[القلم السيال]

يعتبر كثير من المراقبين أن باكستان قدمت لأميركا حبل الإنقاذ المتمثل في أفغانستان، ولكن لم تلبث الأيام أن كشفت ان ذلك الحبل الذي أنقذ أميركا، يلتف الآن حول العنق الباكستاني ليخنق الدولة الإسلامية النووية الوحيدة ..
ومع إزالة الرتوش الإعلامية عن الصورة المزركشة، فإن حامد قرضاي الرئيس الأفغاني الجديد، ما هو إلا عميل للمخابرات الأميركية، اوشكت حركة طالبان الإسلامية أن تعتقله يوما وتحكم بإعدامه بتهمة الجاسوسية والخيانة، وعندما يتحول العميل إلى رئيس، يتنازعه الأمران، إلا أن قرضاي ينعم بصفاء نفسي كبير فيما يبدو، حيث آثر أن يقوم بالدورين معا، ومن متطلبات العمالة الهامة أن تُطوّع إمكانات الرئاسة لخدمة المصالح الأميركية، ومصالح أصدقاء أميركا، وهنا تلوح الدولة الإسرائيلية صاحبة الأطماع الواسعة، والتي تمتد هواجس ومتطلبات أمنها لتشمل أي دولة إسلامية في جميع أنحاء العالم .
ولم يحتج حامد قرضاي إلى وسيط لكي يقربه من المسؤولين الإسرائيليين، فقد التقى بنفسه مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتان شرانسكي، وتبادل الرجلان حديثا وديا، وأعرب كل منهما عن رغبته في تبادل المنفعة مع الطرف الآخر، وتم ذلك على هامش قمة آلما آتا في كازخستان والتي عقدت في الرابع من يونيو الحالي، وتحدث المسؤول الإسرائيلي عن تفاصيل ما جرى بينهما مؤخرا في إحدى الصحف الإسرائيلية ' فانستي ' ..
ونقلت السبيل الأردنية مقتطفات من حديث شرانسكي، والذي قال عن لقائه بقرضاي: ' لقد التقيت به، قرضاي رجل مهذب وأنيق وملتح، وقد اعتبره مصممو الأزياء الفرنسيون الرجل الأكثر أناقة في العالم، كما أننا جلسنا جنبا إلى جنب لالتقاط الصور، وجلس المندوب الفلسطيني على أحد جانبيه وجلست أنا على الجانب الآخر '، وأضاف : ' لقد قلت له يبدو أنك تتحدث الإنجليزية بطلاقة ولذلك دعنا نتعارف أكثر، فأجاب قرضاي : نعم ليكن ذلك، وبدأنا حديثا وديا جدا، وقلت له : بإمكاننا مساعدة أفغانستان في عدة مجالات، فأجاب قرضاي : أتوقع منك المساعدة، مساعدة إسرائيل، في كل شيء يتعلق بجهود أفغانستان في مكافحة الإرهاب '، وقال شرانسكي أنه كان قد كتب مقالا قبل أحدث سبتمبر، قال فيه انه يجب على أميركا أن لا تفرض ديكتاتورا في أفغانستان، وقال أن قرضاي قرأ مقالته وأعجبته، وأضاف : ' بعد ذلك أرسل وزير خارجيته إلي، وجلسنا في غرفتي، وتحدثنا هناك واتفقنا على ترتيبات في عدد من القضايا ' ..
وقال نائب شارون في معرض امتداحه لسياسة قرضاي وأسلوبه في الإدارة : ' قرضاي وضع إلى جانبه فريقا يحملون أفكارا غربية، وأفكارنا متطابقة في عدد من القضايا، ونرجو الله أن يساعده لتجاوز المشاكل المقبلة، وهي ضخمة بشكل لا يمكن تصوره، حيث 80 % من المخدرات المصدرة إلى أوروبا من أفغانستان، وهي بلا شك تجارة ضخمة، ثم يجب إعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي وإعادة إعمار البلاد، وفيما يتعلق بالتجارة والطرق والاتصالات والزراعة والتعليم، إسرائيل بإمكانها المساعدة في ذلك ' ..