[مدحت شوقي بريده]

لقد استطاع السوريون احراج الأمريكان بعد أن هددوا بتقديم قرار إلى مجلس الأمن ينص على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل .
هذا الطلب جعل من الأمريكان أن غيروا من سياستهم الاستفزازية نحو سوريا إلى درجة يكاد أن يكون هذا التهديد طي النسيان ، وقصرت تهديدها على ايواء المطلوبين العراقيين على قائمة الخمسة و الخمسين من قيادة حزب البعث العراقي البائد .
الصهاينة الأمريكان كانوا يهدفون من جراء خفضهم لحدت التهديد ، لكون الشعب الأمريكي لم يتقبل حتى الآن فكرت توجيه ضربه عسكرية نحو سوريا و إن استطاعت سوريا أن تعرض قرارها على مجلس الأمن سوف يجعلها مساوية للإسرائيليين التي تشن الحروب لأجلهم و من أجل تأمين مستقبل زاهر للشعب الصهيوني بالقضاء على الدول التي من الممكن أن تشكل لها تهديداً على المدى البعيد ، أما على المدى القريب فتعد اسرائيل أقوى دول المنطقة و لا تستطيع أي دولة عربية أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم عسكري و تكنولوجي .
سوريا بتراجعها عن عرض قرارها على مجلس الأمن تكون قد أخطأت خطأ شنيعاً كان من الممكن أن يلغي أي تهديد قد تشنه الصهيونية التي تدير الولايات المتحدة الآن ، وقد يكون هذا التراجع مثل تراجع الدول العربية عن تقديم قرارهم لجمعية الأمم المتحدة الذي يطالبها بالانسحاب من العراق ، و بعد أن شاهد العرب أن سقوط بغداد بات هيناً تراجعوا عن تقديم طلبهم الذي لو قدم كان من الممكن أن يتسبب بسحب القوات الأمريكية من العراق بعد أن اطاحت بنظام صدام حسين .
اتمنى أن يقدم السوريون طلبهم إلى مجلس الأمن حتى يتم اسقاط الإبتزاز الأمريكي الذي سوف تكون نهايته تصب لصالح الصهاينة بتدمير سوريا و إخضاعها تحت سلطة البيت الأبيض سنوات عديدة وربما عقود ،
ولو تم تقديم القرار فسوف يقع الأمريكان بحرج كبير إن استخدموا حق النقض أو سمحوا بتمرير القرار و سيضطرون إلى الغاء نغمة حيازة أسلحة دمار شامل من قاموسهم الابتزازي .

(((((((((( منقول )))))))))))