|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
27-09-2008, 03:11 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 4
|
خطبة عيد مقترحة
أحبتي الكرام
هذه خطبة عيد مقترحة أعددتها على عجل بلا تنسيق ولا مراجعة ليستعين بها من كان في العيد خطيبا ويزيد فيها وينقص آملا من كل من اطلع عليها أو استفاد منها أن يدعو لي ويدعو لابنتي بالشفاء فإن انشغالي بها أشغلني عن الإعداد الجيد لهذه الخطبة جعلكم الله من المقبولين الفائزين وأسعدكم يوم الدين الخطبة الأولى الحمد لله رب العالمين لاإله إلا الله إله الأولين والآخرين وقيوم السموات والأرضين ومالك يوم الدين ، الذي لافوز إلا في طاعته ، ولا عز إلا في التذلل لعظمته ، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته ولا حياة إلا في رضاه ، ولا نعيم إلا في قربه ، الذي إذا أطيع شكر وإذا عصي تاب وغفر ، وإذا دعي أجاب وإذا عومل أثاب وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ، وسبحان من سبحت له السموات وأملاكها ، والنجوم وأفلاكها ، والأرض وسكانها ، والبحار وحيتانها ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ، يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء 0 وأحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، يملأ أرجاء السموات والأرضين إلى يوم الدين ، وأصلي وأسلم على من أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، فالله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله على نعم تترى وآلاء لانقدر لها حصرا 0 ياأيها الناس اعبدوا ربكم واشكروا له ، بلدة طيبة ورب غفور اشكروا ربكم ليزيدكم من فضله ، فقد هداكم للإسلام ، وبلغكم شهر رمضان ، وأعانكم على الصيام والقيام وبلغكم العيد السعيد وأنتم تتفيأون ظلال الأمن ، وتتقلبون في جو السكينة ، وتعيشون في رغد من العيش وأمن من الخوف ( أولم نمكن لهم حرما .. اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون اعبدوا ربكم عبودية تنتظم كل حياتكم وتشمل كل تصرفاتكم ، بأقوالكم وأفعالكم ومواقفكم ومشاعركم ..بأخلاقكم ومعاملاتكم .. بقلوبكم وجوارحكم .. بسرائركم وعلانيتكم .. في أفراحكم وأتراحكم ، في سفركم وإقامتكم .. اعبدوا ربكم أينما كنتم فالعبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم ، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة ، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله 0 بل العبادة تشمل الأخذ بالأسباب ومراعاة السنن التي أقام الله عليها الكون فكل ماأمر الله به عباده من الأسباب فهو عبادة إن من العبادة التي يغفل عنه الكثيرون الخضوع لشرع الله والانقياد لأحكامه التي أحل بها الحلال وحرم الحرام وفرض الفرائض وحد الحدود ، فمن أدى الشعائر وصلى وصام وحج وقام ولكنه رضي أن يحتكم في شئون حياته أو في شؤون مجتمعه إلى غير شرع الله وحكمه فقد عبد غير الله ( إن الحكم إلا لله أمر أن لاتعبدوا إلا إياه ) أيها المسلمون : وإن كل عمل اجتماعي نافع يعده الإسلام عبادة من أفضل العبادات مادام قصد فاعله الخير لاتصيد الثناء واكتساب السمعة الزائفة عند الناس كل عمل يمسح به الإنسان دمعة محزون أو يخفف به كربة مكروب أو يضمد به جراح منكوب أو يسد به رمق محروم أو يشد به أزر مظلوم أو يقيل به عثرة مغلوب أو يقضي يه دين غارم مثقل أو يأخذ بيد فقير متعفف ذي عيال أو يهدي حائرا أو يعلم جاهلا أو يؤوي غريبا أو يدفع شرا عن مخلوق أو أذى عن طريق أو يسوق نفعا إلى ذي كبد رطبة فهو عبادة وقربة إلى الله إذا صحت النيات وسلمت المقاصد والأدلة على هذا متواترة متوافرة ياعباد الله : وأعجب من هذا أن يكون سعي الإنسان في معاشه وطلب رزقه عبادة يؤجر عليها ويثاب فالزارع في حقله والعامل في مصنعه والتاجر في متجره والموظف في مكتبه وكل ذي حرفة في حرفته يستطيع أن يجعل من عمله المعاشي صلاة وجهادا وعبادة وقربة ( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ) ومامن مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة على أن الأروع مما سلف أن تشمل العبادة الحاجات الضرورية التي يؤديها الإنسان استجابة لدافع الغريزة البشرية ، فالنوم والأكل والشرب ومباشرة الزوج لزوجته داخل في دائرة العبادة الفسيحة مع النية وحسن المقصد وسلامة الهدف ( وفي بضع أحدكم صدقة ) ( إني أحتسب عند الله نومتي كما أحتسب قومتي ) ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) وعندما عدد الصدقات قال ( حتى مايضعه أحدكم في فيّ امرأته ) المسلم يعبد الله بالفكر ويعبد الله بالقلب ويعبد الله باللسان ويعبد الله بالسمع والبصر وسائر الجوارح ويعبدنه ببدنه كله ويعبد الله ببذل المال ويعبده بمفارقة الأهل والوطن .. لابد أن تدرك الأمة هذه الحقيقة ففئام من المسلمين لايفهم من العبادة إذا ذكرت إلا الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وصدقة وأدعية وأذكار ، ولا يحسب أن لها علاقة بالأخلاق والآداب أو النظم والقوانين أو العادات والتقاليد والعبادة بهذا المفهوم المنحرف تجعل الإنسان في انفصال وانفصام بين حياته في مسجده وخارج مسجده إن مقتضى عبادة الإنسان لله وحده أن يخضع أموره كلها لما يحبه تعالى ويرضاه من الاعتقادات والقوال والأعمال وأن يكيف حياته وسلوكه وفقا لهداية الله وشرعه فإذا أمره الله تعالى أو نهاه أو أحل له أو حرم عليه كان موقفه في ذلك كله ( سمعنا وأطعنا غفرانك ... ) إن فرق مابين المؤمن وغيره أن المؤمن خرج من العبودية لنفسه وللمخلوقين إلى العبودية لربه .. خرج من طاعة هواه إلى طاعة مولاه .. ليس المؤمن سائباً يفعل ماتهوى نفسه أو يهوى له غيره من الخلق .. إنما هو ملتزم بعهد يجب أن يفي به ، وميثاق يجب أن يحترمه ومنهج يجب أن يتبعه مقتضى عقد الإيمان أن يسلم زمام حياته لله ليقودها رسوله الصادق ويهديه الوحي المعصوم مقتضى عقد الإيمان أن يقول الرب : أمرت ونهيت ، ويقول العبد : سمعت وأطعت مقتضى عقد الإيمان أن يخرج الإنسان من الخضوع لهواه إلى الخضوع لشرع مولاه ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا ... ) ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا ... ) أين العبودية والدين ممن يصوم ويصلي ويقول : أنا حر في أكل الربا واقتراف الزنا ، أو أن أرفض مالايروق لي من أحكام الدين أين العبودية ممن يؤدي الشعائر لكنه لم يخضع لأحكام الدين وآدابه في نفسه وأهله وبيته أين العبودية والتدين ممن تصلي التراويح والتهجد وتصوم وتتصدق فإذا خرجت لبست مايبرز مفاتنها وتفننت في إظهار زينتها وخضعت في قولها وتساهلت في حجابها وترى أن ذلك من متطلبات حريتها أو تظن أن لها الحق في أن تتشبه بالكافرات ، وتتزيا بزي الفاجرات فالعبودية حقا أن يجعل المرء هواه تبعا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأكمل العباد عبودية أتمهم لله خضوعا وذلا كما قال ابن القيم : إن تمام العبودية يكون بتكميل مقام الذل والانقياد وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلا لله وانقيادا وطاعة 0 ليس عبدا ولا بعابد من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم كما أخبر سيد الأنام أين مقام العبودية من قوم يصلون ويصومون ويأخذون من الليل كما تأخذون لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها في معاكسات وذنوب خلوات وتهاون بالمحرمات واستهانة بنظر الجبار جل جلاله .. أوليس قال نبيكم : ( لأعلمن اقواما من أمتي يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ... ) أين العبادة وما قيمة عبودية أناس يصلون ويصومون ويحجون لكنهم ينهشون في أعراض المسلمين ويأكلون أموالهم بالباطل ويؤذون المؤمنين والمؤمنات .. اوليس قال نبيكم : المفلس من أمتي من يأتي بحسنات أمثال الجبال ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا .... كم من شاهد للشهادتين وهو يستغيث بغير الله وينذر لغير الله ويتوسل بغير الله .. وكم من مستغفر لله عز وجل وهو متلبس بمعصيته مصر على مخالفته .. وكم من تال للقرآن والقرآن يلعنه والصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر صارت مجرد حركات لامعنى لها ولا أثر وشهر رمضان شهر الصبر والتقوى صار شهر مسلسلات وفوازير وشهر أكل ونوم وسمر والحجاب الذي هو مظهر العفة والحياء ورمز الصيانة والنقاء صار عند مسلمات عبئا ثقيلا يتفننّ في إزاحته وتشويه حقيقته ذلك هو الحال عندما اختل مفهوم العبادة وقصر العلم يشموليتها حينما تدرك الأمة ذلك ويترسخ عندها مفهوم العبودية وشمولها لابد أن تعلم الأمة أيضا أن العبادة المشروعة لابد فيها من الالتزام بما شرعه الله ودعا إليه رسله أمرا ونهيا ، تحليلا وتحريما فليس عبد ولا عابدا لله من رفض الاستسلام لأمره واستكبر عن اتباع نهجه والانقياد لشرعه أو تضايق من أحكامه ولو أقر بأن الله خالقه ورازقه ولا بد أن يصدر هذا الالتزام من قلب يحب الله تعالى فليس في الوجود من هو أجدر من الله تعالى بأن يحب فهو صاحب الكرم والفضل والإحسان إن العبودية بهذا المفهوم وهذا الشمول هي سبب النصر والتمكين ، وهي حق الله على عباده ـ وهي العروة الوثقى والسفينة التي ينجو بها البشر من الغرق في بحر الشهوات والشبهات ، وهي الطريق إلى سعادة القلب وراحة البال .. إن العبودية لله هي الحرية الحقيقية والعز الدائم ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) وإن شرف الإنسانية أولا وآخرا في صلتها بالله واستمدادها منه وتقيدها بشرائعه ووصاياه ، والحرية الحقيقية ليست في حق الإنسان أن يتدنس إذا شاء ويرتفع إذا شاء بل الحرية أن يخضع لقيود الكمال وأن يتصرف داخل نطاقها وحده ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا .. ) وقد قال ( ص ) : لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به إن الحرية ليست حق الإنسان أن يتحول حيوانا إذا شاء أو يجحد نسبه الروحي إلى رب العالمين أو يقترف من الأعمال مايوهي صلته بالله ويقوي صلته بالتراب والطين .. فإن الحرية بهذا المعنى لاتعدو قلب الحقائق وإبعاد الأمور عن مجراها العتيد .. بل الواقع أنك لن تجد أعبد ولا أخنع من رجل يدعي أنه حر فإذا فتشت في نفسه وجدته ذليلا لشهواته كلها .. ربما كان عبد بطنه أو فرجه .. وربما كان عبدا للمظاهر يرائي بها الناس أو لمراسم يظنها مناط وجاهة فإذا فقد بعض هذه الرغائب رأيته أتفه شيء ولو كان يلي أكبر المناصب ويتقلد أعلى المراتب ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد القطيفة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ) إن الحرية المطلقة لاتنبع إلا من العبودية الصحيحة لله وحده فإن القلب المرتبط بالله يعلو بصاحبه على كل شيء فما تذله رهبة ولا تدنيه رغية ، وهو بمعالم الشريعة التي يلتزمها مصون من الدنايا محصن من المزالق ولذلك فإننا نرفض كل دعوة للحرية تزين للناس اعتداء حدود الله أو تعطيل أحكامه أو تهوين فرائضه أو الهبوط بالإنسان من المكانة السماوية التي رشح لها بفطرته الله أكبر الله أكبر .. ايها المسلمون : العبودية لابد أن نستعلن بها في كل أحوالنا في أفراحنا وأحزاننا في سلوكنا ومشاعرنا لابد أن نخضع للعبودية لله في أعيادنا فلا أشر ولا بطر ، ولا إسراف ولا تبذير ، ولا تجاوز لحدود الله وإنما فرح محاط بسياج الدين والأدب العيد فرحة وسرور وشكر للمنعم الشكور وصفاء للنفوس وصلة للأرحام ومواساة للفقراء والأيتام ولا ترسم فرحة العيد بدق الطبول واستهجان العقول واستغضاب الخالق بانتهاك حدوده وتضييع فرائضه لابد أن نظهر بمظهر العبودية في متنزهاتنا وحدائقنا .. فالتنزه تفكر في خلق الله واستمتاع بما أباح الله وتأمل في ملكوت الله وإبهاج للنفس وإيناس للأهل مع الحرص على الحشمة والحياء واحترام مشاعر الناس والقيام بحقوق الله وأداء فرائضه 0 يامعشر التجار : استشعروا عبوديتكم الله في بيعكم وشرائكم ، فمقتضى العبودية أن لاغش ولا خداع ولا نجش ولا تدليس ولا ربا ولا خداع وإنما صدق وبيان وسماحة ونصح وإتقان ووفاء بالعقود وقضاء للديون وحفظ للحقوق وتمثلوا قول المعبود : لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، وقول الصادق المحمود : فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما يامعشر المسلمين : تمثلوا عبودية الله في مواقفكم من نصوص الشريعة وأوامر الله ورسوله ونصيحة الناصحين فالعابد هو من يتلقى الدليل بالقبول ويتلقى الأوامر والنواهي بالتسليم والخضوع بلا تردد ولا حرج ويستجيب لنصيحة الناصحين بلا كبر ولا جدال فعباد الرحمن إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ، وعباد الله هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، والمؤمنون العابدون هم الذين يقولون إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم : سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون 0 ياعباد الله : تذكروا عبوديتكم الله في كلامكم ومشاعركم وتعاملكم ، فالمؤمنون العابدون لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ، وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) عباد الله يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا يفعلون ذلك ابتغاء مرضاة الله لايرجون من بشر جزاء ولا شكورا لابد أن نتمثل العبودية الحقة في طرقنا ومسالكنا فعباد الرحمن يمشون على الأرض هونا ويتمثلون قول معبودهم : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتما وإثما مبينا العبودية الحقة لله يجب أن تظل شعارنا ودثارنا وعنوانا لنا في كل أحوالنا وأزمنتنا وأماكننا مراقبين الله وخائفين منه ومستحيين منه متمثلين قول الخالق الرازق ( إن الله كان عليكم رقيبا ) ومتذكرين قول رسولنا ( اتق الله حيثما كنت ) أيها المسلمون العابدون : لقد حاول أعداء الإسلام من الكفار وأذنابهم من المنافقين أن يرسخوا في الأمة مفهوما خاطئا عن العبودية وسعوا إلى قصرها على الشعائر التعبدية وعزل الدين والعبادة عن حياة الناس ولسان حالهم أو مقالهم يقول : ماللدين والسياية وماللدين وحجاب المرأة وزينتها .. ماللدين والسياحة ماللدين والاقتصاد .. ماللدين والإعلام والتعليم .. ماللدين وسلوكنا الشخصي الدين أن تعبد الله في المسجد وتقرأ القرآن وتذكر الله .. فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين لشعيب ( أصلاتك تأمرك أن نترك مايعبد آباؤنا .. وإن مقتضى عبوديتكم لله أن تعلنوا لهؤلاء بكل عزة وغباء قائلين بألسنتكم: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، إن الحكم إلا لله ، ومطبقين بجوارحكم هذه الحقيقة وبهذا نكون عبادا لله حقا وصدقا الله أكبر كبيرا .. أقول هذا القول ... الخطبة الثانية الحمد لله .. الله أكبر ولله الحمد ، أما بعد : فاقتداء بهدي سيد العابدين وإمام المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أنقل الحديث إلى شقائق الرجال ومربيات الأجيال وصانعات الأبطال .. إلى العابدات السائحات القانتات .. إليك أختي المسلمة لقد حاول أعداء الله أن يبقوا في روعك أن عبوديتك لله لاتتجاوز مصلاك ومسجدك ولا تعدو الصلاة والصيام والذكر والدعاء وسائر الشعائر ، وحاولوا فصل العبادة عن سلوكك ومواقفك وحياتك العامة والخاصة في محاولة لبتر صلتك بخالقك ونزع الخوف من رازقك ولأجل أن تصبحي ألعوبة لسدنة العري وأرباب الفجور أنت ياأمة الله مطالبة بالعبودية مثل أخيك الرجل ( ولهن مثل الذين عليهن بالمعروف ) وأنت مثله في التكليف والجزاء ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى .. ) ( فاستجاب لهم ربهم أني لاأضيع عمل عامل ... ) عبوديتك لله تتجلى في صلاتك وصيامك وحجك وعمرتك وذكرك ودعائك ، وتظهر في كلامك وأفعالك ، وتبرز في لباسك وزينتك وفي كلامك ومشاعرك .. أنت تمارسين العبودية الحقة حينما تخدمين زوجك وأهلك وتربين أبناءك وتدعين أخواتك وتعيين الملهوف وتطعمين الجائع وتواسين الفقير وترحمين اليتيم وأنت تعبدين الله حينما تتوشحين الحجاب الشرعي وتختمرين بالغطاء الساتر ولاتخضعين بقول ولا تتكسرين في مشية وأنت تغترفين من معين العبودية حينما تقرين في بيتك طاعة لله وامتثالا لأمره ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن .. ) حينما غاب هذا المفهوم عند بعض نساء المسلمين ظهر الخلل فصار الحجاب قيدا ، والحشمة كبتا ، والقرار في البيت ذلا وسجنا وصارت بعض نسائنا يتضايقن من الحجاب ويسعين إلى التفلت منه بأنواع من الأزياء وأصناف من العباءات المتبرجة وصارت المرأة المسلمة تردد مايقوله أهل النفاق وتطالب بما يزعمونه حرية وهو قيد واستعباد فياأمة الله : رسخي عبوديتك لله في قلبك وجوارحك واجعليها عبودية راسخة نابعة من إيمان عميق بالله ومعرفة به ويقين بوعده ووعيده وليس عن إيمان تقليدي موروث إن الإيمان الموروث عاطفة باردة وإحساس بليد ، وحتى أداء الشعائر يكون فاترا خامدا لاروح فيه ولا تأثر .. ومن ثم تغيب الرقابة ويقل الخوف من الله فينطلق اللسان ينشر في أعراض الناس وتشارك الحواس في الهمز واللمز والسخرية والاحتقار وتقصر اليد عن عمل الخير وتجف منابع الحس الإنساني في القلب وتخمد روح العزة والكبرياء عند المسلمة فتشعر بالخجل من حشمتها ، ويظهر التضايق من حجابها أما الإيمان النابع من يقين وعلم واقتناع ورسوخ فإنه يولد نفسا مخبتة خاضعة مستسلمة لخالقها راضية بحكمه مدركة أن ماشرعه هو الصواب وأن الخير كل الخير فيما حكم الله وقضى فلا تتردد ولا تتضايق ولا تتحرج بل شعارها ( سمعنا وأطعنا ) ودثارها ( إني تبت إليك وإني من المسلمين ، فتبك العابدة حقا ، وتلك التي تتمثل العبودية حقا وصدقا ياأيتها المرأة العابدة : ارفعي رأسك اعتزازا بدينك ، واشمخي بأنفك شموخ الإيمان لاكبراً ولا بطرا ، واختاري من الطريقين ماهو أليق بتكريم الله واسلكي أحسن النجدين فكوني من الشاكرين لامن الكافرين وإن الله عز وجل حكم فقال ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) طريقك ياعفة الأمنيات شموخ ، ودرب الخنا عاثرة دعيهم لينعق كل دعي بعلمنة فجة سافرة ففي كل يوم لهم صيحة تفوح برغبتها العاهره سيرمون نحوك حقد السنين وتجلب خيلهم الثائره ويذرون دمع النصيح الخؤون يريدون هتك العرى الساتره يمنون أرواحهم أن يروك على سكرة الملتقى حاسره فكوني منارة خير وهدي تفيض على الأنفس الحائره وسيري بطهرك رغم الحقود وقولي لهم : إنني الظافرة أنا النور في حالك المظلمات أنا قصة العزة الناصره أنا الستر يضفي السناء البهي إذا أعلنت بالخنا السافره أنا وردة من قطاف العفاف تدل بروعتها العاطره وأخيرا : ماأجمل أن تتربى الأمة كلها صغارها وكبارها رجالها ونساؤها على العبودية الحقة لله بمفهومها الشامل ودلالاتها الواسعة ومعناها العظيم وما أعظم أن يجعل رب البيت أهله ذليلين خاضعين - بسرور وطواعية - راضياً لهم ولنفسه معهم العبودية التامة والاستسلام الكامل للواحد الأحد - جل وعلا -. كيف لا وهي العبودية الوحيدة التي تهب للعبد الشرف والسرور، وسعادة الدنيا والآخرة؟! إنها العبودية لله رب العالمين، أعظم غرس يغرسه والد في ولده؛ ولن يتم ذلك إلا بتمثلها أمام الصغار في الأقوال والأفعال والأحوال، في العبادات والمعاملات والأخلاق، فيرون صورة جميلة داخل البيت، طبق الأصل من الصورة خارجه؛ فلا تناقض ولا انفصام، حين يرى الأولاد معالم التوحيد ومكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب سمتاً لا يفارق والديهم، في الحنو والشفقة، في الحزم والشدة، في العتاب والتسامح، وفي الرضا والغضب، فترى البنت أمها تغضب لله، وتسامح فيما دون ذلك، ويرى الابن أباه وعلامات الحزن تكسو محياه عندما يفرّط في الصلاة، بينما يتهلل وجهه سروراً عندما يرى ابنه سبقه إلى المسجد! إلى غير ذلك من الصور المشرقة للغرس العظيم المبارك، العبودية لله رب العالمين! نعيم العبودية! ويطيب الغرس المبارك بتلقين أهل البيت معنى الإخلاص ومراقبة الله - تعالى- في أقوالهم وأعمالهم كلها، وامتداد ذلك إلى علاقاتهم بمن حولهم، فعند إخراج زكاة أو صدقة يذكّرون بأنها تقع في يد الله - تعالى- قبل يد الفقير، وعند اصطحابهم لتلبية دعوة يذكّرون بأن تلبية الدعوة من السنة، وعند تهنئة جيران أو أصدقاء في مناسبة أو مواساتهم في أمر نزل بهم، أو تقديم مساعدة لهم؛ يتذاكر الزوجان الإخلاص لله في ذلك، فإذا كان في الأقارب فهو بر وصلة، وهكذا يتقلّب الجميع كباراً وصغاراً في نعيم العبودية الذي لو علمه الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم عليه بالسيوف! وصدق ابن القيم - رحمه الله -: "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية"! ما أجملها من شعارات يحفظها أبناء البيوت المباركة التي أسست على تقوى من الله ورضوان، ويرددونها ويتباهون بها، فلننشرها بينهم، ولنعلّمهم معانيها منذ نعومة أظفارهم: ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))(الأنعام/161- 163)، ((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي))(الزمر/11 - 13)، والحديث القدسي الجليل الذي يقول فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - جل وعلا -: (قال الله - تعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)(رواه مسلم عن أبي هريرة). وختاما : إن من لوازم العبودية استشعار الأخوة الإسلامية تذكرا لقول الباري : إنما المؤمنون إخوة ، وامتثالا لقول الهادي : لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه فياأيها المؤمنون بالله : وأنتم تنعمون بالعيد تذكروا الأسارى في المعتقلات والسجون ، اذكروهم عند أنسكم وقولوا : اللهم فرج عنهم واجمعهم بمن يحبون وتذكروا الأموات في الأجداث قد حيل بينهم وبين مايشتهون ، اذكروهم عند فرحتكم وقولوا : اللهم آنس وحشتهم وارحم غربتهم وأمنهم مما يخافون وتذكروا من على الأسرة البيضاء يشتكون ، اذكروهم عند بهجتكم وقالوا : اللهم اكشف ضرهم ، وعافهم مما يجدون وتذكروا رجالا في الثغور يجاهدون ، اذكروهم عند اجتماعكم ورددوا : اللهم انصرهم وثبتهم وبلغهم من النصر مايأملون وتذكروا إخوانا مسلكمين على الجوع والخوف يتعيدون ، اذكروهم عند سروركم وقولوا : اللهم فرج همهم ونفس كربهم وأعنهم على مايقاسون اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ، واجعلنا من عتقائك من النار ، وأسعدنا بالعيد الأعظم يوم يقال : ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون جعل الله عيدكم سعيدا وأيامكم عيدا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والله أكير ولله الحمد |
27-09-2008, 03:18 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 354
|
جميلة يا شيخ أحمد ... فالتأكيد على مبدأ العبودية ضروري لأن لا يفتر الإنسان بعد الصيام عن عبادة ربه بكل أشكالها فالعبودية لله كلمة جامعة مانعة أسأل الله لنا ولكم الخير والتوفيق وكل عام والأمة بعزٍ ونصرٍ وتمكين والحمد لله رب العالمين. اللهم اشف ابنة الشيخ أحمد الشاوي يارب العالمين
__________________
|
27-09-2008, 03:18 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 190
|
الله يبارك فيك ويغفر لك
ويشفي بنتك شفاء عاجل . جزاك الله خير. تم الاحتفاظ بنسخة في الجهاز ....
__________________
. |
27-09-2008, 03:38 PM | #4 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: أرض العلماء
المشاركات: 622
|
أسمح لي يا شيخ بالتطفل (ص)= صلى الله عليه وسلم غباء = إباء أجزل الله لك المثوبة يا شيخ وشفى الله ابنتك عاجلاً غير آجل تم الاحتافظ بنسخة
__________________
[MARK="#FF0000"]http://www.islamway.com/?iw_s=Quran[/MARK] |
|||||||||||||||||||||||
27-09-2008, 05:08 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 247
|
بارك الله فيك .......
اللهم اشف ابنتك شفاء لايغادر سقما ............ |
27-09-2008, 06:16 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: حيث أكون...!!
المشاركات: 695
|
جزاك الله خيرا
اللهم أجعل هذا في موازين حسناتك.. واجعل هذه الخطبة شاهدة لك.. يارب.. يارحمن.. يامجيب المضطر.. يا منزل الداء الدواء.. أنزل على ابنة شيخنا / احمد الشاوي دواء من عندك.. وألبسها الصحة والعافية .. والمسلمين أجمــــــــــع..
__________________
سُئِلَ غاندي : لماذا لا تنتــقِم من أعدائك ؟؟
فرد : أنَني لا أستَطــــيعُ أن أقضي عُمري , في الجَري وراء كلبٍ , لِأعُضَــهُ كـــما عَضنَي . |
27-09-2008, 06:20 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 147
|
منبر لطالما اشتقنا لسماعه
بارك الله فيك وشفى المولى ابنتك
__________________
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/25/photo/082510150822gmdjtgme0wmxm.jpg[/IMG] اكتب آلامك على الرمل لتمسحها الرياح فتنسها وسطر آمالك على الصخر لتبقى مهما كانت قوة تلك الرياح
TAHOE 2009 |
27-09-2008, 09:38 PM | #8 |
مشرف أخبار بريدة
تاريخ التسجيل: Jan 2007
البلد: القصـ بريدة ـيم
المشاركات: 11,055
|
بارك الله فيك
ونفع بك الاسلام والمسلمين وجزاك الله خير لا بأس طهور إن شاء الله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيها
__________________
|
27-09-2008, 09:55 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 53
|
نفع الله بك شيخنا الكريم ويسر أمرك ..
__________________
تواصل وتواصي
y-alsaleem@hotmail.com |
27-09-2008, 09:56 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,694
|
جزاك الله خيرا يا شيخ احمد وبارك الله فيك وكثر الله من امثالك ..
وشفا الله ابنتك وجميع المسلمين |
27-09-2008, 10:28 PM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 304
|
[font="traditional arabic"]جميله جدا[/font]
__________________
abu.malk1@hotmail.com |
27-09-2008, 10:36 PM | #12 |
أبتاه ، فقدك آلمني ..!
تاريخ التسجيل: Jan 2008
البلد: لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
المشاركات: 5,958
|
بارك الله فيك
|
27-09-2008, 11:24 PM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يشفي ابنتك يا شيخ أحمد شفاء لا يغادر سقماً .. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|