بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الى عشاق الحور العين...ومضى منشد الطائف .؟؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-10-2002, 04:07 PM   #1
أسامه القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 19
الى عشاق الحور العين...ومضى منشد الطائف .؟؟

الى عشاق الحور العين...ومضى منشد الطائف
ومضى منشد الطائف .. الحمد لله والصلا ة والسلام على رسوله وبعد: ففي كل يوم تخطف يد المنون بقدر من الله شابا , لا تعرف قدره إلا بعد أن يمضي فإذا به عملاقا يلبس أثواب شاب عادي بسيط في الطائف وفي عائلة فيها شباب متجه إلى ربه نشأ أحمد وترعرع, وأصبح الجهاد الأفغاني حديث السامر في الطائف بل في معظم المدن الإسلامية, ولم تكن أسرة أحمد بمعزل عن الأحداث العظام التي تهز الأرض بأسرها0 وأصبح الكلام عن الجهاد الأفغاني شغل هذه الأسرة الشاغل, خاصة وقد علم أبناؤها الحكم الشرعي للجهاد بأنه فرض عين بالنفس والمال ولاحاجة لاستئذان الوالدين, ولأخوة أحمد مكانة اجتماعية ووظائف حساسة في بلدهم. وأقبل أخ يكبره ليرى واقع الجهاد الأفغاني وطبيعته والدور الذي يمكن أن يؤديه فرأيت أحمد لأول مرة في مخيم صدى في رمضان سنة (6041ه-) كان معه أخوه الذي يكبره وهو موظف صاحب عيال جاءني وجلس في خيمتي التي تجاور خيمته وسألني عن حكم الجهاد الأفغاني بالنفس بأجبته: انه فرض عين ولا حاجة لاستأذان الوالدين واكتفى بهذا وعاد إلى بلده مزمعا على الإستقالة ثم التفرغ للجهاد وكان بجانبه شاب صغير دائم الإبتسامه فسألت عنه فعرفت أنه أخ لذلك الموظف المتزن الجاد فقلت له: أنت ليث وسميته ليثا . وتفارقنا في أواخر رمضان ودارت الأيام ورأيت أحمد في جاجي في المأسدة وفي وسط الثلوج عاد والحنين يشده إلى الشهاده والشوق يؤرقه للقاء الحور العين, وبقيت الأبتسامه والدعابة البريئة والمزاح الفطري الذي ينبعث من قلب بسيط ونفسية صافية لاتعرف التكلف وإلا الألتواء ولا تتصنع الإبتسامة الصفراوية فطرة سليمة وبساطة واضحة, وهمة عالية, هذه كانت خلاصة نفسية أحمد -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - وهذا قوام شخصيته0 والذين رأوا جاجي في وسط الشتاء يدركون ضخامة العناء الذي يكابده من يعيش هنالك, أن درجة الحرارة لتصل الى -02 - تحت الصفر المئوي ولقد رأيت الماء الساخن يتجمد مباشرة على وجهي ويتحول شعر اللحية بمجرد ملامسته الماء إلى قضبان جليدية على الوجه0 إن الحياة في تلك المنطقة في الشتاء من القساوة والشدة بحيث لا يحتملها إلا أفذاذ الرجال0 ولقد عشت بينهم قرابة عشرة أيام كنت أغبط هؤلاء الشباب على احتمالهم وصلابتهم وصبرهم, وكنت أعجب لاحتمالهم هذا الزمهرير الذي تلفح سبراته الوجوه حتى أثناء سطوع الشمس وقت الظهيرة0 وكنت أكبر في هؤلاء الشباب نشاطهم ودأبهم لايتوقفون منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس0 تراهم في أقرب نقطة إلى العدو ليس بينهم وبين مراكز الشيوعيين سوى ثلاثة كيلومترات ونصف في قمة منعزله عن المجاهدين حوالي (41) كيلو مترا . كنت أخشى أن يتخطفهم العدو والعدو أمامهم قوي وبأسه شديد وكانت التوجسات تقلقني عليهم وكانت المخاوف تنتابني كثير ا أن تحدث عملية إنزال مفاجىء عليهم فيمسكونهم أحياء فكنت أرجوهم أن يرجعوا قرب مقر المجاهدين ولكنهم يصرون على البقاء مهما كان الثمن ومهما جلت التضحية0 سألت أحدهم: ماذا لو هجمت القوة (والقوة تعني مئات الدبابات والناقلات تساندها الطائرات وراجمات الصواريخ) هل تنسحبون? فنظر إلى مبتسما وقال: سنتصدى لها بإذن الله ونرجعها, وعندها: جزيت على ابتسام بابتسام, وسألت آخر: ماذا لو جاءت القوة? فقال: الله في السماء ثم أبو عبد الله في الأرض وتركتهم وهم يوصلون الليل بالنهار ويعجلون في تحصين موقعهم, شباب مترفون, لم تعركهم الحياة بعد, ولم يصلب عودهم كما يجب ولكن الهمم تطاول السحاب وتناطح السماء0 وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام كانوا يقولون: لابد من إزالة قواعد الشيوعيين هذه ولا بد من تأمين الطريق المؤدي إلى لوجر وإلى كابل, وقلما تجد واحدا من هؤلاء الأبطال لا يشتغل, نزل سبعة منهم ونصبوا خيمة على بعد مائتي متر من قواعد العدو وأخذوا يترصدونه فعجبت من جرأتهم وصبرهم وثباتهم ومكثو طويلا والألسنة تلهج لهم بالدعاء: كأنما يردون الموت عن ظما أو ينشقون من البارود ريحانا كان أحمد يبحث عن الموت, لقد انتظر طويلا يريد أن يخوض معركة فدفعه الشوق إلى البحث عن مكان آخر غير جاجي فكان يقول: (هذه العملية ثم إلى قندهار) ولكنه كان يعلم أن الله يريد غير ذلك أن يختاره إلى جواره -إن شاء الله- وكما نأمل وندعوأن يكون الله قد تقبل شهادته0 كان ذا صوت ندي بالقرآن الكريم, وذا لحن شجي بالأناشيد فكان يروح عن إخوانه ويخفف من ثقل اللأواء عليهم ببعض الأناشيد كانت غرفة الطائف تشتاق إلى إمامته لهم في الصلاة, وكان الشيخ تميم يحب سماع صوته ويرتاح للصلاة وراءه, وعرفت فيما بعد أن له أشرطة تباع في الأسواق في الطائف وغيرها, وما أجمل الأذان من فم أحمد0 وقبل العملية بيوم كنت معهم وبت عندهم وحدثني أحد زملائه الذي حرس معه أن فترة الحراسة -ليلة الجمعة- قضاها بالتهجد0 وحدثني أبو فيصل: رأيت أحمد قبل شهر فأهداني مصحفا وقال بشرط: أن تدعوا لي بالشهادة كلما فتحته للتلاوة, لقد كان أحمد وأخوه محمد يعرفان في الطائف كلها بأنهما الدعاة فكانا دائبين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي صباح الجمعة (91) شعبان سنة (7041ه-) الموافق (71) أبريل (7891م) مر على شباب يتحدثون ويمزحون فقال لهم: اشتغلوا بذكر الله0 وقال لآخرين: اليوم الجمعة لا تنسوا قراءة سورة الكهف كان أحمد يحس -والله اعلم- أن هذا اليوم قد يكون آخر عهده بالدنيا فودع أخاه أبا حذيفة -من الطائف- قائلا سلم على والدي فإني اليوم شهيد0 واصطفت الجموع لتنطلق للعملية وبدأت الدموع الحرى تهطل من العيون وما أحر وما أمر لحظات الوداع خاصة وكل واحد يتوقع الا يرى أخاه بعد تلك اللحظة, ولكن بعض الشباب لم يستكملوا تدريبهم واستعدادهم بعد للقاء العدو فحرمهم المسؤول أن يشاركوا وصاروا يبكون ويرجون هذا وذاك أن يتوسط لدى المسؤول لعله يسمح لهم بالمشاركة0 ومضت الجموع وفي ساعة الإستجابة يوم الجمعة في السادسة مساء انفتحت النيران تحرق كل مكان وبدأت ارقب العملية والنيران تحرق مراكز العدو وتلتهم بألسنتها المتطاولة قواعدهم وكان أحمد في النقاط المتقدمه يرقب رماية مدفع (28) ويطل على أماكن سقوط القذائف, ويطلق أحيانا على المدفع, وانطلق إلى الأمام ليشفي صدره باحتراق أعداء الله وصاح (خوب) أي ممتاز, ومع غروب شمس يوم الجمعة انقطع صوت أحمد وناداه إخوانه ولم يرد عليهم واقترب يحيى من أحمد فوجده مضرجا بدمائه معفرا بالتراب طوبى لعبد آخذ بعنان فرسة في سبيل الله, أشعث رأسه مغبرة قدماه, إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع 0 ومضى ليث المأسدة, ووصل الخبر ونحن ننتظر أنباء المعركة عن كثب بأن أحمد على مدفع (28) قد استشهد وانفجر ابناء الطائف باكين لأنهم يعرفونه منذ نعومة إظفاره ثم بدأ الشباب يهنئون بعضهم بعضا باستشهاده ويتمنون أن يلقوا الشهادة ويتقبلها الله منه ومنهم واصطف الشباب يطالبون باحضار الجثة في بهيم الليل الداجي والقذائف تمطرالمنطقة بوابل نيرانها, واصروا على احضاره ليودعوه فقلنا لهم: من الخطر الآن أن نتحرك بسبب عدم وضوح الطريق ولأن المعركة شديدة وكذلك فإن السنة أن يدفن القتلى في مصارعهم (أماكن قتلهم), جاء في زاد الميعاد (3/412): (إن السنة في الشهداء أن يدفنوا في مصارعهم ولا ينقلوا إلى مكان آخر, فإن قوما من الصحابة نقلوا قتلاهم الى المدينه فنادى منادي رسول الله ص: بالأمر برد القتلى إلى مصارعهم)0 وتحت قذائف نيران العدو وفي جنح الظلام يتسلل بعض الشباب ويحضرون جثة أحمد, فوجدوه مبتسما كحالته التي فارق عليها الحياة0 ويشهد لي أبو حذيفة أنه شم رائحة طيبة تخرج من جسده وهناك ومقابل الغرفة التي كان يقيم فيها أحمد أثناء رباطه حفر الجدث (القبر) وحمله أبو حذيفة ليواري جثمانه الطاهر في التراب ويخلي بينه وبين رب العالمين والعيون لا تملك أن تمسك دموعها الهاتنه وإن كانت القلوب مستبشرة فرحة بهذا المصير الذي لقيه أحمد, وحق لأبي حذيفة ولأمثالة ممن عرفوا في حياة أحمد الناعمه والوادعه الهادئة وفي هذه اللحظات أن يمر في خيالهم صورة مصعب بن عمير وأن يودعوه بتلك الكلمات الخالدة التي ودع بها رسول الله ص مصعب يوم أحد: (لقد رأيتك في مكة وما في مكة شاب أرق حلة ولا أحسن لمة منك وها أنت الآن أشعث في بردة), فهنيئا للطائف بشهيدها ومنشدها ومؤذنها وهنيئا لوالدية وأقاربة الشهادة والشفاعة إن شاء الله ومضى ليث المأسدة, فهنيئا لأبيه وإخوانه الشفاعة, فهي مفخرة الدنيا وعزها ونعيم الآخرة وخلودها -إن شاء الله-. فيا أشقاء أحمد, طلال ويحيى وسعيد وعمر وعبد الوهاب ومحمد وبندر هذا الليث (أحمد) قد شق الطريق أما مكم فهل انتم على أثره سائرون ويا أصدقاء أحمد هذا أحمد قد مضى بعد أن شهد عليكم وأقام الحجة عليكم فليس لكم في القعود بعده عذر. ويا أرحام أحمد ما كان لكم أن تتخلفوا عن السبيل الذي ضمن الله سالكه في الدنيا والآخرة. وندعوا الله أن يجمعنا بأحمد في الفردوس الأعلى

منقول من كتاب الشيخ المجاهد عبدالـله عزام ......عشاق الحور.






.
__________________
هذا التوقيع هديه من أخي عاشق الحور..

اللهم أنصر شيخنا أسامة .. اللهم فك أسر المؤسورين في كوبا اللهم أرحم ضعفهم واجبر كسرهم ..... والله أكبر والعزة للأسلام
أسامه القصيمي غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)