيد على (7 بليون دولار سنوياً) وفي الوقت الذي كان محتاجاً لإعادة أعمار ما خربته الحرب، والنهوض بمشاريع التنمية، التي توقفت خلال الحرب، وأخيراً الديون التي تراكمت على العراق قد أوجبت عليه أن يدفع فوائد لتلك الديون بما يتجاوز 7 مليارات دولار سنوياً، وإن العراق لا يمكن أن يرضى بهذا الوضع، ثم زعمه بأن الكويت والإمارات يهدفون إلى إذلال شعب العراق … الخ تلك المقابلة التي نشرتها وسائل الإعلام الصحافية الأمريكية والعراقية أيضا والتي ما زالت موثقة في مكتبة البيت الأبيض.
• ولكن ما هو الشاهد يا مراسل قناة CNN من تركيزي على هذه المقابلة التي استمع إليها لجنة الكونجرس كاملة من غلاسبي بعد الغزو بمجلس الشيوخ؟ لأن الرئيس العراقي بهذه المقابلة قد تحدث بصراحة مع أمريكا عن مسألة الحدود بين الكويت والعراق وزعمه بأن الكويت قد استغلت انشغال العراق في حربه مع إيران، وزحفت نحو حدود العراق، وقامت باستغلال حقل الرميلة الجنوبي، وسرقت كما يزعم من النفط ما قيمته (2400 مليون دولار) ثم قوله وبصريح العبارة للسفيرة الأمريكية (إن حقوقنا سوف نأخذها حتماً وبكل الطرق المتاحة (!!) سواء غداً أو بعد شهر أو بعد عدة أشهر فنحن لن نتنازل عن أي من حقوقنا)..
ثم ماذا كان رد السفيرة الأمريكية؟ كان ردها هو الضوء الأخضر!! لقد قالت : أن الولايات المتحدة حريصة على إقامة صداقة موثقة مع العراق وتطوير العلاقات معه في مختلف المجالات ثم قالت وأما عن خلافات العراق الحدودية مع الكويت وتلك الحرب الاقتصادية التي تشعرون بها مقامة ضدكم.. فإن التوجيهات الموجهة إلينا، هي إننا لا ينبغي أن نبدي رأياً حول هذه القضية (!!) فلا علاقة للولايات المتحدة بها (!!)، ونحن نتمنى حل المشاكل بينكم بأي طريقة مناسبة، فنحن لا ننوي التدخل في هذه المشاكل (!!)
ثم ماذا حدث بعد هذا الضوء الأخضر والارتكوازي من أمريكا لصدام حسين في أن يفعل ما يريد؟ لقد ابتلع صدام الكويت وشرد أهلها.. وأمريكا تعلم بأن هذا المسخ يتعامل حتى مع شعبه بالكيماوي بل هي التي كانت تمده بتقنية الأسلحة..
• والآن يا مراسل قناةCNN هل ما زلت مصراً على قولك أن لأمريكا دور رئيسي في تحرير أرضنا من بطش صدام؟! إن كنت لا زلت مصراً فإني مصر على أن أمريكا هي التي جعلت من الكويت ضحية لتحقق من خلالها أطماعها في السيطرة العسكرية على كامل منطقة الخليج وإرساء قواعدها فيها، وهي التي هيَّأت لهذه الكارثة بل ورتبتها بهدوء ونفس طويل حتى نضجت وجاءت بثمارها الحنظلية على الكويت وشعبها الذي ما زال بعضه وللأسف مخدراً بحب أمريكا! فأي جميل مزعوم يا أيها الأمريكي تريدني أن أحبك من أجله وأعشق له بلادكم!؟
ثم تعال يا أيها الأمريكي وأخبرني.. إذا كان صدام يعتبر آنذاك خطرا على المنطقة ويهدد أصدقائكم فلماذا تركتموه في حرب تحرير الكويت عندما كانت الفرصة سانحة أمامكم لخلعه هو ونظامه البعثي!؟ لماذا آثرتم الإبقاء عليه 12 سنة كاملة؟ هل لكي تمتصوا دمائنا وثرواتنا أكثر عن طريق البعبع صدام الذي يهددنا؟ لماذا أبقيتموه كل هذا المدة؟ هل لكي تتم عملية احتلابنا كما ينبغي!؟ هل هذا هو الجميل الأمريكي الذي تذكرني به يا أيها المعاهد الأمريكي!!؟ أو ربما الذمي!؟ ثم تعال وأخبرني لماذا عندما صار صدام بعد التحرير في أشد حالات ضعفه كانت أمريكا تقويه وتمده لسحق الثورات التي قامت ضده!؟ عجباً! الآن وبعد أن تدهور الاقتصاد الأمريكي وصار ضعف اقتصادكم يهدد أمنكم القومي.. فلا سبيل إلا بالسيطرة على سوق النفط والتحكم بأسعاره.. وفجأة..صار صدام مجرماً خطيراً ويستخدم الكيماوي ضد شعبه ولديه أسلحة دمار شامل!؟
• ألم تضع صحيفة التايمز التقرير المفصل من سجلات وزارة الدفاع الأمريكية عن الرئيس رونالد ريجان وجورج بوش الأب وكيف أن أدارتهما آنذاك قد سمحت لشركات أمريكية ببيع صدام حسين أجزاء ومعدات كاملة لأسلحة كيماوية وبيولوجية فضلا عن تزويده بأسلحة ومعلومات استخباراتية عن خصومه!؟ ألم يشر التقرير الخطير إلى إمداد أمريكا لصدام بالأسلحة المحرمة حتى بعد استخدامه الغازات السامة ضد الأكراد في مارس/ آذار عام 1988!!؟ عجباًً..! يا مراسل CNN وأرجوك قل لي هل ما زلت جاداً بالتحدث عن الكرم والجميل الأمريكي المزعوم!؟!

معاشر السادة النبلاء
ما زال للحديث تكملة في مقالنا القادم بإذنه سبحانه.. وانتبهوا حيث أن حديثنا في المرة القادمة سيكون عن الشق الثاني من سؤال المعاهد (!) والذمي (!!) الأمريكي دكتور هاربر..وسيكون إجابة على سؤاله هل تكره أمريكا الحبيبة!!؟ ولماذا أحبها إن كنت هائما في حبها؟ ولماذا أكرهها إن كنت أتقرب إلى الله بكرهها مع قصة الولاء والبراء في الإسلام! فأبقوا معنا..!


mlaifi@maktoob.com
وليد العلي غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)