[د / ماسنجر]

لا تذهب ، لا تذهب ، وثالثةً : لا تذهب ..
أرجوك .. إني لك من الناصحين ..
إني خشيت على نفسي فخشيت عليك ..
فآثرت أن أوجه الحديث إلي قبلك ..
أنا بحاجةٍ إلى ما ستقرؤه ..
وأنت بحاجةٍ إلى ما كتبته ..
.
.
ماكانت ساعة ..
بل كانت عِبرة ..
بل كانت عَبرة ..
بل تشكلت بداخلي ألوان العذاب ..
وسمُوم النار ، وسوادها ، ووحشتها ..

ابتدأت تلك الساعة بنظرة ..
ثم مضت دقيقة ، حتى أصبحت ربع الساعة ..
وسارت العقارب ، وعقلي يسير بين أحلامهم ..
حتى وصلت إلى النصفِ ويَزيد ..
وما علمت إلا والمدامع تتناثر أسفاً ..
أسفاً على الحال الذي أعيشه ..
عندها ! .. راحت ساعة كاملة ..
حتى تركتهم ..

[د / ماسنجر]

فتحت باب المقبرة ، ومشيت قليلاً .. قليلاً فقط ، حتى وجمَت أطرافي ..
واستثقلت جسمي على السير لتفقد حالهم ، وأحلامهم ، وماذا كانوا ! ..
تقدمت عدت خطوات ، حتى وقفت على بعض النصائب ..
تلك التي توضع على قبورنا عندما نرحل ليزورنا من تذكرنا ..
فنظرت إلى مكانها ، وتذكرت عمق تلك الحفرة التي هو بداخلها ..
وتسائلت ماهو حاله الآن ؟! ، مانعيمه ؟! أيعيش في جنة أم يتقلب في النيران ؟! ..
يا الله !!
أيكون بالأمس يرثع ويلهو ويجري خَلف ملذات الشياطين .. ؟!
ويتبع أهواء نفسه وشهوتها وما تُبعده عن الصراط المستقيم .. ؟!
هل كان يشعر حقيقةً أن مكانه بعد الحياة سيكون بمقدار جسده بطولهِ وعرضهِ .. ؟!
ألم يعلم أن الحياة ماهي إلا كَبَد وتعَب وحُزن ووَجع وصبرٌ وجهدٌ ومشقة .. !
لقد وعده الله فحق وعيده ، حق بالأمر الذي وعده فيه ، فإما جنة وإما نار ..

وقفت بالجهة الأخرى من القبر .. وثنيت رجلي عنده .. وتسائلت مرة أخرى :
أم يكون حاله بمدِ بصرهِ نوراً ورياضاً ونعيماً وربيعاً ..
ليس من نور الدنيا ولا ألوانها ولا ريحها ..
تذكر قول الله تعالى : ( فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) .
كان يريد أن يعمل معصية ، فخاف من مقام ربه خالقه من يرى مالا نراه ويبصر مالا نبصره تعالى الله ..
ولم يخف فحسب ! .. بل نهى نفسه عن هواها الذي يجرنا إلى ذلك الجحيم ..
والنتيجة أن الجنة أصبحت مأواه ، مستقره ، حياته الأخرى ..
أكان يعلم أن آخر عمره في حفرةٍ يحفها التراب وتسد الرمال والأحجار الصغيرة أنفاسها .. !
نعم كان يعلم .. من أجل هذا يقوم الليل ، ويصلي السنن الرواتب ، ويقرأ ما تيسر من القرآن ..
ويتصدق ، ويعف نفسه عن الحرام ، ولا يغتاب ، ولا ينقاد خلف هوى نفسه وملذات معيشته ..
سنين من عمره مضت ، على روتينِ العبادة ، وكانت النتيجة : ( أدخلوها بسلامٍ آمنين ) ..

قمت .. وأدرت عيني حول تلك الجثث التي بداخل القبور ..
الجثث التي كانت ، والعظام التي أصبحت .. والأحلام التي تبخرت ، وزالت وانتهت ..
من بينهم إخوةً لنا ، وأهلٌ لنا ، وبشر عرفونا ، وملامح عرفناها ..
غداً ! مالذي سيكون ؟
سيأتي آخرين ويقولون : لقد كان هنا وعرفناه سابقاً ..
لقد كان بالصفة التي كانها ، وعاش بالطريقة التي عاشها ..
وسيعيدون الأسئلة التي أعدتها على هذه الجثث ..
دارت الأحاديث والنظر مازال ساكناً حولهم ..
أكملت الدقائق ثم عدت من حيث أتيت ..

أنت .. أفِق ، لقد لعب علينا الشيطان حتى تملكنا ..
وزرع بداخلنا الكِبر حتى أصبحنا لاهين مابين أغنيةٍ وصورة ..
ومابين معصية وأختها ، ومابين غفلةٍ ونسيان ..
ستكون يوماً وحيداً في القبر ..
جميع الذي كانوا يلهون معك ، سيبكون في الأيام الثلاثة فقط ..
ثم يتذكرون ملابسك وأشيائك ، ثم تصبح نسياً منسياً ..
ولكن أعمالك لن تنساك ، الخير لن ينساك ، سيرافقك ليحدد مصيرك ..

أنسيت أن الشيطان إعترف بأنه ... ستعلم ، إقرأ مانحن غافلين عنه :
( وقال الشيطان لما قضي الأمر أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) فقط استجبنا له عندما لوّح لنا وأغرانا وأغوانا ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ... ) ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي ، هذه هي الحقيقة ، هذه هي الفاجعة ، أننا نعلم في السر الذي يدور حولنا الآن ونجهله ! لا نجهله بل نتجاهله ..

ستون دقيقة .. بين جثث الموتى
وسيكون قبرك بينهم يوماً ..
ونقول : لقد كان ، وكان ..


د / ماسنجر ..
ربما نسيت شيئاً ..
ولكن الذي لم أنساه أننا سنكون يوماً هناك ..

علّق عليها مباشرة | زوايا

[*سـكـر خـشـن*]

اقتباس أنت .. أفِق ، لقد لعب علينا الشيطان حتى تملكنا .. وزرع بداخلنا الكِبر حتى أصبحنا لاهين مابين أغنيةٍ وصورة .. ومابين معصية وأختها ، ومابين غفلةٍ ونسيان .. ستكون يوماً وحيداً في القبر .. جميع الذي كانوا يلهون معك ، سيبكون في الأيام الثلاثة فقط .. ثم يتذكرون ملابسك وأشيائك ، ثم تصبح نسياً منسياً .. ولكن أعمالك لن تنساك ، الخير لن ينساك ، سيرافقك ليحدد مصيرك ..

آحسـنت ..

جزآك آلله خير

[شخت البؤس]

لديك قلم رائع اخي الكريم اجمل الخواطر لدي الخواطر التي تتحدث عن الاخرة !! بارك الله فيك يا د / ماسنجر

[محب الفضيلة]

د ماسنجر

إيماءات رائعة وعبارات صادقة
إنها للحظات حينما تتخيلها وكأنك أحد ساكني القبور
عندها يقشعر البدن وتنسيك الملذات
ما أجمل أن يتذكر الإنسان تلك اللحظات حينما تغويه نفسه أو يقل عمله

اللهم اجعلنا جميعاً من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون

[بندر 1430]

لم أفكر يوماً في الذهاب إلى المقبرة للتأمل و محاسبة نفسي ..

أخي سلمان .. لقد وضعتنا هنا بمواجهة مع أنفسنا و التفكير بأحوالنا بعد الموت ..

جزاك المولى الفردوس الأعلى من الجنة ..

أخوك ومحبّك

[تباشير المطر ~]

اللهم احسن لنا الختام ، يقول الشيخ صالح المغامسي :
[ السرائر هي الطريق الأعظم لحسن الخاتمة ]
وفقكم الله دنيا واخره قلم نادر .

[السكى سنكي]

بورك في قلمك وفكرك وعقلك .
أيها المبارك .

[لماذاهذا]

لله در ماكتب قلمك
والله ماذا سنقول في تلك الحفرة ........
رحماك ياربي رحماك ماقدرنك حق قدرك ......
جزاك الله كل خير

[ْْْXXXراكب بورشXXX]

جزاك الله خيرا

[الصمت الهادئ]

د/ماسنجر
بارك الله فيك
كلمات مؤثره ورائعه

[ماشي وين؟؟]

تأمل عميق ..
ياليت القلوب الساهيه تقراء وتشوف والله زمان الغفله يفاجئك بالموت وتموت الاماني
كم من شخص مات وهو غافل في قمة افراحه ومشاغل الدنيا
الموت اقرب لك من حبل الوريد
واللي بعد الموت لعظيم
العمل الصالح هو الذي يبقى
يارب اجعل قبري وقبور سائر المسلمين روضه من رياض الجنان
اللهم امين
وارحمنا برحمتك
جزاك الله خير

[لمسات احساس]

كلام رائع جدا .. مبارك لك هذا الحس الراقي.