[ابو أسيد]

~*¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم~*¤ô§ô¤*~
النــــــــــــــابغه الذبياني
توفي أوائل القر السابع الميلادي

كان النابغه من الطبقة الشريفة في قومه, اسمه زياد بن معاوية بن ضباب.يرتفع نسبه الى غيظ بن مره, ثم الى ذبيان, ثم الى غطفان,لذلك يعرف بالنابغة الذبياني تميزآ له من النابغة الجعدي. قيل :سمي النابغة لأنه قال الشعر بعد أن تقدمت به السن. أمه عاتكة بنت انيس من بني أسجع الذبيانيين , فهو ذبياني أبآ وأمآ. وكان يكنى بأبي أمامه وابي ثمامة.

اتصل النابغة ببلاط الحيرة عام92ق.هـ / 530م, في العام الذي توفي فيه المهلهل ليمدح المنذر بن ماء السماء. ولكن لما جاء عمرو بن هند الى عرش الحيرة(68ق.هـ / 554م) وقعت بينه وبين النابغة وحشه, فغادر النابغة الحيرة متوجهآ الى جلّق (حوران) ليمدح الغساسنة ثم توفي عمرو بن هند (53ق.هـ /569م), فعاد النابغة الى الحيرة واتصل بالنعمان ابي قابوس فمدحه وحظي عنده ونال من عطاياه شيئآ كثيرآ. ثم اتفق أن غضب النعمان ابو قابوس أيضآ على النابغة:قيل ان النابغة وصف المتجردة زوجة أبي قابوس, وقيل بل اتصل بأبي قابوس ان النابغة هجاه,وقيل بل كان ذلككله وشاية. وخاف النابغة فهرب من الحيرة الى بلاط الغساسنه وانقطع الى عمروبن الحارث وأخيه النعمان يمدحهما , فزاد ذلك في غضب أبي قابوس وأرسل اليه يعاتبه(( انك صرت الى قوم قتلوا جدي فأقمت فيهم تمدحهم)). ثم ان نفس النابغة نازعته الى عطايا النعمان أبي قابوس فأخذ بمدحه والأعتذار اليه. ولكن النعمان لم يرض عنه.

النابغة شاعر حضري لأنه عاش اكثر حياته في بلاط المناذرة وبلاط الغساسنة, ولذلك نجد في شعره رقة الحضاره من فصاحة في اللفظ وعذوبة وسهولة في التراكيب, واحتج من قدّم النابغى على غيرة من شعراء الجاهلية بأنه كان أوضحهم معنى, وأبعدهم غاية, كثير الفائدة( أي انه كثير المعاني في قليل التراكيب).قال عنه ابن رشيق(كان احسنهم ديباجة شعر وأكثرهم رونق كلام وأذهبهم في فنون الشعر وأكثرهم طويلة جيدة (أي قصائدة الطوال جياد) وأحسنهم مدحآ وهجاء وفخرآ. كان زهير والنابغة من عبيد الشعر,.... يتكلفان اصلاحة ويشغلان به حواسهما وخواطرهما بالتنقيح والتثقيف)).

اشتهر النابغة بالمديح والاعتذار, وهما فنان حضريان. ولقد تكسب بالشعر وألحف في التكسب حتى سقط في عيون معاصريه وفي عيون النقاد, وكذلك أذل نفسه في أعتذار للنعمان, ولكنه خلق في الشعر العربي فنآ جديدآ . رثاء النابغة قليل ولاعاطفة فيه اذ هو باب من ابواب مديحه يحلول ان يتكسب به ايضآ . وغزله تقليدي يأتي في مطالع القصائد.


من شعره:

اذا ماغزوا بالجيش حلق فوقهم ****** عصائب طير تهتدي بعصائب
يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم******* من الضاريات بالدماء الدوارب
فهم يتساقون المنية بينهم ***** بأيديهم بيض رقاق المضارب
ولاعيب فيهم غير ان سيوفهم***** بهن فلول من قراع الكتائب
بضرب يزيل الهام عن سكناته *** وطعن كأيزاغ المخاض الضوارب

ومن شعره في الأعتذاريات:

أتاني -أبيت اللعن- أنك لمتني **** تلك التي أهتم منها وأنصب
منبت كأن العائدات فرشنني**** هراسآ به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم أترك لنفسك ربية**** وليس وراء الله للمرء مذهب
ولئن كنت قد بلغت عني خيانة**** لمبلغك الواشي أغشى وأكذب
ملوك واخوان اذا ما اتيتهم**** أحكم في اموالهم وأقرب
فان أك مظلومآ معبدآ ظلمته*** وان تك ذا عتبى فمثلك يعتب


...... تحياتي ......